أكّدت سلطات أديس أبابا أن تفشي فيروس «ماربورغ» في جنوب إثيوبيا بلغ درجة الوباء، وفق ما أعلن مركز «مكافحة الأمراض والوقاية منها» في منظمة الاتحاد الأفريقي، السبت.
وينتقل فيروس «ماربورغ»، الذي يُسبب حمى نزفية شديدة العدوى، عن طريق بعض أنواع الخفافيش، وينتمي إلى عائلة فيروس إيبولا نفسها. ويمكن أن يصل معدل الوفيات الناجمة عنه إلى نحو 90 في المائة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الجمعة الماضي، إن 9 حالات إصابة بفيروس «ماربورغ» على الأقل سُجِّلَت في جنوب إثيوبيا.
وأكّدت المنظمة، في بيان لها على موقعها الإلكتروني، أنها «تدعم إثيوبيا بفاعلية في جهودها لاحتواء تفشي المرض ومعالجة المصابين، وتساند كل الجهود المبذولة لمنع أي انتشار له خارج الحدود».
وتلقّى مركز «مكافحة الأمراض والوقاية منها» في أفريقيا، 12 نوفمبر (تشرين الثاني)، بلاغاً بشأن حالة اشتباه بحمى نزفية فيروسية. وتبلّغ المركز، يوم الجمعة الماضي، من وزارة الصحة الفيدرالية الإثيوبية والمعهد الإثيوبي للصحة العامة، بتسجيل تفشّي مرض فيروس «ماربورغ» في مدينة جينكا بالمنطقة الجنوبية.
وينتمي هذا الفيروس لعائلة «الفيروسات الخيطية»، التي تضم أيضاً فيروس «الإيبولا». وأكدت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، أنه «تم إرسال عينات من غينيا الاستوائية إلى مختبر في السنغال لتحديد سبب المرض، بعد تحذير من مسؤول صحي محلي الأسبوع الماضي».
وقالت المنظمة في بيان لها إن «هناك 16 حالة يُشتبه في إصابتها بأعراض تشمل الحمى والتعب والإسهال والقيء»، مؤكدة أنها «سترسل خبراء طبيين لمساعدة المسؤولين في غينيا الاستوائية على وقف تفشي المرض، كما أرسلت معدات واقية لمئات العمال».
فيروس نادر من الخفافيش
ومثل فيروس «إيبولا»، فإن فيروس «ماربورغ» ينشأ في الخفافيش، وينتشر بين الناس عن طريق الاتصال الوثيق بالسوائل الجسدية للأشخاص المصابين، أو الأسطح، مثل ملاءات الأسرّة الملوثة، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض بأميركا.
وجرى التعرف على الفيروس النادر لأول مرة عام 1967 في مختبرات بمدينة ماربورغ الألمانية، بعد أن تفشّى بشكل متزامن في المختبرات في ماربورغ بألمانيا وبلغراد. ووفقاً لتقرير نشره مركز «السيطرة على الأمراض» بأميركا على موقعه الإلكتروني، فقد أصيب 31 شخصاً بالفيروس أثناء إجراء الأبحاث على القردة، وتوفي 7، وتم إرجاع هذه الفاشية إلى القردة الخضراء الأفريقية المستوردة من أوغندا. لكن الفيروس ارتبط منذ ذلك الحين بحيوانات أخرى. وينتشر بين البشر في الغالب عن طريق الأشخاص الذين أمضوا فترات طويلة في الكهوف والمناجم التي تسكنها الخفافيش.
ولا يوجد راهناً أي لقاح أو علاج مضاد لهذا الفيروس، إلاّ أن الرعاية الداعمة عن طريق إعادة الترطيب الفموية أو الوريدية، ومعالجة أعراض محددة، تزيد من فرص النجاة، وفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». واختبرت رواندا لقاحاً تجريبياً العام المنصرم، وفّره «سابين فاكسين إنستيتيوت» في الولايات المتحدة.
وأفادت وزارة الصحة الإثيوبية، الجمعة، عبر «إكس» بأن «الفيروس الموجود في إثيوبيا ينتمي إلى سلالة مشابهة لتلك المسؤولة عن أوبئة في دول شرق أفريقيا الأخرى»، وأشارت الوزارة أيضاً إلى أنها تتخذ تدابير وقائية بالتعاون مع منظمات صحية أخرى، بالإضافة إلى تنسيق أنشطة الفحوص، وفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لتنزانيا أن أعلنت منتصف مارس (آذار) انتهاء وباء «ماربورغ» الذي أودى بحياة 10 أشخاص منذ يناير (كانون الثاني). أما رواندا، فأعلنت أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2024 انتهاء أول وباء من هذا النوع ضرب أراضيها وتسبب في وفاة 15 شخصاً.
وعلى الرغم من أن فيروس «ماربورغ» أقل شهرة من قريبه «الإيبولا»، فإن العلماء اكتشفوا فيروس «ماربورغ» قبل فيروس «الإيبولا» بنحو عقد من الزمان.
