الأمم المتحدة: سنناقش حقوق المرأة الأفغانية في اجتماع يضم 25 دولة بحضور «طالبان»

روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين للأمم المتحدة للشؤون السياسية (الأمم المتحدة)
روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين للأمم المتحدة للشؤون السياسية (الأمم المتحدة)
TT

الأمم المتحدة: سنناقش حقوق المرأة الأفغانية في اجتماع يضم 25 دولة بحضور «طالبان»

روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين للأمم المتحدة للشؤون السياسية (الأمم المتحدة)
روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين للأمم المتحدة للشؤون السياسية (الأمم المتحدة)

قالت مسؤولة أممية رفيعة المستوى، ستترأس أول اجتماع بين حكام «طالبان» في أفغانستان ومبعوثين من نحو 25 دولة، رداً على الانتقادات الحادة لاستبعاد النساء الأفغانيات، إن حقوق المرأة سيجري طرحها في كل جلسة.

وأكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، لمجموعة صغيرة من الصحافيين، أن الاجتماع الذي يستمر يومين، والذي سيبدأ الأحد، هو مشاركة أولية تهدف إلى بدء عملية تدريجية، بهدف رؤية «طالبان»، «في سلام مع نفسها وجيرانها، وتلتزم فيها بالقانون الدولي» وميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزّعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

يُعد هذا الاجتماع الثالث للأمم المتحدة مع المبعوثين الأفغان في العاصمة القطرية الدوحة، لكنه الأول الذي تحضره «طالبان»، إذ لم تجر دعوة الحركة إلى الاجتماع الأول، كما رفضت حضور الثاني.

وقالت ديكارلو، إن من بين الحاضرين الآخرين مبعوثين من الاتحاد الأوروبي، ومنظمة التعاون الإسلامي، والولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وعدداً من جيران أفغانستان.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة في حين تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المتزايدة على حقوق المرأة في أفغانستان (أ.ب)

جدير بالذكر أن حركة «طالبان» استولت على السلطة في أفغانستان عام 2021، إثر انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد عقدين من الحرب. لا تعترف أي دولة بالحركة رسمياً بصفتها حكومة لأفغانستان، وقالت الأمم المتحدة إن الاعتراف يكاد يكون مستحيلاً ما دام حظر تعليم الفتيات وتوظيفهن مستمراً وقائماً، ولا تستطيع النساء الخروج من دون رجل بصفته وصياً.

عندما التقت ديكارلو مع مسؤولين كبار من «طالبان» في كابل خلال مايو (أيار)، قالت إنها أوضحت أن المجتمع الدولي قلق بشأن أربعة أشياء: عدم وجود حكومة شاملة، وحرمان النساء والفتيات بوجه خاص من حقوق الإنسان، والحاجة إلى مكافحة الإرهاب، وتجارة المخدرات.

وقالت: «ستكون مسألة الحكم الشامل وحقوق المرأة وحقوق الإنسان بوجه عام جزءاً من كل جلسة. هذا مهم، وسنسمع عنه مراراً وتكراراً. أنا على يقين من ذلك».

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة في حين تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المتزايدة على حقوق المرأة في أفغانستان (أ.ب)

كانت منظمتا «هيومان رايتس ووتش» و«العفو الدولية» قد انتقدتا الأمم المتحدة، لعدم وجود نساء أفغانيات وممثلين عن المجتمع المدني على الطاولة مع «طالبان».

ووصفت ديكارلو الاجتماع بأنه حلقة ضمن عملية متواصلة، وأكدت قائلة: «هذا ليس حواراً بين الأفغان بعد. آمل أن نصل إلى ذلك يوماً ما، لكننا لم نصل حتى الآن».

فتيات صغيرات في إحدى المدارس التي تدعمها اليونيسيف في مقاطعة باكتيكا (أفغانستان)

وأعادت وزارة خارجية «طالبان»، الثلاثاء، تأكيد المخاوف التي يريدون إثارتها، ومن أبرزها القيود المفروضة على النظام المالي والمصرفي الأفغاني، وتنمية القطاع الخاص، ومكافحة الاتجار في المخدرات. وقالت ديكارلو إنهم أثاروا أيضاً هشاشة أفغانستان أمام تغير المناخ.

وقالت، إن المناقشات في اليوم الأول من اجتماع الدوحة، الأحد، ستركز على كيفية تفاعل العالم مع «طالبان» لتحقيق أهداف السلام والتزامها بالقانون الدولي وحقوق الإنسان. وتدعو التقييمات إلى عملية تدريجية، يتخذ فيها كل جانب إجراءات تتماشى مع تصرفات الطرف الآخر.

فتيات صغيرات يدرسن في مدرسة في مزار الشريف بولاية بلخ في أفغانستان (اليونيسيف)

وفي اليوم الثاني، سيناقش المشاركون القطاع الخاص، بما في ذلك تشجيع مزيد من النساء على الانضمام إلى القوى العاملة من خلال مشروعات التمويل الصغيرة، بالإضافة إلى جهود مكافحة المخدرات، مثل سبل العيش البديلة، ودعم مدمني المخدرات، حسب ديكارلو. وأضافت: «نأمل أن يحقق ذلك بعض التقدم، لكنه سيكون بطيئاً».

