تساؤلات طبية حول جدوى إجراء اختبارات «البروتين سي المتفاعل» الذاتية

تزداد مستوياته بسبب أي عَرَضٍ صحي بسيط أو خطير

تساؤلات طبية حول جدوى إجراء  اختبارات «البروتين سي المتفاعل» الذاتية
TT

تساؤلات طبية حول جدوى إجراء اختبارات «البروتين سي المتفاعل» الذاتية

تساؤلات طبية حول جدوى إجراء  اختبارات «البروتين سي المتفاعل» الذاتية

كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية)
: هايدي غودمان*

الالتهاب المزمن هو القاسم المشترك في العديد من الأمراض، وقد يغريك ذلك بإجراء فحص دم لقياس مستوى مخاطر الإصابة. وهذا الأمر سهل بدرجة كافية: في العديد من الولايات الأميركية، تقوم مختبرات معينة بإجراء الاختبار بحثا عن علامة الالتهاب المسماة (البروتين سي المتفاعل C - reactive protein (CRP)) من دون طلب من طبيبكم المعالج. ولكن ينبغي توخي الحذر. إن اختبارات «البروتين سي المتفاعل» الذاتية تأتي مع بعض العثرات الحقيقية.
اختبار «البروتين سي»
ما هو اختبار البروتين سي المتفاعل؟ البروتين سي المتفاعل هو بروتين ينتجه الكبد عندما يشعر بالإصابة، أو العدوى، أو التهاب في الجسم. ويساعد البروتين المذكور الجهاز المناعي على الشفاء من الإصابة أو مكافحة العدوى.
ومن الممكن أن ترتفع مستويات البروتين سي المتفاعل بشكل كبير في حالات الاستجابة (ردات الفعل) لكل شيء... من الزكام أو الجروح القاطعة إلى أمراض المناعة الذاتية، أو السرطان، أو أمراض القلب، أو البدانة.
يأمر الأطباء بإجراء اختبار لقياس البروتين سي المتفاعل، المسمى أحيانا (البروتين سي المتفاعل عالي الحساسية) high - sensitivity C - reactive protein (hsCRP) test بغرض مراقبة العديد من الحالات الصحية المختلفة. على سبيل المثال، يمكن قياس البروتين سي المتفاعل (من بين قياسات الدم الأخرى) لتقييم مدى فاعلية التهاب المفاصل الروماتويدي rheumatoid arthritis، أو لمعرفة مدى جودة العقاقير التي تعمل على الحد من الالتهاب. كما يستخدم البروتين سي المتفاعل كوسيلة للتنبؤ بأمراض القلب والأوعية الدموية، أو النوبات القلبية، أو السكتة الدماغية. وبالنسبة لأي شخص يواجه خطرا متوسطا للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فإن اختبار البروتين سي المتفاعل يمكن أن يساعد الطبيب في اتخاذ القرار بوصف الدواء للمساعدة في الحد من المخاطر.

