دمشق يعتبرها البعض أقدم مدينة في العالم، وأول مرة ذهبت إليها عندما كنت طفلاً في المرحلة الابتدائية، قادماً من بيروت مع عائلتي، وذلك لحضور «معرض دمشق الدولي» الذي كان يقام كل سنة، وأول انبهار واجهني في بيروت ثم في دمشق، هو رؤيتي لنماذج «المانيكانات» وهي معروضة في واجهات محلات ملابس النساء، وكانت بالنسبة لي «صدمة حضارية».
غير أن لدمشق تاريخاً طويلاً وحافلاً، حبب لي أن أستعرضه بعدة نقاط صغيرة وقصيرة، لنفخر بذلك التاريخ ونترحم على الماضي.
هل تعلمون مثلاً أن القهوة التركية صنعت أولاً في دمشق، ثم انتقلت إلى حلب ومنها إلى إسطنبول عام 1566، وأخذت اسمها هناك؟!
وأن المطربة فيروز أول ما اكتشفت وغنت، كان على مسرح سينما دمشق عام 1952، بحضور أديب الشيشكلي، وكان ذلك باسمها الأول نهاد حداد؟
وأن الممثل الكوميدي شارلي شابلن زار دمشق عام 1929، لحضور افتتاح فيلمه «السيرك»؟
وقليلون هم الذين يعرفون أن قماش زفاف الملكة إليزابيث الثانية جاء من أسواق دمشق.
وهل تعلمون أن أول مدرسة رقص «باليه» في العالم العربي تأسست في دمشق في عام 1951، في منزل الوجيه مظفر البكري؟
وهناك من لا يعلم أيضاً أن جامع بني أمية الكبير، هو أول بناء تدخله الكهرباء في مدينة دمشق، في فبراير (شباط) من عام 1907، وأن الكهرباء دخلت إلى دمشق قبل أن تدخل إلى ولاية لوس أنجليس الأميركية، بواسطة شركة بلجيكية.
وأن المرأة الدمشقية، هي أول امرأة في العالم العربي ترتدي الحذاء ذا الكعب العالي.
وأن فرشاة الأسنان دخلت إلى دمشق عام 1914؛ بدلاً من «المسواك» المتداول في كل البلاد العربية.
ودمشق هي أول مدينة عربية افتتحت فيها بنوك وشركات وفنادق عالمية، وكذلك هي أول مدينة عربية سارت سيارة في شوارعها عام 1905، وأول مدينة عربية تأسس فيها برلمان، وافتتحت بها جامعة.
وأن دمشق نالت لقب عاصمة الأناقة على مستوى العالم عام 1950، وأنها أول مدينة عربية استخدمت «الترام» في مواصلاتها.
وأن المطربة أم كلثوم جاءت إلى دمشق في صيف عام 1931، وأحيت ثلاث حفلات في إحدى الحدائق بالهواء الطلق.
وكانت سوريا في الخمسينات من القرن الماضي تلقب بـ«يابان الشرق الأوسط»، إلى درجة أن مهاتير محمد صانع النهضة الماليزية الحديثة، زار دمشق عام 1952، وانبهر بحضارتها، وأقسم أن يجعل ماليزيا نسخة من سوريا.
فأين عاصمة ماليزيا كوالالمبور اليوم من دمشق؟!
إنني دائماً أعشق طرح الأسئلة، وأترك الإجابات لغيري.
8:49 دقيقه
TT
هذه دمشق التي كانت
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة