«الإرهاب» يضربُ النيجر... والجيش يتعقبه في معاقله

مقتل نحو 30 متشدداً واعتقال 7 آخرين

معتقلون في عملية مكافحة الإرهاب في النيجر (صور نشرها جيش النيجر من عمليته العسكرية ضد الإرهابيين)
معتقلون في عملية مكافحة الإرهاب في النيجر (صور نشرها جيش النيجر من عمليته العسكرية ضد الإرهابيين)
TT

«الإرهاب» يضربُ النيجر... والجيش يتعقبه في معاقله

معتقلون في عملية مكافحة الإرهاب في النيجر (صور نشرها جيش النيجر من عمليته العسكرية ضد الإرهابيين)
معتقلون في عملية مكافحة الإرهاب في النيجر (صور نشرها جيش النيجر من عمليته العسكرية ضد الإرهابيين)

وجّه جيش النيجر ضربةً موجعةً لمجموعة إرهابية يعتقدُ أنها تابعة لتنظيم «القاعدة»، سبق أن نفذت هجوماً مسلحاً، يوم الثلاثاء الماضي، استهدف كتيبة من الجيش وقُتل فيه 20 جندياً على الأقل، حسب الرواية الرسمية.

عدد من القتلى والأسلحة المضبوطة (جيش النيجر)

وقال الجيش إن قواته لاحقت المجموعة الإرهابية، بعد أن نفذت الهجوم الدامي في قرية تاسيا، الواقعة غرب البلاد، بالقرب من الحدود مع دولتي مالي وبوركينا فاسو المجاورتين، وأكد الجيش أن سلاح الجو وجّه ضربات موجعة للمجموعة الإرهابية وهي تحاول الاختباء في منطقة داخل الحيز الترابي لدولة بوركينا فاسو.

وأضاف الجيش في نشرة دورية حول عملياته العسكرية أن القصف الذي شنه سلاح الجو أسفر عن مقتل نحو 30 من الإرهابيين، فيما تدخلت قوات خاصة على الأرض نجحت في اعتقال 7 آخرين، كما دمر عدداً من الأسلحة كانت بحوزتهم، ووسائل نقل واتصال.

موقع العملية العسكرية (جيش النيجر)

وأوضح الجيش النيجري أن الإرهابيين حاولوا الاختباء في منطقة كولوكو، وهي منطقة حدودية داخل تراب بوركينا فاسو، لكن الجيش لم يوضح إن كانت العملية جرت بالتنسيق مع السلطات في بوركينا فاسو، رغم أن البلدين وقعا اتفاقية للتعاون العسكري والدفاع المشترك العام الماضي، شملت معهما دولة مالي.

وقال الجيشُ إنه اعتقل أيضاً 7 إرهابيين كانوا يحاولون دخول سوق محلية في منطقة باندجو من أجل التزود بالمؤونة والغذاء، وعثر بحوزتهم على كميات من المواد الغذائية والأسلحة، وكميات أخرى من مخدر القنب الهندي.

وتأتي هذه العملية العسكرية بعد هجوم عنيف شنته مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم «القاعدة» ضد كتيبة تابعة لقوات الدفاع والأمن النيجرية بالقرب من قرية تاسيا، في منطقة تيلابيري غرب البلاد، مما أسفر عن مقتل 20 جندياً ومدني واحد.

جيش النيجر خلال دورية في منطقة تيلابيري (أ.ف.ب)

وهي المنطقة الأكثر خطورةً في المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، التي تعرف باسم مثلث «ليبتاغو غورما»، وتوصف بأنها الأخطر في عموم منطقة الساحل الأفريقي، بسبب وجود غابات وأنهار فيها، وغياب الجيوش الحكومية عنها، وانتشار شبكات الإرهاب والجريمة العابرة للحدود.

ويتزامن هذا التصعيد الإرهابي مع تغير كبير في المعطيات الجيوسياسية في المنطقة، خصوصاً بالنسبة للنيجر، التي توجهت نحو التعاون مع روسيا على غرار مالي وبوركينا فاسو، وطردت القوات الفرنسية والأميركية من أراضيها.

ويواصل الأمريكيون سحب قواتهم، البالغ عددها قرابة ألف جندي، كانوا في النيجر لمحاربة الإرهاب، وكانت آخر دفعة غادرت أراضي النيجر تتكون من 269 جندياً، ينسحبون بموجب اتفاق وقع في مايو (أيار) الماضي بين واشنطن والمجلس العسكري الحاكم بنيامي.

وأكمل الفرنسيون نهاية العام الماضي سحب قواتهم من النيجر، كما سحبت سلطات النيجر رخصة من شركة فرنسية كانت تستغل واحداً من أكبر مناجم اليورانيوم في العالم، ما يشكل تهديداً كبيراً للمصالح الفرنسية في المنطقة، حيث تعتمد المفاعلات النووية الفرنسية على يورانيوم النيجر بنسبة تزيد على الـ70 في المائة.


