تنتشر موضة جديدة للقهوة عبر الإنترنت، وقد تجعل مشروبك الصباحي أكثر نعومة دون الحاجة إلى إضافة السكر أو القشدة. هذه الصيحة الجديدة للقهوة لا تتطلب حبوباً باهظة الثمن، كل ما تحتاج إليه هو رشة ملح.
يؤكد المستخدمون، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية، أن هذه الإضافة البسيطة يمكنها تقليل المرارة، وتعزيز الحلاوة الطبيعية، ورفع مستوى فنجان القهوة العادي. ويقترحون طرقاً مختلفة لتطبيقها، منها رش الملح على مسحوق القهوة قبل تحضيرها، أو إضافة بضع قطرات من محلول ملحي، أو تقليب رشة صغيرة مباشرة في الفنجان بعد التحضير.
وفقاً للخبراء، لا يقتصر دور الملح على تتبيل الطعام فحسب، بل يوازن النكهات عند استخدامه باعتدال. في القهوة، تستطيع كمية صغيرة من الملح تحييد المرارة من خلال التأثير على مستقبلات التذوق معينة على اللسان، دون إخفاء النكهة الأصلية كما يفعل السكر والقشدة.
مميزات إضافة الملح للقهوة
وقد وجدت عدة دراسات على مر السنين أن الصوديوم يمكنه أن يخفف مرارة مركبات معينة، ويزيد من الإحساس بالحلاوة، ويحسن بشكل عام توازن النكهة الشاملة.
وقال إد مكورماك، مستشار علوم الأغذية من نيوجيرسي ومالك شركة «كيب كريستال براندز» التي تنتج مكونات الطهي: «رشة من أيونات الصوديوم تقضي على المرارة من خلال تثبيط المركبات الشبيهة بالكينين وتعزز الإحساس بالحلاوة، خصوصاً في البن الداكن».
وأضاف مكورماك، في حديثه لشبكة «فوكس نيوز»: «تأثير الملح في تليين المرارة وتحسين قوام القهوة ينبع من طريقة استثارة مستقبلات التذوق. إنه علم الغذاء يؤدي مهمته دون الحاجة إلى سكر».
من جانبها، أوضحت هيذر بيري، بطلة الولايات المتحدة مرتين في تحضير القهوة والرئيسة التنفيذية لشركة «كلاتش كوفي» في جنوب كاليفورنيا، أن كمية صغيرة فقط من الملح كافية للتأثير على مستقبلات التذوق وإشارة الدماغ بأن النكهة أصبحت أقل مرارة.
وقالت بيري، لشبكة «فوكس نيوز»: «لا تريد أن تطغى على نكهات القهوة، أو الأسوأ من ذلك، أن تتذوق فنجان قهوة مالحاً»، مضيفة أن حبوب القهوة عالية الجودة المحمصة حديثاً غالباً لا تحتاج إلى هذه الطريقة، وأكدت: «إضافة الملح قد تخفي طيف النكهات التي عمل محمص القهوة بجد لتحقيقها».
واختتمت بيري قائلة: «في النهاية، تبقى القهوة مسألة ذوق شخصي».
هل تساعد القهوة بالملح في ترطيب الجسم؟
على الرغم من أن بعض مستخدمي «تيك توك» يدّعون أن إضافة الملح قد تساعد في ترطيب الجسم، فإن خبراء الصحة يرون أن هذا على الأرجح غير مبني على أساس علمي.
وقالت جانيل بوبر، اختصاصية التغذية في كولورادو، لشبكة «فوكس نيوز» إن رشة الملح من غير المرجح أن تؤثر على تناول معظم الناس للصوديوم، لكنها حذّرت أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكلى من تجربتها.
ومقارنة بالسكر أو القشدة، أضافت بوبر: «الملح يضيف نكهة دون أي سعرات حرارية، لذا إذا كنت تتطلع إلى تقليل السكر أو السعرات الحرارية أو تركز على محتوى الدهون، فسيكون الملح أداة نكهة أفضل دون التأثير على الجوانب الأخرى».
بينما تبدو الفكرة جديدة للعديد من الأميركيين، فإن وضع الملح في القهوة ليس باختراع حديث على الإطلاق.
ففي تركيا، تلعب رشة الملح في القهوة دوراً رمزياً في طقوس الزواج التقليدية، وفقاً للتقارير. أما في فيتنام، يجمع مشروب «كافيه موي» (القهوة المملحة) الشعبي بين الإسبريسو والحليب المكثف المحلى وطبقة قشدة مملحة. وفي تايوان، أصبح مشروب «قهوة ملح البحر» المفضل في المقاهي.
وتظهر قوة تأثير إضافة الملح على النكهة أيضاً في المقاهي الفاخرة. فـ«مامان»، وهي سلسلة تأسست في نيويورك وانتشرت بشكل واسع في وقت سابق من هذا العام بسبب مشروب «لاتيه مملح بالطحينة»، تستخدم الملح في معظم شرابها المحلي الصنع للمشروبات.
أخبرت كايتلين بورك، مديرة المشروبات في «مامان»، شبكة «فوكس نيوز»: «عند إضافة الملح إلى طبق مالح أو حلو، فإنه يجعل النكهات أكثر ظهوراً، لذا إضافته ستجعل القهوة تمتلك نكهة أكثر اكتمالاً مما كانت تحتويه أصلاً».
وأوصت بورك باستخدام «فلور دي سيل» عالي الجودة وهو ملح بحر فاخر.






