أشرف عبد الباقي لـ«الشرق الأوسط»: تحديتُ نفسي في «جولة أخيرة»

رحب بتعاونه مع مدرب تمثيل لأول مرة خلال تصوير المسلسل

عبد الباقي أبدى سعادته بالعمل مع الفنان أحمد السقا (الشرق الأوسط)
عبد الباقي أبدى سعادته بالعمل مع الفنان أحمد السقا (الشرق الأوسط)
TT

أشرف عبد الباقي لـ«الشرق الأوسط»: تحديتُ نفسي في «جولة أخيرة»

عبد الباقي أبدى سعادته بالعمل مع الفنان أحمد السقا (الشرق الأوسط)
عبد الباقي أبدى سعادته بالعمل مع الفنان أحمد السقا (الشرق الأوسط)

عَدّ الفنان أشرف عبد الباقي شخصية «تامبي» التي يجسدها في مسلسل «جولة أخيرة»، الذي يعرض حالياً، تحدياً كبيراً له مع نفسه، لأنها تمثل تركيبة جديدة عليه لم يقدمها من قبل.

وقال في حديثه مع «الشرق الأوسط» إنه «رحب بالعمل مع مدرب تمثيل لأول مرة خلال المسلسل، وأنه لا يشغله أن يؤدي دوراً أول، أو دوراً ثانياً، بقدر اهتمامه بتقديم شخصيات تنطوي على أبعاد إنسانية».

وكشف عبد الباقي عن أن «زوج ابنته مدرب ولاعب محترف لرياضة (إم إم إي) القتالية، وهو من عرّفه بهذه اللعبة»، ويقدّم عبد الباقي أداءً لافتاً لشخصية «تامبي» مدرب «شجيع» الذي يؤديه أحمد السقا، ويسعى المدرب لإعادته إلى حلبة السباق من جديد، جامعاً بين القوة بوصفه مدرباً لرياضة عنيفة، والضعف سواء لخوفه على «شجيع» أو حيرته في رحلة البحث عن ابنه.

الفنان اشرف عبد الباقي كما يظهر في شخصية {تامبي} (الشرق الأوسط)

وقال إن «تركيبة دوره كلها جديدة سواء رياضة الـ(إم إم أي) أو مشكلة الزهايمر أو إعادة (شجيع) للحلبة بعد توقفه طويلاً عن اللعبة»، وأبدى سعادته بالعمل الذي جمعه وصديقه الفنان أحمد السقا «ما جعل أجواء العمل رائعة».

وأوضح: «رغم معرفتنا الوثيقة فإننا لم نجتمع في عمل متكامل، فقد شارك ضيف شرف في فيلم (رشة جريئة)، وهو فنان كبير وإنسان جميل، وكانت مشاركتنا بـ(جولة أخيرة) فرصة رائعة، حيث ظللنا فترة طويلة نصور بلبنان، وكنا نستغل أي يوم دون تصوير لنلتقي وأطبخ لهم بنفسي، وعشنا أجواء جيدة داخل العمل وفي الكواليس».

أحب ما أفعله بعيداً عن المسميات والدور الجيد ليس بمساحته ولكن بتأثيره

وعن تعامله للمرة الأولى مع مدرب التمثيل رامي الجندي، ذكر عبد الباقي أنها «فكرة تطبق بالخارج أكثر من مصر، لكنها ظهرت أخيراً في مصر مع فنانين، وقد وجدنا أداءهم فارقاً، فلماذا لا نتعامل معهم؟».

وبشأن الإضافة التي شعر بها جراء هذا التعاون: «بالنسبة لتفاصيل الشخصية فقد صنع لها تاريخاً لم يكن موجوداً بالسيناريو، منذ كان (تامبي) صغيراً، هل كان لاعباً ثم أصبح مدرباً؟، وكرجل واثق؛ هل ينفعل عند الحديث، إضافة إلى المعطيات الموجودة على الورق، مما أعطى الشخصية ملامح خاصة، ساهمت في بلورتها ومن ثم أتقنتها».

شخصيته بالمسلسل تحمل أبعاداً إنسانية (الشرق الأوسط)

وكشف عبد الباقي عن كيفية استعداده للشخصية والتعرف على هذه الرياضة القتالية، مرجعاً الفضل في ذلك لصدفة غريبة: «قبل عام تزوجت ابنتي الوسطى من شاب يعمل مدرباً لهذه الرياضة، وعرفتها لأول مرة منه، وحضرت معه مباريات، وكنت أسأله عن أحكام اللعبة، وحينما عُرض علي المسلسل كانت لدي معلومات كافية عنها».

