مستجدات علاج اضطرابات النمو والأمراض النادرة عند الأطفال

في مؤتمر طبي تستضيفه جدة

مستجدات علاج اضطرابات النمو والأمراض النادرة عند الأطفال
TT

مستجدات علاج اضطرابات النمو والأمراض النادرة عند الأطفال

مستجدات علاج اضطرابات النمو والأمراض النادرة عند الأطفال

يتواصل اليوم الجمعة ولليوم الثاني، في مدينة جدة، انعقاد الجلسات العلمية لمؤتمر «المستجدات في اضطرابات النمو والتغذية والأمراض النادرة»، الذي ينظمه «ملتقى الخبرات للمعارض والمؤتمرات الطبية (FEXC)» تحت مظلة «الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع» و«المجموعة السعودية للغدد الصماء عند الأطفال»، وبمشاركة مجموعة من الاستشاريين المختصين في طب الأطفال والغدد الصماء من المملكة ومن الولايات المتحدة الأميركية.
أفاد رئيس المؤتمر استشاري السكري والغدد الصماء للأطفال الدكتور عبد العزيز التويم بأن المؤتمر يواصل مناقشة داء السكري والتقنيات الجديدة في إدارته، ومستجدات اضطرابات النمو وكيفية تحسين الوزن، ونهج التعامل مع الطفل قصير القامة، ومتى يجب التفكير في استخدام هرمون النمو والهرمون طويل المفعول و«GnRH» لدى الأطفال العاديين قصار القامة، وإدارة الاضطرابات الهضمية عند الأطفال، وارتجاع المريء، والإمساك المزمن، والجوانب التغذوية في «متلازمة الأمعاء القصيرة»، والبروبيوتيك في الممارسة السريرية، والإدارة الغذائية لمن يصعب إرضاؤهم حول الأكل (Picky Eaters)، وحساسية الطعام، وحساسية حليب البقر.
من جهته، أضاف المشرف العام على «الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع» في جدة ونائب رئيس المؤتمر، أنه جرى تخصيص ندوة علمية ختامية مساء هذا اليوم الجمعة تنظمها شركة «أسترازينيكا» حول النظرة العامة على صراع المناعة الذاتية، وكل ما تجب معرفته عن التوحد، ويختتمها البروفسور روجر جوزيف باكر، رئيس «مركز العلوم العصبية والطب السلوكي» بجامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية، بمحاضرة عن جوانب مستجدات المتلازمة العصبية الجلدية (Neurofibromatosis).

المتلازمة العصبية الجلدية
وهي من أمراض الأطفال النادرة. وقامت الجمعية بالشراكة مع شركة «أسترازينيكا» الرائدة في مجال علاجات الأورام والأمراض النادرة، بدعوة البروفسور روجر بيكر (Prof. Roger J. Packer) الذي يُعدّ من أهم العلماء والباحثين في علوم الأعصاب والتخصصات الدقيقة الخاصة بأورام الأعصاب حيث يشغل منصب رئيس «معهد جيلبرت لعلوم الأورام الليفية العصبية» ورئيس «معهد أورام المخ» في «مستشفى الأطفال الوطني» بالعاصمة واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية، وهو أيضاً أستاذ بجامعتي جورج واشنطن وفرجينيا وله العديد من المؤلفات والأبحاث الخاصة بأورام الأعصاب عموماً والأورام الليفية العصبية خصوصاً.
وينصب حديث البروفسور باكر حول آخر المستجدات لتشخيص وعلاج مرض «الأورام الليفية العصبية من النوع الأول Neurofibromatosis - 1» والمصحوبة بالأورام الليفية العصبية الظفيرية.
وأوضح لملحق «صحتك» أن هذا المرض جيني ويصيب واحداً من كل 3000 طفل، ويصاحبه تكون أورام حميدة على الأعصاب، وقد يصيب الأطفال في سن مبكرة، وتستمر أعراضه حتى ما بعد مرحلة البلوغ، مؤثراً بشكل كبير على أجهزة مختلفة من الجسم؛ بما فيها الجهاز العصبي والعظام والجلد والعيون، وقد يتطور الأمر إلى تكون أورام خبيثة في الأعصاب الطرفية، والتي من الممكن أن تهدد حياة الطفل بشكل كبير.
يصاحب هذا المرض أيضاً تكون أورام ليفية عصبية ظفيرية (Plexiform Neurofibromas) التي من الممكن أن تتكون في مناطق الجسم المختلفة مصحوبة بتشوه ملحوظ للغاية، خصوصاً في المناطق المكشوفة من الجسم؛ بما فيها الوجه في بعض الحالات، والتي قد تؤدي أيضاً إلى خلل في الوظائف الأساسية في المناطق المصابة، إلى جانب الآلام الشديدة والمزمنة في بعض الحالات، والتي تؤثر بشكل سلبي على حياة الطفل الصحية والنفسية والاجتماعية.
قصر القامة وهرمون النمو

ترأس الأستاذ الدكتور عبد المعين عيد الأغا - استشاري طب الأطفال والغدد ورئيس وحدة الغدد والسكري عند الأطفال بكلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز - إحدى الجلسات العلمية في المؤتمر وقدم محاضرة عن «استعمال هرمون النمو (GH) وهرمون (GnRH) مع الأطفال الطبيعيين قصار القامة».
وعرف «قصر القامة» بأن يكون الطول أقل 3 في المائة من منحنى الطول الطبيعي للطفل أو الطفلة. وينتج من أسباب متعددة، منها نقص إفراز هرمون النمو من الغدة النخامية الموجودة في وسط الدماغ. وتقدر حالات نقص هرمون النمو بحالة لكل 5000 حالة قصر قامة، وكذلك قصور في وظائف الغدة الدرقية المسؤولة عن وظائف عدة بالجسم؛ من أهمها النشاط والحيوية والنمو الطبيعي. ومن المسببات أيضاً زيادة إفراز الغدة الكظرية، فإذا زاد إفراز هرمون الكورتيزون أو كان الطفل يعاني من أمراض تستوجب العلاج بمركبات الكورتيزون، فهذا له تأثير سلبي يؤدي إلى السمنة وقصر القامة. كذلك الأطفال الذين تكون أوزانهم عند الولادة أقل من 2.5 كيلوغرام؛ فإن 20 في المائة منهم لا يعوضون النقص الذي حدث لهم خلال فترة الحمل وتستمر أطوالهم وأوزانهم دون المعدلات الطبيعية.
ويؤدي بعض الأمراض الوراثية إلى خلل في نمو عظام الطفل، بسبب نقص الغضاريف الموجودة في نهاية العظم وسوء التغذية، بالإضافة إلى الاعتلال في الكروموسومات أو بسبب وجود متلازمات مرضية تؤدي إلى قصر القامة.
ومن العوامل غير المرضية، التأخر الفسيولوجي للنمو والبلوغ، وهو شائع، وسببه تأخر في إفراز الهرمونات من الغدة النخامية لأسباب فسيولوجية وليست عضوية، وكذلك قصر القامة العائلي الوراثي؛ حيث يكون الطفل بحالة صحية جيدة، ويكون وزنه متناسباً مع طوله بشكل جيد، والعمر العظمي مساوياً للعمر الزمني، غير أنه يبقى قصيراً لأسباب وراثية.
ومن الصعب اتخاذ أي إجراء لعلاج الأطفال قصار القامة بعد سن البلوغ واكتمال النمو حيث يكون العظم منغلقاً أو شارف على الانغلاق، فتقل أو تنعدم فرص العلاج.
وعلاج قصر القامة يعتمد على معرفة السبب، فإن كان وراثياً أو عائلياً فلا يحتاج إلى التدخل الطبي؛ وإنما يقتصر على المتابعة، أما إن كان السبب عضوياً، فيتم علاج العضو المصاب، كعلاج أمراض الجهاز الهضمي أو الكبد أو غيرهما. أما إذا كان السبب نقصاً أو اضطراباً في إفراز أحد الهرمونات، فيكون العلاج بتعويض الطفل بالهرمون المفقود.

