مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

لبنان إن حكى!

خلال عشرة أيام أخذت فقط عناوين الأخبار عن لبنان، وتركت التفاصيل وها هي أمامكم (كحلوا أعينكم بها):
1 - تراجع الأوراق البيضاء وانقسام نواب التكتل العوني، سجال دستوري سياسي في لبنان حول (تشريع الضرورة)، توجه بري للدعوة إلى جلسة تشريعية مع (الفراغ الرئاسي)، وفشل الجولة (السادسة) لانتخاب الرئيس!!
2 - الليرة تهوي مجدداً بفعل (ضبابية) تدابير (المصرف المركزي)، نصر الله يقحم لبنان في مواجهة سياسية مباشرة مع أميركا، توافق بين ميقاتي وبري على صيغة في ملف الكهرباء!
3 - البطريرك قال للنواب: خربتم الدولة وفككتموها، غير أن كتلة بري أكدت أن (المشكلة مسيحية/ مسيحية)، والراعي يدعو الأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر خاص بلبنان، أما رعد يقول: لا يخيفنا منطق من يتعاطى معنا كميليشيا، و(حزب الله) بجلالة قدره يتمسك برئيس (لا يطعن المقاومة في ظهرها)!!
4 - لبنان يلجأ إلى أموال (النقد الدولي) ليبدأ تطبيق خطة الكهرباء، لقاء (سيدة الجبل مع حزب الله) يضع النواب أمام خيارين كلاهما سيئ وخطير، سياسيون وتجار ومطورون عقاريون مستفيدون من الأزمة المالية!!
5 - نواب لبنانيون يؤسسون لـ(كتلة معارضة ثالثة): تمسك بانتخاب الرئيس ورفض التشريع، زيادة الرسوم الجمركية في لبنان إلى (عشرة أضعاف)!!
6 - انقسامات تمنع إجماع نواب المعارضة اللبنانية على دعم معوض، مناورة (حزب الله) الرئاسية من الدعوة للتوافق إلى (سنأتي بمن نريد)، لبنان يبدأ البحث في (الصندوق السيادي) لعائدات النفط!!
7 - معسكر الورقة البيضاء يعيد باسيل إلى (بيت الطاعة)، جلسة انتخاب الرئيس اليوم، وتوقعات بتمديد (مسرحية التعطيل)، نائب رئيس البرلمان يدعو إلى حوار مع سوريا لترسيم الحدود البحرية والخلاف كبير بين البلدين، والمفاوضات مع قبرص انتهت في يوم واحد!!
8 - التباين يتسع بين (الوطني الحر والقوات) والحرب الإعلامية تحتدم، باسيل: لا اتفاق مع بري بمعزل عن (حزب الله)، سفير اليابان لدى لبنان يقول: مر بلدانا بأضخم انفجارين، لنا (هيروشيما) ولكم (المرفأ)، النواب اللبنانيون يذهبون إلى البرلمان اليوم (كي لا ينتخبوا رئيساً)!!
المهم أنه بعد هذه (المانشتات) السيئة المحبطة اللاعقلانية، يخرج علينا من تحت الأرض وزير السياحة اللبناني، ليبشرنا وهو يبتسم (بموسم أعياد واعد) - صدقوني إذا قلت لكم: إنني لا أدري بماذا أرد عليه - ليس لأن في فمي ماء ولكن لأن في فمي علقماً!!
وأختم بهذا التصريح (المضحك المبكي) المكتوب بالمانشيت العريض، الذي جاء فيه: (حزب الله) يتهم خصومه بأنهم (أخذوا لبنان إلى الفتنة) - أما هو فيأخذه إلى (الفردوس)!!