دراسة علمية: «السيجارة الإلكترونية تُغيّر جينات فمك»

«دخان بلا لهب» يؤثر بصمت على الخلايا

دراسة علمية: «السيجارة الإلكترونية تُغيّر جينات فمك»
TT

دراسة علمية: «السيجارة الإلكترونية تُغيّر جينات فمك»

دراسة علمية: «السيجارة الإلكترونية تُغيّر جينات فمك»

في الوقت الذي يعتقد فيه كثيرون أن السجائر الإلكترونية تُمثّل «الخيار الأخف ضرراً» مقارنةً بالسجائر التقليدية، تأتي دراسة علمية حديثة لتقلب هذا التصوّر رأساً على عقب، محذّرة من آثار خفية قد تكون أكثر خطورة، خصوصاً على صحة الفم.

دراسة رائدة

وقد نُشرت في يونيو (حزيران) الحالي دراسة رائدة في المجلة الدولية «Journal of Pharmacy and Bioallied Sciences» (مجلة علوم الصيدلة والعلوم الحيوية المتحالفة)، لفريق بحثي من جامعة الخليج الطبية في عجمان بالإمارات، بقيادة البروفسورة سرى فؤاد البياتي، وبمشاركة الدكتورة دانية كمال صالح والفريق البحثي.

وبيّنت الدراسة أن العديد من المفاهيم المرتبطة بسلامة استخدام السجائر الإلكترونية بحاجة إلى مراجعة جذرية، خصوصاً فيما يتعلق بتأثيرها على صحة الفم والأنسجة المحيطة بالأسنان.

داخل قاعات الدراسة الجامعية

وأجرى الباحثون دراسة مقطعية تحليلية على عيّنة من 100 طالب وطالبة. وكان نصف المشاركين من مستخدمي السجائر الإلكترونية فقط، دون أي تاريخ سابق في تدخين التبغ التقليدي، في حين شكَّل النصف الآخر مجموعة ضابطة من غير المدخنين تماماً.

وطُلب من الطلاب ملء استبيان دقيق حول مشاعرهم وتغيُّراتهم الصحية بعد البدء باستخدام السيجارة الإلكترونية، ثم خضعوا لفحص سريري شامل، تلاه جمع مسحات من بطانة الفم واللسان لتحليلها مجهرياً، بحثاً عن أي مؤشرات خلوية تدل على تغيّرات مرضية أو التهابية مبكرة.

نتائج صادمة

وأظهرت الدراسة أن 62 في المائة من مستخدمي السجائر الإلكترونية يعانون من جفاف الفم، مقارنة بـ30 في المائة فقط من غير المدخنين. كما سجَّل الفريق البحثي معدلات أعلى من الشعور بلزوجة غير مريحة داخل الفم، وانبعاث رائحة كريهة لدى مستخدمي السيجارة الإلكترونية.

المجهر يكشف آثاراً خطيرة

لكن الأخطر لم يكن في الأعراض الظاهرة، بل فيما كشفه المجهر:

- رُصدت خلايا فموية تحتوي على نواتين بدلاً من واحدة، وهي سمة خلوية غير طبيعية تُثير القلق.

- لوحظت زيادة في حجم نواة الخلية، وارتفاع في نسبة حجم النواة إلى السيتوبلازم؛ وهما من المؤشرات المعروفة التي يستخدمها اختصاصيو علم الخلايا للكشف عن احتمالية التحول السرطاني المبكر.

- كما ظهرت في عدد من العينات أجسام دقيقة تُعرف بالميكرونوكلياي (micronuclei)، وهي شظايا نواة معطوبة تُشير إلى تلف جيني مبكر داخل الخلايا، وهو ما يعدّ ناقوس خطر على المستوى الجزيئي.

نتائج مقلقة

لماذا تُعد هذه النتائج مقلقة إلى هذا الحد؟ لأن التغيُّرات التي رُصدت لا تُرى بالعين المجردة، ولا يشعر بها المستخدم عادةً، لأنها بلا ألم، ولا نزيف، ولا حتى تقرّحات.

