للعام الحادي عشر على التوالي تقدم دبي للعرب والعالم مؤتمرها الرياضي الدولي الذي بدأ كمؤتمر للاحتراف لحاجة المنطقة إليه ثم أخذ بالتطور ليصبح أحد أهم التجمعات الرياضية في العالم، إن لم يكن أهمها، وأجزم أنه أهم من مؤتمر «سوكر إكس» لأنني حضرت الاثنين ولمست الفارق الكبير بين مستوى الحضور والنقاشات وورش العمل في مؤتمرات دبي وبين غيرها من التجمعات الرياضية، ويكفي أن أقول إن مستوى الحضور بدأ قويًا واستمر قويًا، ففي السنة الماضية تحديدًا كانت هناك ندوة للمرشحين لرئاسة الـ«فيفا» وكان الأمير علي بن الحسين والسويسري الإيطالي جياني إنفنتينو وكانت فرصة للتعرف عليهما عن قرب بالنسبة لمن لم يعرفهما، وحضر معهما ميسي ليتوج بجائزة أفضل لاعب في العالم وقبلها حضر رونالدو مرتين ومعه مورينيو وكابيلو وكونتي وبيرلو وتشافي ودل بييرو وفيرناندو توريس وفالكاو وآبيدال وريبيري ولامبارد وحضر أهم وكلاء أعمال اللاعبين وعلى رأسهم خورخي مينديز وكيل رونالدو ومورينيو وحضر ويحضر كل سنة رؤساء أندية عالمية مثل برشلونة وريال مدريد والميلان والإنتر وأتليتكو مدريد إضافة لأشهر حكام كرة القدم وورش وندوات عن آخر ما وصل إليه التحكيم وأخطائه وعثراته، وقبل سنوات كانت هناك ورش عمل حول الأكاديميات والتسويق والإعلان والعوائد المالية للأندية، وهذه السنة كانت هناك ندوة مهمة جدًا عن الشفافية والنزاهة والعدالة في جسد ممثل كرة القدم العالمية وهي الـ«فيفا» ومن تحدث كان رأس الهرم فيها، إضافة لنائبه وهو رئيس اتحاد أميركا الوسطى والشمالية (الكونكاكاف) حيث يقبع ثلاثة أرباع أعضائه السابقين في السجون.
وسط كل هذا الكم من المعلومات غاب العرب ويغيبون بشكل متعمد عن أهم حدث رياضي يجري في منطقتهم مع بعض الحضور الخجول من هنا وهناك، وهذه السنة باستثناء رئيس الهلال الأمير نواف بن سعد ووكيل الأعمال غرم العمري والبعض الأقل من القليل، لم أرَ الكثير من رؤساء الأندية السعودية أو الخليجية أو العربية ولا حتى نوابهم وكأننا ختمنا علم الاحتراف وأغلقنا الكتب لنتجه لتعليم الآخرين فنونه وأصوله، علمًا أنه لا يوجد احتراف حقيقي بما تعنيه الكلمة من معنى في كل دولنا العربية من دون استثناء ولا حتى في الإمارات نفسها التي يوجد فيها شركات لكرة القدم ورؤساء تنفيذيون لها ومسؤولو تسويق وتدقيق مالي وعوائد من خارج كرة القدم ولكنها ما زالت تعاني من مشكلات الاحتراف العربي بمفهومها الأكبر والأعم، وهذا لا يعني أنهم مثل غيرهم، فشركات العين والأهلي والجزيرة والوحدة والشباب تختلف جذريًا عن الباقين في الدولة وخارجها.
القول العربي المأثور يقول: «اطلبوا العلم ولو في الصين» وبين دبي وبقية الدول الخليجية فشخة (خطوة) وبين العربية فشختين وطقسها جميل ومرافقها من الأفضل في العالم فلم الغياب يا عرب؟
بالمناسبة مع نهاية كل عام وبداية كل عام ومنذ ألف عام نكرر نفس المقولات ولا نغيرها فمتى نتغير للأفضل؟
8:2 دقيقه
TT
ختمنا العلم!
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة