كارل ليفين وجيمس إنهوف
TT

تسليح أوكرانيا قضية تستحق الدعم

عندما تحدث الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أمام جلسة مشتركة للكونغرس عقدت الشهر الماضي، شكر الولايات المتحدة على المساعدة التي قدمتها في مواجهة الاعتداء الروسي، وفي الحقيقة بذلت أميركا، إلى جانب حلفائها في الناتو، الكثير. لكن طلب بوروشينكو منّا تقديم المزيد، حيث قال «البطانيات ونظارات الرؤية الليلية مهمة أيضا، ولكن لا يستطيع المرء الانتصار في الحرب بالبطانيات».
نعتقد أن الوقت قد حان لكي نضيف المساعدات العسكرية الدفاعية، ومنها الأسلحة، إلى الدعم الذي نقدمه إلى أوكرانيا.
هذه قضية تستحق الدعم. يواجه الشعب الأوكراني قوة متمردة مسلحة - مجهزة ومدربة ومدعمة من روسيا - وفي الفترة الأخيرة، تسعى القوات العسكرية الروسية ذاتها لأن تحقق بالقوة السيادة السياسية والاقتصادية التي يطمع بها بوتين. يقوض هذا الاعتداء السلام والاستقرار، ليس فقط في أوكرانيا، ولكن في أوروبا بأسرها، ويضع سابقة خاطئة في العلاقات الدولية.
من المهم أن نتذكر ما الذي أدى إلى التدخل الروسي: إنها المظاهرات الديمقراطية السلمية التي خرج فيها الشعب الأوكراني وأطاح بنظام فاسد موالٍ لموسكو. إن مساعدة أوكرانيا على تحقيق رغبتها في السلام والحرية ووحدة أراضيها والديمقراطية تدعم القيم التي تعتز بها الولايات المتحدة.
لقد اتخذنا، نحن وشركاؤنا في حلف الناتو، خطوات كبيرة في دعم أوكرانيا بتقديم أكثر من 100 مليون دولار من المساعدات العسكرية، وتم نشر قوات في أوروبا الشرقية وزيادة حجم التعاون العسكري. والأهم من ذلك هو أننا فرضنا مع حلفائنا الأوروبيين عقوبات اقتصادية مشددة ألحقت أضرارا بالاقتصاد الروسي، ودفعته نحو الركود، وأرسلت إشارة إلى بوتين بأنه لن يستطيع الاستفادة من القوة الاقتصادية الأوروبية من جانب بينما يعرض أوروبا للخطر في الجانب المقابل. ولكن لم تتضمن هذه المساعدات حتى الآن الأسلحة التي يحتاج إليها الجيش الأوكراني للدفاع عن ذاته. تعاني القوات الأوكرانية من وقوع عدد كبير من الضحايا بسبب نيران المدفعية، نتيجة للأسلحة الثقيلة التي قدمتها روسيا وربما تُشغلها نيابة عن المتمردين. في الوقت ذاته، أبدى بوروشينكو والجيش الأوكراني قدرة كبيرة على ضبط النفس أمام الاستفزازات الروسية، وأوضحوا أن هدفهم الوحيد هو الدفاع عن أراضيهم.
أظهرت القوات الأوكرانية إرادة للدفاع عن بلادها ضد المتمردين والقوات الروسية المتفوقة عليها؛ فما يحتاجون إليه ليس الإرادة ولكن الوسيلة. تخوض أوكرانيا مخاطرة كبيرة في دفع العدوان القادم من الدولة المجاورة التي تكبرها كثيرا، وتفعل ذلك من دون أن تتوقع أن تأتي قوات أميركية أو تابعة للناتو لمساعدتها. كذلك يتفهم الأوكرانيون أن الحصول على أسلحة إضافية للدفاع عن النفس يحتوي على مخاطر. نعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تبدأ في توفير أسلحة دفاعية من شأنها أن تساعد أوكرانيا على الدفاع عن أراضيها. قد تتضمن مثل تلك الأسلحة مضادات للدبابات لتساعد على مواجهة المدرعات ناقلة الجنود والذخائر والعربات ومعدات الاتصال الآمن التي تمد بها روسيا الجانب المقابل. لن يمثل ذلك تهديدا لروسيا إلا إذا شنت عدوانا آخر على أوكرانيا، بمعنى أن تلك الأسلحة فتاكة لكنها ليست استفزازية نظرا لكونها دفاعية. سوف يساعد هذا الدعم على تحقيق الحل الذي نسعى له نحن وأوكرانيا؛ وهو وقف إطلاق نار ممتد يؤدي إلى حل طويل الأجل يحترم سيادة أوكرانيا ومستقبلها وحريتها في تقرير مسارها الديمقراطي، الذي يشمل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها نهاية الشهر الحالي. وفي حين لا يوجد حل عسكري كامل لمشكلة سياسية، يمكن أن تساعد المساعدة العسكرية الأميركية الإضافية على تنفيذ حل سياسي برفع تكلفة أي اعتداء روسي.
يجب أن يكون إرسال أسلحة إضافية مجرد جزء من استراتيجيتنا، التي تجمع أيضا بين دعم الجهود الأوكرانية لإصلاح مؤسساتها السياسية والاقتصادية والحد من اعتمادها على الطاقة، واستمرار المساعي الدبلوماسية والضغوط على الاقتصاد الروسي. ولكن يجب أن تتضمن الاستراتيجية الأسلحة لمساعدة القوات الأوكرانية على الدفاع عن بلادها.

* خدمة «واشنطن بوست»