ومع ذلك، فإنها تنمو في الخفاء تغيُّرات خلوية صامتة قد تُشكّل أرضية خصبة لأمراض فموية مزمنة، أو ما هو أخطر من ذلك بكثير.

وأوضحت البروفسورة سرى فؤاد البياتي، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن هذه التجربة تُعد من الدراسات القليلة في المنطقة التي تجمع بين التحليل السريري والفحص الخلوي لمستخدمي السجائر الإلكترونية. وقالت في تصريح لوسائل الإعلام: «ما رأيناه تحت المجهر يُشبه بشكل مقلق ما نرصده لدى مدخني التبغ التقليدي... وهذا يُفنّد بشكل واضح الاعتقاد الشائع بأن السجائر الإلكترونية آمنة تماماً».

لا رائحة... لكن الأثر عميق

ما يُغري في السجائر الإلكترونية هو غياب الدخان الأسود ورائحة الاحتراق، فيبدو استخدامها مأموناً في البيوت والقاعات الجامعية والمقاهي، غير أن ما لا يراه الناس هو ما يحدث على مستوى الخلايا: تغيُّر بطيء، صامت، يتسلّل إلى بنية الفم، وقد لا يُكتشف إلا بعد أن يكون الأوان قد فات.

ولم تكتفِ الدراسة برصد هذه المؤشرات المقلقة؛ بل وجّهت نداءً صريحاً إلى السلطات الصحية لإطلاق حملات توعية مكثّفة، وحثّت المجتمع العلمي على إجراء دراسات طولية تتعقّب الأثر التراكمي لهذا «الدخان بلا دخان».

انتشار مقلق في صمت

ليست السجائر الإلكترونية ظاهرة غربية فقط، ففي العالم العربي، بدأت تنتشر بسرعة مقلقة، خاصة بين فئة الشباب، ففي السعودية، تُشير الدراسات إلى أن أكثر من ثلث الشباب الجامعي (نحو 36.6 في المائة) استخدموا السجائر الإلكترونية، فيما سجّلت بعض العينات أرقاماً صادمة تجاوزت 70 في المائة في فئات عمرية محددة.

وفي الإمارات، تجاوزت النسبة 38 في المائة بين طلاب الجامعات، في حين أظهرت دراسات أردنية أن الاستخدام بين الشباب تراوح بين 12 و39 في المائة. وفي مصر، قفزت النسبة إلى ما يقارب 58 في المائة، وسط انتشار واسع بين الذكور.

ورغم غياب اللهب والدخان الكثيف، فإن هذا «الدخان الرقمي» يجد طريقه بسهولة إلى البيوت والمقاهي والفصول الدراسية، مدفوعاً بوهم الأمان وعبَث التسويق عن مختلف النكهات. وتؤكد الأرقام أننا لا نواجه مجرد «موضة شبابية عابرة»، بل تحول سلوكي صامت، يُهدّد جيلاً كاملاً من الداخل.

تفاصيل الدراسة

-العنوان: «The Impact of Electronic Cigarettes on Oral Health: Analytic Cross-Sectional Study»

-الباحثون: د. سرى فؤاد البياتي (باحثة رئيسية)، د. شذى صباح الشربتي، د. إيمان هلال إبراهيم، د. سونيل بيلاپا، د. دانية كمال صالح

-المؤسسة: كلية طب الأسنان ـ جامعة الخليج الطبية، عجمان ـ الإمارات

-المجلة: «Journal of Pharmacy and Bioallied Sciences» (مجلة علوم الصيدلة والعلوم الحيوية المتحالفة)

- تاريخ النشر: 18 يونيو 2025.

