دراسة تقلب المعايير... اختلافات بين الجنسين في الصحة العقلية

صورة تعبيرية من بيكسباي
صورة تعبيرية من بيكسباي
TT
20

دراسة تقلب المعايير... اختلافات بين الجنسين في الصحة العقلية

صورة تعبيرية من بيكسباي
صورة تعبيرية من بيكسباي

لا يزال العلماء في حالة جدل حول حقيقة الفروق بين الجنسين على صعيد الصحة العقلية، والإصابة بالمرض العقلي، وأظهرت دراسات عديدة لكبار العلماء انحيازات لصالح تفوق الذكور نفسياً وعقلياً عبر التاريخ، دون أدلة علمية ملموسة، قبل أن تشهد الأوساط العلمية قفزة كبيرة عبر الأبحاث لكشف حقيقة الفروق بين الجنسين.

اكتشف فريق من علماء الأعصاب والمتخصصين في السلوك، المرتبطين بعدة مؤسسات علمية في الولايات المتحدة الأميركية، وبالتعاون مع خبراء من نيوزيلندا وكندا، اختلافات بين هيكل الدماغ لدى الذكور والإناث، في المناطق المرتبطة باتخاذ القرارات ومعالجة الذاكرة والتعامل مع المشاعر.

ففي دراستهم المنشورة في «Proceedings of the National Academy of Sciences» قارن فريق الباحثين بين أكثر من 1000 تصوير دماغي لفهم أفضل لسبب تعرض الرجال والنساء لأنواع مختلفة من الأمراض الدماغية.

وأظهرت الأبحاث السابقة أن الأطفال الذكور يكونون أكثر عُرضة بـ3 مرات للتشخيص بالتوحد مع تقدّمهم في العمر مقارنةً بالأطفال الإناث، وهم أيضاً أكثر عرضة مرتين للتشخيص باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط «ADHD».

من ناحية أخرى، فإن الأطفال الإناث يكونون تقريباً أكثر عُرضة مرتين للتشخيص باضطرابات القلق أو المزاج في وقت لاحق من الحياة مقارنةً بالأولاد.

الفروقات الفيزيائية بين الجنسين

تساءل أطباء الصحة العقلية لسنوات عديدة عن سبب وجود هذه الفروقات، ويشتبه الكثيرون في أنها تعود إلى الفروقات الفيزيائية في الدماغ بين الجنسين.

ويعتقد فريق البحث أنهم قد يكونون قد وجدوا دليلاً على وجود مثل هذه الفروقات. ولتحديد الفروقات المحتملة بين الجنسين في الدماغ ركّز الباحثون انتباههم على مناطق المادة الرمادية تحت القشرية، التي ربطها باحثون سابقون بالصحة العقلية، بما في ذلك اللوزة الدماغية (Amygdala)، وهي منطقة في الدماغ تلعب دوراً هاماً في تنظيم العواطف والمشاعر واتخاذ القرارات، والمِهاد أو الثلاموس (Thalamus)، وهو كتلة كبيرة في المادة الرمادية في الجزء الظّهري للدماغ البيني، وهو جزء من الدماغ. وظائفه تتمثّل في إعادة بثّ الإشارات الحسية، على غرار نقل الإشارات الحركية إلى القشرة المخية، وتنظيم الوعي والنوم واليقظة، وقام العلماء بتحليل صور الرنين المغناطيسي لحوالي 1065 دماغاً من الذكور والإناث، باحثين عن فروقات في البنية الدقيقة للدماغ، مثل كيفية تركيز الخلايا، ترتيبها، أو حتى خصائصها الفيزيائية.

ووجد فريق البحث ما وصفوه بـ«فروقات كبيرة مرتبطة بالجنس في البنى الدقيقة»، وأشاروا إلى أن هذه التغيرات كانت واضحة حتى بعد تعديلها حسب العمر وحجم الدماغ نسبياً، كما وجد فريق البحث مقاييس انتشار في اللوزة الدماغية والمِهاد، ويعتقدون أنها قد تكون مرتبطة باضطرابات عقلية مثل القلق، والاكتئاب، ومشاكل متعلقة بالعلاقات الاجتماعية.

