ضربات استباقية للأمن السعودي تطيح بخلايا تمويل وتجنيد مرتبطة بـ «داعش»

عناصر إرهابية استخدمت موقع «تويتر» لاستقطاب صغار السن والزج بهم في مناطق الصراع

رجل أمن يقوم بفحص محتويات المكان الذي تم القبض فيه على عنصر ينتمي لإحدى الخلايا الإرهابية ({الشرق الأوسط})
رجل أمن يقوم بفحص محتويات المكان الذي تم القبض فيه على عنصر ينتمي لإحدى الخلايا الإرهابية ({الشرق الأوسط})
TT

ضربات استباقية للأمن السعودي تطيح بخلايا تمويل وتجنيد مرتبطة بـ «داعش»

رجل أمن يقوم بفحص محتويات المكان الذي تم القبض فيه على عنصر ينتمي لإحدى الخلايا الإرهابية ({الشرق الأوسط})
رجل أمن يقوم بفحص محتويات المكان الذي تم القبض فيه على عنصر ينتمي لإحدى الخلايا الإرهابية ({الشرق الأوسط})

كشفت وزارة الداخلية السعودية، أمس، أنه في إطار المتابعة المستمرة لأنشطة الفئات الضالة، التي يسعون من خلالها للنيل من أمن هذه البلاد وأمن مواطنيها والمقيمين على أراضيها، كهدف استراتيجي لهم ما زالوا يعملون دون توقف على تحقيقه من خلال مخططاتهم الإجرامية، فقد توافرت لدى الجهات الأمنية مؤشرات ودلالات عبر عمليات رصد متعددة، نتجت عنها معطيات أدت إلى الكشف المبكر عن أنشطة إرهابية في عدة مناطق من السعودية، يقوم عليها عناصر من الفئات الضالة. وأكدت المتابعة أن هذه الأنشطة بلغت مراحل متقدمة في التحضير لتنفيذ أهدافها، وقد تمكنت الجهات الأمنية من الإطاحة في أوقات مختلفة بتلك العناصر البالغ عددها 93 شخصا، من بينهم امرأة، وإحباط مخططاتهم الإجرامية قبل تمكنهم من تنفيذها.
وبحسب بيان وزارة الداخلية فقد تم ضبط الخلية على النحو التالي:
أولا: جرى بتاريخ 31 ديسمبر (كانون الأول) 2014 القبض على خلية إرهابية، سمت نفسها «جند بلاد الحرمين»، وهي تنتمي لتنظيم داعش الإرهابي في الخارج، وتتكون من خمسة عشر شخصا جميعهم سعوديون، يتزعمهم شخص متخصص في صناعة العبوات المتفجرة، والبقية تنوعت أدوارهم، فمنهم من كلف بتنسيق نشاطات الخلية، وآخرون أوكلت لهم الجوانب المالية والأمنية، فيما أوكل لأحدهم الجانب الشرعي ليتولى مسائل الفتوى لهم.
وكانت اجتماعات هذه الخلية تعقد في أماكن برية خارج منطقة القصيم، ثم انتقلوا إلى استراحة استأجروها لهذا الغرض، وحرصوا على أن تكون في موقع آمن، حيث تلقوا فيها تدريبات متنوعة، منها صناعة الأكواع المتفجرة التي أجروا تجارب حية عليها، نفذوا إحداها في حفرة داخل الاستراحة، وأخرى تمت على سيارة في منطقة صحراوية، وذلك لاختبار قوة العبوة المتفجرة المصنعة، كما تدربوا على الرماية بالأسلحة النارية في مواقع متعددة خارج العمران، استعدادًا للبدء في تنفيذ عملياتهم الإجرامية، ومنها استهداف مقرات أمنية ومجمعات سكنية، واغتيال عسكريين من مختلف القطاعات.
وخلال التحقيقات تم ضبط وتحريز السيارة التي أجروا عليها تجربتهم، وتبين من فحص العينات المرفوعة منها ومن الحفرة الموجودة في الاستراحة وجود آثار لعملية التفجير، بالإضافة إلى ضبط مواد كيميائية تدخل في تحضير الخلائط المتفجرة وأدوات مخبرية وكهربائية تستخدم في خلط تلك المواد وتجهيزها، ونشرات لكيفية إعدادها، وأجهزه حاسوبية وهاتفية وكتب لبعض دعاة الفكر التكفيري.
ثانيا: بتاريخ 31 يناير (كانون الثاني) 2015، تم بمنطقة القصيم القبض على مواطن سعودي اتضح من المتابعة ارتباطه بعناصر من تنظيم داعش الإرهابي في الخارج وتواصله معه، بهدف الترتيب لتكوين خلية إرهابية، والاستفادة كذلك من خبرات مقاتلي التنظيم في صناعة المتفجرات، وبعد أن أتقن الجانب النظري في صناعتها انتقل إلى الجانب العملي، وتمكن من إعداد الخلائط وتصنيع الأكواع المتفجرة، وللتأكد من نجاحها أجرى خمس تجارب حية في مواقع مختلفة، منها تجربة تمت على هيكل سيارة في موقع بري، تلتها تجارب أخرى إحداها قبض عليه وهو يقوم بتنفيذها. وقد أقر في أقواله بمبايعته للمكنى «أبو بكر البغدادي»، وتخطيطه بعد انتهائه من إعداد العبوات الناسفة لاغتيال رجال أمن حددّ ورصد مقرات سكنهم وطرق سيرهم.
كما أقر بمساهمته عبر مواقع التواصل الاجتماعي في نشر معلومات تتضمن شرحا لطرق صناعة المتفجرات، والتحريض على الأعمال الإرهابية والدعاية لها عبر المعرفات التالية:

