أنقرة تلمّح إلى إمكانية إعادة تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود

مزارعون أوكرانيون يخلطون حبوباً في مخزن بمنطقة أوديسا، في 23 يونيو (إ.ب.أ)
مزارعون أوكرانيون يخلطون حبوباً في مخزن بمنطقة أوديسا، في 23 يونيو (إ.ب.أ)
TT

أنقرة تلمّح إلى إمكانية إعادة تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود

مزارعون أوكرانيون يخلطون حبوباً في مخزن بمنطقة أوديسا، في 23 يونيو (إ.ب.أ)
مزارعون أوكرانيون يخلطون حبوباً في مخزن بمنطقة أوديسا، في 23 يونيو (إ.ب.أ)

لمحت تركيا إلى إمكانية قيامها باستقدام الحبوب والزيوت من أوكرانيا وإعادة تصديرها إلى الدول المحتاجة عبر مفاوضات تجريها مع كل من موسكو وكييف.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده يمكنها أن تعيد تصدير الحبوب مثل القمح والشوفان والشعير من البحر الأسود للدول التي تحتاج إلى تلك الشحنات، بعد مفاوضات مع روسيا وأوكرانيا. وأضاف في تصريحات في إسطنبول الجمعة، رد خلالها على سؤال حول ما إذا كان سيتواصل مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن أزمة الغذاء العالمية، أن العمل جارٍ لتحديد موعد لإجراء محادثات مع الزعيمين. وتابع أن «تركيا مستعدة لاستقدام الحبوب والزيوت وغيرها من المواد الغذائية من أوكرانيا وإعادة تصديرها إلى الدول المحتاجة إليها»، مشيراً إلى أن مخزون تركيا من الحبوب في الصوامع في مستوى جيد، لكن هناك دولاً في العالم تعاني صعوبات في تأمين احتياجاتها من هذه المواد. «تركيا يمكنها لعب دور الوسيط لإيصال الحبوب الأوكرانية إلى الدول التي تواجه صعوبات في تأمين الحبوب».
وأشار الرئيس التركي إلى أن هناك نحو 20 سفينة تركية موجودة في المنطقة وجاهزة للتحرك في أي لحظة، وأعرب عن أمله في حسم الموضوع عبر رد إيجابي من بوتين وزيلينسكي إثر محادثاته معهما.
وكانت أول سفينة تركية محملة بالحبوب، قد غادرت ميناء ماريوبول الأوكراني الخاضع لسيطرة الجيش الروسي والانفصاليين في 22 يونيو (حزيران) الماضي، بعد مباحثات تركية - روسية في موسكو وسط أنباء عن عقد اجتماع رباعي بين ممثلي تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة في إسطنبول قريباً لبحث مسألة فتح ممرات آمنة في البحر الأسود لنقل الحبوب من أوكرانيا.
وكانت السفينة التركية التي تحمل اسم «آزوف كونكورد» قد غادرت ميناء ماريوبول، لتكون هي السفينة الأجنبية الأولى التي تغادر محملة بالحبوب الأوكرانية بعد انتظارها لأيام في الميناء، وذلك غداة اجتماع مطول بين وفدين عسكريين روسي وتركي في موسكو، في إطار« دبلوماسية الخط الأحمر» (خط الحبوب)، وصفته أنقرة بأنه كان بناءً وإيجابياً للغاية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في 26 مايو (أيار) الماضي، إن 6 سفن شحن كانت تنتظر في ميناء ماريوبول الأوكراني، هي: «تساريفنا» البلغارية، «أزبورغ» الدومينيكية، «بلو ستار» البنمية، «سمارتا» الليبيرية و«آزوف كونكورد» التركية و«ليدي أغوستا» الجمايكية. وكشفت صحيفة «خبرتورك» التركية، عن أن هناك 3 ممرات سيتم إنشاؤها وتجري الأمم المتحدة مفاوضات منذ أسابيع مع روسيا وأوكرانيا للتوصل إلى اتفاق يسمح بإخراج الحبوب من أوكرانيا وعودة الأسمدة المنتجة في روسيا إلى السوق الدولية، لكن لم تفض المحادثات إلى اتفاق بعد.
وقال إردوغان إنه سيناقش الأمر مع الدولتين في الأيام القليلة المقبلة، وإن مكتبه يعمل مع كييف وموسكو لترتيب مكالمات مع نظيريه بوتين وزيلينسكي، وإن 20 سفينة تركية جاهزة للمشاركة في الشحنات المحتملة.
في الوقت ذاته، أكد إردوغان حرص بلاده العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) على مواصلة نهجها المتوازن في علاقاتها مع روسيا. ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان اعتبار روسيا «أكبر تهديد مباشر» للحلف في المفهوم الاستراتيجي الجديد للناتو من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات بين أنقرة وموسكو، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تركيا عضو في الحلف، أكد إردوغان في تصريحات لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من مدريد عقب المشاركة في قمة الناتو ليل الخميس إلى الجمعة، حرص بلاده على مواصلة سياسة التوازن التي تنتهجها.
ووصف الناتو في وثيقته الجديدة للمفهوم الاستراتيجي للحلف روسيا بأنها «التهديد الأكبر والمباشر لأمن الحلفاء واستقرارهم. ولفت إردوغان إلى وجود روابط معينة بين أنقرة وموسكو، موضحاً أن تركيا تستورد نحو 40 في المائة من الغاز الذي تستهلكه من روسيا، ومشيراً إلى التعاون معها في تشييد محطة «آككويو» النووية لتوليد الكهرباء في مرسين جنوب تركيا، فضلاً عن العلاقات في مجال الصناعات الدفاعية.
وأكد إردوغان أن تركيا ستواصل علاقاتها المتوازنة مع كل من روسيا وأوكرانيا المتحاربتين.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