ويتابع: «غير أن العمل لا يركز على المباريات بشكل كبير بل على الجوانب الإنسانية لأبطاله وعلاقة تامبي بزوجته التي انفصل عنها، وكذلك علاقته بـ(عالية)، التي تؤدي دورها أسماء أبو اليزيد، وأحداث مهمة تجعل المشاهد يرتبط بها ويترقب معرفة المزيد عنها، أما عن مشاهد التدريب والمباريات فقد وفر لنا الإنتاج والإخراج مدربين حقيقيين وجدوا معنا خلال تصويرها».

أجواء العمل رائعة وكنا نستغل أي يوم دون تصوير لنلتقي وأطبخ لهم بنفسي

وأثنى نقاد ومتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي على البعد الإنساني في شخصية «تامبي» رغم عدم ظهور تفاصيل كثيرة كخلفية لها، وينسب عبد الباقي ذلك لسيناريو المسلسل الذي كتبه أحمد ندا، مؤكداً أنه «سيناريست شاطر، جعل المشاهدين يتوقعون طوال الوقت أحداثاً قبل التعرف على الحقيقة بشكل تدريجي عبر الحلقات، وأجاد البناء الدرامي بعيداً عن رحلة نجاح لاعب يتطلع للعودة للملاعب».

مع ابنته المخرجة زينة خلال حضورهما حفل جوائز {جوي أووردز} (الشرق الأوسط)

ورغم أن شخصيته بالمسلسل جاءت بعيدة عن الكوميديا، لكنه أضفى عليها ملمحاً كوميدياً، يوضح الفنان أن «(تامبي) شخصية طبيعية بها الجانب الإنساني، لكنها ليست كوميدية، وإنما ثرية بملامح عديدة وهذا أكثر شيء جذبه لها، كما أن الكوميديا نابعة من مواقف درامية»، بحسب قوله.

ويشيد عبد الباقي بالمخرجة مريم أحمدي، قائلاً: «هي مخرجة ممتازة، بداية من اختيارها لموضوع صعب، به مشاهد (أكشن)، تنفيذها ليس سهلاً على مخرجة، لكنها استعانت بمحترفين، وحينما بدأتُ مشاهدة الحلقات تأكدت أنها صنعت حالة فنية ناجحة».

شخصية «تامبي» ثرية بملامح عديدة وهذا ما جذبني لها

وحول قيامه بالبطولة الثانية في المسلسل، يوضح وجهة نظره ببساطة: «لا بد أن يكون الفنان محباً لما يفعله بعيداً عن المسميات، المهم نتيجته، وبشكل عام، وبعيداً عن مسلسل (جولة أخيرة)، فالدور الجيد ليس بمساحته ولكن في تأثيره، حتى لو كان بمشاهد قليلة يترقبها الجمهور أفضل من ظهوري طوال الوقت بلا تأثير».

عبد الباقي على أحد بوسترات مسلسل {جولة أخيرة} (الشرق الأوسط)

وعن عرض المسلسل على منصة «أمازون برايم» كأول عمل عربي، قال: «طوال الوقت نرى الجديد ونستغربه ثم نتقبله ويصبح واقعاً، فنحن لم نتخيل وجود منصات رقمية قبل عشر سنوات، لكنها نجحت وقدمت الحلقات القصيرة التي اتجهت إليها أغلب مسلسلات رمضان»، واعتبرها «تطورات إيجابية حتى في أسلوب الفرجة الحالية، فأصبح المشاهد يمارس حريته ويشاهد العمل في الوقت الذي يلائمه».

وكان أشرف عبد الباقي قد حضر أخيراً حفل توزيع جوائز «جوي أووردز» برفقة ابنته المخرجة الشابة زينة، التي تستعد لعرض أول أفلامها الطويلة، مؤكداً أنه «كان حفلاً مبهراً وشهد تكريم فنانين من كل أنحاء العالم، وتكريمات مصرية، كما أن الفنانين السوريين كرموا بشكل جيد، والسعوديين أنجزوا أعمالاً جيدة استحقت جوائز».