الاختبارات الذاتية
على نحو متزايد، يجري تسويق اختبارات البروتين سي المتفاعل للمستهلكين المهتمين بصحتهم، كوسيلة لتحديد ما إذا كانوا يعانون من التهاب مزمن.
* طرق الاختبارات. وهناك طريقتان للحصول على أحد هذه الاختبارات الذاتية.
إحدى الطرق تتمثل في أماكن لمختبرات عادية. حيث يختار الزبون ببساطة ميعاد سحب عينة الدم منه داخل المختبر، ثم يدفع تكاليف الاختبار: (تبلغ التكلفة من حوالي 40 إلى 80 دولارا).
وهناك طريقة أخرى وهي عبارة عن موقع لمختبر على الإنترنت يُرسل طقما لاستخلاص العينة (تبلغ التكلفة من 40 إلى 60 دولارا). وعند وصول طقم جمع العينة، يستخدم الزبون طريقة وخز الإصبع للحصول على عينة دم صغيرة، ثم يرسل العينة إلى المختبر.
للحصول على نتائج، يقوم الزبون بتسجيل الدخول إلى موقع الويب الخاص بالمختبر، أو قد يقوم المختبر بالاتصال أو إرسال رسالة بالنتيجة.
* المشاكل المحتملة. هناك سلبيات تتأتى مع الحصول على اختبار البروتين سي المتفاعل الذاتي.
- الأولى هي التكلفة: فالعديد من شركات التأمين الصحي لن تغطي الاختبارات الذاتية، ويتعين على الزبون الدفع مقدما عند طلب الاختبار. وفيما يلي بعض المشاكل المحتملة الأخرى.
- قد يؤدي طقم جمع العينة من المنزل إلى حدوث أخطاء. ويقول الدكتور نادر رفاعي، أستاذ علم الأمراض في كلية الطب بجامعة هارفارد وأحد رواد اختبارات «البروتين سي المتفاعل» إن «جمع عينة دم في المنزل باستخدام وخز الأصابع يمكن أن يؤدي إلى أخطاء تؤثر على النتائج النهائية. على سبيل المثال، إذا كان عليك «الضغط» على إصبعك للحصول على مزيد من الدم، فربما تقوم بتخفيف تركيز الدم بسوائل أخرى، مما يعني أن عينة الدم لديك قد تحتوي على كمية مخففة من علامات الدم المهمة بصورة خاطئة».
- تلك ليست القصة الكاملة. ففي حين أن المختبر سوف يخبرك بمستوى البروتين سي المتفاعل لديك، فإنه لن يفسر ما تعنيه تلك الصورة من الالتهاب، بالنسبة لصحتك. إن نتيجة اختبار البروتين سي المتفاعل ليست قطعة واحدة من الأدلة، وقد تتعارض مع أدلة أخرى، لا سيما في ظروف معينة.

تفسيرات منقوصة
يقول طبيب الروماتيزم الدكتور روبرت شمرلينغ، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد والمحرر الطبي «لتقرير هارفارد الصحي الخاص بمكافحة الالتهاب» على موقع (www.health.harvard.edu/ui): «في حين أن مستوى البروتين سي المتفاعل هو من إحدى العلامات على مدى نشاط التهاب المفاصل الروماتويدي، يكون مستوى البروتين سي المتفاعل في بعض الأحيان طبيعيا حتى عندما يكون التهاب المفاصل الروماتويدي نشطا، ويكون مرتفعا حتى عندما تفيد أدلة أخرى بأن التهاب المفاصل غير نشط».
ربما تسبب النتائج القلق، إذ إن الاطلاع على نتائج المختبر التي تشير إلى مستوى عال من البروتين سي المتفاعل، من دون مراجعة طبيبك بشأنها، قد تثير مشاعر من الضيق لا داعي لها.
وقد تخلق النتائج شعورا زائفا بالأمان. على سبيل المثال: يقول الدكتور بيتر ليبي، اختصاصي القلب في مستشفى بريغهام والنساء التابعة لجامعة هارفارد، الذي ساعدت أبحاثه في تفسير دور الالتهاب في أمراض القلب والأوعية الدموية: «إذا ظهرت نتيجة الاختبار مرة أخرى في النطاق الأدنى لمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، فهذا ليس ضمانا بأنك خارج دائرة الخطر، وأنه يمكنك نسيان اتخاذ التدابير الوقائية». كما قد تؤدي النتائج إلى علاج غير ضروري. ويقول الدكتور ليبي: «إذا ما حصل الناس على اختبار البروتين سي المتفاعل بمفردهم، وكان مرتفعا قليلا، فإنني قلق من أنهم قد يحتاجون لشراء مكملات غذائية ذات قيمة غير مثبتة تحتوي على مكونات مخفية غير صحية. أو قد يتجهون لإجراء اختبار تصوير غير ضروري لا يحتاج إلى أمر من الطبيب، ما يعرضهم للإشعاع».

