الإصلاحات تحفز القطاع الخاص لرسم ملامح موازنات السعودية المقبلة

خبراء يؤكدون دورها الجوهري في الناتج المحلي وسط توفر السيولة

السعودية تعول على القطاع الخاص للعب دور جوهري في الاقتصاد الوطني (الشرق الأوسط)
السعودية تعول على القطاع الخاص للعب دور جوهري في الاقتصاد الوطني (الشرق الأوسط)
TT

الإصلاحات تحفز القطاع الخاص لرسم ملامح موازنات السعودية المقبلة

السعودية تعول على القطاع الخاص للعب دور جوهري في الاقتصاد الوطني (الشرق الأوسط)
السعودية تعول على القطاع الخاص للعب دور جوهري في الاقتصاد الوطني (الشرق الأوسط)

كشفت الميزانية السعودية للعام الجديد، ثمرات الإصلاحات الاقتصادية المعمول بها، خاصة تلك التي تحفّز القطاع الخاص لقيادة الميزانية، وتعزز الناتج المحلي بزيادة إسهامه في اقتصاد المملكة؛ حيث تعدّ موازنة العام الجديد بالسعودية ثاني أضخم ميزانية يتجاوز فيها الإنفاق حاجز تريليون ريال (266.6 مليار دولار)، الأمر الذي يحفز القطاع الخاص للعب دور جوهري في رسم ملامح موازنات السعودية المقبلة.
وقال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور أحمد الخليفي أمس إن هناك 4 نشاطات في القطاع الخاص نمت بمعدلات تتجاوز 4 إلى 6 في المائة، مبيناً أن أحد محركات النمو هو وجود السيولة النقدية من القطاع المصرفي، بجانب الإقراض العقاري الذي حقق نمواً كبيراً.
وأضاف الخليفي خلال مشاركة له في منتدى الميزانية 2020. أن قروض المنشآت الصغيرة والمتوسطة نمت بنسبة تجاوزت 8 في المائة، في وقت أصبحت قروض المنشآت الصغيرة والمتوسطة تشكل 6.2 في المائة، بينما كانت سابقاً 2 في المائة من إجمالي قوة الإقراض المقدمة في المملكة.
من جانبه، قال طلعت حافظ، الأمين العام للتوعية المتحدث باسم البنوك السعودية، لـ«الشرق الأوسط»: «لعله من المهم ملاحظة أن هذه الميزانية كان تركيزها على استمرارية اتباع الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي انتهجتها السعودية مذ انطلاقة (رؤية المملكة 2030) منذ أبريل (نيسان) 2016؛ حيث تعد ميزانية تريليونية تاريخية بعد ميزانية العام الحالي».
وبين حافظ، أن تأثير الإصلاحات السعودية، انعكس على ضبط وكفاءة الإنفاق العام من جهة، مع تركيز الإنفاق العام على المشروعات التي تخدم الاحتياجات الفعلية للمواطنين والمقيمين في المملكة، لافتاً إلى أن التنفيذ بجودة عالية ومستوى رفيع يمد من عمر هذه المشروعات الافتراضي في المقام الأول، ما يدفع لمزيد من الرقابة والتثبت من حيث الجودة والنوعية.
ووفق حافظ، ركزت الميزانية بشكل كبير على القطاع الخاص، وعولت عليه بشكل كبير في قيادة دفة الاقتصاد السعودي، وذلك بأن يكون دور الحكومة - كما هو في كثير من دول العالم - منصباً على دور المشرّع والمنظّم لبيئة الأعمال وليس من يدير دفة الاقتصاد كتوجه دولي معروف.
وأضاف حافظ: «هناك خطوط عريضة متعارف عليها في جميع الدول يدار بموجبها الاقتصاد، لكن من يقوم بالمساهمة بما يعرف بالناتج المحلي ويحركه هو القطاع الخاص، إذ إنه في معظم البلدان المتقدمة كالولايات المتحدة الأميركية هو من يقود الناتج الإجمالي».
وتابع حافظ: «يظل دور الدولة مشرعاً ومنظماً، ويكفل بيئة عمل جاذبة ومساعدة وداعمة للقطاع الخاص... ومن هذا المنطلق، فمن الملاحظ أنه في منتصف العام الحالي 2019. ساهم القطاع الخاص في الناتج الإجمالي المحلي غير النفطي بنسبة 2.9 في المائة على أساس سنوي معدل».
ولفت حافظ إلى أن الناتج المحلي غير النفطي نما بما يزيد عن 2 في المائة، في حين أن الناتج المحلي النفطي تراجع بنسبة 1 في المائة، ما يعني أن التوجه كبير نحو الإصلاحات الاقتصادية والمالية في هذه الميزانية الجديدة، من حيث تنمية الإيرادات غير النفطية ومن ثم زيادة إسهامها بشكل أعلى في الناتج المحلي.
وأوضح حافظ مساهمة القطاع النفطي في الناتج المحلي بنحو 43 في المائة، وكان قبل ذلك يفوق هذه النسبة كثيراً، عازياً ذلك للإصلاحات الاقتصادية والمالية، التي بدأت عام 2016 منذ انطلاق الرؤية 2030 ببرامجها الـ13.
ويرى أن كفة مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي بدأت تتضح، غير أن هناك انفراجاً كبيراً عند مقارنة مساهمة الإيرادات النفطية بالإيرادات غير النفطية؛ حيث يُلاحظ تحسن كبير جداً، بالنظر إلى ما كان عليه الحال في الأعوام القليلة الماضية.
وقال حافظ في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «جانب الإنفاق لم يهمل المشروعات الرأسمالية والخدمية، التي لها اتصال مباشر بحياة الإنسان في المملكة، بيد أن من الواضح أن هناك إنفاقاً سخياً من الميزانية على مشروعات البنية التحية والرعاية الصحية والاجتماعية، لينعم المواطن بحياة كريمة».


مقالات ذات صلة

السعودية تواصل تقدمها في مؤشر الأداء الإحصائي للبنك الدولي

الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تواصل تقدمها في مؤشر الأداء الإحصائي للبنك الدولي

حقَّقت السعودية، ممثلةً في «الهيئة العامة للإحصاء»، منجزاً جديداً بمواصلة تقدمها في مؤشر «الأداء الإحصائي»، الصادر عن البنك الدولي منذ تحديث البيانات عام 2020.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من مشاركة «سيسكو» خلال فعالية «بلاك هات» التي عقدت مؤخراً في الرياض (الشرق الأوسط)

«سيسكو»: السعودية وجهة عالمية صاعدة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي

أكدت «سيسكو» العالمية أن السعودية باتت إحدى أكثر الأسواق ديناميكية في تبني الذكاء الاصطناعي والتحول إلى الخدمات السحابية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد عمال بناء في أحد مشاريع وزارة البلديات والإسكان السعودية (واس)

السعودية... ترسية مشاريع بقيمة تتجاوز 29 مليار دولار منذ 2025 حتى نوفمبر

تلامس قيمة المشاريع التي تمت ترسيتها في السعودية منذ بداية عام 2025 حتى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الـ109 مليارات ريال (29 مليار دولار).

بندر مسلم (الرياض)
عالم الاعمال بنك التنمية الاجتماعية يجهز لإطلاق ملتقى «DeveGo 2025» لريادة الأعمال

بنك التنمية الاجتماعية يجهز لإطلاق ملتقى «DeveGo 2025» لريادة الأعمال

استكمل بنك التنمية الاجتماعية استعداداته لإطلاق النسخة الثانية من ملتقى ريادة الأعمال وأنماط العمل الحديثة «DeveGo 2025».

الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)

الجدعان: نظام رقابة مالي جديد يحمي المال العام ويرصد المخاطر مبكراً

أكد وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، أن نظام الرقابة المالية الجديد يعد تحولاً جوهرياً في منهجية الرقابة، عبر نموذج أكثر مرونةً وشمولاً، يركز على التمكين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الذهب يتجاوز 4400 دولار للأونصة... والفضة عند مستوى قياسي جديد

سبائك من الذهب والفضة في مصنع «أوغوسا» بفيينا (رويترز)
سبائك من الذهب والفضة في مصنع «أوغوسا» بفيينا (رويترز)
TT

الذهب يتجاوز 4400 دولار للأونصة... والفضة عند مستوى قياسي جديد

سبائك من الذهب والفضة في مصنع «أوغوسا» بفيينا (رويترز)
سبائك من الذهب والفضة في مصنع «أوغوسا» بفيينا (رويترز)

قفزت أسعار الذهب فوق مستوى 4400 دولار للأونصة، لأول مرة يوم الاثنين، مدعومة بتصاعد التوقعات بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة الأميركية، إلى جانب الطلب المتزايد على الملاذات الآمنة. كما انضمّت الفضة إلى موجة الصعود، مسجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق.

وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1.4 في المائة ليصل إلى 4397.16 دولار للأونصة، بحلول الساعة 05:02 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس مستوى قياسياً بلغ 4400.29 دولار في وقت سابق من الجلسة. في المقابل، قفزت الفضة الفورية بنسبة 3.3 في المائة لتسجل مستوى تاريخياً جديداً عند 69.44 دولار للأونصة، وفق «رويترز».

كما صعدت العقود الآجلة للذهب الأميركي تسليم فبراير (شباط) بنسبة 0.98 في المائة لتصل إلى 4430.30 دولار للأونصة.

وحقق الذهب مكاسب تُقارب 67 في المائة منذ بداية العام، محطماً عدة أرقام قياسية ومتجاوزاً لأول مرة حاجزيْ 3000 و4000 دولار للأونصة، وهو في طريقه لتسجيل أكبر مكاسب سنوية منذ عام 1979.

أما الفضة فقد قفزت بنسبة 138 في المائة منذ مطلع العام، متفوقة بشكل كبير على الذهب، بدعمٍ من تدفقات استثمارية قوية واستمرار القيود على المعروض.

وقال مات سيمبسون، كبير المحللين بشركة «ستون إكس»: «عادةً ما يشهد شهر ديسمبر (كانون الأول) عوائد إيجابية لكل من الذهب والفضة، وهو ما يجعل العوامل الموسمية في صالحهما».

وأضاف: «ومع ارتفاع الذهب بنحو 4 في المائة، هذا الشهر، واقتراب نهاية العام، قد يتوخى المستثمرون الحذر في ظل تراجع أحجام التداول، مع بقاء احتمالات جني الأرباح قائمة».

من جانبه، أشار وانغ تاو، المحلل الفني في «رويترز»، إلى أن الذهب الفوري قد يواصل مكاسبه ليصل إلى 4427 دولاراً للأونصة، بعد اختراقه مستوى مقاومة رئيسياً عند 4375 دولاراً.

ويحظى الذهب بدعم إضافي بصفته ملاذاً آمناً، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية، واستمرار مشتريات البنوك المركزية، إلى جانب توقعات خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل، كما أسهم ضعف الدولار الأميركي في تعزيز الطلب، إذ يجعل الذهب أقل تكلفة للمشترين من خارج الولايات المتحدة.

وتتوقع الأسواق حالياً خفضين محتملين لأسعار الفائدة الأميركية خلال العام المقبل، رغم إشارات «الاحتياطي الفيدرالي» إلى تبنّي نهج أكثر حذراً. وعادةً ما تستفيد الأصول غير المُدرة للعائد، مثل الذهب، من بيئات أسعار الفائدة المنخفضة.

وأوضح سيمبسون أن خفضين محتملين للفائدة قد يحدثان في عام 2026، مشيراً إلى أن تباطؤ نمو الوظائف الأميركية وتحول «الفيدرالي» نحو سياسة نقدية أكثر تيسيراً قد يدفعان أسعار الذهب إلى مزيد من الارتفاع.

