جون أوثرز
كاتب من خدمة «بلومبرغ»

«كوفيد ـ 19» وضع الحياة في مواجهة الحرية

يوجد الصراع بداية من الكلمات الاستهلالية الأولى للوثيقة التي أسست الولايات المتحدة الأميركية، والتي تنص على أنَّ لكل فرد الحق في «الحياة والحرية والسعي نحو السعادة». في الواقع، لا يكاد يوجد من يعترض على إعلان المبادئ الذي أطلقه توماس جيفرسون ـ لكن ماذا يحدث عندما تدخل الحياة والحرية في صراع؟ من الواضح أنَّه يجب أن يكون للحرية بعض الحدود.

«بتكوين» تحل محل الذهب

كيف نشرح معنى «بتكوين»؟ كما ذكرت قبل أسبوعين، من الصعب استبعاد العملة الرقمية من الحسبان باعتبارها فقاعة استثمار كلاسيكية؛ لأنها - على العكس من أي معتقد تاريخي آخر شهد مكاسب كبيرة مماثلة في السعر - شكلت سلسلة من الفقاعات التي انفجرت ثم تضخمت مجدداً. ليس من المفترض أن تقوم الفقاعات بذلك؛ إذ إنَّ الفقاعة الكبيرة الضخمة لا يمكن أن تنكمش في هدوء، بل تنفجر ولا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه أبداً. لدى «بتكوين» العديد من أعراض هوس المضاربات، يحركها في ذلك الإثارة المطلقة التي تلهم المؤمنين بها، لكن من الصعب تحديد القيمة التي يجب أن تكون عليها الأصول الرقمية.

أوروبا تكتشف مخاطر الحذر تجاه اللقاح

وقف رئيسا وزراء المملكة المتحدة وفرنسا، الأسبوع الماضي وكشفا عن ساعديهما ليتلقيا لقاح «أسترازينيكا» ضد فيروس «كوفيد - 19». إلا أنَّ الامر ذاته لم يحدث في الدنمارك والنرويج والسويد، حيث لا يزال قرار وقف الاعتماد على «أسترازينيكا» سارياً. وما زاد الوضع ارتباكاً إعلان فرنسا أن اللقاح مخصص فقط لمن يتجاوزون الـ55. يأتي ذلك على الرغم من أنه حتى أسبوعين ماضيين، قالت ألمانيا وفرنسا إنَّ اللقاح مخصص فقط لمن هم دون الـ65، رغم أنَّ الاتحاد الأوروبي أقره لجميع البالغين. اليوم، توقفت غالبية الدول في أوروبا عن استخدام «أسترازينيكا» لحين التحقيق بشأن المخاوف من أنه ربما يسبب جلطات مميتة في الدم.

هوس التضخم وزيادة سرعة تقلب الأسعار

عليك من الآن الاستعداد لأسبوع آخر من هوس التضخم. فبعد محاولة الأسبوع الماضي لتهدئة الحديث من قبل «البنك المركزي الأوروبي»، تنعقد الأسبوع الجاري اجتماعات حول السياسة النقدية من قبل «بنك الاحتياطي الفيدرالي»، بالإضافة إلى «بنك إنجلترا» و«بنك اليابان». فإذا كان أي منهم يميل إلى تكييف سياسته مع ما يرون أنه تضخم مقبل، فسوف يتعيَّن عليهم البدء في إخبارنا بذلك. أشك في أنهم سيشعرون باحتياج كبير للإشارة إلى تغيير في السياسة، إذ إن السوق لن تمنحهم أي خيار سوى التعليق على تحول مذهل في التوقعات.

الصعود الاقتصادي بعد «بريكست» يزداد زخمه

مغادرة المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي كانت وما زالت من الأفكار السيئة للغاية. ولقد صوتُ ضد هذا القرار ولا أشعر بالندم على موقفي حتى الآن. ومن الناحية الاقتصادية، تعتبر المملكة المتحدة قد أطلقت الرصاص على قدميها من خلال الانفصال عن أكبر تكتل للتجارة الحرة في العالم، والتي تقع مباشرة بمحاذاة حدودها.