مقالات ذات صلة

«سلمى»... نهاية صادمة مقابل أداء تمثيلي متقن

يوميات الشرق الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)

«سلمى»... نهاية صادمة مقابل أداء تمثيلي متقن

استغرب متابعو المسلسل المعرّب «سلمى» نهايته الفاترة وغير المتوقعة، فخاب أمل المشاهد العربي بعمل درامي أغرته قصّته الإنسانية.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الفنانة صابرين تميزت بأدوارها المتنوعة (صفحتها على فيسبوك)

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: قرار ابتعادي عن الغناء الأصعب بحياتي

أعربت الفنانة المصرية صابرين عن سعادتها بعرض أحدث أفلامها «بنات الباشا» في الدورة الأحدث لمهرجان «القاهرة السينمائي» الدولي بقسم «آفاق السينما العربية».

مصطفى ياسين (القاهرة )
يوميات الشرق الممثلان معتصم النهار وأندريا طايع، بطلا مسلسل «مش مهم الإسم» (شركة الصبّاح)

«مش مهم الاسم»... مُخرجة المسلسل تتحدّث عن الكواليس والممثلين

مخرجة «مش مهم الاسم» ليال م. راجحة تشاركنا تفاصيل التحضير للمسلسل والتعاون مع الثنائي معتصم النهار وأندريا طايع.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الفنانة المصرية عبلة كامل (قناة النهار)

احتفاء واسع في مصر بكسر عبلة كامل عزلتها الطويلة

احتفى مصريون برسالة الفنانة عبلة كامل التي كسرت من خلاها عزلتها الطويلة التي أثارت الكثير من التكهنات والتساؤلات حول حياتها الخاصة واعتزالها الفن.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق هنيدي خلال رقصه مع ابنته (الشرق الأوسط)

حفل زفاف ابنة محمد هنيدي يخطف الأنظار في مصر

تحول حفل زفاف فريدة، ابنة النجم محمد هنيدي، إلى حديث الجمهور في مصر، بعدما امتلأت ليلته بلحظات إنسانية صادقة جمعت بين الفرح والتأثر.

أحمد عدلي (القاهرة )

عمرو سليم لـ«الشرق الأوسط»: أفكر في العودة إلى التلحين

يتحدث للجمهور في أحد حفلاته (الشرق الأوسط)
يتحدث للجمهور في أحد حفلاته (الشرق الأوسط)
TT

عمرو سليم لـ«الشرق الأوسط»: أفكر في العودة إلى التلحين

يتحدث للجمهور في أحد حفلاته (الشرق الأوسط)
يتحدث للجمهور في أحد حفلاته (الشرق الأوسط)

قال الموسيقار وعازف البيانو المصري عمرو سليم إن بينه وبين المطرب مدحت صالح كيمياء خاصة جعلتهما يشكلان ثنائياً ناجحاً في الحفلات الغنائية، وأضاف في حواره مع «الشرق الأوسط» أنه عمل في مجالات الموسيقى كافة (التأليف والتلحين والعزف)، كما كَوّن فرقة موسيقية، لكنه يعشق العزف ويجد في لقاء الجمهور وتجاوبه معه على المسرح سعادة أخرى، ولفت إلى أن اهتمام الجمهور الشرقي بالغناء يسبق الموسيقى، ما يجعله أكثر تجاوباً في الحفلات الموسيقية، ووضع سليم الموسيقى التصويرية لأفلام سينمائية عدة من بينها «الوزير جاي»، و«الاتحاد النسائي»، و«الهروب إلى القمة».

وقدم الثنائي «صالح وسليم» حفلاً بالقاهرة 12 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

عمرو سليم ومدحت صالح يكمل كل منهما الآخر (الشرق الأوسط)

ويستعيد عمرو سليم بداية تعارفه مع مدحت صالح، حيث التقيا لأول مرة بمسرح «البالون» نهاية سبعينات القرن الماضي، مثلما يقول: «جمعتنا فرقة (أنغام الشباب) ثم كوّن كل منا فرقته الخاصة، وواجهنا مشكلات مع الفرق، فقال لي مدحت يكفي جداً هذا الوقت الذي لم نكن فيه معاً، ومن وقتها ارتبطنا بالعمل معاً ووجد كل منا ضالته في الآخر».

ويؤكد على أهمية هذه العلاقة الفنية: «أنا ومدحت نُكمل بعض، ومدحت يقول دائماً (نحن في مركب واحد)، ونجاح أي منا هو نجاح للآخر، ومدحت فنان مخلص لعمله، ولا ينكر جهود من معه، وكثيراً ما يتحدث عني أمام الجمهور ويفعل ذلك من قلبه، وحين نسافر معاً لا يصعد لغرفته قبل أن يتأكد من صعودي قبله وأن يطمئن لوجود من يساعدني، وأرى أنه شيء رائع يبث الطمأنينة».