البلوغ المبكر لدى الأطفال
يقول البروفسور عبد المعين عيد الأغا إن حالات البلوغ المبكر لدى الأطفال، خصوصاً لدى الإناث، قد زادت في الآونة الأخيرة، مما استوجب معرفة المسببات والتدخل العلاجي عند اللزوم حتى ينمو الطفل بالشكل الصحيح؛ إذ إن البلوغ عملية يتغير فيها شكل الجسم وتحدث بعض التغيرات الهرمونية، ومنها زيادة هرمون التستوستيرون عند الذكور وهرمون الإستروجين عند الإناث، ويبدأ ظهور علامات البلوغ عند الإناث في ما بين 8 أعوام و13 عاماً، وعند الذكور بين 9 أعوام و14 عاماً، وتكون له مراحل عدة صنفها العالم البريطاني «تانر» إلى 5 مراحل مختلفة ومتدرجة.
هناك نوعان للبلوغ المبكر؛ هما: أولاً البلوغ المبكر المركزي، وهو الذي يعتمد على إفراز الهرمون المستحث للبلوغ الذي يفرز من غدة تحت المهاد بالدماغ، ويكون إفرازه في وقت مبكر؛ مما يؤدي إلى زيادة هرمونات الغدة النخامية ومن ثم الهرمونات الجنسية. والثاني البلوغ المبكر الطرفي، وينتج عن زيادة إفراز الغدد الطرفية، وليس المركزية؛ بمعنى أن يكون البلوغ ناتجاً عن زيادة إفرازات هرمونات الغدة الكظرية (الأندروجين) أو زيادة هرمون الإستروجين من المبايض بسبب أورام أو أكياس في المبيض، والشيء نفسه عند الذكور؛ حيث يفرز هرمونات الأندروجين (التستوستيرون من الخصية).
توجد عوامل عدة مؤثرة في البلوغ الطبيعي لدى الجنسين، منها الوراثة، والعِرق؛ والبدانة وخصوصاً لدى الإناث؛ حيث إن الخلايا الدهنية تفرز «ببتيد الليبتين» الذي من شأنه تحفيز محور منطقة ما تحت المهاد - الغدة النخامية - الغدد التناسلية.
وتلعب العوامل البيئية دوراً مهما في موعد بدء البلوغ لدى الإناث، مثل وجود هرمون الإستروجين النباتي في المحاصيل الزراعية ومنتجات اللحوم الحيوانية، وكذلك الإستروجين الصناعي في المنتجات البتروكيميائية مثل البلاستيك والنايلون، وجميعها أدت إلى بلوغ الإناث مبكراً.
علاج البلوغ في السن المبكرة بالإبر العلاجية لتأخيره آمن ولا يسبب أي مضاعفات مستقبلية على حدوث الحمل أو العقم أو اضطرابات الدورة الشهرية أو زيادة الوزن أو تساقط الشعر، ما عدا الألم الموضعي في العضلة؛ حساسية تنتج عن الدواء، قلة كثافة المعادن في العظام. ينصح بتناول فيتامين «دي» وشرب الحليب أو منتجاته خلال فترة العلاج.
وأهم أهداف علاج هذه الحالات يتمثل في تقليل تطور علامات البلوغ، وتقليل نضج العظام، وزيادة الطول النهائي المتوقع للبالغين، والعلاج النفسي والاجتماعي والسلوكي. قد يقتصر العلاج على استخدام إبر تأخير البلوغ فقط، أو يضاف إليها هرمون النمو اعتماداً على حساب الطول المستقبلي المتوقع عند إقفال فجوة النمو وكيفية تقدم عمر العظام.
خلاصة القول؛ إن العلاج يعتمد على معرفة سبب الحدوث، والهدف الرئيسي هو تمكين الطفل من النمو الصحيح؛ وأهم الأضرار السلبية للبلوغ المبكر قِصَر القامة المستقبلي؛ بجانب الضغوط النفسية والاجتماعية والسلوكية بسبب التغيرات الجسدية والهرمونية الناتجة عن البلوغ المبكر؛ إذ قد يتعرض الأطفال للاستهزاء من قِبَل أقرانهم بسببها، أيضاً صعوبة تكيف الإناث اللاتي يصلن إلى الحيض قبل عمر 9 سنوات، مع ارتداء الفوط الصحية وتغييرها.