نصيحة طبية
إذا كنت مهتما بقياس البروتين سي المتفاعل لأي سبب، فتحدث إلى طبيبك أولا. ربما يوافق الطبيب على أن الاختبار سوف يكون مفيدا، ويستطيع طلب إجراء الاختبار في مختبر موثوق يغطيه تأمينك الصحي أو يكون أقل تكلفة من الاختبارات التي تجريها المختبرات العادية أو عبر الإنترنت.
ماذا لو كنت بصحة جيدة ولديك فضول فقط حول مستوى البروتين سي المتفاعل؟ قد يكون من الأفضل أن تقاوم فضولك بكل وسيلة ممكنة. يقول الدكتور شيمرلينغ: «ليس من الواضح على الإطلاق أن البحث عن أدلة على التهاب منخفض الدرجة في شخص من دون الاشتباه في إصابته بمرض التهابي، هو فكرة جيدة». ويقول الدكتور ليبي: «سوف أكون محبطا إذا ما دفع الناس أموالهم في الاختبارات التي قد تؤدي إلى تفاقم الوضع وإثارة القلق، في حين أنهم لا يفعلون الأمور البسيطة لمكافحة الالتهاب المزمن. من الأفضل لهم أن يمارسوا الرياضة بانتظام، وأن يتناولوا نظاما غذائيا صحيا، وأن يحصلوا على قسط كاف من النوم، وألا يدخنوا، مع الحد من تناول الكحول، وأن يتناولوا أدويتهم الموصوفة».
* رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول
TT

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

المغنيسيوم والنوم

• ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

- هذا ملخص أسئلتك. والواقع أن إحدى الدراسات الطبية الواسعة النطاق قد كشفت أن تناول المغنيسيوم بكميات صحية يرتبط بنوم عدد طبيعي من الساعات. وعلى النقيض من ذلك، فإن تناول المغنيسيوم بكميات أقل ارتبط إما بمدة نوم أقصر أو أطول من الطبيعي.

ولكن تجدر ملاحظة أن الجرعة المثلى من المغنيسيوم للنوم تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك العمر والأمراض المصاحبة التي قد تكون لدى الشخص.

وبالأساس، ووفقاً للمبادئ التوجيهية الطبية الحديثة، يوصى بتناول ما بين 310 و360 مليغراماً يومياً من المغنيسيوم للنساء، وما بين 400 و420 مليغراماً للرجال. وتحتاج النساء الحوامل إلى ما بين 350 و360 مليغراماً من المغنيسيوم يومياً.

وأشارت إحدى الدراسات الإكلينيكية إلى أن تناول 500 مليغرام يومياً من مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم، لمدة 8 أسابيع، يزيد من مدة النوم (Sleep Duration)، ويقلل من زمن فترة «كمون بدء النوم» (Sleep Latency)، وذلك لدى كبار السن. وتُعرّف فترة «كمون بدء النوم» بأنها الفترة الزمنية اللازمة للانتقال من حالة اليقظة التامة إلى حالة النوم وفقدان الوعي.

ومع ذلك، يجدر أيضاً ملاحظة أن هناك أنواعاً مختلفة من مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم في الصيدليات، بما في ذلك أكسيد المغنيسيوم، وسترات المغنيسيوم، وهيدروكسيد المغنيسيوم، وغلوكونات المغنيسيوم، وكلوريد المغنيسيوم، وأسبارتات المغنيسيوم. وكل نوع من هذه الأنواع من مكملات المغنيسيوم له معدل امتصاص مختلف.

ولذا يُنصح كبار السن (وفق ما تسمح به حالتهم الصحية والأمراض المرافقة لديهم) الذين يعانون من الأرق، بتناول ما بين 320 و729 مليغراماً من المغنيسيوم يومياً من نوع أكسيد المغنيسيوم أو سترات المغنيسيوم. وهذا يمكن التأكد منه عبر سؤال الصيدلي.

وللتوضيح، استخدمت العديد من الدراسات مؤشر جودة النوم في بيتسبرغ (PSQI) كمقياس أساسي للنوم لتقييم تأثير مكملات المغنيسيوم المختلفة. وتمت مقارنة تأثيرات أنواع أكسيد المغنيسيوم وكلوريد المغنيسيوم وسترات المغنيسيوم وأسبارتات المغنيسيوم، على جودة النوم.

