مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

يا للخجل

منظر تمنيت ألا أراه بعيني، عندما شاهدت المنتخب الأسترالي مع الجماهير، والكل واقفون دقيقة صمت وحداد، على ضحايا الإرهاب الداعشي في مدينة مانشستر البريطانية، في حين كان أفراد منتخبنا يتمازحون ويتقافزون ويتضاحكون من دون أي واعز من ضمير أو ذوق أو أخلاق، وكان لموقفهم «اللامسؤول» ذاك صدمة للجميع على مختلف المستويات، وخصوصاً أن المباراة منقولة للعالم عبر المحطات الفضائية؛ لهذا شنّت وسائل الإعلام المختلفة في أستراليا وبريطانيا، بل وفي العالم كله حملة شعواء على دولتنا، متصورين أنها هي التي أوعزت لهم بذلك.
وهذا غير صحيح على الإطلاق، لكننا ذهبنا ضحية جهل، أو سذاجة، أو عدم تقدير المسؤولية عند اللاعبين، ولو أن أعدى أعداء دولتنا أراد أن يشوّه سمعتنا لما استطاع أن يفعل مثلما فعله لاعبونا خلال تلك الدقيقة المشؤومة، وقدمنا لأعدائنا بكل غباء «هدية بزبديّة». والذي زاد في ألمي وقهري وخيبتي ما قرأته من تغريدات بعض «المتنطعين» الذين أبدوا، بل أعجبوا بذلك «العبث» الذي صدر من لاعبينا، وحجتهم الواهية هي: أن وقفة الحداد دقيقة، ليست من عاداتنا.
ونسوا أو تناسوا أن رسولنا - عليه أفضل الصلاة والسلام - عندما مرت أمامه جنازة رجل «يهودي»، وقف احتراماً للحياة والموت.
تخيلوا مثلاً لو أن سلامنا الملكي الوطني كان يعزف في أحد الملاعب، ونشاهد لاعبي الفريق الخصم، يتضاحكون ويتقافزون بكل استخفاف غير آبهين به، تخيلوا ماذا سوف يكون شعورنا؟!
إنني لا ألوم اللاعبين فقط، لكنني أضع اللوم الأكبر على الإدارة التي معهم، خصوصاً أنها قد أُبلِغت وأُشعِرت قبل المباراة عن وقفة «الحداد» من قِبل المسؤولين الأستراليين! أتمنى ألا تمر هذه الحادثة المخجلة «مرور الكرام» على الرئاسة العامة للشباب، فلا بد أن يدفع الثمن من تسبب بذلك، أيّاً كان.
***
أحد الأصدقاء «فقع مرارتنا» من كثرة غروره و«فشخرته» وبمباهاته بمغامراته النسائية الكاذبة، وكيف أن الفتيات وقعن في غرامه صرعى وكأنه «فالنتينو» زمانه، إلى درجة أن جميع الأصدقاء ضاقوا ذرعاً من ادعاءاته.
وقبل أيام فاجأنا قائلاً: سوف أزف لكم خبراً سعيداً، لقد قررت أن أتزوج، وعندما لم يجد منا أي رد فعل على ما ذكر، ما كان منه إلا أن «يتنهد» ويهز رأسه قائلاً: يا الله، كم فتاة سوف تصاب الآن بخيبة الأمل بسبب زواجي؟!
وساد الصمت على الجميع، غير أنني قطعت الصمت عندما رفعت صوتي قائلاً له: إنها واحدة، واحدة فقط لا غير، «ويا قرد حظها».
***
هل صحيح أن الشيطان يكفيه عشر ساعات ليخدع رجلاً؟!، أما المرأة فيكفيها ساعة واحدة لتخدع عشرة شياطين.
أعتقد أنه صحيح «99.9 في المائة» – والله اعلم.