وأشار البحث إلى أن دراسة إضافية لصور الرنين المغناطيسي الانتشاري وفّرت رؤى أعمق حول الاضطرابات الدماغية المبنية على الجنس.


مقالات ذات صلة

ما هي «سادي»؟ جراحة إنقاص الوزن الجديدة التي تزيل 80 % من المعدة

صحتك جراحة إنقاص الوزن مصممة للأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة (رويترز)

ما هي «سادي»؟ جراحة إنقاص الوزن الجديدة التي تزيل 80 % من المعدة

في مقابلة جديدة مع كلوي كارداشيان، كشفت المؤثرة ريمي بدر عن أنها خضعت لجراحة إنقاص وزن جديدة، نتج عنها إزالة 80 في المائة من معدتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك مجموعة من حيوانات الألبكة تظهر في أحد المزارع بآيرلندا (رويترز)

علماء يستخدمون أجساماً مضادة من حيوانات الألبكة لصنع دواء جديد للإنفلونزا

يستخدم العلماء الأجسام المضادة المأخوذة من حيوانات الألبكة في دواء جديد لعلاج الإنفلونزا الوبائية، ضمن مشروع بقيمة 33 مليون جنيه إسترليني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشاكل النوم قد تؤدي إلى اختلال هرمونات مثل الكورتيزول (رويترز)

بعيداً عن تقليل الكافيين وممارسة الرياضة... 6 نصائح فعّالة لمكافحة الأرق

يُعدّ تقليل تناول الكافيين، والحدّ من الكحول، والإقلاع عن التدخين، والالتزام ببرنامج رياضي منتظم، خطواتٍ أولى رائعة نحو الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم زجاجات بلاستيكية كُتب عليها «زجاجة مُعاد تدويرها 100 %» من كوكاكولا موضوعة على رف في متجر في ماريلاند الولايات المتحدة 25 مارس 2025 (أ.ف.ب)

تقرير: «كوكا كولا» مسؤولة عن مئات آلاف الأطنان من نفايات البلاستيك في المحيطات

بحلول عام 2030، ستكون شركة «كوكاكولا» مسؤولة عن أكثر من 600 ألف طن من النفايات البلاستيكية التي تُرمى في المحيطات والممرات المائية في مختلف أنحاء العالم سنوياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك فقدان الوزن قد يكون ضاراً بالصحة (د.ب.أ)

متى يكون فقدان الوزن ضاراً بصحتك؟

كشفت دراسة جديدة عن أن فقدان الوزن قد يكون ضاراً بالصحة في بعض الحالات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ما هي «سادي»؟ جراحة إنقاص الوزن الجديدة التي تزيل 80 % من المعدة

جراحة إنقاص الوزن مصممة للأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة (رويترز)
جراحة إنقاص الوزن مصممة للأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة (رويترز)
TT
20

ما هي «سادي»؟ جراحة إنقاص الوزن الجديدة التي تزيل 80 % من المعدة

جراحة إنقاص الوزن مصممة للأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة (رويترز)
جراحة إنقاص الوزن مصممة للأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة (رويترز)

ضمن مقابلة جديدة مع كلوي كارداشيان، كشفت المؤثرة ريمي بدر عن أنها خضعت لجراحة إنقاص وزن جديدة، نتج عنها إزالة 80 في المائة من معدتها.

قالت بدر، البالغة من العمر 30 عاماً، خلال أحدث حلقة لنجمة تلفزيون الواقع من بودكاستها «كلوي في بلاد العجائب»: «تُسمى هذه الجراحة (سادي)»، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

ووفقاً لموقع «ميرسي» الطبي، فإن «سادي»، المعروفة أيضاً باسم Single Anastomosis Duodenal Switch، هي جراحة إنقاص وزن مصممة للأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة، أو سمنة من الدرجة الثالثة، أي أن مؤشر كتلة الجسم لديهم 40 أو أكثر مع «زيادة وزن لا تقل عن 100 رطل- أي 45 كيلوغراماً».

