النيجر

تظاهر الآلاف في النيجر، أمس الأحد لليوم الثالث توالياً، مطالبين برحيل القوات الفرنسية، وهو مطلب النظام العسكري الذي وصل إلى السلطة بعد انقلاب 26 يوليو (تموز).

انقضت المهلة التي منحها المجلس العسكري في النيجر لرحيل السفير الفرنسي من البلاد، دون تحرّك من أي من الجانبين.

بلغ التوتر بين باريس ونيامي ذروته أمس، قبل ساعات من انتهاء مهلة النيجر لفرنسا لسحب قواتها المرابطة في البلاد. وأكّد وزير الدفاع الفرنسي، سباستيان لوكورنو،

تظاهر الآلاف السبت مجددا في نيامي للمطالبة برحيل القوات الفرنسية من النيجر، وهو مطلب النظام العسكري الذي وصل إلى السلطة بعد انقلاب

استبق وزير الدفاع الفرنسي انتهاء المهلة التي أعطاها المجلس العسكري النيجري لرحيل القوات الفرنسية بتأكيد أن باريس «ليست في وارد الخضوع» لمطالب الانقلابيين.

أدان النظام العسكري الحاكم في النيجر، الجمعة، ما وصفه بأنه «التدخل الإضافي» لفرنسا، وذلك بعد تصريحات أدلى بها الرئيس إيمانويل ماكرون.

أزاح الانقلاب العسكري في الغابون بقيادة الجنرال بريس أوليغي نغيما، رئيس الحرس الجمهوري السابق، الانتباه مؤقتاً عن تطورات المشهد السياسي المعقد في النيجر.

قال البيت الأبيض إنه ما زال يسعى إلى «حلول دبلوماسية قادرة على الصمود» للأوضاع في الغابون والنيجر.

جاء اقتراح بولا تينوبو الذي يتولى أيضاً الرئاسة الدورية لـ«إيكواس» (الخميس) على غرار ما فعلت نيجيريا في تسعينات القرن الماضي.

أعلنت الأمم المتحدة أنها تسعى للتواصل مع قادة الانقلاب العسكري في النيجر بعد أن علقوا عمل الوكالات التابعة لها ومنظمات أخرى في «مناطق العمليات» العسكرية.

اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، بعد عدة انقلابات في إفريقيا، أن «الحكومات العسكرية ليست الحلّ» لمشاكل الدول بل «تفاقمها».

بعد إعلان الإطاحة بالرئيس في الغابون، خرج الكثيرون للاحتفال في الشوارع وإعلان أنفسهم أحرارا من العائلة التي استمرت 55 عاما في الحكم. 

اقترح رئيس نيجيريا بولا تينوبو، الذي يتولى أيضاً الرئاسة الدورية لمجموعة «إيكواس»، الخميس، مرحلة انتقالية من 9 أشهر تمهد لعودة الديمقراطية في النيجر.

أشار الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية، في حديث، لـ«الشرق الأوسط»، إلى مخالفات انتخابية قبل الانقلاب بالغابون، ودعا إلى تغيير السياسة الأوروبية بأفريقيا.

قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في مؤتمر صحافي إن وزراء خارجية الاتحاد اتفقوا على البدء في صياغة عقوبات ضد الانقلاب العسكري في النيجر.

حالة غضب يعقبها تحرك للجيش، يحتجزون رئيس البلاد، يسيطرون على التلفزيون، ويعطلون الدستور، ثم يتعهدون بنظام ديمقراطي. هكذا هي الصورة النمطية لانقلابات أفريقيا.

أعلن العسكريون الحاكمون في النيجر أنهم «أمروا أجهزة الشرطة» بالعمل على «طرد» السفير الفرنسي في نيامي، وذلك في رسالة وُجهت إلى باريس.

اختلفت ردود الفعل العالمية على انقلاب الغابون عن الردود على انقلاب النيجر المهددة بغزو عسكري لإعادة الرئيس المعزول إلى منصبه والرجوع إلى الانتظام المؤسساتي.

أبدى وزراء من الاتحاد الأوروبي قلقهم العميق من ارتفاع عدد الانقلابات العسكرية في القارة السمراء، في الوقت الذي يبحثون فيه فرض عقوبات على انقلابيي النيجر.

قال المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في النيجر الشهر الماضي، في بيان، إن السفير الفرنسي لدى النيجر سيلفان إيت لم يعد يتمتع بالحصانة الدبلوماسية.

يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في إسبانيا، اليوم (الخميس)، لمناقشة كيفية الرد على الانقلاب الذي وقع الشهر الماضي في النيجر.

تبدو المصالح الفرنسية مستهدفة بالدرجة الأولى في الانقلابات التي عصفت بأفريقيا حديثاً.

بدأ «إعصار الانقلابات» يتحرك من غرب أفريقيا نحو وسطها، في طريقه لأن يجتاح مناطق جديدة من قارة لم تعرف الاستقرار منذ نهاية حقبة الاستعمار.

تتصدر أزمة النيجر المواضيع التي سيناقشها المجلس الأوروبي، إذ سيشارك في جزء من أعمال الاجتماع وزير الخارجية المخلوع حاسومي مسعودو.