حقائق

36.6 %

من الشباب الجامعي في السعودية استخدموا السجائر الإلكترونية

حقائق

70 %

من الفئات العمرية المحددة في السعودية استخدموا السجائر الإلكترونية


مقالات ذات صلة

منظمة الصحة: 15 مليون قاصر في العالم يدخنون السجائر الإلكترونية

صحتك ما لا يقل عن 15 مليون قاصر يدخنون السجائر الإلكترونية في أنحاء العالم (إ.ب.أ)

منظمة الصحة: 15 مليون قاصر في العالم يدخنون السجائر الإلكترونية

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الاثنين)، إن ما لا يقل عن 15 مليون قاصر تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً، يدخنون السجائر الإلكترونية في أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
صحتك السجائر الإلكترونية قد تصيبك بمقدمات السكري (أ.ب)

التدخين الإلكتروني قد يزيد من خطر الإصابة بمقدمات السكري

توصلت دراسة جديدة إلى أن تدخين السجائر الإلكترونية قد يزيد من خطر الإصابة بمقدمات السكري

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فتاة تستخدم أحد منتجات التدخين الإلكتروني بلندن (إ.ب.أ)

أطباء يحذرون: التدخين الإلكتروني قد يسبب ضرراً لا رجعة فيه لصحة الأطفال

دقّ عدد من الأطباء ناقوس الخطر بشأن ارتفاع مستويات التدخين الإلكتروني بين الأطفال حول العالم.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
صحتك فتاة تستخدم أحد منتجات التدخين الإلكتروني بلندن (إ.ب.أ)

من الربو لتعاطي المخدرات... التدخين الإلكتروني يعرّض صغار السن لمشاكل خطيرة

كشفت دراسة جديدة أن التدخين الإلكتروني قد يصيب الأطفال والمراهقين بمجموعة من المشاكل الصحية؛ من بينها الربو والالتهاب الرئوي ويزيد خطر تعاطيهم المخدرات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فتاة تستخدم أحد منتجات التدخين الإلكتروني في لندن (إ.ب.أ)

دراسة تحذر: السجائر الإلكترونية تحتوي على مادة أكثر حلاوة من السكر بـ 13 ألف مرة

حذرت دراسة جديدة من احتواء معظم السجائر الإلكترونية المنكهة الشائعة على مادة أكثر حلاوة من السكر بـ 13 ألف مرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

حرقة المعدة المتكررة قد تكون مؤشراً على حالة أخطر

«بوابة الحمض» قد تضعف عندما يرتخي الصمام المريئي السفلي أو يبقى مفتوحاً جزئياً (بكساباي)
«بوابة الحمض» قد تضعف عندما يرتخي الصمام المريئي السفلي أو يبقى مفتوحاً جزئياً (بكساباي)
TT

حرقة المعدة المتكررة قد تكون مؤشراً على حالة أخطر

«بوابة الحمض» قد تضعف عندما يرتخي الصمام المريئي السفلي أو يبقى مفتوحاً جزئياً (بكساباي)
«بوابة الحمض» قد تضعف عندما يرتخي الصمام المريئي السفلي أو يبقى مفتوحاً جزئياً (بكساباي)

بالنسبة لمعظم الناس، تُعدُّ حرقة المعدة عارضاً مؤقتاً ومزعجاً فحسب، ولكن استمرارها فترات طويلة قد يقود إلى مضاعفات أكثر خطورة، وقد يصل في بعض الحالات إلى مراحل ما قبل السرطان.

ووفق تقرير نشرته شبكة «فوكس نيوز»، يشير خبراء طبيون إلى أن نحو 10 في المائة من المصابين بالارتجاع المعدي المريئي المزمن (GERD) قد يُصابون بحالة تُعرَف بـ«مريء باريت»؛ حيث تُستبدل ببطانة الجزء السفلي من المريء خلايا غير طبيعية تكون أكثر عرضة للتحول السرطاني.

وتُظهر دراسات أن ما بين 3 في المائة و13 في المائة من المصابين بـ«مريء باريت» قد يصابون لاحقاً بسرطان المريء، بينما لا تتطور الحالة لدى الغالبية العظمى منهم.

