ارتفاع الدعوات في إسرائيل لتوجيه ضربة لـ«حزب الله»

رغم الاعتراض الأميركي

من تشييع أحد عناصر «حزب الله» الذي قُتل نتيجة تبادل القصف في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
من تشييع أحد عناصر «حزب الله» الذي قُتل نتيجة تبادل القصف في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT
20

ارتفاع الدعوات في إسرائيل لتوجيه ضربة لـ«حزب الله»

من تشييع أحد عناصر «حزب الله» الذي قُتل نتيجة تبادل القصف في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
من تشييع أحد عناصر «حزب الله» الذي قُتل نتيجة تبادل القصف في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

مع استمرار التوتر على طرفي الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، والتصعيد المحدود في تراشق الصواريخ والقذائف، التي أصبحت أكثر وأشد ثقلاً، ترتفع أكثر الأصوات التي تطالب حكومة بنيامين نتنياهو بحرب على «حزب الله»، شبيهة بالحرب على غزة.

وتقول هذه الأصوات إن «حزب الله» يصعّد من القصف؛ لأنه يشعر بأن إسرائيل معنية بالتركيز على قطاع غزة. فيستغل الوضع لزيادة عيار هجماته. ولا بد من انتهاز الفرصة لمهاجمته، حتى يرتدع. وبحسب المعلق العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشع، فإن حسن نصر الله لا يبدو كمن تراجع تماماً، وهو عندما يرى أن إسرائيل تخفف من ضرباتها يبادر إلى زيادة الاحتكاكات معها. وينبغي لإسرائيل أن تعالج هذا الوضع بشكل حازم.

المعروف أن المناطق الحدودية جنوب لبنان، شهدت طيلة الشهر الماضي، قصفاً متبادلاً ومتصاعداً بين الجيش الإسرائيلي من جهة و«حزب الله» وفصائل فلسطينية في لبنان من جهة أخرى، وذلك على وقع الحرب المدمرة التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقد أسفرت هذه العمليات عن مقتل 60 عنصراً من «حزب الله» وعشرة إسرائيليين.

وفي يوم الثلاثاء، قصفت المدفعية الإسرائيلية مواقع جنوب لبنان بشدة، وذلك في أعقاب إطلاق نحو 20 قذيفة صاروخية من القطاع الشرقي اللبناني باتجاه مواقع إسرائيلية، في حين اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية عدداً من القذائف وسقطت بعضها في مناطق مفتوحة، عقب دوي صافرات الإنذار في البلدات الحدودية الإسرائيلية، وفي الجولان السوري المحتل. وفي وقت سابق صباح الثلاثاء، أغلق الجيش الإسرائيلي شوارع عدة في الجليل الأعلى، وطالبت الجبهة الداخلية سكان 10 بلدات إسرائيلية (المخلاة بمعظمها) بالبقاء بجانب «أماكن آمنة». وشمل إنذار الجبهة الداخلية البلدات الحدودية: «معيان باروخ»، «كفار غلعادي»، «مسغاف عام»، «منارا»، «يفتاح»، «مالكية»، «كفار يوفال»، «المطلة»، «مرجليوت» و«راموت نفتالي»، وكلها قريبة من الحدود، ولكن صفارات إنذار سُمعت أيضاً في بلدات في محيط عكا وحيفا والجليل الغربي.

وتأتي هذه الإجراءات في ظل المخاوف الإسرائيلية من استهداف المركبات أو الأشخاص التي تتحرك في هذه المنطقة بصواريخ مضادة للمدرعات.

يُذكر أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً شديدة على إسرائيل حتى تمتنع عن فتح جبهة جديدة في الشمال، ما دامت الحرب على غزة مستمرة. وتشارك في هذه الضغوط فرنسا وبريطانيا وألمانيا. وقد دفعت هذه الدول بقطع حربية لدعم إسرائيل وتحذير إيران من مغبة المبادرة إلى استغلال الحرب على غزة لضرب إسرائيل. وردت إيران بأنها غير معنية بهذه الحرب، لكنها حذّرت من مغبة قيام إسرائيل بتوجيه ضربة استباقية لـ«حزب الله» وغيره من الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق واليمن.

وعلى الرغم من ذلك، ترتفع الأصوات الإسرائيلية، خصوصاً من اليمين المتطرف، مطالبة بانتهاز فرصة وجود قوات ضخمة من الاحتياط، على الحدود الشمالية، لتوجيه ضربة رادعة لـ«حزب الله» والمحور الإيراني. وتقو:ل إنه حتى لو اعترضت الولايات المتحدة على ذلك، فإن نجاح الضربات الإسرائيلية سيعود بالفائدة على المحور الغربي في المنطقة؛ ولذلك فإنها سترضى لاحقاً. بيد أن الإدارة الأميركية تظهر معارضتها، ليس فقط لأنها غير معنية بتوسيع الحرب، بل أيضاً لأنها مقتنعة بأن إسرائيل لم تُعِدّ خططاً حربية مقنعة لهذه الجبهة، وجبهتها الداخلية غير جاهزة بعد لحرب إضافية في الشمال.

تجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي أخلى نحو 70 ألف شخص من سكان 22 قرية في الشمال؛ تحسباً لهجوم مباغت من «حزب الله» يشبه هجوم «حماس». ويرفض هؤلاء السكان العودة من دون إيجاد حل جذري يمنع «حزب الله» من تهديد إسرائيل.


