تأثير «زيجارنك»... لماذا تشعر بالإرهاق؟

أدمغتنا مصممة لتتذكر المهام غير المكتملة بشكل أفضل من تلك المكتملة (بابليك دومين)
أدمغتنا مصممة لتتذكر المهام غير المكتملة بشكل أفضل من تلك المكتملة (بابليك دومين)
TT

تأثير «زيجارنك»... لماذا تشعر بالإرهاق؟

أدمغتنا مصممة لتتذكر المهام غير المكتملة بشكل أفضل من تلك المكتملة (بابليك دومين)
أدمغتنا مصممة لتتذكر المهام غير المكتملة بشكل أفضل من تلك المكتملة (بابليك دومين)

هل تعرف كيف يؤدي وجود عدد كبير من صفحات الإنترنت المفتوحة إلى تعطل جهاز الكومبيوتر؟ الأمر نفسه يحدث لعقلك، حيث تستمر المهام غير المكتملة في العمل في الخلفية، مما يضعف الأداء العقلي، ويطلق على ذلك تأثير «زيجارنك».

هنا يوضح موقع «سايكولوجي توداي» ما يجب فعله حيال ذلك.

تأثير زيجارنك:

تعود تسمية تأثير «زيجارنك» للطبيبة بلوما زيجارنك التي ألهمها أستاذها، عالم النفس كورت لوين، بدراسة ذاكرة عمال المطاعم، بعدما لاحظ أن لديهم ذاكرة أفضل للطلبات غير المدفوعة، وبمجرد قيام العملاء بالدفع، يجد العمال صعوبة في تذكر تفاصيل الطلبات.

اكتشفت زيجارنك أن أدمغتنا مصممة لتتذكر المهام غير المكتملة بشكل أفضل من تلك المكتملة. وأنه بمجرد الانتهاء من مهمة ما، يقوم الدماغ بشطبها من قائمة جدول الأعمال لتحرير مساحة عقلية. وهذا يعني أيضاً أنه كلما زادت المهام، تزيد معها الموارد التي تخصصها أدمغتنا لمتابعتها.

أمثلة على تأثير زيجارنك:

تأثير «زيجارنك» هو التكنيك الذي يستخدمه رواة القصص التشويقية لنستمر في القراءة أو المشاهدة لمعرفة ما سيحدث، لأن أدمغتنا مدفوعة للبحث عن النهاية، وبمجرد حلها، يمكن أن ننسى الموضوع برمته لكن حتى ذلك الحين، نميل إلى الاهتمام الشديد.

نعاني مع تعدد المهام بسبب تأثير «زيجارنك»، وهو أيضاً أحد الأسباب التي تجعل الباحثين عن الكمال يعانون من القلق، لأنهم مهووسون بالتفاصيل، ولديهم توقعات غير واقعية، ما يجعلهم محاطين بالمهام غير المكتملة، وبالتالي تبقى أدمغتهم غارقة في التفاصيل، وللأسف ضعيفة التركيز.

يتسبب تأثير «زيجارنك» أيضاً في صعوبة النوم بالنسبة للكثيرين، لأن وقت النوم هو الوقت الوحيد الذي لا نحاط فيه بالمشتتات، فيبذل العقل جهداً كبيراً لتجميع تفاصيل المهام غير المكتملة على مدار اليوم.

استراتيجيات للتغلب على تأثير «زيجارنك»:

التخلص من قوائم المهام:

قوائم المهام لا تنتهي أبداً، لأنه يوجد دائماً المزيد المهام التي يتعين عليك القيام بها. وننصح أن تستبدل التركيز بها فقط على الأمور ذات الأولوية القصوى لليوم أو الأسبوع مثلاً.

وبإعطاء الأولوية للمهام القليلة الأساسية، سيكون من الأسهل على العقل تذكرها، وتتبعها، وإكمالها دون إجهاد.

الدماغ الثاني:

هناك استراتيجية أخرى تتمثل في بناء ما يسميه المؤلف تياغو فورتي بـ«الدماغ الثاني»، وهو المكان الذي يمكنك فيه حفظ المعلومات للعودة إليها لاحقاً. قد يكون ذلك دفتر ملاحظات، أو تطبيقاً على هاتفك الجوال.

وكلما زاد عدد المهام والمعلومات التي يمكنك تفريغها هناك، قل عدد الأمور التي سيضطر عقلك إلى متابعتها باستمرار.

بهذه الطريقة، يمكنك التوقف عن إرباك عقلك بتذكر الكثير من الأمور، وتفريغه للتركيز فيما هو أهم، مثل حل المشكلات، والتعامل مع الأمور المعقدة، وأيضاً الإبداع.


مقالات ذات صلة

طريقة جديدة لزراعة أسنان بديلة تحاكي الطبيعية

صحتك أعضاء من الفريق البحثي من جامعة تافتس يعملون على تطوير الغرسات الجديدة (جامعة تافتس)

طريقة جديدة لزراعة أسنان بديلة تحاكي الطبيعية

طوّر باحثون من كلية طب الأسنان بجامعة تافتس الأميركية طريقة جديدة بمجال زراعة الأسنان توفر تجربة أقرب إلى الإحساس الطبيعي للأسنان من حيث الشعور والوظيفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك نخالة الأرز غنية بحمض الفيروليك الذي يُعرف بخصائصه المضادة للأكسدة (جامعة طوكيو)

مركّب طبيعي في نخالة الأرز يهدّئ تقلصات الأمعاء

كشفت دراسة يابانية عن دور واعد لمركب طبيعي يُعرف باسم حمض الفيروليك، والموجود بوفرة في نخالة الأرز، في تهدئة تقلصات الأمعاء المصاحبة لمتلازمة القولون العصبي