وأشارت هذه الدراسات إلى أنه من بين جميع مكملات المغنيسيوم، تعمل أقل جرعة من أكسيد المغنيسيوم على تحسين جودة النوم. وعلى النقيض من ذلك، لم يُظهر كلوريد المغنيسيوم أي تحسن كبير في النوم. ويمكن لمكملات حبوب أسبارتات المغنيسيوم أن تعزز النوم فقط عند تركيز مرتفع للغاية يبلغ 729 مليغراماً.

كما يجدر كذلك ملاحظة أنه ليس من الضروري الحصول على المغنيسيوم من خلال تناول مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم فقط؛ لأنه أيضاً موجود في أنواع مختلفة من الأطعمة، وبكميات وفيرة تلبي حاجة الجسم وزيادة. ولذا يمكن أن يلبي الاستهلاك المنتظم للأطعمة الغنية بالمغنيسيوم المتطلبات اليومية. وعلى سبيل المثال، يمكن للمرأة غير الحامل البالغة من العمر 40 عاماً تلبية توصيات تناول المغنيسيوم اليومية، بتناول كوب واحد من الكينوا المطبوخة أو كوب واحد من السبانخ المطبوخة أو نحو 30 غراماً من مكسرات اللوز.

ورابعاً، تجدر ملاحظة ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول مكملات المغنيسيوم، لسببين رئيسيين. الأول: أن تناول مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم قد يتفاعل مع أدوية أخرى. وعلاوة على ذلك، فإن تناول جرعة عالية من مكملات المغنيسيوم يمكن أن يسبب الغثيان والإسهال والتشنج العضلي لدى بعض الأشخاص. وعلى النقيض من ذلك، فإن تناول كميات أكبر من المغنيسيوم من مصادر غذائية يعد آمناً إلى حد كبير لأنه يتم هضمه ببطء أكبر ويفرز الزائد منه عن طريق الكلى.

ولا توجد إجابة محددة حتى اليوم لتفسير ذلك الدور الدقيق للمغنيسيوم في تنظيم النوم. وعلى الرغم من أن الأمر غير مفهوم بشكل جيد، فقد اقترح العلماء كثيراً من الآليات التي يمكن من خلالها التأثير على النوم. ومن ذلك الدور النشط للمغنيسيوم في «ضبط» مدى استثارة الجهاز العصبي المركزي. وتحديداً دوره في «خفض» استثارة الجهاز العصبي عبر تأثير المغنيسيوم على النوم من خلال مشاركته في تنظيم نظام جابا (GABA) في الدماغ.

وأيضاً الدور النشط للمغنيسيوم في تحفيز استرخاء العضلات من خلال خفض تركيز الكالسيوم داخل خلايا العضلات. وكذلك تأثيره على مناطق تشابك الأعصاب بالعضلات.

كما يُطرح علمياً تأثير المغنيسيوم على تنظيم الساعة البيولوجية وعلى إفراز هرمون الميلاتونين، وهو هرمون النوم الذي يفرزه الدماغ بكميات متصاعدة من بعد غروب الشمس وانخفاض تعرّض الجسم للضوء. وقد أظهرت دراسات أن نقص المغنيسيوم يقلل من تركيز الميلاتونين في البلازما، ما قد يعيق سهولة الخلود إلى النوم.

كما أشارت الأبحاث الحالية إلى أن مكملات المغنيسيوم تقلل من تركيز الكورتيزول في الدم (هرمون التوتر)، وبالتالي تُهدئ الجهاز العصبي المركزي وتتحسن جودة النوم.

عدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

• تناولت دواء خفض الكوليسترول، وتسبب لي بالتعب وآلام العضلات... بمَ تنصح؟

- هذا ملخص أسئلتك عن تناولك أحد أنواع أدوية خفض الكوليسترول من فئة أدوية الستاتين، وتسببه لك بآلام عضلية. وأول جانب من النصيحة هو التأكد من وجود هذه المشكلة المرتبطة بأدوية الستاتين بالفعل؛ لأن من المهم تناول أدوية خفض الكوليسترول وعدم التوقف عنها، إلا لضرورة.

ولذا لاحظ معي أن أدوية فئة ستاتين (مثل ليبيتور أو كرستور) تُعد الخط الأول لمعالجة ارتفاع الكوليسترول. إلا أن بعض المرضى قد يعانون من آثار جانبية، إما أن تمنعهم من استخدام أحد أدوية الستاتين على الإطلاق، أو تحد من قدرتهم على تحمل الجرعة اللازمة منها لخفض الكوليسترول كما هو مطلوب ومُستهدف علاجياً. وهو ما يُطلق عليه طبياً حالة «عدم تحمّل الستاتين».

ووفق ما تشير إليه الإحصاءات الطبية، فإن «عدم تحمّل الستاتين» قد يطول 30 في المائة من المرضى الذين يتناولون أحد أنواع هذه الفئة من أدوية خفض الكوليسترول. وعدم تحمل الستاتين يشير إلى مجموعة من الأعراض والعلامات الضارة التي يعاني منها المرضى وتتخذ عدة مظاهر. والشكوى الأكثر شيوعاً هي أعراض: إما آلام (دون اللمس والضغط) أو أوجاع (عند اللمس والضغط) أو ضعف أو تشنجات عضلية مختلفة. وتؤثر عادةً على مجموعات العضلات المتناظرة (على الجانبين) والكبيرة والدانية في القرب إلى منتصف الجسم.

وقد يرافق ذلك ارتفاع أنزيم العضلات أو عدم حصول ذلك. كما قد يتسبب بمشاكل في الكلى، أو لا يتسبب بذلك.

ولذا يحتاج الأمر تشخيص وجودها والتعامل الطبي معها لدى مريض ما، وأيضاً تنبه المرضى إلى «بوادر» ظهورها ووضوح في كيفية تعاملهم معها.

ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية، تم تحديد عوامل خطر الإصابة بالألم العضلي المرتبط بالستاتين، بما في ذلك التقدم في السن، والجنس الأنثوي، والتاريخ العائلي للإصابة بالألم العضلي المرتبط بالستاتين، وتعاطي الكحول، والأمراض الروماتيزمية، ونقص فيتامين دي المُصاحب. كما أن بعض الأدوية يمكن أن تزيد من المخاطر: الكولشيسين (مضاد التهابات)، فيراباميل أو ديلتيازيم (أدوية قلبية)، الفايبريت (لخفض الدهون الثلاثية)، كلاريثروميسين والإريثروميسين (مضادات حيوية).

ولكن التشخيص الإكلينيكي لهذه الحالة قد يَصعُب على الطبيب. ومع ذلك قد يكون ارتفاع مستوى أنزيم العضلات (الكرياتين كيناز) مشيراً إلى وجود هذه المشكلة. إلا أنه عادة ما يكون مستوى أنزيم العضلات (الكرياتين كيناز) طبيعياً؛ أي دون وجود التهاب وتحلل في الخلايا العضلية. وهنا يلجأ الطبيب إلى مدى وجود العوامل التي ترجح التشخيص الإكلينيكي للاعتلال العضلي المرتبط بالستاتين، والتي منها:

· ألم أو ضعف في العضلات الكبيرة القريبة، يتفاقم بسبب ممارسة الرياضة.

· تبدأ الأعراض بعد 2 إلى 4 أسابيع من بدء تناول الستاتين.

· زوال الأعراض خلال أسبوعين من التوقف.

· تعود الأعراض خلال أسبوعين بعد إعادة تناول الستاتين.

· ظهور الأعراض عند تعاقب تناول نوعين مختلفين أو أكثر من الستاتينات؛ حيث يتم وصف واحدة منها على الأقل بأقل جرعة.

ووفق عدة مُعطيات، يتعامل الطبيب المتابع لحالة الشخص المعين مع هذه المشكلة لكل مريض على حدة.