وتنعكس هذه العلاقة الجيدة على حفلاتهما، حسبما يقول سليم: «هناك أشياء تحدث ليس لها تفسير عندي ولا عند مدحت، ورغم أنني لا أراه على المسرح، لكن قد تكون هناك مواقف مفاجئة تحدث مثل (قفلة أغنية) تستلزم نفساً طويلاً، وقد ينسى مدحت فيجدني قفلت معه بالدرجة نفسها، ما يؤكد أن بيننا (كيمياء) جعلتنا ننصهر وكل منا يدرك أن الآخر يقف في ظهره ويسانده».

يجد متعته في العزف (الشرق الأوسط)

وقدم عمرو سليم عدة حفلات موسيقية طوال العام الحالي بالإسكندرية ومهرجاني القلعة والموسيقى العربية، كما قدم أخيراً حفلاً بمتحف الحضارة، ويفسر سبب نشاطه بالحفلات الموسيقية بقوله: «لأنني أعشق عزف الموسيقى كما أن الجمهور أصبح أكثر وعياً بفكرة أن يحضر حفلاً موسيقياً وليس غنائياً، وهو ما شجعني أن أجرب فيها، وهناك حفلات أعزف الموسيقى لأغنيات خالدة وأجدهم يقومون بالغناء لأن الموسيقى في المجتمعات الشرقية تأتي بعد الطرب بكل ملحقاته، لذا أعزف موسيقى أغنيات يعرفونها ويرددونها، وأكون منسجماً معهم لأن الفنان يجد سعادته في تجاوب الجمهور».

وفي بداية مشواره كوّن سليم فرقة موسيقية وضم لها مطرباً ومطربة، ويقول: «قدمنا أغاني خاصة بنا، وكتب لنا شعراء على غرار رضا أمين وشوقي حجاب وحسام السيد أغنيات لاقت صدى واسعاً، وفي أوائل التسعينات لم تستطع المطربة الاستمرار بعد أن أنجبت طفلاً، ولم أجد بديلاً لصوتها، فتوقفنا عن الغناء».

«عادة لا أقدم أغنيات الجيل الحالي بل لمطربين لا تعرف الناس أعمالهم»

عمرو سليم

وخاض عمرو سليم مجال التلحين من خلال أغنيات لفرقته ولمطربين آخرين من بينهم محمد الحلو: «طلب مني أن ألحن له أغنية بعنوان (اسمك على جبيني)، واكتفيت بألحان الفرقة، لكن أصدقائي يُلحّون علي في العودة للتلحين، وقد أفعلها قريباً».

وألّف سليم الموسيقى التصويرية لأفلام عدة، وكانت البداية من خلال فيلم «الوزير جاي» حينما اتصل به الكاتب الراحل أحمد رجب وطلب منه أن يضع موسيقى الفيلم، ويقول سليم عن ذلك: «كنت قد لحنت أغنية للفرقة بعنوان (بحب ومعييش) من كلمات الشاعر رضا أمين، وهي تتحدث عن حال الشباب، وقد لفتت نظره وأبدى إعجابه بها وقال لي لدي فكرة فيلم لا أحد سواك سيقوم به، وكان هذا أول فيلم أضع موسيقاه، كما وضعت الموسيقى التصويرية لفيلم: (الاتحاد النسائي) لمديحة كامل و(الهروب إلى القمة) لنور الشريف، وفي كل هذه الأفلام فإن الأفكار هي التي تحركني، لكنني ابتعدت عن هذا المجال حينما وجدت أن موسيقى الفيلم يراها بعض المنتجين شيئاً هامشياً، بينما أنا أحترم عملي، ولا أحب الشعور في أي وقت بأنني كسبت من وراء عمل ولم أعطه حقه».

ورغم أنه يعزف في حفلاته لأغنيات عربية قديمة لكنه ضمن أعماله أغنية عصرية للمطرب اللبناني فضل شاكر، وعن ذلك يقول: «عزفت له أغنية (لو على قلبي) لأن كلامها جميل وبها ثيمة موسيقية جيدة، وهو فنان يملك موهبة كبيرة، وأنا عادة لا أقدم أغنيات مطربي الجيل الحالي، بل لمطربين الناس لا تعرف أعمالهم مثل أغنية (حارة السقايين) لشريفة فاضل التي يعتقد البعض أنها لمحمد منير».وينتمي عمرو سليم لعائلة شهيرة جمعت بين الطب والفن وكرة القدم، فعمه هو الكابتن صالح سليم، وابن عم والده هو المخرج أشرف فهمي، وكان الفنان هشام سليم ابن عمه وصديقه الأقرب، مثلما يقول: «كان بيني وبين هشام توافق مثير في طريقة تفكيرنا، وفي آرائنا في الفن والحياة، وكان الشبه بيننا كما لوكنا توأماً، لقد افتقدت توأمي لكنني أعزي نفسي بأنه ظل متمسكاً بمبادئه وأخلاقياته حتى رحيله، ولم يتنازل عنها تحت أي وازع».