تقنيات جديدة في إدارة داء السكري لدى الأطفال
> تحدث في المؤتمر الدكتور نويد سيد خليل الزمان، استشاري الباطنة والغدد الصماء والأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة طيبة بـ«مجمع المدينة الطبي» بالمدينة المنورة، مشيراً إلى أنه الآن وبعد 100 عام من اكتشاف الإنسولين؛ تطورت وسائل استخدامه بشكل كبير، بصفته العلاج الأساسي لمرض السكري من النوع الأول، والذي يُعدّ من الأمراض الأكثر حدوثاً في المملكة، وهو مرض مناعي يحدث بسبب عدم قدرة خلايا «بيتا» على إنتاج الإنسولين.
تطرق في محاضرته إلى أحدث التقنيات المتعلقة بعلاج السكري؛ وأهمها أقلام الإنسولين الذكية المرتبطة بتطبيقات ذكية على الهواتف الجوالة، ومضخات الإنسولين الذكية التي تعمل بتكنولوجيا الذكاء الصناعي، وذلك عن طريق التواصل المباشر مع حساسات السكر، مما يقلل من احتمالات حدوث الارتفاع أو الهبوط الشديدين بسبب التقليل من عامل التدخل البشري وإتاحة الفرصة للتقنية لاتخاذ القرار.
هذه التقنيات أراحت مرضى السكري الذين كانوا يحتاجون لأخذ ما بين 4 و6 إبر يومياً وعمل فحص مستوى السكر في الدم بين 5 و6 مرات يومياً. لقد أثبتت الدراسات أن استخدام هذه التقنية يحافظ على بقاء مستوى السكر ضمن النطاق المستهدف ما بين 70 و180 ملغم/ دسل، مما يساعد على توفير جودة حياة أعلى لمصابي السكري. هذه التقنيات تحتاج إلى تدريب وتثقيف للمرضى المصابين للاستفادة منها.
إن توظيف الأجهزة التكنولوجية القابلة للارتداء وهي مدمجة مع تطبيقات الهاتف الجوال وتعمل باستخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي يوفر ملاحظات وتعليقات فورية للمرضى ومقدمي خدمات الرعاية الصحية. ويتمثل الهدف من هذه التكنولوجيا في تعظيم القيمة الصحية للمرضى ومساعدتهم على إجراء تغييرات بسيطة (لكنها مهمة) على سلوكياتهم التي يمكن أن تساعد في إدارة مستويات الجلوكوز في الدم، وتقليل مضاعفات مرض السكري أو القضاء عليها، وتحسين الحالة البدنية عموماً، وجودة الحالة النفسية، وتحسين نوعية حياة الفرد، في نهاية المطاف.
وأضاف «أننا نحتاج إلى إيجاد التركيبة الصحيحة التي تجمع بين التكنولوجيا والثقافة وقيم المريض لتوفير أفضل التجارب للمرضى، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى تحسين نوعية الحياة. ويجب أن يغطي هذا النهج كلاً من الجانبين البدني والنفسي».

* استشاري طب المجتمع



«غذاء خارق»... نوع من التوت يعزز صحة القلب ويقي من السرطان

التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)
التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)
TT

«غذاء خارق»... نوع من التوت يعزز صحة القلب ويقي من السرطان

التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)
التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)

من الصلصات الاحتفالية إلى العصائر ذات الألوان الزاهية، لطالما كان التوت البري عنصراً مميزاً يضفي شكلاً وطعماً غير عاديين على الأطباق. فإلى جانب مذاقه اللاذع وجاذبيته الموسمية، يُوصف هذا التوت الأحمر غالباً بأنه «غذاء خارق» لما له من فوائد صحية محتملة عديدة، بحسب صحيفة «الإندبندنت».

تُسوَّق مكملات التوت البري كطريقة سهلة للحصول على هذه الفوائد دون سكر أو طعم العصير اللاذع. فماذا يقول العلم فعلاً عن هذه الفاكهة؟

الوقاية من التهابات المسالك البولية

يُعرف التوت البري بدوره في المساعدة على الوقاية من التهابات المسالك البولية. تحتوي هذه الثمرة على مركبات تُسمى البروانثوسيانيدينات. ويبدو أن هذه المركبات تمنع البكتيريا، مثل الإشريكية القولونية، من الالتصاق بجدار المسالك البولية، وهي إحدى الخطوات الأولى في تطور العدوى. وهذا يُفسر سبب مساعدة منتجات التوت البري في الوقاية من التهابات المسالك البولية، مع العلم أنها لا تُعالج العدوى بعد أن تلتصق البكتيريا وتتكاثر.

تدعم الأبحاث دور التوت البري الوقائي لدى النساء اللواتي يعانين من التهابات متكررة ولدى الأطفال، مع أن النتائج تختلف بين الدراسات. وجدت إحدى الدراسات أن عصير التوت البري وأقراصه يقللان من معدلات التهاب المسالك البولية لدى النساء، لكن الأقراص كانت أكثر فعالية وأقل تكلفة. كما قلل كلا الشكلين من استخدام المضادات الحيوية مقارنةً بالدواء الوهمي.

