«خميس الفائدة» على «درب الفيدرالي»

المصارف المركزية توالي الرفع والحذر من المقبل

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في مؤتمر صحافي في فرانكفورت عقب إعلان رفع الفائدة (رويترز)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في مؤتمر صحافي في فرانكفورت عقب إعلان رفع الفائدة (رويترز)
TT

«خميس الفائدة» على «درب الفيدرالي»

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في مؤتمر صحافي في فرانكفورت عقب إعلان رفع الفائدة (رويترز)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في مؤتمر صحافي في فرانكفورت عقب إعلان رفع الفائدة (رويترز)

على مسار الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قامت بنوك مركزية عالمية، على رأسها الأوروبي والبريطاني، برفع الفائدة يوم الخميس، بعد ساعات من رفع الأول الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس.
ورفع بنك إنجلترا المركزي ظهر أمس سعر الفائدة الرئيسي من 3 إلى 3.5 في المائة، وهو الرفع التاسع على التوالي. وصوتت لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا لصالح هذه الخطوة بواقع ستة أصوات مقابل رفض ثلاثة، وقالت إن «المزيد من الزيادات في أسعار فائدة البنك» قد تكون مطلوبة للتعامل مع ما تخشى أن يكون ضغوط تضخم محلية مستمرة بسبب الأسعار والأجور.
كما رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية إلى 2.5 في المائة، وهي الزيادة الرابعة على التوالي. وأبقى البنك في الوقت ذاته على توقعات تبني المزيد من الرفع.
وقال البنك إن اقتصاد منطقة اليورو قد ينكمش في الربعين الحالي والمقبل؛ بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، لكنه لا يزال يتوقع تحقيق نمو اقتصادي ضعيف عام 2023. وخفض البنك توقعات النمو للعام المقبل من 0.9 إلى 0.5 في المائة، متوقعاً تحقيق نمو أعلى قدره 1.9 في المائة في عام 2024، و1.8 في المائة في عام 2025. وتتوقع المؤسسة أن يبلغ التضخم 6.3 في المائة العام المقبل، قبل أن ينخفض إلى 3.4 في المائة في عام 2024، و2.3 في المائة في عام 2025، ليقترب من هدف 2 في المائة بمرور الوقت.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بلغ معدل التضخم في منطقة اليورو 10 في المائة، مقابل 10.6 في المائة خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) السابق عليه، وهو ما يزيد بشدة عن المعدل الأوروبي المستهدف حول 2 في المائة.
وكانت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، قالت مؤخراً: «نتوقع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة لإعادة التضخم إلى النطاق المستهدف على المدى المتوسط وهو 2 في المائة بطريقة تدريجية».
ومنذ يوليو (تموز) الماضي، يحاول البنك المركزي الأوروبي كبح جماح التضخم بزيادة أسعار الفائدة. في الوقت نفسه فإن زيادة أسعار الفائدة تؤثر سلباً على نشاط الاقتصاد، حيث تصبح تكلفة الاقتراض على سبيل المثال أعلى.
وكان الاحتياطي الفيدرالي قد رفع نسبة الفائدة الرئيسية بمقدار نصف نقطة مئوية، مساء الأربعاء، مقدراً أن الفائدة ستتجاوز مستويات 5 في المائة. وقال البنك في بيان عقب اجتماعه إن نسبة الفائدة الأساسية باتت تراوح بين 4.25 إلى 4.50 في المائة، وهذا أعلى مستوى لها منذ عام 2007. كما أفاد بأن التضخم سيتباطأ إلى 3.1 في المائة فقط عام 2023، فيما خفّض بشكل كبير توقعات النمو لعام 2023 من 1.2 إلى 0.5 في المائة.
وفي كلمته بالمؤتمر الصحافي عقب الاجتماع، أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أنه من السابق لأوانه الحديث عن خفض البنك أسعار الفائدة. وأضاف: «تركيزنا الآن هو في الحقيقة على تحويل موقف سياستنا إلى موقف ينطوي على تشديد كاف لضمان عودة التضخم إلى أهدافنا البالغة اثنين في المائة بمرور الوقت، ولا يتعلق الأمر بتخفيضات أسعار الفائدة».
وجدير بالذكر أن البنوك المركزية الخليجية في كل من السعودية والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان، قامت برفع الفائدة عقب قرار الفيدرالي بمعدل 50 نقطة أساس. وعلى ذات مسار البنوك الكبرى، قام كل من البنك المركزي السويسري والفلبيني وهونغ كونغ يوم الخميس، برفع الفائدة تباعاً بمقدار 50 نقطة أساس. فيما رفعها البنك المركزي النرويغي بمعدل 25 نقطة، والتايواني بمعدل 12.5 نقطة.


مقالات ذات صلة

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

الاقتصاد خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

يتجه المصرف المركزي الأوروبي الخميس إلى إقرار رفع جديد لمعدلات الفائدة، وسط انقسام بين مسؤوليه والمحللين على النسبة التي يجب اعتمادها في ظل تواصل التضخم والتقلب في أداء الأسواق. ويرجح على نطاق واسع أن يقرّر المصرف زيادة معدلات الفائدة للمرة السابعة توالياً وخصوصاً أن زيادة مؤشر أسعار الاستهلاك لا تزال أعلى من مستوى اثنين في المائة الذي حدده المصرف هدفاً له.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

واجه وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، اقتراحا من قبل المفوضية الأوروبية لمنح دول التكتل المثقلة بالديون المزيد من الوقت لتقليص ديونها، بردود فعل متباينة. وأكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن مقترحات المفوضية الأوروبية لمراجعة قواعد ديون الاتحاد الأوروبي «ما زالت مجرد خطوة أولى» في عملية الإصلاح.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة بلغت 0,1 % في الربع الأول من العام 2023 مقارنة بالربع السابق، بعدما بقي ثابتا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، وفق أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي برمّته، انتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي بزيادة بلغت نسبتها 0,3 % بعد انخفاض بنسبة 0,1 % في الربع الأخير من العام 2022، وفق «يوروستات». وفي حين تضررت أوروبا بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يغذي تضخما ما زال مرتفعا للغاية، فإن هذا الانتعاش الطفيف للنمو يخفي تباينات حادة بين الدول العشرين التي تشترك في العملة الموحدة. وخلال الأش

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

من المقرر أن تحصل دول الاتحاد الأوروبي المثقلة بالديون على مزيد من الوقت لتقليص الديون العامة، لتمكين الاستثمارات المطلوبة، بموجب خطط إصلاح اقترحتها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: «نحتاج إلى قواعد مالية ملائمة لتحديات هذا العقد»، وأضافت «تمكننا الموارد المالية القوية من الاستثمار أكثر في مكافحة تغير المناخ، ولرقمنة اقتصادنا، ولتمويل نموذجنا الاجتماعي الأوروبي الشامل، ولجعل اقتصادنا أكثر قدرة على المنافسة». يشار إلى أنه تم تعليق قواعد الديون والعجز الصارمة للتكتل منذ أن دفعت جائحة فيروس «كورونا» - حتى البلدان المقتصدة مثل ألمانيا - إلى الا

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.