متى يصبح الارتجاع الحمضي خطيراً؟

يقول اختصاصي صحة الجهاز الهضمي، الدكتور داريل جوفري: «المعدة مُصمَّمة للتعامل مع الحمض، أما المريء فليس كذلك». ويضيف: «في حالات الارتجاع، لا تكمن الخطورة في الإحساس بالحرقان في الصدر أو الحلق؛ بل في التدفق المستمر للحمض في الاتجاه الخاطئ».

ويوضح أن الصمام المريئي السفلي -الذي يصفه بـ«بوابة الحمض»- يمنع في معظم الأشخاص عودة الحمض إلى أعلى؛ إذ يُبقيه داخل المعدة التي تتمتع ببطانة سميكة من المخاط وخلايا متخصصة صُممت لحمايتها من تأثير الأحماض.

ويلفت الدكتور جوفري إلى أن «بوابة الحمض» قد تضعف عندما يرتخي الصمام المريئي السفلي أو يبقى مفتوحاً جزئياً، ما يسمح بارتداد الحمض إلى أعلى. ويوضح أن هذا الضعف قد يرتبط بنقص المغنيسيوم، وارتفاع مستويات التوتر، وتناول الكحول، وسوء النوم، والجفاف، وتناول الطعام ليلاً، وهي عوامل تُربك الهضم الصحي.

ويضيف أن وصول الحمض إلى المريء يهيِّج أنسجة لم تُصمَّم لتحمُّل الأحماض. ويقول: «في كل مرة يعود فيها الحمض بالاتجاه الخاطئ، يُحدث أذى تدريجياً يشبه حرقاً كيميائياً بطيئاً». ومع مرور الوقت، قد يؤدي هذا التهيُّج إلى تآكل البطانة، وتعزيز الالتهاب، وتغيير طبيعة الخلايا.

ويتابع: «هذه الخلايا الجديدة لم تعد خلايا مريئية طبيعية؛ بل تبدأ في التحول إلى خلايا تشبه بطانة المعدة؛ لأنها أكثر تحمُّلاً للحمض»، لافتاً إلى أن هذا التحول يُعرف باسم «التحوّل النسيجي» (Metaplasia) أو «مريء باريت».

وحذَّر من أنه مع بدء تغيُّر الخلايا يرتفع خطر حدوث طفرات إضافية، وإذا استمر هذا المسار فقد يتطور إلى «خلل التنسُّج» (Dysplasia)، وهي المرحلة التي تسبق سرطان المريء مباشرة.

وختم: «الخطر الحقيقي لا يكمن في الشعور بحرقة المعدة بحد ذاته؛ بل في التعرُّض المتكرر للحمض الذي يُجبر المريء على التكيّف بطرق لم يُصمَّم لها أساساً... ومعالجة الارتجاع من جذوره كفيلة بوقف هذه السلسلة كاملة، قبل أن تبدأ التغيُّرات الخلوية».

الرجال أكثر عرضة للخطر

وحذَّر الدكتور جوفري من أن الرجال عموماً أكثر عرضة لمخاطر الارتجاع الحمضي؛ إذ إنهم يستهلكون مخزون المغنيسيوم بوتيرة أسرع، ويميلون إلى تراكم دهون حشوية تضغط صعوداً على المعدة، كما يتناولون وجبات أثقل، ويُكثرون من الوجبات الخفيفة ليلاً. وأوضح أن هذه العوامل جميعها تُضعف «بوابة الحمض» وتُعطِّل الهضم الصحي.

وأضاف: «تناول الطعام خلال الساعات الثلاث التي تسبق الاستلقاء يكاد يضمن عدم إفراغ المعدة، وهو من أكبر مسببات الارتجاع الليلي». وتابع: «إلى ذلك، يتجاهل الرجال الأعراض في كثير من الأحيان، أو يُخفونها باستخدام مثبطات مضخة البروتون (PPIs) ومضادات الحموضة، بدل معالجة السبب الجذري».

