معاناة المرأة من أعراض متلازمة ما قبل الحيض

لها أسباب جسدية وعاطفية ونفسية

معاناة المرأة من أعراض متلازمة ما قبل الحيض
TT

معاناة المرأة من أعراض متلازمة ما قبل الحيض

معاناة المرأة من أعراض متلازمة ما قبل الحيض

يعاني كثير من النساء من مجموعة غير متجانسة من الأعراض الجسدية والسلوكية والعاطفية خلال الأسبوع السابق لحيض الدورة الشهرية. ولأنها أعراض «غير متجانسة»، تُسمى هذه الحالة «مُتلازمة». وهي المتلازمة السابقة للحيض Premenstrual Syndrome وأعراضها مزعجة في غالب الأحيان، وقد تتسبب بالإعاقة عن قدرة ممارسة أنشطة الحياة اليومية، وتعطيل الحياة الطبيعية لدى بعض النساء لأيام.

متلازمة متفاوتة الشدة
والحيض Menstruation يعد جزءاً طبيعياً من حياة كل امرأة في عمر الإنجاب، وهو ضروري لتجديد بطانة الرحم لتحضيرها للحمل، ويصاحبه بحد ذاته أعراض عدة مزعجة للمرأة. ولكن أعراض متلازمة ما قبل حيض الدورة الشهرية، هي تلك التي عادة ما تبدأ بعد اليوم الثالث عشر من الدورة الشهرية، وتتفاوت في الشدة، وتختلف عن أعراض فترة الحيض الفعلي.
وفي بداية الاهتمام الطبي بهذه الحالة لدى النساء في عمر الإنجاب، كان الاعتقاد أن الأمر مجرد توتر عاطفي يسبق حيض الدورة الشهرية، وتم تبعاً لذلك استخدام مصطلح «توتر ما قبل الحيض» Premenstrual Tension، الذي ظهر في الكتابات الطبية في عام 1931، ولكن مع توسع المعرفة الطبية، ظهر في عام 1953 مصطلح آخر أشمل، وهو «متلازمة ما قبل الحيض».
ووفق نتائج الإحصاءات الطبية، يقول معظم النساء، أي أكثر من 75 في المائة منهن، إنهن يعانين من بعض أعراض متلازمة ما قبل الحيض مثل انتفاخ البطن، والصداع، وتقلب المزاج. ويظهر ذلك خاصة لمن لديها مستويات عالية من التوتر العاطفي بالأصل، واللواتي يكون مزاجهن حساساً لتغير مستويات الهرمونات أثناء الدورة الشهرية. وبالنسبة لمعظمهن، تكون الأعراض خفيفة. ولكن بالنسبة لبعض النساء، أي أكثر من 8 في المائة، قد تكون هذه الأعراض شديدة لدرجة أنهن يتغيبن عن العمل أو المدرسة. وحينها تُسمى الحالة «اضطراب ما قبل الحيض المزعج» Premenstrual Dysphoric Disorder.
وفي المتوسط، تكون النساء في الثلاثينات من العمر أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة ما قبل الحيض. وقد تزداد الأعراض سوءاً مع بلوغ أواخر الثلاثينات أو الأربعينات من العمر، عند الاقتراب من المرحلة الانتقالية لسن انقطاع الطمث وحصول ارتفاعات وانخفاضات غير متوقعة في مستويات الهرمونات أثناء تلك الفترة.
علامات وأعراض
وبرغم محاولات الأوساط الطبية اكتشاف أي علامة بيولوجية كيميائية موضوعية لمتلازمة ما قبل الحيض، فإنه حتى اليوم لا يزال التشخيص يعتمد على المعاناة من الأعراض التي تذكرها المرأة خلال المرحلة التي تسبق خروج الحيض. والسبب هو عدم وجود أي تحليل أو فحص بإمكانه أن يدل عليها.
ويفيد مكتب صحة المرأة بالولايات المتحدة OWH قائلاً: «لا يوجد اختبار واحد لمتلازمة ما قبل الحيض. سيتحدث طبيبك معك عن أعراضك، بما في ذلك وقت حدوثها ومدى تأثيرها على حياتك. وربما تكونين مصابة بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية إذا كانت لديك أعراض:
- تحدث في الأيام الخمسة التي تسبق دورتك الشهرية لمدة ثلاث دورات شهرية متتالية على الأقل.
- تنتهي في غضون أربعة أيام بعد بدء الدورة الشهرية.
- تمنعك من الاستمتاع أو القيام ببعض أنشطتك العادية.
وعليك أن تتبعي أعراض الدورة الشهرية التي تعانين منها ومدى شدتها لبضعة أشهر. واكتبي أعراضك كل يوم في التقويم أو باستخدام تطبيق على هاتفك. وخذي هذه المعلومات معك عندما ترين طبيبك».

