مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

أمام سرير الملكة

ألقت الشرطة البريطانية القبض على رجل تسلق إحدى بوابات قصر باكنغهام مقر إقامة الملكة إليزابيث في لندن.
وقالت الشرطة في بيان لها: (لدى نزوله على الأرض أمسك الضباط به واحتجزوه بتهمة التعدي)، وأضافت أن الرجل لم يكن مسلحًا، وسيخضع الرجل (21 عامًا) لفحص طبي لمعرفة حالته العقلية، ولم تكن الملكة التي تبلغ من العمر 90 عامًا في لندن في ذلك الوقت. تأتي الحادثة بعد شهر من إلقاء القبض على رجلين اقتحما القصر في أحد أخطر الاختراقات الأمنية هناك - انتهى.
وهذه الحادثة ذكرتني بكلام زوجة حارس كان يعمل في ذلك القصر، عندما قالت: فيما كان زوجي يغادر البيت إلى عمله حارسًا خارج قصر باكنغهام الملكي، طمأنني إلى أن المسدس الذي يحمله غير محشو، فسألته: ولكن ماذا تفعلون إذا رأيتم شخصًا يتصرف في شكل يثير الشك؟، فأجاب بثقة: (مثلما يفعل أي شخص: نستدعي شرطيًا) - انتهى.
ولا أدري هل ذلك القصر هو مثل (الوكالة التي من غير بواب)؟!، لأنه لا تمر سنة تقريبًا إلاّ ويقبضون على أحدهم يحاول تسلق البوابات!
أما أخطر الاختراقات فهي التي حصلت قبل عشرين عامًا تقريبًا، وتحديدًا كانت عام (1982)، وذلك عندما تسلق رجل يدعى مايكل فاجان جدار القصر، وأخذ يتجول فيه، ولم يرده غير غرفة الملكة، التي فتح بابها ودخل على الملكة وهي نائمة بقميص نومها بأمان الله.
وفتحت عينيها عليه وهو واقف أمام سريرها يبحلق بها، فتعاملت معه بحكمة، حيث تبادلت معه الحديث بكياسة ورباطة جأش، في الوقت الذي ضربت فيه الجرس وحضر بعض الخدم، والحمد لله أن الأمور سارت بشكل طبيعي، ولم يحدث ما لا يحمد عقباه.
وفي هذه الأثناء كان الدوق (فيليب) زوج الملكة في الغرفة الأخرى يغط في سبات عميق.
***
أفضل وسيلة لتحقيق أحلامك هي أن تستيقظ من النوم، وثق تمامًا بأن من لزم (الوسادة) لا يدرك السيادة - أليست هذه حكمة، أم أنها مجرد أضغاث أحلام؟
***
اتصلت بمكتب رجل غريب الأطوار، فرد عليّ السنترال قائلاً: سعادة المدير يتكلم على الخط الآخر، فهل تود أن تنتظر؟ وإذا كان كذلك، فهل تريد الاستماع إلى موسيقى كلاسيكية أو شعبية أو صاخبة؟!، أجبته أريدها (اتسربنيزية) ثم أغلقت الخط، داعيًا على من دخلت لهم الحضارة من تحت، وأخذت أردد هذين البيتين:
جهول غاص في لحم وشحم/ ولم ينسب إلى عقل وفهم
إذا لبس البياض فكيس جبس/ وإذا لبس السواد فكيس فحم