وأشار جوفري إلى أن اجتماع هذه العوامل يخلق «عاصفة مثالية» من الالتهاب المزمن والضرر طويل الأمد.

علامات تحذيرية

توجد إشارات إنذارية تدل على أن الارتجاع الحمضي تجاوز كونه إزعاجاً عابراً وأصبح مستمراً ومزمناً. وقال جوفري: «إذا أصبح الإحساس بالحرقان أكثر تكراراً أو أشدَّ حدَّة، أو بدأ يظهر حتى من دون تناول طعام، فهذه علامة تحذير كبيرة يطلقها الجسم».

وأوضح جوفري أن صعوبة البلع، أو الإحساس بأن الطعام «عالِق»، أو بُحَّة الصوت المزمنة، أو السعال المستمر، أو الحاجة المتكررة لتنظيف الحلق، أو الشعور بوجود كتلة في الحلق، جميعها مؤشرات على أن الحمض يرتدُّ إلى مناطق لا ينبغي أن يصل إليها.

وحذَّر قائلاً: «ظهور تقرُّحات في الحلق، أو حتى في الفم، يُعدُّ علامة إضافية على أن الحمض يُحدث أضراراً حقيقية».

وأضاف أن «من أبرز إشارات الخطر أيضاً تحوُّل الارتجاع من حالة تُلاحظ أحياناً إلى شعور يومي أو ليلي، أو توقُّف مثبطات مضخة البروتون ومضادات الحموضة عن تقديم فائدة». ولفت إلى أن ذلك «يعني غالباً أن بطانة المريء متهيِّجة ومتآكلة، وربما بدأت بالفعل تشهد تغيُّرات على المستوى الخلوي».


ساعات ذكية تُساعد الآباء في التحكم بنوبات غضب الأطفال

ساعات ذكية تُساعد الآباء في التحكم بنوبات غضب الأطفال
TT

ساعات ذكية تُساعد الآباء في التحكم بنوبات غضب الأطفال

ساعات ذكية تُساعد الآباء في التحكم بنوبات غضب الأطفال

كشفت دراسة نفسية جديدة، نُشرت في منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي في مجلة الرابطة الطبية الأميركية «JAMA Network Open»، عن نظام تنبيه قام بتطويره باحثون في مايو كلينك Mayo Clinic، في الولايات المتحدة، يعتمد بشكل أساسي على الساعات الذكية للفت نظر الآباء، وتنبيههم عند ظهور أول علامات نوبة الغضب في الأطفال الذين يعانون من اضطرابات عاطفية، وسلوكية، ما يدفعهم للتدخل قبل تفاقمها.

ساعة ذكية وتطبيق هاتفي

في هذا النظام الجديد، ترصد الساعة الذكية التي يرتديها الطفل الإشارات الفسيولوجية للتوتر، والغضب، مثل ارتفاع معدل ضربات القلب، أو أي تغيرات تحدث في الحركة، وترسلها إلى تطبيق مزود ​​بتقنية لتحليل هذه البيانات الطبية بالذكاء الاصطناعي على الهواتف الذكية للوالدين، ويقوم التطبيق بالتنبؤ بالسلوك الغاضب الذي يمكن أن يقدم عليه الأطفال، ويرسل تنبيهاً فورياً للآباء، بحيث يمكنهم التواصل السريع مع طفلهم.

قام الباحثون بإجراء الدراسة على خمسين طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و7 سنوات، وكان جمعيهم تلقوا علاجاً نفسياً تفاعلياً بين الوالدين والأطفال في مايو كلينك على مدار 16 أسبوعاً، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين متساويتين، نصفهم ارتدوا الساعة الذكية، بينما استمر النصف الآخر في تلقي العلاج التفاعلي المعتاد.