وفي أسواق المعادن الأخرى، قفز سعر البلاتين بنسبة 4.3 في المائة إلى 2057.15 دولار للأونصة، مسجلاً أعلى مستوى له منذ أكثر من 17 عاماً، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 4.2 في المائة إلى 1786.45 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى له منذ قرابة ثلاث سنوات.


ماسك يلتقي قادة الإمارات لبحث فرص الذكاء الاصطناعي

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وإيلون ماسك خلال اللقاء في أبوظبي بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد (وام)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وإيلون ماسك خلال اللقاء في أبوظبي بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد (وام)
TT

ماسك يلتقي قادة الإمارات لبحث فرص الذكاء الاصطناعي

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وإيلون ماسك خلال اللقاء في أبوظبي بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد (وام)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وإيلون ماسك خلال اللقاء في أبوظبي بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد (وام)

بحث الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات تعمل في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مع قيادة دولة الإمارات، آفاق التعاون في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، ضمن توجه أبوظبي لتعزيز شراكاتها العالمية في القطاعات ذات الأولوية، وتوسيع الاستفادة من الحلول الرقمية في دعم التنمية.

ووفق وكالة أنباء الإمارات (وام)، التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، ماسك في أبوظبي، حيث تناولت المباحثات آخر المستجدات في التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، وسبل توظيف ما تتيحه من فرص وتطبيقات لتحسين جودة حياة المجتمعات ودعم مسارات التقدم.

وأكّد الجانبان أهمية بناء شراكات دولية فاعلة في هذا المجال سريع التطور، لما توفره من تبادل للخبرات والمعرفة، وتسريع وتيرة تبني الحلول المبتكرة، بما يعزز جاهزية الدول والمؤسسات المتخصصة لقيادة التحول الرقمي ومواجهة تحديات المستقبل.

حضر اللقاء عدد من كبار المسؤولين، بينهم الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم أبوظبي رئيس مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب مسؤولين ووزراء.


مصر: الربط الكهربائي مع السعودية يتم تجهيزه لبدء المرحلة الأولى

رئيس الوزراء المصري خلال لقائه وزير الكهرباء (رئاسة مجلس الوزراء)
رئيس الوزراء المصري خلال لقائه وزير الكهرباء (رئاسة مجلس الوزراء)
TT

مصر: الربط الكهربائي مع السعودية يتم تجهيزه لبدء المرحلة الأولى

رئيس الوزراء المصري خلال لقائه وزير الكهرباء (رئاسة مجلس الوزراء)
رئيس الوزراء المصري خلال لقائه وزير الكهرباء (رئاسة مجلس الوزراء)

قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، محمود عصمت، إن مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي يتم تجهيزه في صورته النهائية لبدء تشغيل المرحلة الأولى في القريب العاجل.

وأوضح عصمت خلال لقائه مع رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أنه من المقرر «تبادل 1500 ميغاواط (في المرحلة الأولى)، على أن يتبعها بشهور قليلة تشغيل المرحلة الثانية لتبادل 3000 ميغاواط مع السعودية».

وصرح محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن رئيس الوزراء تعرف من وزير الكهرباء على الموقف الحالي للقدرات المركبة من الطاقة المتجددة، حيث أشار الوزير إلى أن إجمالي قدرات الطاقة المتجددة وصل الآن إلى 8866 ميغاواط من طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والمصادر المائية، إلى جانب 300 ميغاواط/ ساعة قدرات بطاريات التخزين.

وأضاف أن الفترة من يوليو (تموز) عام 2024 حتى الآن شهدت إدخال قدرات 1150 ميغاواط من طاقة الرياح، و700 ميغاواط من الطاقة الشمسية، و300 ميغاواط/ ساعة قدرات بطاريات التخزين.

وأوضح الوزير أنه «بنهاية عام 2027 من المتوقع أن تصل القدرات المركبة من الطاقات المتجددة إلى 17991 ميغاواط، إلى جانب 9320 ميغاواط/ ساعة قدرات بطاريات التخزين».