كشفت دراسة جديدة عن أن مرض بطانة الرحم المهاجرة، الذي يؤثر على ملايين النساء حول العالم، قد ينتج من الصدمات والتجارب المؤلمة.
وبطانة الرحم المهاجرة هو مرض التهابي مزمن ينمو فيه نسيج يشبه بطانة الرحم خارج الرحم. وتشمل أعراضه الأكثر شيوعاً آلام الحوض المنهكة قبل وأثناء الدورة الشهرية، أو أثناء الجماع.
ويمكن أن يؤدي هذا المرض أيضاً إلى العقم ومشاكل في الجهاز الهضمي مثل حركات الأمعاء المؤلمة، من بين الكثير من الأعراض الأخرى.
وبحسب موقع «ذا كونفرسيشين»، فقد حللت الدراسة البيانات الصحية والوراثية الخاصة بـ250 ألف سيدة، والمسجلة في البنك الحيوي «بيوبانك»، وهي قاعدة بيانات بحثية تتضمن المعلومات الوراثية والصحية لما يزيد على نصف مليون بريطاني.
وكانت أكثر من 8 آلاف من المشاركات مصابات بمرض بطانة الرحم المهاجرة.
ودمج الفريق هذه المعلومات مع البيانات الخاصة بـ500 ألف امرأة شاركت في مشروع FinnGen، وهو مشروع بحثي فنلندي في علم الجينوم والأمراض.
وكان من بين أولئك المشاركات أكثر من 30 ألف حالة إصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة.
آثار التعرض للصدمات المختلفة
وفي بيانات البنك الحيوي البريطاني، وجد الباحثون أن المصابات بمرض بطانة الرحم كن أكثر عرضة للإبلاغ عن تعرضهن لاعتداء جنسي، أو صدمة عاطفية أو اختبارهن لوفاة شخص عزيز أو قريب منهن أو تشخيص إصابتهن بمرض مزمن يهدد حياتهن.
كما وجد الباحثون أن الإصابة بالمرض زادت بين النساء اللواتي تعرضن للضرب أو سوء المعاملة في مرحلة الطفولة.
حقائق
190 مليون
سيدة على مستوى العالم مصابة مبرض بطانة الرحم المهاجرة
وهناك الكثير من الديناميكيات التي يمكن أن تفسر العلاقة بين الصدمة ومرض بطانة الرحم. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي استجابات الجسم إلى التوتر الناتج من التجارب المؤلمة إلى إثارة الالتهابات؛ مما يساهم بدوره في تطور مرض بطانة الرحم المهاجرة.
ويمكن أن تؤدي الصدمة أيضاً إلى اختلال التوازن الهرموني، خصوصاً عن طريق زيادة هرمونات التوتر مثل الكورتيزول. وهذه التغيرات الهرمونية قد تؤدي إلى تفاقم أعراض بطانة الرحم المهاجرة أو دفع المرض إلى التطور من خلال التأثير على مستويات هرمون الإستروجين.
ويؤثر مرض بطانة الرحم المهاجرة على ما يقرب من 10 في المائة إلى 15 في المائة من الإناث في سن الإنجاب، أي ما يقرب من 190 مليون سيدة على مستوى العالم.