شيراز لـ«الشرق الأوسط»: النجومية لا تكتسب بل تولد مع صاحبها

تستعد لإصدار ألبوم غنائي بالمصرية (شيراز)
تستعد لإصدار ألبوم غنائي بالمصرية (شيراز)
TT

شيراز لـ«الشرق الأوسط»: النجومية لا تكتسب بل تولد مع صاحبها

تستعد لإصدار ألبوم غنائي بالمصرية (شيراز)
تستعد لإصدار ألبوم غنائي بالمصرية (شيراز)

في كل مرة تبتعد فيها الفنانة شيراز عن الساحة الفنية تعود بعمل يفاجئ جمهورها وتتحوّل إلى حديث الناس. أخيراً أصدرت أغنية «بدّك تتحدّيني» من كلمات جويس عطا الله وألحان سعيد سرور، والمختلف في هذا العمل تقديمها له بثنائية مع الفنان أيمن زبيب. ومعاً ألّفا دويتو متناغماً، إنْ بطبقات الصوت أو بإطلالتهما. وعندما تسألها «الشرق الأوسط» من الذي اختار الآخر لهذا العمل تردّ: «لطالما كنت على تواصل مع الفنان أيمن زبيب. وأعدّ هذا التعاون بيننا طبيعياً وولد من صيغة فنية مشتركة بيني وبينه. فوضعنا معاً الخطوط العريضة له، ودرسناه بدقة كي يولد بشكله اليوم».

«بدّك تتحدّيني» جديدها مع أيمن زبيب (شيراز)

وتشير شيراز إلى أن موضوع الأغنية فكّرا به معاً. وطلبت من جويس عطا الله أن تكتب كلاماً محوره التحدّي بين حبيبين. وتتابع: «سبق وتعاونت مع جويس في أكثر من أغنية، فصارت تدرك تماماً كيف تترجم أفكاري على الورق. وفي هذا العمل كتبت كلاماً يصلح لدويتو بين فنانين، يرتكز على موضوع جديد يتناول الحب بأسلوب رومانسي. وفي الوقت نفسه تزوّد الأغنية سامعها بطاقة إيجابية، كونها تحكي عن السبل التي تؤدي إلى استمرارية العلاقة بين الشريكين».

الشراكة بين شيراز وأيمن زبيب لم تولد من فراغ، وتشير إلى أنها معجبة بصوته والعكس صحيح، وتجده من أصحاب أجمل الأصوات على الساحة الفنية. مضيفة: «لقد كان غائباً إلى حدّ ما عن الساحة الفنية مثلي، وعندما عرضت عليه موضوع الثنائية الغنائية معي تحمّس ووافق فوراً. ومعاً تشجّعنا للغناء بطريقة هادئة فيها الكثير من العاطفة الصادقة، فصوتينا متلائمين من حيث الطبقات ودفء النبرة. كما أن ألحان الأغنية وأسلوب توزيعها ساهما في ترك بصمة عند الناس».

تفتقد شيراز على الساحة الأعمال الغنائية الأصيلة (شيراز)

ارتبط أخيراً اسم الفنانة شيراز بالملحن والمغني المصري حسام حبيب. فهل هناك من تعاون قريب بينهما؟ تردّ لـ«الشرق الأوسط»: «بالفعل هناك تعاون بيننا سيترجم في أغنيات مصرية أصدرها قريباً ضمن ألبوم كامل. وربما نقدم على خطوة الدويتو معاً. فأنا من المعجبين بالخلفية الموسيقية التي يمتلكها، وكذلك بتجاربه الفنية الكثيرة والناجحة مع عدد من نجوم الغناء». وتتابع: «أشعر بأن ألحانه تليق بأسلوبي في الغناء وبصوتي، وهو يوافقني الرأي».