تدخل الآباء السريع لتقديم الدعم النفسي

أظهرت النتائج أنه حتى التدخلات الصغيرة من قبل الآباء في الوقت المناسب كان لها أثر واضح في تغيير مسار نوبة الاضطراب العاطفي لدى الأطفال، حيث وفرت هذه اللحظات للوالدين فرصة التدخل السريع، وتقديم الدعم النفسي، من خلال الاقتراب من الطفل، وطمأنته، وتوجيه رد فعله بشكل صحيح قبل أن تتفاقم نوبة الغضب.

تقليل فترة نوبة الغضب

وجدت الدراسة أن الساعات الذكية ساعدت الآباء على التدخل قبل تفاقم نوبات الغضب في غضون أربع ثوانٍ فقط، وكذلك قللت من مدة نوبات الغضب الشديدة في حالة حدوثها، حيث استمرت لمدة 10 دقائق فقط في المجموعة التي ارتدت الساعة الذكية، مقارنة بـ22 دقيقة في المجموعة التي تلقت العلاج التفاعلي العادي، أي ما يقرب من نصف المدة، كما قلّت احتمالية استمرار نوبة الغضب لمدة 15 دقيقة أو أكثر بمعدل 3 مرات في هؤلاء الأطفال.

دقة تنبؤ عالية

أظهرت دراسة سابقة لنفس الفريق البحثي، منشورة في مجلة «علم الأدوية النفسية للأطفال والمراهقين»، أن الخوارزمية المستخدمة في الساعة الذكية قادرة على التنبؤ بالحالة السلوكية للطفل بدقة تصل إلى 81 في المائة، وبالتالي تستطيع هذه الخوارزميات تقديم إنذار مسبق قبل حدوث نوبة الغضب بفترة كافية.

أوضح الباحثون أن الساعات الذكية سوف تساهم في حل مشكلة كبيرة بالنسبة للآباء، نظراً لعدم استياء الأطفال من ارتدائها، حيث أوضح الباحثون أن معظم الأطفال ارتدوا الساعة الذكية تقريباً لنحو 75 في المائة من فترات الدراسة، ما يُشير إلى إمكانية توقع ارتدائهم لها باستمرار، وهذا سيفيد ملايين الأسر. ويوجد طفل واحد من بين كل خمسة أطفال في الولايات المتحدة يعاني من اضطراب نفسي، أو سلوكي، أو عاطفي تبعاً لبيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC.

علاجات مبنية على تحليلات متقدمة

رغم أن فكرة الساعة الذكية تبدو بسيطة، فإنها توفر علاجات مبنية على تحليلات متقدمة، لذلك من المتوقع أن تغير حياة العائلات التي تعاني من الأعراض السلوكية الحادة، ونوبات الغضب في الأطفال.

في النهاية، أكد الباحثون أنهم بصدد تحسين دقة نظام التنبؤ في الساعات الذكية في المستقبل، واختبارها على مجموعات أكبر، وتقييم فوائدها طويلة الأمد في الرعاية الروتينية للأطفال.


متى عليك التوقف عن تناول الطعام قبل النوم؟

الكافيين منبه يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن النوم (متداولة)
الكافيين منبه يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن النوم (متداولة)
TT

متى عليك التوقف عن تناول الطعام قبل النوم؟

الكافيين منبه يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن النوم (متداولة)
الكافيين منبه يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن النوم (متداولة)

ينصح الخبراء عادةً بالامتناع عن تناول الطعام خلال ثلاث ساعات قبل النوم للحصول على نوم هانئ، وتجنب مشاكل الجهاز الهضمي مثل الارتجاع الحمضي. لكن بالنسبة للبعض، يُعدّ تناول الطعام قبل النوم ضرورة.

تقول لورين تويغ، أخصائية التغذية المسجلة لدى «لورين تويغ نيوتريشن»، لموقع «هيلث»: «قد يؤدي تناول الطعام قبل النوم مباشرةً إلى زيادة السعرات الحرارية غير الضرورية، مما يُسبب زيادة الوزن، وارتفاعاً حاداً في مستوى السكر في الدم، وانخفاضاً في جودة النوم. أما بالنسبة للآخرين، فقد تُساعد وجبة خفيفة متوازنة في نهاية اليوم على كبح الشهية، وموازنة مستوى السكر في الدم، وبالتالي الحصول على نوم أفضل ليلاً».