ويذكر الموقع الإلكتروني أن «إجراء (سادي) يجمع بين تكميم المعدة وتحويل مسار الأمعاء لتعزيز فقدان الوزن بشكل أكبر». ويضيف: «بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، قد يكون إجراء (سادي) بالمنظار الخيار الجراحي الأمثل لفقدان الوزن. فهو يؤدي إلى فقدان وزن يدوم لفترة أطول واستعادة أقل للوزن مقارنةً بأنواع جراحات السمنة الأخرى».

يشمل الإجراء إزالة 80 في المائة من المعدة لإنشاء «كمّ أنبوبي الشكل»، بالإضافة إلى فصل الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر) ونقله إلى أسفل المعدة قبل إعادة توصيله بالجزء السفلي من الأمعاء نفسها.

يؤدي تغيير وضع الاثني عشر إلى قطع الأمعاء الدقيقة إلى نصفين، مما يقلل بالتالي من امتصاص السعرات الحرارية، بحسب «ميرسي».

ووفقاً للجمعية الأميركية لجراحة السمنة والتمثيل الغذائي، أُجريت ما يُقدر بـ1600 عملية «سادي» في عام 2022، بزيادة عن 488 عملية في عام 2020.

تُجرى الجراحة أحياناً للأشخاص الذين خضعوا لجراحة تكميم المعدة لكنهم لم يفقدوا الوزن المتوقع أو استعادوا وزنهم، كما يقول «ميرسي».

تكميم المعدة هو إجراء منفصل لفقدان الوزن، يُزيل جزءاً فقط من المعدة، ويُعيد تشكيل الباقي على شكل أنبوب لاستيعاب كمية أقل من الطعام والحد من تناوله.

طُرِحَت تقنية SADI-S (مع تكميم المعدة) لأول مرة في الأدب الطبي على يد أندريس سانشيز بيرناوت وأنطونيو توريس عام 2007 بوصفها طريقة لتبسيط تحويل مسار القناة الصفراوية البنكرياسية بتقنية تحويل الاثني عشر (BD-DS).

يُضيف الخضوع لتقنية «سادي» بعد تكميم المعدة «تحويل مسار معوي، وقد يتضمن إعادة تشكيل تكميم المعدة» حسب احتياجات كل فرد.

بعد إجراء العملية، يجب على المرضى حجز مواعيد متابعة دورية طوال حياتهم. كما يُطلب منهم الالتزام بإرشادات غذائية صارمة يحددها فريق جراحة السمنة.

تشمل فوائد العملية تقليل كميات الوجبات، وتقليل الشهية، وتحسين عملية الأيض، وتقليل خطر الإصابة بقرحة المعدة.

كما يمكن أن تُسهم عملية «سادي» في «تخفيف أعراض أمراض مثل داء السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وانقطاع النفس الانسدادي النومي»، و«الحفاظ على الصمام البوابي (حيث يمر الطعام من المعدة إلى الأمعاء)، مما يُساعد على تقليل الارتجاع وتهيج المعدة»، وفقاً لـ«ميرسي».

مع ذلك، قد تُسبب «سادي» أيضاً العديد من المضاعفات، مثل النزيف/تجلط الدم، وانخفاض سكر الدم، وسوء التغذية، والجفاف، والفتق، وحصوات المرارة، وإصابات الطحال والأعضاء، ونقص الفيتامينات والمعادن.

بالإضافة إلى ذلك، قد تُسبب هذه العملية متلازمة الإغراق، وهي «حالة ينتقل فيها الطعام، وخصوصاً الأطعمة الغنية بالسكر، من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة بسرعة كبيرة بعد تناول الطعام»، وفقاً لـ«مايو كلينك».