أسباب متعددة
ولا يعرف الباحثون بالضبط ما الذي يسبب متلازمة ما قبل الحيض. وتفترض غالبية المصادر الطبية أن التغييرات في مستويات الهرمونات أثناء الدورة الشهرية قد تلعب دوراً مهماً في الأمر، بل قد تكون هي السبب الوحيد في الواقع. وقد تؤثر مستويات الهرمون المتغيرة هذه على بعض النساء أكثر من غيرها.
وإضافة إلى التغيرات الهرمونية، كسبب مُحتمل لحصول هذه الحالة، يضيف أطباء النساء في مايوكلينك قائلين: «التغيرات الكيميائية في الدماغ يمكن أن تؤدي إلى تقلبات مستوى السيروتونين. وهي مادة كيميائية في الدماغ (ناقل عصبي) يُعتقَد أنها تلعب دوراً بالغ الأهمية في حالات المزاج، إلى ظهور أعراض المتلازمة السابقة للحيض. وقد يساهم عدم كفاية كميات السيروتونين في ظهور الاكتئاب السابق للحيض، بالإضافة إلى الإرهاق والرغبة المُلحَة في الطعام واضطرابات النوم. وبعض النساء المصابات بالمتلازمة السابقة للحيض لديهن اكتئاب غير مشخَص، رغم أن الاكتئاب وحده لا يسبب جميع الأعراض».
وتطرح مصادر طبية أخرى دور نقص المغنيسيوم والكالسيوم كأحد الأسباب الغذائية لمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية. وذلك بناء على إظهار بعض الدراسات تحسناً في الأعراض الجسدية والعاطفية مع معالجة النقص فيهما بالجسم.
- استشارية في الباطنية

كما تطرح مصادر طبية أخرى دور السمنة والتدخين كعاملين من عوامل خطر الإصابة بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية. وتلاحظ الدراسات الطبية أن النساء اللواتي يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهن 30 أو أكثر (أي لديهن سمنة بالتعريف الطبي) عرضة للإصابة بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية بثلاث مرات تقريباً مقارنة بالنساء غير البدينات. وكذلك النساء اللواتي يدخن السجائر أكثر عرضة للإصابة بأعراض المتلازمة السابقة للحيض أكثر بمرتين.
ورغم عدم معرفة السبب المحدد لهذه الحالة، فإن ما هو معروف طبياً أن متلازمة ما قبل الحيض لها تأثيرات صحية متفاوتة الشدة على عدد من المشكلات الصحية التي قد تعاني منها المرأة بالأصل، والتي قد تزداد سوءاً في الوقت الذي يسبق خروج دم حيض الدورة الشهرية. ومن ذلك:
- اضطرابات الاكتئاب والقلق: وهي أكثر الحالات التي تتداخل مع المتلازمة السابقة للحيض. وتتشابه أعراض الاكتئاب والقلق مع أعراض ما قبل الدورة الشهرية وقد تزداد سوءاً قبل الدورة الشهرية أو خلالها.
- متلازمة التعب المزمن CFS وتذكر بعض النساء أن أعراضهن المرتبطة بمتلازمة التعب المزمن، غالباً ما تزداد سوءاً قبل الدورة الشهرية مباشرة. تظهر الأبحاث أن النساء المصابات بمتلازمة التعب المزمن قد يكن أيضاً أكثر عرضة لنزيف الحيض الغزير وانقطاع الطمث المبكر أو المبكر.
- متلازمة القولون العصبي: يسبب القولون العصبي التشنج والانتفاخ والغازات. وقد تسوء أعراض القولون العصبي قبل الدورة الشهرية مباشرة.
- متلازمة آلام المثانة: النساء المصابات بمتلازمة ألم المثانة أكثر عرضة للإصابة بتشنجات مؤلمة أثناء الدورة الشهرية.
- قد تؤدي متلازمة ما قبل الدورة الشهرية أيضاً إلى تفاقم بعض المشكلات الصحية، مثل الربو والحساسية والصداع النصفي.
- تذكر بعض الدراسات الطبية أن اللواتي يُعانين متلازمة ما قبل الدورة الشهرية، هن أعلى عُرضة في المستقبل للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم.