لمكافحة {كورونا} يحتاج الساسة إلى التفكير مثل الفلاسفة

يبدأ العام الجديد تماماً كما ينتهي. ففي أوائل عام 2020 المنقضي، أصيبت الحكومات حول العالم بصدمة الوباء، وترددت قراراتها ما بين الضرورات العلمية والأخلاقية، في حين انغمس كثير من الناس في السلوكيات الأنانية والمتضاربة التي يبدو أنها تنتمي إلى فئة أفلام «غلينغاري غلين روس» من إنتاج عام 1992 أو «لورد أوف ذا فلايز» من إنتاج عام 1990، عوضاً عن احترام مبادئ الديمقراطية الحديثة. تثور مثل هذه المشاكل راهناً حول توزيع اللقاح، وهو معجزة الإنجاز العلمي الذي لديه القدرة على القضاء على الوباء. غير أن الاختلاف المؤسف في هذه المرة أنه كانت أمامنا شهور من التفكير في القضايا المطروحة والاستعدادات.

عاد الخوف من «كوفيد ـ 19» ليقود الأسواق مجدداً

عادت تقلبات السوق من جديد. فقد لاحظنا الاثنين كيف قفز مؤشر (في أي إكس)، الذي يتتبع كيفية إنفاق المستثمرين لاتخاذ إجراءات وقائية ضد التقلبات في الاسواق المتعددة الخيارات، فوق حاجز 30 للمرة الأولى منذ التصحيح القصير والعنيف لأسهم (فانغ) الذي جرى في أوائل سبتمبر (أيلول). جرى تنفيذ هذا التصحيح داخلياً بدرجة كبيرة، حيث جاء تراكم المضاربة من خلال خيارات الشراء ليجبر المستثمرين على شراء أسهم التكنولوجيا. فالأشخاص الذين ثبتت إصابتهم الآن بالفيروس باتوا أكثر قابلية للبقاء على قيد الحياة مما كانوا عليه في مارس (آذار) أو أبريل (نيسان)، ويستمر معدل الوفيات في الانخفاض.

دروس من التاريخ في زمن الوباء

كيف ستكون عواقب الوباء على المدى الطويل؟ إن وجدت إجابات واضحة فستكون محدودة. ففي القطاع المالي، تتمتع الأسواق بضوابط وأرصدة ومثبتات تلقائية. إن تتبع تأثير الأشهر القليلة الماضية للتخطيط للمستقبل أشبه بالتخطيط لهجوم في لعبة الشطرنج؛ حيث يمكنك توقع رد فعل الخصم وإن كان التوقع يظل غير مؤكد؛ حيث يمكن لبعض الحركات غير المتوقعة للخصم أن تبطل عمل استراتيجيتك. إذا أخذنا ذلك في الاعتبار، فإننا نستطيع القول إن وباءين تاريخيين كانا من الصعب التنبؤ بعواقبهما المالية في حينه. حدث أن أخذت آفة في الانتشار وسط محصول البطاطس الآيرلندي منذ 175 عاماً، وأدت إلى معاناة شديدة وغيرت مجرى التاريخ.

«مناعة القطيع» لم تُحسم بعد

تعاني بريطانيا من انقسام جديد بشأن كيفية الاستجابة للجائحة، حيث يواجه رئيس الوزراء بوريس جونسون تمرداً من النواب بسبب الخطط الخاصة بعمليات الإغلاق الثانية لمكافحة الفيروس، وذلك في الوقت الذي أسهمت فيه المخاوف بشأن زيادة الحالات في الولايات المتحدة في اضطراب السوق خلال الأسابيع القليلة الماضية. لماذا إذن تنجح الأسواق في الحفاظ على هدوئها النسبي حتى الآن تجاه ما يجري؟

مغامرة أسواق العملة مع «بريكست»

ربما جاء عودة موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو «بريكست» ليحتل عناوين الصحف الرئيسية كمؤشر إلى أن الحياة قد عادت إلى طبيعتها بعد انحسار الوباء، وأن الساسة يشعرون أن لديهم رخصة الآن لإعادة تلك العناوين إلى الواجهة.