مصطفى الآغا
TT

زعامة

الكل كان يعرف أن تتويج الهلال رسمياً بلقب دوري جميل السعودي كان مسألة وقت لا أكثر وكان السؤال: أمام مَن سيتوج الهلال؟
كانت الفرصة متاحة للهلال أمام الأهلي، ولكن الأهلي كان له رأي آخر فأجّل التتويج، لينتظر الهلاليون مواجهة الشباب الذي يقوده أحد أساطير الزعيم وهو الكابتن سامي الجابر، وللأمانة فقد كان استقبال الجماهير الهلالية لسامي قبل بدء المباراة استقبال الأهل لابنهم ومدربهم السابق، فبادلهم الوفاء والحب بالحب...
ولأنني أكتب في صحيفة عربية، لهذا فقد يختلف البعض معي وقد يتفقون على أن الدوري السعودي هو الأقوى عربياً بالتفاضل مع أشقائه المصري والتونسي والمغربي، وبدرجة أقل القطري والإماراتي، ولهذا فالتتويج الرسمي قبل نهاية الدوري بمرحلتين يعكس مدى ثبات مسيرة الهلال نحو اللقب، وربما يعود الأمر لأنه مؤسسة لا تعتمد على وجه رؤسائها ولا جنسيات مدربيها أو هوية محترفيها الذين يتفاوت مستواهم بين موسم وآخر، وهو السبب الوحيد برأيي لغياب اللقب عن الهلال ستة مواسم كاملة...
والتتويج قبل مرحلتين لا يعني أبداً أن المنافسة أقل من المستوى، بل كانت المنافسة كبيرة مع النصر والأهلي والاتحاد الذي واجه ظروفاً لو واجهها غيره لما بقي منافساً ولا تمكن من التتويج بلقب ولا حتى من البقاء في دوري الأقوياء، ولكن شخصية الاتحاد وجماهيره وصبر إدارته أمام (المصائب والبلاوي) التي ظهرت له من كل فج عميق مكنته من البقاء رقماً صعباً في كل البطولات.
هاشتاغ «صدارة بس» الذي ابتدعه الهلاليون عبر «السوشيال ميديا» تحول إلى «بطولة بس»، رغم أن الهلال ما زال يقارع على البطولة الأهم في نظر محبيه، وهي الآسيوية التي استعصت عليهم في السنوات الأخيرة، وربما يكون هذا الجيل وهذه التوليفة من اللاعبين قادرين على صناعة الفارق لهم، ولكني أقول إنها حتى لو تتمكن من ذلك فهم يستحقون الإشادة والمباركة على موسم توجوه باللقب الأطول بعد 24 مرحلة.
وسط الزحمة أحب أن أبارك أيضاً للسوري عمر خربين الذي أهدى الفوز باللقب لشعب بلاده الذي يرى فيه وفي زميله عمر السومة وبقية اللاعبين بسمة أمل وفرحة وسط بحور من الأحزان والآلام.
ألف مليون مبروك للهلال بطولة استحقها عن جدارة، وحظاً أوفر للبقية في القادم من البطولات.