مقالات ذات صلة

تركيا أحبطت 70 هجوماً إرهابياً خلال 8 أشهر

شؤون إقليمية وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا (من حسابه في إكس)

تركيا أحبطت 70 هجوماً إرهابياً خلال 8 أشهر

نفّذت قوات الأمن التركية أكثر من 35 ألف عملية ضد التنظيمات الإرهابية في البلاد، أسفرت عن منع وقوع 70 هجوماً خلال الأشهر الـ8 الماضية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا عناصر مجموعة مسلحة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في النيجر (الشرق الأوسط)

جيش النيجر يعلنُ مقتل 100 إرهابي ويلاحق آخرين على حدود ليبيا

نجح جيش النيجر في تحييد أكثر من مائة إرهابي، فيما قُتل 12 جندياً خلال معارك مع «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا جانب من العاصمة باماكو خلال الهجوم (أ.ب)

77 قتيلاً على الأقل بالهجوم الإرهابي في باماكو

عادة ما تكون العاصمة المالية بمنأى عن هذا النوع من الهجمات التي تقع بشكل شبه يومي في بعض الأجزاء من الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (باماكو)
أفريقيا الجيش المالي يعلن سيطرته على الوضع في العاصمة باماكو (أ.ب)

جيش مالي يعلن الوضع في باماكو «تحت السيطرة» بعد هجوم تبناه متطرّفون

أعلن الجيش المالي، الثلاثاء، أنه سيطر على الوضع في العاصمة باماكو، مشيراً إلى إحباط عملية قام بها «إرهابيون» لمحاولة التسلل إلى أكاديمية لقوات الدرك.

«الشرق الأوسط» (باماكو)
شؤون إقليمية شرطة الطب الشرعي في موقع الهجوم بكنيسة «سانتا ماريا» يوم 28 يناير (أ.ب)

مخابرات تركيا توقف أحد مخططي الهجوم على كنيسة «سانتا ماريا»

كشفت المخابرات التركية عن القبض على أحد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، وقالت إنه شارك في التخطيط للهجوم على كنيسة «سانتا ماريا» الكاثوليكية الإيطالية في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

هيئة طبية: جدري القردة خارج نطاق السيطرة في أفريقيا

مريض يعاني من الجدري داخل مستشفى في جمهورية الكونغو الديمقراطية (أ.ف.ب)
مريض يعاني من الجدري داخل مستشفى في جمهورية الكونغو الديمقراطية (أ.ف.ب)
TT

هيئة طبية: جدري القردة خارج نطاق السيطرة في أفريقيا

مريض يعاني من الجدري داخل مستشفى في جمهورية الكونغو الديمقراطية (أ.ف.ب)
مريض يعاني من الجدري داخل مستشفى في جمهورية الكونغو الديمقراطية (أ.ف.ب)

حذرت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، اليوم الخميس، من أن تفشي جدري القردة في أفريقيا لا يزال خارج نطاق السيطرة، مضيفة أن الحالات لا تزال تتزايد في عدد من البلدان.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي المرض في الآونة الأخيرة حالة طوارئ صحية عامة مثيرة للقلق على المستوى الدولي بعد رصد المتحور الجديد.

وتواجه بلدان القارة صعوبة في الاستجابة لتفش جديد كبير في أعقاب جائحة «كوفيد - 19» التي كشفت عن ضعف أنظمة الرعاية الصحية التي لم تكن مستعدة للتعامل مع أزمة صحية عامة كبيرة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأظهرت بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أفريقيا أن عدد حالات الإصابة بجدري القردة في أفريقيا ارتفع 177 في المائة، كما زادت الوفيات 38.5 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقال جان كاسيا المدير العام للمراكز في إفادة أسبوعية عن تفشي المرض: «يمكننا القول اليوم إن جدري القردة ليس تحت السيطرة في أفريقيا. لا يزال لدينا هذا الارتفاع في الحالات الذي يثير قلقنا جميعاً».

وفي أسبوع واحد، وردت بلاغات عن 2912 حالة جديدة مقارنة بالأسبوع السابق، بما في ذلك دولة جديدة هي المغرب، التي أبلغت عن تسجيل إصابة واحدة، مما يؤكد انتشار المرض في جميع المناطق الأربع في القارة.

وذكرت مراكز مكافحة الأمراض أن 15 من أصل 55 دولة بالاتحاد الأفريقي أبلغت حتى الآن عن اكتشاف إصابات بالمرض.

وقال كاسيا إن رواندا بدأت حملة تطعيم، في حين من المقرر أن تبدأ جمهورية الكونغو الديمقراطية، مركز تفشي المرض، عمليات التطعيم في أوائل أكتوبر (تشرين الأول).