حماية القلب

وتمت أيضاً دراسة تأثير التوت البري على صحة القلب. فهو غني بمضادات الأكسدة مثل الأنثوسيانين والبروانثوسيانيدين والكيرسيتين. تساعد مضادات الأكسدة على حماية الخلايا من التلف الناتج عن جزيئات غير مستقرة تُسمى الجذور الحرة. وتشير الأبحاث إلى أن عصير التوت البري أو مستخلصاته يمكن أن يُحسّن العديد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.

تشمل هذه الفوائد رفع مستويات الكولسترول الجيد (HDL)، الذي يُطلق عليه غالباً اسم الكولسترول النافع لأنه يُساعد على إزالة الكولسترول الزائد من مجرى الدم، وخفض مستويات الكولسترول الضار (LDL) لدى مرضى السكري. يُوصف الكولسترول الضار أحياناً بأنه كولسترول سيئ، لأن ارتفاع مستوياته قد يؤدي إلى تراكمه في جدران الشرايين، ويصبح أكثر ضرراً عند تأكسده. يميل الكولسترول الضار المؤكسد إلى الالتصاق بجدران الشرايين، ما يُغذي الالتهاب ويُساهم في تكوّن اللويحات.

قد تُساعد مضادات الأكسدة الموجودة في التوت البري على إبطاء هذه العملية. كما قد تُحسّن مرونة الأوعية الدموية، وتُخفّض ضغط الدم، وتُقلّل من مستوى الهوموسيستين، وهو حمض أميني مرتبط بالالتهاب عند ارتفاع مستوياته. مع ذلك، لا تُشير جميع الدراسات إلى النتائج نفسها، لذا تبقى الأدلة غير مكتملة.

التوت البري يدعم جهاز المناعة (بيكسلز)

إبطاء السرطان

يدرس الباحثون أيضاً التوت البري لدوره المُحتمل في الوقاية من السرطان. تُشير الدراسات المخبرية والحيوانية إلى أن مركبات التوت البري، بما في ذلك حمض الأورسوليك، قد تُبطئ نمو الخلايا السرطانية. تتمتع بعض هذه المركبات بتأثيرات مضادة للالتهابات، وهو أمر مهم لأن الالتهاب المزمن قد يُساهم في تطور السرطان. أظهرت تجربة سريرية أن عصير التوت البري قد يُساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان المعدة عن طريق منع بكتيريا الملوية البوابية (H. pylori)، وهي بكتيريا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهذا النوع من السرطان، من الالتصاق ببطانة المعدة.

وقد انخفضت معدلات الإصابة لدى البالغين الذين تناولوا ما يُقارب كوبين من عصير التوت البري. وتشير الدراسات المخبرية والحيوانية إلى تأثيرات أخرى مُحتملة مُضادة للسرطان، وستُحدد الأبحاث القادمة ما إذا كانت هذه النتائج المخبرية قابلة للتطبيق على البشر.

تعزيز صحة الدماغ

تُساهم خصائص التوت البري المُضادة للأكسدة والالتهابات في دعم صحة الدماغ. فقد وجدت دراسة أُجريت عام 2022 أن البالغين الذين تناولوا مسحوق التوت البري المُجفف يومياً، والذي يُعادل حوالي 100 غرام من التوت البري الطازج، أظهروا ذاكرة أفضل للمهام اليومية وتحسناً في تدفق الدم إلى مناطق الدماغ المسؤولة عن التعلم. كما انخفض لديهم مستوى الكولسترول الضار (LDL). يُمكن أن يُساهم ارتفاع مستوى الكولسترول الضار في تصلب الشرايين، مما يُؤثر على الدورة الدموية.

دعم جهاز المناعة

قد يدعم التوت البري جهاز المناعة أيضاً. تشير الدراسات إلى أن مركباته الطبيعية قد تقلل من احتمالية الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا. يُعد التوت البري مصدراً غنياً بفيتامين سي، وفيتامين هـ، والكاروتينات، والحديد، وكلها عناصر تساهم في وظيفة المناعة الطبيعية.