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك طباخ وأمامه كرات من العجين على طاولة عليها دقيق (موقع بيكسلز)

أفضل 10 أنواع من الدقيق الصحي لإنقاص الوزن

يتميز الدقيق الأكثر ملاءمة لإنقاص الوزن بالمزيد من الألياف لكل حصة، مما يساعد على إبطاء عملية الهضم ويبقي الإحساس بالشبع لفترة أطول.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك للثوم فوائد صحية كثيرة (رويترز)

ماذا يحدث لجسمك عند تناول الثوم بانتظام؟

يُعدّ الثوم نباتاً مفيداً ذا خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات والبكتيريا. وعند تناوله بانتظام، يحمي القلب والكبد والجهاز المناعي والجهاز الهضمي، وغيرها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك قصر النظر... هل هو ثمن التطور الرقمي الذي يدفعه أطفالنا؟

قصر النظر... هل هو ثمن التطور الرقمي الذي يدفعه أطفالنا؟

في زمن تحوّل فيه الهاتف الذكي إلى لعبة، والجهاز اللوحي إلى مدرس، والشاشة إلى نافذة للعالم، بل أضحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الأطفال اليومية.....

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)

طريقة جديدة لزراعة أسنان بديلة تحاكي الطبيعية

أعضاء من الفريق البحثي من جامعة تافتس يعملون على تطوير الغرسات الجديدة (جامعة تافتس)
أعضاء من الفريق البحثي من جامعة تافتس يعملون على تطوير الغرسات الجديدة (جامعة تافتس)
TT

طريقة جديدة لزراعة أسنان بديلة تحاكي الطبيعية

أعضاء من الفريق البحثي من جامعة تافتس يعملون على تطوير الغرسات الجديدة (جامعة تافتس)
أعضاء من الفريق البحثي من جامعة تافتس يعملون على تطوير الغرسات الجديدة (جامعة تافتس)

طوّر باحثون من كلية طب الأسنان بجامعة تافتس الأميركية طريقة جديدة في مجال زراعة الأسنان توفر تجربة أقرب إلى الإحساس الطبيعي للأسنان من حيث الشعور والوظيفة.

وأوضح الباحثون أن الغرسات «الذكية» الجديدة قادرة على محاكاة الإحساس الطبيعي للأسنان بشكل غير مسبوق، بفضل تقنيات بيولوجية وهندسية متقدمة. ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية Scientific Reports.

وزراعة الأسنان هي إجراء طبي يُستخدم لتعويض الأسنان المفقودة، يجري خلاله غرس دعامة معدنية، عادةً من التيتانيوم، داخل عظم الفك، تُثبّت عليها لاحقاً سنٌّ صناعية تُشبه السن الطبيعي في الشكل والوظيفة.

ورغم فعالية هذا الإجراء في تحسين القدرة على المضغ والنطق واستعادة المظهر الجمالي للفم، فإنه لا يُعوِّض الإحساس الطبيعي؛ نظراً لعدم ارتباط الغرسات بالجهاز العصبي، كما في الأسنان الطبيعية.

ولتجاوزِ هذه العقبة، ابتكر فريق البحث غرسة تجري زراعتها عبر إجراء جراحي أقل توغلاً، وتُمهد لإمكانية التواصل العصبي مع الدماغ، على نحو يُحاكي الأسنان الحقيقية.

وشرح الباحثون أن الغرسات الجديدة مغطاة بطبقة قابلة للتحلل الحيوي تحتوي على خلايا جذعية وبروتين خاص يُساعد على تكاثرها وتحولها إلى أنسجة عصبية. ومع تفكك هذه الطبقة، خلال عملية الشفاء، يجري إطلاق الخلايا والبروتينات التي تُحفّز نمو نسيج عصبي جديد حول الغرسة.

كما تحتوي هذه الطبقة على جزيئات مطاطية صغيرة تعمل كالإسفنج المرن، ما يسمح للغرسة بأن تنضغط لتكون أصغر حجماً عند الزرع، ثم تتمدد تدريجياً لتأخذ شكل السن المفقودة بدقة. وتتيح هذه الميزة إجراء جراحياً أقل توغلاً يحمي الأنسجة العصبية المحيطة دون إتلافها.

واختبر الفريق هذه التقنية على فئران تجارب، وأظهرت النتائج، بعد ستة أسابيع من الزرع، أن الغرسات بقيت ثابتة دون ظهور علامات التهاب، أو رفض من الجهاز المناعي. كما أظهرت صور الأشعة وجود فراغ مميز بين الغرسة والعظم، ما يشير إلى اندماجها مع الأنسجة الرخوة، بدلاً من العظم مباشرة، وهو ما يُعزز احتمال استعادة الإحساس العصبي حولها.

تجارب جديدة

وأشار الباحثون إلى أن الخطوة التالية تتمثل في إجراء دراسات ما قبل سريرية على حيوانات أكبر حجماً لتقييم أمان وفعالية التقنية، إلى جانب اختبار ما إذا كانت الإشارات العصبية الناتجة عن الغرسة تصل فعلياً إلى الدماغ.

ويرى الفريق أن هذه التقنية قد تُستخدم مستقبلاً في غرسات عظام الورك أو إصلاح كسور العظام، ما يفتح آفاقاً واسعة لتحسين جودة الحياة في مجالات متعددة من الطب.

ونوه الباحثون بأن هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة نحو تصميم غرسات ذكية قادرة على التفاعل مع الجهاز العصبي، بما يعزز التوجه العالمي نحو الطب التجديدي والتكنولوجيا الحيوية الذكية.