سبق وقدّمت شيراز ثنائية غنائية مع الفنان الإيطالي آدم كلاي بعنوان «سهّرت عيوني». واليوم تعيد الكرّة مع أيمن زبيب وفي المستقبل مع حسام حبيب. فهل بات هذا الأسلوب خطّاً تتبعه في مشوارها؟ توضح: «إن أي عمل فني جميل ويحمل الكلام واللحن المناسبين لا أتردد في تقديمه. لست من الفنانين الذين يفكّرون فقط بتسليط الضوء عليهم وحدهم. البعض انتقد عودتي في ديو وفضّل لو رجعت إلى الساحة بعمل من غنائي وحدي. ولكنني لا أفكر بهذه الطريقة أبداً وأحب التجارب الفنية الخارجة عن المألوف».

تعود شيراز إلى الساحة بعد غياب (شيراز)

وهل أنت من أقنع أيمن بهذه العودة أو أن العكس هو الصحيح؟ تقول: «لا أبداً الفضل لا يعود إلى واحد منّا. فقرارنا اتخذناه سوياً، وربما أنا أتحمّس للأمور أكثر منه. وعندما أرغب في إنجاز عمل لا أتأخر أبداً. قد أكون شكّلت لأيمن دافعاً لهذه العودة له على الساحة. ولكنه لم يغب يوماً عن إحياء الحفلات والمناسبات. وبقي مقصّراً، في إصدار أغنيات جديدة. والأهم هو أننا معاً، لامسنا قلوب الناس، ولاقينا محبة كبيرة اكتشفناها عبر تعليقات جمّة وردتنا على وسائل التواصل الاجتماعي. وأنا سعيدة جداً كوننا حققنا معاً النتيجة المرجوة».

وعن رأيها بالساحة الفنية اليوم تجيب شيراز في سياق حديثها: «لاحظت أن الغناء تحوّل إلى موضة.

وهناك أشخاص كثر يشكلون مواهب حقيقية. وفي المقابل تحضر فئة أخرى لا علاقة لها بالفن، ولكنها تصرّ على دخول مجاله. فالسوق تتلون بتنوع كبير اليوم، وما عادت تقتصر على أسماء مغنيين معينين».

ومن خلال متابعتك للساحة ما الانطباع الذي تركته عندك؟ «أقولها بصراحة مطلقة؛ إن الأغنية تفقد من بريقها. نستمع إلى عشر أغنيات كي نحظى بواحدة جيّدة. فالرائج اليوم هو الأغاني المرتكزة على كلام شعبي، وبالتحديد على عبارات نتداولها في أحاديثنا اليومية، ولكن هذا النوع من الأغاني لا يعيش طويلاً. والأجدى بنا العودة إلى الأصالة وإلى الأغنية المتكاملة. وتتألف من لحن وكلام يتركان أثرهما عند المستمع». وتعلّق: «بعضهم يلهث وراء الشهرة والنجومية السريعتين. ولكن برأيي أن النجومية لا تكتسب ولا تمنح، بل تولد مع صاحبها من اللحظة الأولى».

وتعتز شيراز بردود الفعل التي تلقتها حول أغنيتها «بدّك تتحدّيني». وتقول: «ما لفتني في هذه التعليقات هو تأكيد الناس لافتقادهم هذا النوع من الأغاني، فأدرجوها على لائحة الأعمال الفنية ذات العناصر المتكاملة. وهو ما تتطلّبه اليوم الساحة الفنية، في ظل إصدارات لا تفي بمضمونها شروط الفن الحقيقي».

وبالنسبة لأعمالها المستقبلية تؤكد شيراز أنها صوّرت مجموعة من الأغاني. وستقدم على إصدارها مع الوقت. وتعلّق: «لن أغيب بعد اليوم عن الساحة، وسأطل من خلال أغانٍ فردية، من بينها (يا ليل) وهي من كلمات جويس عطا الله، وألحان جان ماري رياشي، وقام بإخراجها كفاح الذي وقّع أيضاً أغنية (بدّك تتحدّيني) مع أيمن زبيب».

وعما إذا لديها النية في تقديم عمل فني استعراضي، تردّ: «الفكرة واردة، ولكن الأمر سيكون بمثابة عرض فني يشبهني. وأعمل حالياً على هذه الفكرة وأتمنى أن تصبح جاهزة قريباً».

وتختم شيراز حديثها متناولة الخط الموسيقي الذي تطمح لإبرازه بشكل واضح.