نتنياهو: الضربات الإسرائيلية أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو: الضربات الإسرائيلية أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الخميس)، أن الضربات التي وجّهتها إسرائيل إلى إيران وحلفائها في الشرق الأوسط أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة برمتها في المستقبل، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال نتنياهو، في كلمة موجهة إلى الشعب الإيراني، إن «الأحداث التاريخية التي نشهدها اليوم هي ردود فعل متسلسلة».

وتابع: «ردود فعل متسلسلة على قصف (حركة) حماس والقضاء على (حزب الله) واستهداف (أمينه العام السابق حسن) نصر الله، والضربات التي سدّدناها لمحور الرعب الذي أقامه النظام الإيراني».

واتهم نتنياهو إيران بإنفاق عشرات مليارات الدولارات لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أطاحه هجوم شنّته فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام»، ودعم حركة «حماس» في قطاع غزة و «حزب الله» في لبنان.

وأكد أن «كل ما تسعى إليه إسرائيل هو الدفاع عن دولتها، لكننا من خلال ذلك ندافع عن الحضارة بوجه الوحشية».

وقال للإيرانيين: «إنكم تعانون تحت حكم نظام يسخركم ويهددنا. سيأتي يوم يتغير هذا. سيأتي يوم تكون فيه إيران حرة». وتابع: «لا شك لديّ في أننا سنحقق هذا المستقبل معاً أبكر مما يظن البعض. أعرف وأؤمن بأننا سنحول الشرق الأوسط إلى منارة للازدهار والتقدم والسلام».

ومع سقوط الأسد، خسرت إيران في سوريا حلقة رئيسية في «محور المقاومة» الذي تقوده ضد إسرائيل، بعد أن خرج حليفها الآخر «حزب الله» ضعيفاً من الحرب مع إسرائيل.

ولطالما أدّت سوريا، التي تتشارك مع لبنان حدوداً طويلة سهلة الاختراق، دوراً استراتيجياً في إمداد «حزب الله» اللبناني المدعوم عسكرياً ومالياً من إيران، بالأسلحة.