معالجة متلازمة ما قبل الحيض... خطوات على جوانب متعددة
> لا توجد طريقة علاجية مباشرة للتخفيف أو إزالة جميع الأعراض لحالات متلازمة ما قبل الحيض، وذلك لثلاثة أسباب رئيسية: الأول عدم معرفتنا للسبب أو الأسباب الفعلية لظهور الأعراض. والآخر، أن الأعراض بالأصل مختلفة في نوعيتها وفي شدة المعاناة منها. والثالث أن هناك أعراضا جسدية وأخرى نفسية.
ولذا هناك عدة «مقترحات» للخطوات العلاجية باستخدام بعض الأدوية لتخفيف بعض الأعراض البدنية، وأدوية أخرى لتخفيف بعض من الأعراض النفسية. كما أن هناك علاجات سلوكية وأخرى تتعلق بإجراء بعض التغيرات في سلوكيات نمط الحياة اليومية. وكذلك هناك علاجات منزلية، وأخرى باستخدام وسائل الطب البديل.
ويقول أطباء أمراض النساء في مايوكلينك: «يمكن أن يؤدي إدخال تغييرات على نمط الحياة إلى تخفيف أعراض المتلازمة السابقة للحيض لدى العديد من النساء». وذكروا منها: ممارسة الرياضة، النوم الليلي الكافي، تناول تغذية صحية وغنية بالكالسيوم، تقليل الملح، تمارين الاسترخاء النفسي، تمارين التنفس العميق، ممارسة اليوجا، المساج (التدليك). وأضافوا القول: «ولكن بِناءً على شدة الأعراض التي تشعرين بها، يمكن أن يصِف لك الطبيب واحداً أو أكثر من أدوية متلازمة ما قبل الحيض. وتختلف فاعلية الأدوية في تخفيف الأعراض بين النساء».
وتحت عنوان «ما الأدوية التي يمكن أن تعالج أعراض ما قبل الدورة الشهرية؟»، يقول مكتب صحة المرأة بالولايات المتحدة: «يمكن أن تساعد الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والأدوية الموصوفة في علاج بعض أعراض الدورة الشهرية. وقد تساعد مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية والتي يمكنك شراؤها في معظم المتاجر، على تقليل الأعراض الجسدية، مثل التشنجات والصداع وآلام الظهر وألم الثدي. وتشمل هذه: إيبوبروفين، ونابروكسين، والأسبرين. وتجد بعض النساء أن تناول مسكنات الآلام التي لا تستلزم وصفة طبية قبل بدء الدورة مباشرة يقلل من مقدار الألم والنزيف الذي يعانين منه أثناء الدورة الشهرية. وإذا لم تنجح مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، قد تساعد الأدوية الموصوفة طبيا، ومنها أدوية منع الحمل الهرمونية (التي تعمل على إيقاف التبويض، ما قد يؤدي إلى تخفيف أعراض المتلازمة السابقة للحيض) التي قد تساعد في علاج الأعراض الجسدية لمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية، ولكنها قد تزيد الأعراض الأخرى (النفسية والعاطفية) سوءاً. كما يمكن أن تساعد مضادات الاكتئاب في تخفيف الأعراض العاطفية لمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية لدى بعض النساء عندما لا تساعد الأدوية الأخرى. وقد تقلل مدرات البول من أعراض الانتفاخ وألم الثدي. وقد تساعد الأدوية المضادة للقلق في تقليل مشاعر القلق. ولكن جميع الأدوية لها مخاطر. تحدثي إلى طبيبك حول الفوائد والمخاطر».



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.