وأكدت أن الاجتماع لا يتعلّق بـ«طالبان»، ولا يعني أي اعتراف بحكام أفغانستان بصفتهم حكومة رسمية للبلاد. «هذا لن يحدث»، وفق تصريحات ديكارلو.


مقالات ذات صلة

بايدن يرفع كوبا عن اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقائه بقادة كوبيين أميركيين بالبيت الأبيض في واشنطن 30 يوليو 2021 (رويترز)

بايدن يرفع كوبا عن اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب

قال مسؤول أميركي رفيع المستوى، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي جو بايدن قرر رفع كوبا عن القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا قوى أجنبية تستخدم تطبيقات التواصل الاجتماعي لتجنيد سويديين ومنهم أطفال لشن هجمات عنيفة في البلاد (رويترز)

الشرطة: قوى أجنبية تجنّد سويديين عبر وسائل التواصل لشن هجمات

قالت مفوضة الشرطة الوطنية في السويد بترا لوند اليوم الثلاثاء إن قوى أجنبية تستخدم تطبيقات التواصل الاجتماعي لتجنيد سويديين ومنهم أطفال لشن هجمات.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
أفريقيا جنود من الجيش النيجيري خلال عملية عسكرية ضد «داعش» (صحافة محلية)

قائد جيش نيجيريا: استسلام 120 ألف مسلّح من «بوكو حرام» نصفهم أطفال

شنت جماعة «بوكو حرام» الموالية لتنظيم «داعش» هجوماً إرهابياً على مجموعة من المزارعين في ولاية بورنو، شمال شرقي نيجيريا، وقتلت أكثر من 40 مزارعاً.

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا مسؤولون أمنيون باكستانيون يقفون حراساً عند نقطة تفتيش خارج سجن أديالا في راولبندي في باكستان يوم 13 يناير 2025 (إ.ب.أ)

قوات الأمن الباكستانية تقتل 27 مسلحاً خلال مداهمة في بلوشستان

قال الجيش الباكستاني إن قوات الأمن داهمت مخبأ لمسلحين الاثنين وقتلت 27 عنصراً.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أوروبا الشرطة الالمانية في حالة استنفار (متداولة)

السلطات الألمانية تطلق سراح ليبي كان يشتبه بتورطه في أعمال إرهابية

أطلقت السلطات الألمانية سراح ليبي كان محتجزاً للاشتباه بتورطه في أعمال إرهابية.


روبيو سيقول أمام مجلس الشيوخ إنّ الصين «غشّت» لتصبح قوة عظمى

الرئيس المنتخب دونالد ترمب والسيناتور ماركو روبيو مرشحه لمنصب وزير الخارجية الأميركية (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس المنتخب دونالد ترمب والسيناتور ماركو روبيو مرشحه لمنصب وزير الخارجية الأميركية (أرشيفية - أ.ب)
TT

روبيو سيقول أمام مجلس الشيوخ إنّ الصين «غشّت» لتصبح قوة عظمى

الرئيس المنتخب دونالد ترمب والسيناتور ماركو روبيو مرشحه لمنصب وزير الخارجية الأميركية (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس المنتخب دونالد ترمب والسيناتور ماركو روبيو مرشحه لمنصب وزير الخارجية الأميركية (أرشيفية - أ.ب)

يعتزم مرشّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الخارجية ماركو روبيو أن يقول أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأربعاء خلال جلسة للمصادقة على تعيينه إنّ الصين «غشّت» لكي تصبح قوة عظمى وإنّ النظام الليبرالي العالمي «عفا عليه الزمن».

وبحسب مقتطفات نشرها مكتب روبيو (53 عاما) سيقول الوزير المقبل إنّ «النظام العالمي بعد الحرب لم يعفُ عليه الزمن فحسب، بل بات سلاحا يُستخدم ضدّنا». وسيضيف السناتور الحالي عن ولاية فلوريدا «لقد رحّبنا بالحزب الشيوعي الصيني في هذا النظام العالمي، فاستغلّوا كلّ فوائده ومنافعه لكنّهم تجاهلوا كلّ واجباتهم ومسؤولياتهم».

وروبيو المولود في ميامي لأبوين كوبيّين معروف بمواقفه المعادية لكلّ من الصين وإيران، ودعمه الراسخ لإسرائيل. ووزير الخارجية المقبل مؤيّد شرس لتايوان، وقد فرضت عليه الصين عقوبات بسبب معارضته الحادة لسياسات بكين في منطقتي شينجيانغ وهونغ كونغ.

وإذا صادق مجلس الشيوخ على تعيينه سيترأس روبيو أكبر شبكة دبلوماسية في العالم (أكثر من 55 ألف موظف) وسيكون أيضا وجه أميركا في الخارج. وستتمثّل مهمة وزير الخارجية المقبل بتنفيذ شعار ترامب «تحقيق السلام عبر القوة» وهو مفهوم قديم من مفاهيم السياسة الواقعية يريد الرئيس المنتخب نفض الغبار عنه.