مصطفى الآغا
TT

لماذا الآن؟

يقول المثل: «أن تصل متأخرًا خيرٌ من أن لا تصل أبدًا»، ولكن أحيانًا توقيت الوصول نفسه قد يكون مربكًا ويتسبب بجدل وإشكاليات كان يمكن تلافيها لو كان التوقيت أفضل.
من الطبيعي أن يكون هناك توثيق في كل مناحي الحياة، ومن غير الطبيعي أن نعيش في عصور التكنولوجيا والتطور و«السوشيال ميديا» والإنترنت والوصول للمريخ ونبقى نعيش جدلاً حول هذا النادي كم أحرز من بطولة ولمن الزعامة ولمن الوصافة، خصوصًا في محيط يعشق الألقاب ويتصارع عليها، فحتى لقب الأسطورة مثار جدل، ولقب النادي الملكي ليس محل توافق ومن هو الأكثر شعبية أيضًا يعيش ذكريات (زغبي)، ولهذا أعتقد أنه من الضروري جدًا توثيق كل شيء ولكن النيات الطيبة اصطدمت بآلاف التفاسير والاعتراضات حسب ميول أصحابها وشاهدنا رؤساء الأهلي والاتحاد والشباب والنصر يعترضون ويحتفظون بحقوقهم في «حفظ حقوق أنديتهم».
و«ما زاد في الطين بللاً» هو التوقيت قبل أسبوع تقريبًا من لقاء اليابان في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وأيضًا إسناد المهمة لجهة وأشخاص ليسوا من اتحاد الكرة، وهو المخوّل في كل بقاع الدنيا بتوثيق بطولات منتخباته وأنديته، فمثلاً هل يمكن إسناد مهمة توثيق بطولات «فيفا» لجهة أخرى أو أشخاص لا ينتمون لها وهم أنفسهم الذين سيبتون في اعتراضات الأندية على نتائج توثيقهم؟
وإذا كانت أربعة من أكبر خمسة أندية على صعيد التتويج بالبطولات تعترض فهذا لا يعني أن الأمر يقتصر على الحساسيات بل يتعداه لمفهوم وآليات التوثيق نفسه.
شخصيًا كنت أتمنى أن تتم الأمور خلال فترة الصيف حيث لا بطولات ولا منافسات ولا دوريات ولا يحزنون، وأن يكون هناك توافق وقبول من الجميع على مفهوم التوثيق قبل البدء به ما دام التوثيق جاء لينهي جدلاً ويضع الحقائق في نصابها لا يزيد الطين بلة، أو الجدل حماوة.