«لطالما عملت بجهد في مشواري وأتقّنت خياراتي. فأنا من الأشخاص الذين يحبون إنجاز الأعمال الفنية القريبة من الكمال. وربما من خلال اتباعي الخط الموسيقي الذي يليق بالساحة، قد أشجّع غيري وأحضّه على القيام به».

يذكر أن شيراز تحل ضيفة على قناة «الجديد» في مناسبة عيد رأس السنة، فيمضي معها محبوها سهرة ممتعة تقدم خلالها باقة من أغانيها المعروفة ومن بينها «بدّك تتحديني».


تامر نجم لـ«الشرق الأوسط»: عملت بجهد للوصول إلى مرحلة النضوج

انشغل تامر نجم بإقامة الحفلات ومجال التمثيل فتأخر بزوغ نجمه (المكتب الإعلامي للفنان)
انشغل تامر نجم بإقامة الحفلات ومجال التمثيل فتأخر بزوغ نجمه (المكتب الإعلامي للفنان)
TT

تامر نجم لـ«الشرق الأوسط»: عملت بجهد للوصول إلى مرحلة النضوج

انشغل تامر نجم بإقامة الحفلات ومجال التمثيل فتأخر بزوغ نجمه (المكتب الإعلامي للفنان)
انشغل تامر نجم بإقامة الحفلات ومجال التمثيل فتأخر بزوغ نجمه (المكتب الإعلامي للفنان)

قطع الفنان تامر نجم مراحل عدّة قبل أن يضع اليوم حجر الأساس لمسيرته الفنية، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، فقد أعدّ أغنيته الجديدة «يا هاك القلب» بإتقان، ليطوي من خلالها صفحة ويفتح أخرى. حمل موهبته الغنائية باكراً، وشارك في برامج المواهب التلفزيونية، فظهر في «استوديو الفن» كما في «ذا فويس». حلم وثابر، وبنى لمسيرة فنية تشبه روحه الشبابية، لكن الظروف عاكسَته وأخّرت بزوغ نجوميته حتى اليوم. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أقولها بصراحة: إن أغنية (يا هاك القلب) التي أصدرتها أخيراً تُعدّ البداية الصحيحة بالنسبة إليّ».

الأغنية من كلمات وألحان صلاح الكردي، وقد صوّرها في أستراليا. ويدور موضوعها في فلك الشجن والقوة، ليسرد من خلالها قصة حب رومانسية يتنقل فيها بين حالة الانكسار والقوة. فيعكس صورة الشاب الذي يواجه الفراق المرّ للمرة الأولى.

يطرح الأسئلة حول برامج المواهب الفنية ومستقبل المتسابق فيها (المكتب الإعلامي للفنان)

ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد عملت بجهد وصبر حتى بلغت اليوم مرحلة النضوج الفني. صرت أكثر اطّلاعاً على عالم الفن، وأدرك تماماً من أيّ باب يجب أن أدخله».

ويضيف: «عانيت كثيراً من تردّد بعض شركات الإنتاج في التعامل معي، ومن عدم احتراف مديري أعمال يبدّلون مواقفهم بين يوم وآخر. أخذتُ وعوداً كثيرة على محمل الجد، وصدّقت كلاماً اكتشفت لاحقاً أنه لم يكن سوى فقّاعات هواء. كما أن الأوضاع في بلدي لم تساعدني على اتخاذ خطوة جدّية، فتأخّرت ولادتي الفنية الحقيقية التي أطمح إليها».

لم يُضِيّع تامر نجم وقته في انتظار اللحظة المناسبة عقب صدور أغنيته «يا هاك القلب». فهو من الأسماء المعروفة في عالم الحفلات، حيث يحيي حفلات الزواج والمناسبات الاجتماعية المختلفة. ويقول: «هذا الأمر شغلني كثيراً، والتهيت بإحياء الحفلات وبأدوارٍ تمثيلية. وخلال ذلك الوقت، لم ألتقِ بالشخص القادر على منحي العمل الفني الذي يليق بي».

ويرى تامر نجم أن برامج المواهب التلفزيونية التي شارك بها شكّلت له نقطة انطلاق حقيقية. «لقد تعرّف الناس من خلالها إلى موهبتي الفنية. والتقيت بعمالقة الفن في (ذا فويس»، ولا يمكنني أن أنسى اللحظات التي جمعتني بالفنان كاظم الساهر عندما أثنى على أدائي. وهو ما أعدّه شهادة فخرية أحتفظ بها حتى اليوم».

أغنية «يا هاك القلب» جديد تامر نجم على الساحة الفنية (المكتب الإعلامي للفنان)

ويضيف: «عندما توجه لي صابر الرباعي بكلام جميل. وأكّد لي أني مشروع نجم واعد وصاحب صوت ممتاز، كانت لحظات زودتني بالقوة والثقة بالنفس. فحملت مسؤولية هذه الآراء على عاتقي كي أترجمها حقيقة على أرض الواقع».

ولكن في المقابل، يرى تامر نجم أن هذا النوع من البرامج يضع المشترك على مفترق طرق خطير. «عندما نتخرّج من هذه البرامج تكون أحلامنا كبيرة. فنتوقّع المساندة والدعم منها. ونعتقد بأن مشوارنا الفني بدأ. ولنكتشف بعدها أن أحلامنا ذهبت سدى. فالوقت كان يمرّ من دون تحقيق أي تقدّم على صعيد مشوارنا الفني». يكمل: «هنا لا بد من طرح السؤال الذي يراود كثيرين: ماذا بعد انتهاء مشوار المتسابق مع هذا النوع من البرامج؟ لماذا لا يتم مواكبته ودعمه؟ فهذا الإهمال يشعره بأنه متروك، فيؤخر من ولادة نجوميته».

يصف تامر نجم إطلالته بفيديو كليب «يا هاك القلب» بأنها تمثّله. «شبابية وبسيطة في آن واحد. تقصّدت عدم إدخال أي عناصر بصرية قد تشغل مشاهدها. فاخترت خلفية تصويرية هادئة بحيث تسهم في التركيز على أدائي ومعاني الأغنية».

وتقصَّد تقديم الأداء التمثيلي المناسب؛ لأنه يهوى التمثيل أيضاً.

أخذتُ وعوداً كثيرة على محمل الجد وصدّقت كلاماً اكتشفت لاحقاً أنه لم يكن سوى فقّاعات هواء

وبالفعل، كان تامر نجم قد لمع اسمه من خلال دور تمثيلي لعبه في مسلسل «ع اسمك»، من تأليف كلوديا مرشيليان، ومن بطولة كارين رزق الله، ونخبة من نجوم الشاشة المحلية.

ويعلّق على هذه التجربة: «لقد كانت تجربة رائعة تركت أثرها عند الناس، ولم أمر مرور الكرام فيها. لا أعرف كيف أقولها، ولكني أشعر بغصّة في قلبي اليوم، وسببها عدم الاهتمام بموهبتي التمثيلية من قبل شركات الإنتاج. فلقد نجحت بدوري وبقيت الناس تتحدث عنه لفترة طويلة. ولكن في المقابل لم ألق صدى إيجابياً أو عروضاً تمثيلية جديدة تترجم هذا النجاح. وهو ما دفعني لطرح علامة استفهام كبيرة عن السبب الذي يقف وراء هذا الإهمال لموهبتي التمثيلية».

يتابع تامر نجم الساحة الفنية عن كثب، ويستمع إلى إصداراتها في العالم العربي، فيطّلع على الأعمال المصرية واللبنانية؛ فهو صاحب خلفية فنية علمية. درس الموسيقى كما يعزف على آلتي العود والبيانو، ويقول إن ولعه بالموسيقى لا حدود له. ويصف الساحة الغنائية اليوم بالغنية، مضيفاً: «إنها متنوعة وترضي جميع الأذواق. لا أعلّق على مستوى الأغاني ما دامت تروق لشريحة لا يستهان بها من الناس، فجميع الفنانين يجتهدون ويبذلون الجهد لتقديم الأغنية الناجحة. بعضهم يفشل بذلك، وغيرهم ينجحون. وهذه هي حالة الساحة الفنية منذ بدايتها حتى اليوم. هناك قاعدة ذهبية لا تزال سارية المفعول حتى يومنا هذا، فالأغنية التي تعيش وتستمر لسنوات لا بد أن تكون الأصيلة».

وكأن تامر نجم يبدأ مشواره الفني اليوم من الصفر؟ فهل هذا صحيح؟ يردّ لـ«الشرق الأوسط»: «لا أبدأه من الصفر، ولكن من الباب المناسب. أمشي على السكة الصحيحة وكأني أبني لمشوارٍ جديدٍ». وإلى أين تريد الوصول؟ تسأله «الشرق الأوسط»، فيجيب: «أتمنى أن أصنع مسيرة فنية تليق بمن يسمع أغنياتي. فأوصل لهم ما أحبه بالفن كي يتذكروني على المدى الطويل، فأكون الفنان العربي الذي تفتخر به الساحة».