مقالات ذات صلة

وفاة 6 أطفال حديثي الولادة بسبب البرد القارس في غزة

المشرق العربي طفل يتلقى العلاج داخل أحد مستشفيات غزة (د.ب.أ) play-circle

وفاة 6 أطفال حديثي الولادة بسبب البرد القارس في غزة

أعلنت حركة «حماس» اليوم (الثلاثاء)، وفاة 6 أطفال حديثي الولادة في قطاع غزة، نتيجة البرد القارس وانعدام وسائل التدفئة، ووجود عدد من الأطفال في المستشفيات.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي معتقلون فلسطينيون في زنزانة إسرائيلية (أرشيفية من وكالة «وفا» الفلسطينية)

تقرير: أكثر من 160 عاملاً طبياً من غزة في السجون الإسرائيلية

كشف تقرير جديد أن هناك ما لا يقل عن 160 من العاملين في مجال الرعاية الصحية في غزة، بما في ذلك أكثر من 20 طبيباً، ما زالوا داخل السجون الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق (رويترز)

خلافات «علنية» داخل «حماس» حول «هجوم 7 أكتوبر» وتداعياته

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن موسى أبو مرزوق، رئيس مكتب العلاقات الخارجية في «حماس»، صرح أنه لم يكن ليؤيد «هجوم 7 أكتوبر» لو كان يعلم بالدمار الذي سيلحقه بغزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال مؤتمر صحافي بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل في مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل، بلجيكا، 24 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي «عاجز عن إخفاء القلق» من الوضع في الضفة الغربية

أعرب الاتحاد الأوروبي، اليوم (الاثنين)، خلال لقاء في بروكسل مع وزير الخارجية الإسرائيلي عن «قلقه» إزاء الوضع في الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط محاولة تهريب مخدرات إلى إسرائيل من مصر

قال الجيش الإسرائيلي إنه أحبط محاولة تهريب مخدرات إلى إسرائيل من مصر في وقت سابق اليوم، باستخدام طائرة دون طيار.

«الشرق الأوسط» (القدس)

وفاة 6 أطفال حديثي الولادة بسبب البرد القارس في غزة

طفل يتلقى العلاج داخل أحد مستشفيات غزة (د.ب.أ)
طفل يتلقى العلاج داخل أحد مستشفيات غزة (د.ب.أ)
TT
20

وفاة 6 أطفال حديثي الولادة بسبب البرد القارس في غزة

طفل يتلقى العلاج داخل أحد مستشفيات غزة (د.ب.أ)
طفل يتلقى العلاج داخل أحد مستشفيات غزة (د.ب.أ)

أعلنت حركة «حماس» اليوم (الثلاثاء)، وفاة 6 أطفال حديثي الولادة في قطاع غزة، نتيجة البرد القارس وانعدام وسائل التدفئة، ووجود عدد من الأطفال في المستشفيات بحالة حرجة.

وقالت «حماس» في بيان صحافي اليوم، إن ذلك يأتي «نتيجة للسياسات الإجرامية لحكومة الاحتلال الفاشي، ومنعها إدخال المساعدات الإنسانية ومواد الإيواء لأكثر من مليوني مواطن، في الوقت الذي يواصل فيه المجتمع الدولي صمته عن معالجة الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها قطاع غزة، نتيجة العدوان والحصار الصهيوني الإجرامي».

وطالبت «حماس» الوسطاء بـ«التحرك الفوري لوقف انتهاك الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار، وإلزامه بتنفيذ البروتوكول الإنساني المرتبط به، وضمان إدخال مستلزمات الإيواء والتدفئة والمساعدات الطبية العاجلة إلى أهالي قطاع غزة، لحماية الأطفال فيه الذين قضى منهم أكثر من 17 ألفاً جراء حرب الإبادة الوحشية خلال الـ15 شهراً الماضية».

وكان سعيد صلاح، مدير مستشفى «أصدقاء المريض» الخيري بغزة، قد قال في بيان، إن المستشفى استقبل 8 أطفال حديثي الولادة يعانون من انخفاض حاد في حرارة الجسم نتيجة التعرض للبرد الشديد؛ مشيراً إلى أن «3 منهم فارقوا الحياة بعد ساعات من وصولهم، في حين خرج اثنان بحالة مستقرة، بينما لا تزال 3 حالات تحت العناية المركزة في وضع حرج».

وأضاف أن الأطفال وصلوا إلى المستشفى في حالة «تجمد»؛ حيث بدت أجسادهم باردة جداً، وأظهرت أعراضاً خطيرة ناتجة عن انخفاض الدورة الدموية، ما أدى إلى فشل في وظائف القلب والتنفس والكلى والدماغ.

وأشار صلاح إلى أن الأطفال كانوا يعيشون في خيام مؤقتة تفتقر إلى وسائل التدفئة، محذراً من احتمال ارتفاع عدد الوفيات بين الرضع مع استمرار موجة البرد القارس.

كما دعا المجتمع الدولي والجهات المعنية إلى «تحرك عاجل لتوفير مأوى آمن ووسائل تدفئة للعائلات النازحة؛ خصوصاً في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة».

ويشهد قطاع غزة منذ أيام عاصفة شتوية قوية، مصحوبة بانخفاض شديد في درجات الحرارة ورياح عاتية، ما تسبب في اقتلاع مئات الخيام، وغرق أجزاء واسعة من المخيمات بفعل الأمطار الغزيرة، في وقت تعاني فيه العائلات النازحة نقصاً حاداً في الوقود ووسائل التدفئة.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد حذَّرت مؤخراً من تفاقم معاناة الأطفال حديثي الولادة في غزة، مشيرة إلى أن نحو 7 آلاف و700 رضيع يفتقرون إلى الرعاية الطبية اللازمة وسط تدهور الأوضاع المعيشية ونقص الإمدادات الأساسية.