فرشاة الأسنان الكهربائية أم العادية... أيهما الأفضل لصحة فمك؟

فرش الأسنان الكهربائية تُزيل البلاك بفعالية أكبر من تلك اليدوية (بيكسلز)
فرش الأسنان الكهربائية تُزيل البلاك بفعالية أكبر من تلك اليدوية (بيكسلز)
TT

فرشاة الأسنان الكهربائية أم العادية... أيهما الأفضل لصحة فمك؟

فرش الأسنان الكهربائية تُزيل البلاك بفعالية أكبر من تلك اليدوية (بيكسلز)
فرش الأسنان الكهربائية تُزيل البلاك بفعالية أكبر من تلك اليدوية (بيكسلز)

تُقدّم فرش الأسنان الكهربائية العديد من المزايا مقارنةً بالفرش اليدوية. فهي توفر أداءً تنظيفياً فائقاً، وقد أثبتت الدراسات قدرتها على إزالة البلاك بفعالية أكبر، كما أنها قد تُساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض اللثة، بالإضافة إلى فوائد أخرى، أبرزها، حسب موقع «فيري ويل هيلث»:

1. إزالة البلاك بكفاءة عالية

يُعدّ البلاك طبقة لزجة من البكتيريا تتراكم على الأسنان، وقد تُؤدي إلى مشاكل صحية إذا لم تتم إزالتها بانتظام. وقد أثبتت الدراسات أن فرش الأسنان الكهربائية تُزيل البلاك بفعالية أكبر من فرش الأسنان اليدوية. فهي تستخدم الكهرباء لتحريك فرشاة صغيرة بسرعة، مما يُساعد على تنظيف الأسنان واللثة بشكل أفضل من الفرشاة اليدوية.

استعرضت دراسة منهجية وتحليلية شاملة نُشرت عام 2020 دراساتٍ حول فرش الأسنان الكهربائية واليدوية في إزالة البلاك. ركّز الباحثون على البالغين الأصحاء الذين لا يُعانون من أمراض اللثة، أو تقويم الأسنان، أو زراعة الأسنان، أو أطقم الأسنان المتحركة. وقاموا بقياس مدى فعالية كل نوع من أنواع فرش الأسنان في تقليل البلاك باستخدام معايير مؤشر البلاك المُعتمدة.

أشارت النتائج إلى أن فرش الأسنان الكهربائية أفضل بكثير من الفرش اليدوية في إزالة البلاك حتى بعد جلسة تنظيف واحدة فقط. وقد ثبتت هذه النتائج بغض النظر عن مؤشر التقييم المُستخدم لقياس إزالة البلاك.

2. الوقاية من أمراض اللثة

مرض اللثة عبارة عن عدوى تصيب الأنسجة الرخوة والعظام المحيطة بالأسنان، وينتج عادةً عن سوء نظافة الفم. تشمل الأعراض رائحة الفم الكريهة، ونزيف اللثة وتورمها، وتخلخل الأسنان، وفقدانها. ويمكن الوقاية منه من خلال العناية المنتظمة بنظافة الفم والتنظيف الاحترافي.

تُعدّ فرش الأسنان الكهربائية فعّالة في الوقاية من أمراض اللثة لأنها تنظف الأسنان واللثة بشكل أكثر شمولاً، وتصل إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها. وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2019 أن الاستخدام طويل الأمد لفرش الأسنان الكهربائية يرتبط بصحة أسنان أفضل وزيادة في الحفاظ على الأسنان مقارنةً بالفرش اليدوية.

3. تنظيف أفضل

توفر فرش الأسنان الكهربائية تنظيفاً أطول وأكثر شمولاً من الفرش اليدوية. تحاكي رؤوسها المتذبذبة عملية التنظيف الاحترافية التي تتلقاها في عيادة طبيب الأسنان، وتُعدّ حركاتها الدائرية فعّالة للغاية في إزالة البلاك والبقع من الأسنان.

تعمل فرشاة الأسنان الكهربائية النموذجية بمعدل يتراوح بين 2500 و7500 حركة في الدقيقة، مما يوفر تجربة تنظيف أفضل تصل إلى خط اللثة بشكل أدق وتعالج المناطق التي يصعب الوصول إليها.

4. الوقاية من رائحة الفم الكريهة

قد تتسبب جزيئات الطعام العالقة بالأسنان في رائحة فم كريهة، ولكن استخدام فرشاة أسنان كهربائية يُساعد في الحدّ منها. صُمم رأس فرشاة الأسنان الكهربائية ليناسب كل سن، مما يُوفر تنظيفاً أعمق ويُقلل من كمية جزيئات الطعام المتبقية.

بالإضافة إلى ذلك، تأتي العديد من فرش الأسنان الكهربائية مزودة بمنظفات للسان، وهو أمر ممتاز لأن معظم رائحة الفم الكريهة تنبع من اللسان. يُساعد الحفاظ على نظافة اللسان إلى جانب الأسنان في الوقاية من رائحة الفم الكريهة وتحسين صحة الفم بشكل عام.

