نقول إن الرياضة ليست فقط لعبة كرة القدم، حسنًا دعونا نتأكد من 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي إلى 26 من الشهر نفسه، حيث تقام منافسات 15 لعبة رياضية على مستوى منتخبات، يتنافس على حصد نتائجها أكثر من 2500 شخص، ما بين لاعبين، وأجهزة فنية، وإدارية، وإعلاميين، من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، في ثاني تجمع لهم على هذا المستوى وبهذا الحجم.
اللجنة الأولمبية السعودية التي تستضيف هذا الأولمبياد الخليجي، أمام امتحان صعب، لكن النجاح سبله تم توفيرها بالعمل المبكر، إلا أن النجاح الحقيقي أن تبرهن جميع الأطراف ذات العلاقة بالحركة الرياضية بشقيها الرسمي وغير الرسمي، على أنها فعلاً تعرف قيمة الرياضة، وتحترم مبادئها، وتتحلى بأخلاقياتها، وتتلبسها حالة الشغف ذاته الذي يملأ عالمنا ضجيجًا، هوسًا بلعبة كرة القدم.
88 ميدالية يتنافس عليها 1500 مشارك في الأولمبياد الأول الذي احتضنته البحرين في مثل هذا الشهر عام 2011، حصد منها الكويتيون 29 ميدالية، منها 14 ذهبًا، وحصلت على الترتيب الأول، من بين الدول الست المشاركة، وحلت السعودية في الترتيب الأخير، بمجموع 23؛ ثلاث منها ذهب فقط، بينما ستتنافس هذه المنتخبات في هذه النسخة على 91 ميدالية، مع عدم مشاركة حامل اللقب الكويت على خلفية إمكانية إيقاف نشاطها الأولمبي دوليًا؛ مما يعني أن حصة الميداليات التي كان من المتوقع أن يتنافس عليها الرياضيون الكويتيون، ستكون من نصيب رياضيي الدول الخمس.
التهمة التي لا يمكن نفيها، أن لعبة كرة القدم تأخذ النصيب الأوفر أو الكامل من الاهتمام، والدعم، والتشجيع.. ببساطة هي معشوقة الملايين وشعبيتها هي الأولى، لكن هل يمنع ذلك أن نعطي للرياضات الأخرى أيضًا، اهتماما، وليكن متناسبًا مع طبيعة اللعبة ومتوازيًا مع عطاءات رياضييها وإنجازاتهم، لكن هذا يبدأ من الجهة المعنية، فيجب أن يكون مرضيًا للرياضيين الممارسين للعبة أولاً، حتى يمكن بعد ذلك أن يسري هذا الرضا على الجماهير ليوسع من القاعدة، الذي بدوره يجر الإعلام إليه بالضرورة.
اللجنة العليا المنظمة اتخذت تدابير كثيرة لإنجاح التنظيم، ومن راقب تحركاتها طوال الأشهر الماضية يعلم أن الحمل ليس بالهين، وما هو مطلوب توفره أكثر مما تحتاجه منافسات لعبة واحدة، لكن الأمير عبد الحكيم بن مساعد، رئيس هذه اللجنة وأمين عام اللجنة الأولمبية السعودية، بما يمثله من روح العمل الإداري الجديد الذي يحسن التخطيط واختيار الأدوات وربط إنجاز المهام ببرنامج زمني، وبعد ذلك الإشراف على خطوات التنفيذ ومتابعتها أولاً بأول، سينجح في هذا التحدي، وقد عرف عنه ذلك في البطولات المحلية والإقليمية والقارية في لعبة البولينغ التي قام بتنظيمها، وأشرف على أدق تفاصيلها.
كل الذين يأخذون على الإعلام الرياضي إهماله الألعاب الرياضية خلاف كرة القدم، محقون، لكنهم مطالبون اليوم بأن نراهم ينصفون هذه الألعاب من خلال الحضور لمنافساتها في الملاعب والميادين، والاحتفاء بأبطالها في المجالس ووسائل التواصل الاجتماعي، الألعاب الخمس عشرة التي يتنافس عليها أكثر من 2500 رياضي، اختبار مباشر للتفوق الرياضي، ولما قدمته دولنا الخليجية الست عبر مؤسساتها الرياضية ولجانها الأولمبية، لرياضييها وشبابها. هذه فرصة اختبار حقيقي، وقياس عادل لأي الدول متفوقة رياضيًا، بعدد الميداليات وألوانها، وليس بأي شيء آخر.
9:32 دقيقه
TT
أولمبياد الخليج.. الرياضة بوجهها الصحيح
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
