انتقال ناد بكامل رياضييه وأنشطته إلى جهة غير مقره الأصلي، تعني حاجته أن ينقل معه كل مرافقه ومنشآته والعاملين فيه وأدواته ومستلزماته، أو أنه سيتعطل عن أداء وظيفته.
مشكلة نادي نجران عندما أريد حلها تم اختزال وضعه، الناجم عن اضطراره ترك مقره لظروف قاهرة، في العمل فقط على تمكين فريقه الأول لكرة القدم الذي يلعب في دوري المحترفين من لعب مبارياته الـ26، ورغم ذلك لم ينجح أحد في جعل ذلك أمرا ميسرا بالقدر الذي لا يحمل النادي أعباء مالية إضافية، ناهيك عن الدعم اللوجيستي أو النفسي اللذين فقدهما وفرص التنافس العادلة.
قبل نتائج نجران في الدوري بعد جولته السادسة التي جعلته في الترتيب الأخير، كان قد هبط فريقه الأولمبي للدرجة الأدنى لعدم تمكنه من لعب مبارياته الأخيرة في الموسم الماضي لنفس الظروف المتعلقة بمنطقته، وتم اعتباره منسحبا، وهو ما كاد يواجهه على صعيد فريقه الأول بعد أن لوح شرفيوه بالانسحاب هذه المرة فعلا، مما يعني أن يترتب على ذلك لو حدث هبوطه المباشر إلى مصاف دوري الأولى، وربما تتبعه عقوبات إضافية.
لكن الفرج جاء بمبادرة تتسم بحس وطني مسؤولي عال من الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، وزير الحرس الوطني، الذي وجه بتسخير نادي الحرس الوطني بمحافظة جدة بكامل مرافقه ومنشآته، ليكون بديلا مؤقتا لنادي نجران، مع دعم مالي، قاطعا قول أي خطيب، ومعيدا أولا الدماء لعروق الفريق الكروي التي كادت تتيبس، وفاتحا الطريق لعودة الحياة للنادي بأكمله، وهي لفتة ليست بالغريبة على متعب بن عبد الله ولا الحرس الوطني، المؤسسة العسكرية الحية في الضمير الوطني بمساهماتها الاجتماعية والثقافية والطبية والرياضية على مدار تاريخ هذا الصرح الشامخ.
الأنشطة الرياضية تم إيقافها مؤقتا في منطقة نجران خلال عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، وهو ما أفرز الحالة التي عاشها نادي نجران، وحاولت معها رعاية الشباب واللجنة الأولمبية واتحاد كرة القدم فعل شيء حقيقي لتدارك ذلك. دعك من التصريحات الإعلامية التي تؤكد تفهم الموقف أو حتى تقديم مبلغ مقطوع أو سلفة تستقطع، لأن السؤال كان يذهب إلى أبعد، وهو ما إذا كانت هناك خطوات جريئة يمكن أن تقدم عليها هذه الجهات ولو على حساب الأنظمة واللوائح من أجل ألا يتضرر نجران دون أن يكون ارتكب ذنبا.. لكن الأمر بدا أشبه بمن يملك لكنه يشعر بأنه في مأزق نظامي يجتهد في كيفية اجتيازه بلا جدوى.
نعم كان الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد قد قدم العون لإدارة النادي، ومرجعا لحل مشكلته، وصدرا رحبا للتخفيف من معاناته، لكن لا يزال هناك ما يمكن أيضًا فعله بدءا بمراجعة أسباب هبوط فريقه الأولمبي ومدى عدالته، ثم استشفاف الخطوة الجديدة وهل تحتاج إلى استكمال ما ينقصها وتفادي مفاجآتها. وهذا يمكن مناقشته في الاجتماع الذي وجه بعقده الأمير عبد الله قبل يومين بهذا الخصوص، والأهم أن يكون الاجتماع قد ركز على ضرورة الوقوف على سير أعمال النادي في وضعه الجديد للتأكد من أنه يستطيع وضع قدمه فعليا على الطريق الذي يمكنه من السير حثيثا لاستعادة عافيته.
تكامل مؤسسات الدولة وقيادييها في خدمة قطاعات المجتمع أمر إيجابي لا غنى عنه، المهم أن يكون بعد بذل كامل الجهد الموازي لحجم المشكلة واستنفاد كل الحلول.
9:32 دقيقه
TT
نجران في قلب الحرس الوطني.. الخطوة التالية ليست أقل أهمية
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