5. تبييض الأسنان

تُوفر فرشاة الأسنان اليدوية نحو 300 حركة في الدقيقة، بينما تُوفر فرشاة الأسنان الكهربائية النموذجية ما يصل إلى 7500 حركة في الدقيقة. تُساعد هذه الحركات الإضافية في تقليل بقع الأسنان، مما يُؤدي إلى أسنان أكثر بياضاً بشكل ملحوظ.

أظهرت الدراسات المقارنة باستمرار أن فرش الأسنان الكهربائية أكثر فعالية من فرش الأسنان اليدوية في إزالة البقع. كلما كانت فرشاة الأسنان الكهربائية أكثر تطوراً، زادت فعاليتها في إزالة البقع ومنحك ابتسامة أكثر بياضاً.

6. سهولة الاستخدام

لا تتطلب فرش الأسنان الكهربائية جهداً يُذكر من المستخدم، مما يجعل مهمة تنظيف الأسنان اليومية أسهل.

وهي مفيدة بشكل خاص لكبار السن والأشخاص ذوي القدرة المحدودة على الحركة أو استخدام اليدين. غالباً ما يتطلب التنظيف اليدوي بعض القوة وحركة اليد، مما قد يُشكل تحدياً للأشخاص الذين يعانون من حالات مثل التهاب المفاصل، أو الشلل، أو متلازمة النفق الرسغي، أو تاريخ من السكتة الدماغية.

بالإضافة إلى ذلك، تُعد فرش الأسنان الكهربائية خياراً ممتازاً للأطفال، حيث تساعدهم على الاستفادة القصوى من دقيقتين من وقت تنظيف الأسنان.

7. حماية اللثة والأسنان

تحتوي العديد من فرش الأسنان الكهربائية على مستشعر ضغط لمنع الضغط الزائد أثناء التنظيف. وهذا يقلل من خطر انحسار اللثة وتلف الأسنان الناتج عن التنظيف المفرط أو الخشن أو العنيف.


9 أسباب قد تكون وراء الزيادة المفاجئة بوزنك

من الآثار الجانبية لبعض مضادات الاكتئاب زيادة الوزن (بيكسلز)
من الآثار الجانبية لبعض مضادات الاكتئاب زيادة الوزن (بيكسلز)
TT

9 أسباب قد تكون وراء الزيادة المفاجئة بوزنك

من الآثار الجانبية لبعض مضادات الاكتئاب زيادة الوزن (بيكسلز)
من الآثار الجانبية لبعض مضادات الاكتئاب زيادة الوزن (بيكسلز)

يلاحظ الأشخاص، عند تناولهم سعرات حرارية أكثر من المعتاد أو حال تقليلهم لممارسة الرياضة، ارتفاعاً ملحوظاً في الوزن، وهو أمر طبيعي. ولكن ماذا لو كنت تفعل كل شيء كالمعتاد، ومع ذلك يزداد وزنك دون توقف؟

هناك كثير من العوامل التي قد ترتبط بالزيادة المفاجئة في الوزن، أبرزها بحسب موقع «ويب ميد»:

1- قلة النوم

هناك عاملان رئيسيان يؤثران على النوم وزيادة الوزن. أولاً، إذا كنت تسهر لوقت متأخر، فمن المرجح أن تتناول وجبات خفيفة في وقت متأخر من الليل، ما يعني استهلاك مزيد من السعرات الحرارية. أما السبب الآخر فيتعلق بما يحدث في جسمك عند الحرمان من النوم. فالتغيرات في مستويات الهرمونات تزيد من الشعور بالجوع والشهية، كما تجعلك تشعر بعدم الشبع بعد تناول الطعام.

2- التوتر

عندما تشتدّ ضغوط الحياة، يدخل الجسم في حالة تأهب قصوى. فيُفرز الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر، مما يزيد الشهية. وبالطبع، قد نلجأ إلى تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية في أوقات التوتر. هذا المزيج يُهيئ بيئة مثالية لزيادة الوزن.