قبل نومك بكم ساعة عليك التوقف عن تناول الطعام؟

أضافت تويغ: «إذا كنت تتناول الطعام قبل النوم مباشرةً، فمن المهم مراعاة أنواع الأطعمة التي تتناولها في المساء، والتأكد من أن هذه الوجبة الخفيفة غنية بالعناصر الغذائية المفيدة للنوم والصحة».

إليك بعض الإرشادات العامة حول الوقت الأمثل للتوقف عن تناول الطعام قبل النوم، بما في ذلك أنواع الأطعمة التي يجب الحدّ منها.

تعرف على فوائد القرنفل للنوم

الكربوهيدرات

نصحت كايت ريتشاردسون، اختصاصية التغذية المسجلة لدى مؤسسة «نيوتريشن أويرنس»، بموقع «هيلث» الإلكتروني، بتجنب تناول الكربوهيدرات الغنية بالعناصر الغذائية، مثل المعكرونة والخبز، قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل.

وأضافت: «قد ترفع الكربوهيدرات الغنية بالعناصر الغذائية مستوى السكر في الدم بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى اضطرابات النوم. أما الكربوهيدرات المعقدة، مثل الشوفان أو البطاطا الحلوة، فهي خيار ممتاز في وقت مبكر من اليوم».

البروتين

تشير ريتشاردسون إلى أن تناول كمية قليلة من البروتين قبل النوم، مثل قطعة صغيرة من الديك الرومي أو الدجاج، أمر جيد. لكن تناول كميات كبيرة منه قد يُرهق عملية الهضم ويؤثر سلباً على النوم.

وتنصح ريتشاردسون: «احرص على تناول الكمية الرئيسية من البروتين في وقت مبكر من اليوم».

الكافيين

حاول تجنب الكافيين بعد الساعة الثانية ظهراً. وأوضحت ريتشاردسون: «مع أن تحمل الكافيين يختلف من شخص لآخر، إلا أن معظم الناس يحتاجون إلى التوقف عن تناوله قبل العشاء بوقت كافٍ لتجنب اضطراب النوم».

الكافيين منبه يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن النوم ويغير عادات النوم. قالت تويغ: «يجب تجنب تناول الأطعمة والمشروبات مثل القهوة والشاي ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية وبعض أنواع الشوكولاته وألواح الطاقة، وحتى بعض الحلويات والوجبات الخفيفة بنكهة الإسبريسو، ليلاً».

وأوضح الدكتور سانديب ساشار، طبيب أسنان في مدينة نيويورك يعمل لدى عيادة ساشار لطب الأسنان، لموقع «هيلث»، أن الكافيين قد يؤثر أيضاً على إفراز اللعاب، ويزيد من صرير الأسنان وضغطها ليلاً.

ماذا تكشف وضعية نومك عن صحتك النفسية؟

السكر

ينبغي تجنب تناول الحلويات قبل النوم. يقول ريتشاردسون: «إنها ترفع مستوى السكر في الدم بشكل حاد، مما يؤدي إلى انخفاضه لاحقاً، وقد تؤثر سلباً على قدرتك على النوم». حاول إشباع رغبتك في تناول الحلويات في وقت مبكر من اليوم بتناول الفواكه أو الوجبات الخفيفة الحلوة طبيعياً.

كما أن تناول الأطعمة السكرية أو اللزجة قبل النوم قد يؤثر على صحة الفم. يقول الدكتور ساشار: «تُعد الوجبات الخفيفة والمشروبات السكرية من أسوأ الأطعمة التي تغذي نمو البكتيريا وما يتبعه من إنتاج الأحماض التي تسبب تآكل مينا الأسنان». تلتصق الأطعمة اللزجة، مثل البسكويت والفواكه المجففة وألواح الجرانولا والحلوى، بالأسنان، مما يُطيل فترة تعرضها للعوامل الخارجية ويُسبب تآكل المينا.

