خلاف أميركي ــ إسرائيلي حول «اليوم التالي»

السعودية ستواصل السعي لوقف النار... والنزوح يتسارع... وإسرائيل تريد تولي المسؤولية الأمنية بعد الحرب... وتأجيل القمة العربية - الأفريقية

TT

خلاف أميركي ــ إسرائيلي حول «اليوم التالي»


فلسطينيون يفرّون من القصف الإسرائيلي في رفح بجنوب قطاع غزة أمس (أ.ب)
فلسطينيون يفرّون من القصف الإسرائيلي في رفح بجنوب قطاع غزة أمس (أ.ب)

ظهرت أمس (الثلاثاء) بوادر خلاف أميركي - إسرائيلي حول «اليوم التالي» لما بعد انتهاء الحرب ضد حركة «حماس» في قطاع غزة؛ ففي وقت قال فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن بلاده ستتولى «المسؤولية الأمنية الشاملة» في غزة «لفترة غير محددة»، سارعت الولايات المتحدة إلى تأكيد معارضتها «إعادة احتلال» القطاع.

وصرّح المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل أمس: «بشكل عام، لا نؤيد إعادة احتلال غزة، ولا إسرائيل تؤيد ذلك»، في تعليق على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تدعم أي إعادة توطين بشكل قسري للفلسطينيين خارج غزة، و«هذا ليس أمراً مطروحاً على الطاولة».

وجاء الموقف الأميركي بعدما قال نتنياهو لقناة «أيه بي سي نيوز» إن إسرائيل ستتولى لفترة غير محددة «المسؤولية الأمنية الشاملة (في قطاع غزة)؛ لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نتولاها».

ومع أن هذه هي أول مرة يتحدث فيها نتنياهو عن رؤية إسرائيل لليوم الذي يلي طرد «حماس» من القطاع، فليس من الواضح ما يقصده بحجم «المسؤولية الأمنية»، وهل هذا يعني الرغبة في احتلال القطاع، أو جزء منه في الشمال، وفرض شريط أمني تبقى فيه القوات الإسرائيلية لبعض الوقت، أو أنه يتحدث عن استمرار العمليات حسب الضرورة بعد الانسحاب الشامل.

في غضون ذلك، تقدمت القوات الإسرائيلية في محورين مهمين في مدينة غزة: الأول شمال مخيم الشاطئ، والثاني جنوب حي تل الهوى، وسط تقارير عن قتال شوارع ضارٍ مع مقاتلي «كتائب القسام». وبث الجيش الإسرائيلي ووسائل إعلام مشاهد لحركة نزوح كثيفة للمواطنين من شمال غزة، مركز حكم «حماس» ومحور الهجوم الإسرائيلي.

وتحاول إسرائيل الوصول إلى قلب المدينة بعدما طوّقتها وسيطرت على شارعي «صلاح الدين» و«الرشيد»، وقطعت بذلك كل اتصال بين شمال القطاع وجنوبه.

وأكدت السعودية، عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس، أنها ستواصل سعيها لدى الأطراف الإقليمية والدولية لتحقيق «الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، والعودة إلى مسار السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية».

كما أعلنت السعودية، أمس، تأجيل موعد القمة العربية - الأفريقية الخامسة المقررة (السبت) المقبل في الرياض إلى وقتٍ لاحق؛ نظراً للتطورات الحالية في غزة، والتي استدعت الدعوة لانعقاد قمة عربية غير عادية وأخرى إسلامية تختصان ببحث الأزمة الحالية.


مقالات ذات صلة

مستشار الأمن القومي الأميركي: أعتقد أننا قريبون من اتفاق لوقف النار في غزة

المشرق العربي من وقائع المؤتمر الصحافي لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في تل أبيب (إ.ب.أ)

مستشار الأمن القومي الأميركي: أعتقد أننا قريبون من اتفاق لوقف النار في غزة

يعتقد مستشار الأمن القومي الأميركي أن التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن قد يكون قريباً بعد تحركات من جانب إسرائيل و«حماس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

تحليل إخباري «هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي عربات إسرائيلية خلال غارة في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية الخميس (أ.ب)

الأمن الإسرائيلي يحذّر من سقوط السلطة الفلسطينية مثل سوريا

تقديرات في القيادات العليا والميدانية، تشير إلى احتمال تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، بتأثير من سقوط نظام بشار الأسد.

المشرق العربي رجل فلسطيني يحمل جثة طفل قُتل في غارات جوية إسرائيلية ليلية على مدينة غزة أثناء الاستعدادات للدفن في «مستشفى الأهلي العربي» المعروف أيضاً باسم «المستشفى المعمداني» (أ.ف.ب)

«حماس» «ترحّب» بالتصويت الأممي على وقف إطلاق النار في غزة

رحّبت حركة «حماس»، الخميس، بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

كاتب إسرائيلي يقترح دعوة الجولاني للصلاة في الأقصى

بادر الكاتب والمؤرخ آفي شيلون إلى طرح مبادرة على الحكومة الإسرائيلية أن توجِّه دعوة إلى قائد الحكم الجديد في دمشق، أبو محمد الجولاني، لزيارة القدس.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

إسرائيل تعلن تدمير أغلب الصواريخ «أرض - جو» في سوريا

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر قاعدة جوية عسكرية سورية تقع جنوب دمشق استُهدفت بضربات إسرائيلية (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر قاعدة جوية عسكرية سورية تقع جنوب دمشق استُهدفت بضربات إسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعلن تدمير أغلب الصواريخ «أرض - جو» في سوريا

صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر قاعدة جوية عسكرية سورية تقع جنوب دمشق استُهدفت بضربات إسرائيلية (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر قاعدة جوية عسكرية سورية تقع جنوب دمشق استُهدفت بضربات إسرائيلية (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي تدمير أكثر من 90 في المائة من الصواريخ «أرض - جو» في سوريا، التي كانت إسرائيل على علم بها، في الأيام الأخيرة.

وقال بيان للجيش الإسرائيلي، نقلته «وكالة الأنباء الألمانية»، إنه على الرغم من أن أنظمة الدفاع الجوي السورية كانت من بين أقوى أنظمة الدفاع الجوي بالشرق الأوسط، فإن الغارات الجوية الإسرائيلية حققت «نجاحاً كبيراً بفعل تفوق القوات الجوية الإسرائيلية في المنطقة».

وأضاف البيان أن إسرائيل ألحقت أيضاً أضراراً بالغة بأسلحة استراتيجية أخرى في سوريا؛ منها صواريخ أرض - أرض وطائرات مسيَّرة وطائرات مقاتِلة.

وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن «هيئة تحرير الشام»، التي تقود الفصائل المعارِضة السورية، التي شكَّلت الحكومة الجديدة في دمشق، لم تعد قادرة على تهديد إسرائيل بالأسلحة المتقدمة التي كانت تمتلكها سوريا في عهد بشار الأسد.