3- مضادات الاكتئاب

من الآثار الجانبية المؤسفة لبعض مضادات الاكتئاب زيادة الوزن. استشر طبيبك بشأن تعديل خطة علاجك إذا كنت تعتقد أن مضاد الاكتئاب الذي تتناوله يسبب زيادة في الوزن. لكن لا تتوقف عن تناول الدواء أو تغيره من تلقاء نفسك. من المهم معرفة أن بعض الأشخاص قد يعانون من زيادة في الوزن بعد بدء العلاج الدوائي لمجرد شعورهم بتحسن، مما يؤدي إلى زيادة الشهية. كما أن الاكتئاب نفسه قد يسبب تغيرات في الوزن.

4- الستيرويدات

تُعرف الأدوية الستيرويدية المضادة للالتهابات، مثل البريدنيزون، بتسببها في زيادة الوزن. ويُعدّ احتباس السوائل وزيادة الشهية من الأسباب الرئيسية لذلك. قد يلاحظ بعض الأشخاص أيضاً تغيراً مؤقتاً في أماكن تراكم الدهون في الجسم أثناء تناول الستيرويدات، مثل الوجه أو البطن أو مؤخرة العنق. إذا كنت تتناول الستيرويدات لأكثر من أسبوع، فلا تتوقف عن تناولها فجأة، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل خطيرة. استشر طبيبك أولاً.

5- أدوية قد تسبب زيادة الوزن

هناك العديد من الأدوية الموصوفة طبياً والتي قد تسبب زيادة الوزن. تشمل هذه الأدوية مضادات الذهان (المستخدمة لعلاج اضطرابات مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب)، بالإضافة إلى أدوية علاج الصداع النصفي، والنوبات، وارتفاع ضغط الدم، والسكري. استشر طبيبك لاختيار الدواء المناسب الذي يعالج أعراضك ويقلل من الآثار الجانبية.

6- قصور الغدة الدرقية

إذا كانت غدتك الدرقية (الغدة التي تشبه الفراشة في مقدمة رقبتك) لا تُنتج كمية كافية من هرمون الغدة الدرقية، فمن المحتمل أن تشعر بالتعب والضعف والبرد، وأن يزداد وزنك. فمن دون كمية كافية من هرمون الغدة الدرقية، يتباطأ التمثيل الغذائي، مما يزيد من احتمالية زيادة الوزن. حتى إن عمل الغدة الدرقية ضمن الحد الأدنى من المعدل الطبيعي قد يُسبب زيادة في الوزن. وقد يُساعد علاج قصور الغدة الدرقية بالأدوية على عكس بعض الزيادة في الوزن.

7- متلازمة كوشينغ

يُعدّ ازدياد الوزن أحد الأعراض الشائعة لمتلازمة كوشينغ، وهي حالة مرضية تنجم عن ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، هرمون التوتر، مما يؤدي بدوره إلى زيادة الوزن وظهور اضطرابات أخرى. قد يُصاب الشخص بمتلازمة كوشينغ إذا كان يتناول الستيرويدات لعلاج الربو أو التهاب المفاصل أو الذئبة. كما قد تحدث المتلازمة عند إفراز الغدد الكظرية كميات زائدة من الكورتيزول، أو قد تكون مرتبطة بورم. ويكون ازدياد الوزن أكثر وضوحاً في منطقة الوجه أو الرقبة أو أعلى الظهر أو الخصر.

8- متلازمة تكيس المبايض (PCOS)

متلازمة تكيس المبايض مشكلة هرمونية شائعة لدى النساء في سن الإنجاب. تعاني معظم النساء المصابات بهذه المتلازمة من ظهور العديد من الأكياس الصغيرة على المبايض. تؤدي هذه الحالة إلى اختلالات هرمونية تؤثر على الدورة الشهرية، وقد تُسبب نمو شعر زائد في الجسم وظهور حب الشباب. كما تُعاني النساء المصابات بهذه الحالة من مقاومة الإنسولين (الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم)، مما قد يُسبب زيادة في الوزن. يميل الوزن إلى التراكم حول البطن، مما يزيد من خطر إصابة هؤلاء النساء بأمراض القلب.

9- الإقلاع عن التدخين

يُعدّ الإقلاع عن التدخين من أفضل الأمور التي يمكنك القيام بها لصحتك. عند الإقلاع، قد تكتسب بعض الوزن، ولكن ربما أقل مما تتوقع. في المتوسط، لا يزيد وزن الأشخاص الذين يقلعون عن التدخين بأكثر من 4.5 كيلوغرام. ستشعر بالشبع لفترة أطول بعد عدة أسابيع، مما يُسهّل عليك فقدان الوزن لاحقاً.