الأطعمة المالحة

قد يؤدي تناول كميات كبيرة من الأطعمة المالحة إلى زيادة العطش، مما يدفعك لشرب المزيد من السوائل قبل النوم مباشرةً. يقول تويغ: «قد يجعلك هذا تستيقظ للذهاب إلى الحمام أكثر من المعتاد طوال الليل».

حاول أيضاً تجنب الأطعمة الحارة أو المقلية قبل النوم. فتناول هذه الأنواع من الأطعمة قبل النوم مباشرةً قد يُسبب عسر الهضم أو حرقة المعدة، مما قد يُؤثر سلباً على نومك، وفقاً لتويغ.

ابدأ يومك بشكل صحيح... خطوتان صباحيتان بسيطتان لنوم أفضل في المساء

كيف يُؤثر تناول الطعام قبل النوم على صحتك؟

يُمكن أن يُؤثر تناول الطعام قبل النوم سلباً على نومك، ويُسبب زيادة في الوزن، وحموضة المعدة، وتآكل الأسنان، وفقاً للدكتور ساشار.

يقول الدكتور ساشار: «يُسبب حمض المعدة في الفم تآكل مينا الأسنان. وهذه علامة خفية ولكنها مهمة على حموضة المعدة، وغالباً ما يتم تجاهلها».

بينما يقوم اللعاب بغسل جزيئات الطعام وإذابتها ومعادلة الأحماض، ينخفض ​​إفراز اللعاب أثناء النوم، كما أوضح الدكتور ساشار. يؤدي ذلك إلى تراكم البكتيريا المسببة للتسوس على الأسنان، التي تتغذى على هذه الجزيئات. في نهاية المطاف، قد تعاني من تآكل الأسنان وأمراض اللثة.

إضافةً إلى ذلك، من الشائع تناول وجبة خفيفة في منتصف الليل وعدم تنظيف الأسنان بالفرشاة، مما يؤدي إلى تراكم السكر والبكتيريا والأحماض على الأسنان طوال الليل.

تمرين صيني بسيط يعالج الأرق المزمن

هل هناك فوائد لتناول الطعام قبل النوم؟

أوضح الدكتور خوسيه أوردوفاس، كبير العلماء في مركز جان ماير لأبحاث التغذية البشرية التابع لوزارة الزراعة الأميركية والمتخصص في أمراض الشيخوخة في جامعة تافتس، لموقع «هيلث»، أنه قد يكون من الضروري تناول الطعام قبل النوم لبعض الأشخاص.

  • الوقاية من انخفاض سكر الدم: قال أوردوفاس: «قد يحتاج مرضى السكري أو من يعانون من مشاكل في تنظيم سكر الدم إلى تناول وجبة خفيفة للوقاية من انخفاض مستوى الغلوكوز في الدم ليلاً».
  • استشفاء العضلات: وفقاً لأوردوفاس، قد يستفيد الرياضيون أو الأشخاص ذوو الاحتياجات العالية من الطاقة من تناول البروتين قبل النوم لدعم استشفاء العضلات.
  • تناول فيتامينات ومعادن: تقول تويغ إن تناول الطعام قبل النوم قد يتيح فرصة أخرى لإضافة أطعمة مغذية إلى نظامك الغذائي ربما تكون قد أغفلتها خلال النهار. كما أنه قد يساعد في كبح الرغبة الشديدة في تناول الطعام والشعور بالجوع، مما قد يساعدك على النوم بشكل أفضل.
  • تناول أطعمة تساعد على النوم: «يمكنك تناول وجبة خفيفة قبل النوم تحتوي على أطعمة تساعد على النوم مثل الحليب أو المكسرات أو الكرز الحامض».