سعد المهدي
TT

في انتظار ما سيأتي.. الجاني الاتحاد الآسيوي؟

اليوم يتحدد الطرف العربي الخليجي في نهائي أبطال آسيا للأندية، إما الهلال السعودي وإما الأهلي الإماراتي، ومنذ 2003 سيطرت الأندية الخليجية على نظيراتها في غرب آسيا، وانفردت بالوصول للنهائي رغم أنها حصلت على الكأس أربع مرات فقط، عن طريق العين الإماراتي، والاتحاد السعودي مرتين، والسد القطري.
نتيجة الذهاب في الرياض (1- 1) ستجعل الأهلي والهلال يلعبان مباراة متكافئة الفرص حتى على الصعيد النفسي، إذ إن المطلوب منهما الفوز لضمان التأهل، في حين أن التعادل من دون أهداف الذي سيرجح كفة الأهلي صعب التخطيط له، وقد يكون أكبر مصيدة يقع فيها مدرب الأهلي كوزمين، إذ لا حيلة للحصول على نتيجة مثل هذه إلا بظروف تلقائية تدفع الأمر إلى ذلك.
الاتحاد الآسيوي، الذي يعتبر هذه البطولة ثاني أهم مسابقاته، يعطي للجانب التنظيمي والانضباطي الأولوية، وكل الانتقادات التي طالت الآسيوي وتصب في تفريطه في بعض من هذين الأمرين التنظيم والانضباط، لم تجد من دليل يسندها، وظلت مجرد شبهات تتطاير الواحدة تلو الأخرى عندما يتم التعامل معها بشكل رسمي.
قضية واحدة لا يمكن منع إثارتها، ألا وهي أخطاء التحكيم لأنها فعلا تحدث، لكن لم يسبق أن الأمر انتهى إلى أن يستفيد المعترض على قرارات تحكيمية خاطئة، إذ يمكن أن يثبت أنها قرارات صحيحة، أو تدخل في التقدير الشخصي، أو أنها من تلك التي لا تستوجب اتخاذ قرار فني بشأنها، لينتهي الأمر على أحسن تقدير بتسجيل موقف وإرضاء مدرج.
الذين يدفعون دائمًا تجاه إدانة الاتحاد الآسيوي في معظمهم يحاولون استرضاء جماهير الأندية، أو الهروب من المحاسبة، لكن الآسيوي يخطئ أيضًا حين يهمل التعامل مع القضايا المثيرة للجدل بما يناسبها، فإذا كان في الأصل الاحتكام للوائح والأنظمة مقبولا، فلا يوجد ما يمنع من ضخها في شرايين كل مجتمع بما يتفق ولغة الخطاب الأقرب للوصول فيه إلى ذهنيته في قارة ليست متجانسة ثقافيا ولا تحتضنها بيئة متقاربة، هذا سيساهم في المحافظة على علاقته بالجماهير التي تتآكل بفعل قدرة خصومه على كسب الجماهير ضده.
لا يمكن أيضا أن نغفل تصيد أخطاء الاتحاد الآسيوي،، وذلك من طرف خصوم لرئيسه البحريني الشيخ سلمان آل خليفة، ويمكن إجمال بعضهم في (أيتام بن همام)، وهناك آخرون لا يزالون يبحثون عن طريق يؤدي بهم إلى مقر الاتحاد، أما أكثرهم خطرا فهم الذين يمتهنون زرع الفتن، حيث ينقضون على أي فرصة متاحة ولتكن الرياضة ليلطخوها بالسياسة والطائفية في خلط واضح، لكنه ينجح في أن يمر وسط هياج العاطفة، وصخب المشهد، والقابلية حتى بما لا يعقل لمجرد أن يساعد على إنكار الواقع، أو تبريره بما يزيح عن الكاهل خيبة الهزيمة، أو مسؤوليتها.
التأهل الأهلاوي لنهائي دوري أبطال آسيا كاف لأن يعطي علامة النجاح الكاملة للمدرب الروماني أولاريو كوزمين وفريقه، لأنها ستكون المرة الأولى في تاريخ مشاركة الأهلي آسيويا، بمعنى أنها قد تغنيهم حتى عن التفكير في الفوز بالكأس، أو الحزن عند فقده، فيما سيكون تأهل الهلال للنهائي مشروطا بمن يلحق به للظفر بالكأس، أو أنه لا فائدة من ذلك يجنيها إلا الشوك، أيضًا ستكون هذه حالة عاطفية وقتية، لأن كل شيء يرصده التاريخ ستجد فيه حتما ما تفخر به، ولو فيما بعد.