مخاطر تمدد الأوعية الدموية في البطن

مخاطر تمدد الأوعية الدموية في البطن
TT

مخاطر تمدد الأوعية الدموية في البطن

مخاطر تمدد الأوعية الدموية في البطن


متى ولماذا يجب الخضوع للفحوصات بحثاً عن تمدد الأوعية الدموية الأبهري البطني؟
إن تمدد الأوعية الدموية المسمى «أم الدم» aneurysm هو انتفاخ غير طبيعي أو كيس يشبه البالون داخل الشريان، يمكن أن يظهر في أماكن مختلفة من الجسم وفي الدماغ. لكن معظم مثل هذه الانتفاخات يظهر في أكبر شريان في الجسم: الشريان الأورطي the aorta، الذي يمر عبر مركز الجسم.

- «انتفاخ» الأورطي
وتحدث انتفاخات «أم الدم» للشريان الأورطي البطني abdominal aortic aneurysms (AAAs) فيما يصل إلى 7% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكثر، وغالباً ما تحدث في أوساط الذكور المدخنين الأكبر سناً. في أغلب الوقت، تظل هذه الانتفاخات صغيرة وتنمو ببطء وتشكل القليل من المخاطر، إلا أن عدداً صغيراً منها يتوسع بسرعة وربما ينفجر في أي وقت دون إنذار مسبق يُذكر. وعادةً ما يتسبب النزيف الهائل الناتج داخل البطن في الوفاة.
في هذا الصدد، أوضح د. مارك شيرمورن، رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية في مركز «بيث إسرائيل ديكونيس» الطبي التابع لجامعة هارفارد، أنه: «لسوء الحظ، لا يسبب تمدد الأوعية الدموية في البطن أي أعراض حتى يقترب من التمزق أو يتمزق بالفعل». جدير بالذكر في هذا الصدد أن هذا الجزء من شريان الأورطي في عمق الجسم أعلى العمود الفقري، ويبلغ عرضه نحو 2 سم. وخلال الفحوصات الجسدية الروتينية، لا يشعر مقدمو الرعاية الأولية عادةً بتمدد الأوعية الصغيرة في الشريان الأورطي البطني، وحتى من الممكن أن يغيب تمدد الأوعية الكبيرة عن أنظار مسؤولي الرعاية، حسبما شرح د. شيرمورن. ولذلك، ينبغي للأشخاص الذين يواجهون مخاطرة كبيرة للإصابة بتمدد الأوعية الدموي البطني الخضوع لفحص البطن باستخدام الموجات فوق الصوتية لمرة واحدة، وهو فحص بسيط غير مؤلم يستغرق نحو 30 دقيقة. يُذكر أن تمدد الأوعية الدموية الأبهري البطني في البطن عادةً ما يحدث قرب مركز الجسم، أسفل الكلى.

- الأسباب والمراقبة
> ما السبب وراء تمدد الأوعية الدموية؟ يعد تدخين السجائر عامل خطر قوي وراء الكثير من الأمراض، الأمر الذي ينطبق على تمدد الأوعية الدموية. حتى الرجال الذين يدخنون بشكل عرضي فقط لفترة وجيزة في سن مبكرة من حياتهم يواجهون مخاطر متزايدة، حسبما شرح د. شيرمورن، الذي أضاف: «يمكن أن يحدث التأثير الناتج عن التدخين خلال العشرينات من العمر، ومع ذلك لا يظهر إلا بعد سنوات».
وحذر د. شيرمورن من أنه كلما دخنت أكثر، زادت المخاطر التي تواجهها. وأشار إلى أن الإقلاع عن التدخين بعد تشخيصك يساعد بالتأكيد، لأن الأشخاص الذين يستمرون في التدخين يميلون إلى أن يكون حالهم أسوأ بكثير عن أولئك الذين يتوقفون عن التدخين. ويمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم كذلك إلى زيادة احتمالات تفاقم تمدد الأوعية الدموية وتمزقها.
> مراقبة تمدد الأوعية الدموية الأورطي البطني: إذا رصد الفحص الخاص بك وجود تمدد في الأوعية الدموية (انتفاخ بقطر يقل عن نحو 4 سم)، فيجب إعادة الفحص كل عامين. أما إذا تمددت الأوعية الدموية إلى 4 سم، فيوصى بإجراء فحوصات سنوية، وكل ستة أشهر إذا تجاوز النمو 4.5 سم. ويحث د. شيرمورن مرضاه على عدم القلق كثيراً بشأن تمدد الأوعية الدموية الصغيرة. وقال: «نريد أن يشعر الناس بالقلق فقط بما يكفي ليحضروا لاختبار الفحص التالي، منوهاً إلى أن الغالبية لا تصل إلى الحجم الذي يتطلب التدخل، لكن الفحص يمكن أن يكتشف الحالات النادرة التي تتطلب العلاج».
ويزداد خطر حدوث تمزق مع تنامي تمدد الأوعية الدموية. إذا حدث ذلك، فعادةً ما يسبّب ألماً حاداً مفاجئاً في الظهر، أو في مقدمة البطن في بعض الأحيان. ومن حين لآخر، ينتشر الألم إلى جانب واحد (غالباً إلى اليسار) أو نحو الفخذ. ويعاني الكثير من الأشخاص الذين يعانون من تمزق عضلات القلب من آلام أسفل الظهر المزمنة، إلا أن الألم المرتبط بالتمزق يبدو جديداً ومختلفاً، مثلما أوضح د. شيرمورن.

- العلاج
> فحوصات ضرورية: مَن يجب فحصه؟ تغطي مؤسسة «ميديكير بارت بي» فحص تمدد الأوعية الدموية الأبهري البطني بالكامل فيما يتعلق بـ:
- أي شخص لديه تاريخ عائلي في الإصابة بتمدد الأوعية الدموية الأبهري البطني.
- الرجال ما بين 65 و75 عاماً الذين دخنوا 100 سيجارة على الأقل في أي من فترات حياتهم.
- ومع هذا، فإنه على ما يبدو، لا يستفيد سوى قلة من الناس بهذا الفحص المجاني. إذا كنت مؤهلاً ولم يوصِ طبيبك بإجراء الفحص، عليك أن تطلب منه إجراء الفحص، حسب نصيحة د. شيرمورن. إذا تمددت الأوعية الدموية بدرجة كبيرة كافية، فإن خطر حدوث تمزق يفوق المخاطر التي تنطوي عليها محاولة الإصلاح. وفيما يخص الرجال، فإن هذا المعدل يبلغ نحو 5.5 سم، و5 سم للنساء. ومع ذلك، فإن المخاطر الجراحية الشاملة للشخص ومدى سرعة نمو تمدد الأوعية الدموية تعد هي الأخرى اعتبارات مهمة. ويوفر التصوير المقطعي المحوسب للبطن نظرة أكثر تفصيلاً لتمدد الأوعية الدموية، مما يساعد الجراحين على تحديد أفضل خيار علاجي. ويجري إصلاح بعض تمدد الأوعية الدموية من خلال الجراحة المفتوحة، ولكن يتم إجراء معظمها بتقنية طفيفة التوغل: يمرر الطبيب قسطرة عبر وعاء في أعلى الساق حتى الشريان الأورطي ويضع قفصاً معدنياً مغطى بالقماش لتعزيز الجزء المنتفخ.

- رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.