ثالثا: بتاريخ 8 مارس (آذار) 2015، جرى وفق خطة أمنية متزامنة القبض في مناطق عدة من المملكة على عناصر لتنظيم إرهابي مكون من 65 شخصا جميعهم سعوديون عدا اثنين من حملة البطاقات، وواحد فلسطيني، وآخر يمني، وترتبط هذه العناصر بتنظيم داعش الإرهابي في الخارج، حيث كانوا يخططون لاستهداف مجمعات سكنية، وتنفيذ عمليات لإثارة الفتنة الطائفية على غرار ما تم في حادثة الدالوة بتاريخ 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، وكذلك استهداف رجال الأمن ومهاجمة سجون المباحث العامة. ولتحقيق ذلك قاموا بتنفيذ المهام التالية:
1) استقطاب وتجنيد الشباب، خاصة صغار السن.
2) نشر فكر «داعش» الإرهابي، والتركيز على التجمعات والملتقيات الدعوية للتأثير على مرتاديها من الشباب، وضخ الدعاية الإعلامية لنشاطات التنظيم من خلال مجموعات إلكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي.
3) تأمين أوكار للمطلوبين أمنيا، وإنشاء مواقع تدريبية داخل المملكة لمن يتم تجنيدهم من الشباب، والتنسيق للراغبين منهم في الخروج إلى مناطق الصراع.
4) جمع الأموال لتمويل أنشطتهم، وقد ضُبطت بحوزتهم مبالغ مالية مقدارها 56. ستة وخمسون ألف ريال سعودي، وألف وسبعمائة دولار أميركي.
رابعا: رصدت الجهات المختصة نشاطا مكثفا لعدد من المعرفات على مواقع التواصل الاجتماعي وهي:
- المعرف «المجاهد الهذلي 2014».
- المعرف «أبو قتادة الأنصاري».
- المعرف «د. كلاسيك».
- المعرف «أبناء الجزيرة».
- المعرف «ناجي الحربي».
- المعرف «طيار السياسة».
- المعرف «موحد 9».
- المعرف المسمى «خالد».
- المعرف «أم عاتكة».
وقام أصحاب هذه المعرفات ببث الدعاية للتنظيمات الإرهابية وإغراء صغار السن للزج بهم في مناطق الصراع، وقد بلغ الإجرام بأحدهم مبلغه حين قام بتصوير ابنه الذي لم يتجاوز التسعة أعوام من عمره وهو يعرض عليه إصدارا مرئيا لعملية دموية إرهابية دون أدنى مخافة من الله أو وازع من ضمير، ونشره للصورة على مواقع التواصل الاجتماعي متباهيا بفعلته الشنيعة. كما نشطت تلك المعرفات في مهاجمة علماء المملكة وتكفيرهم سعيا لعزل الشباب فكريا، والتأثير على نظرتهم للعلماء، وصدرت عن تلك المعرفات تهديدات مستمرة وجادة بتفجير مقرات حكومية ومجمعات سكنية، والقيام بعمليات تثير الفتنة الطائفية، واستهداف رجال أمن بنشر صورهم وأسمائهم في مواقع التواصل الاجتماعي والتحريض عليهم.
وقد تمكنت الجهات الأمنية من تحديد هويات أصحاب تلك المعرفات والقبض عليهم وعددهم 9 مواطنين سعوديين من بينهم امرأة قاموا باستغلالها في محاولة باءت بالفشل لاستدراج أحد العسكريين واغتياله.
خامسا: بتاريخ 13 مارس 2015 توافرت معلومات عن تهديد محتمل بعملية انتحارية ضد سفارة الولايات المتحدة الأميركية في الرياض بواسطة سيارة محملة بالمتفجرات، ووجود تواصل تنسيقي بين أطراف التهديد، وعددهم ثلاثة أشخاص أحدهم سعودي الجنسية، والآخران من ذوي الجنسية السورية يقيمان في دولة خليجية، أحدهما أشارت المعلومات إلى دخوله للسعودية، ووفقا لذلك جرى رفع درجة الاحتياطات الأمنية القائمة على الموقع المستهدف وعلى كامل المنطقة المحيطة به بما يتناسب مع طبيعة ذلك التهديد، كما قامت الجهات الأمنية في الوقت ذاته بمباشرة إجراءات مكثفة بحثا عن كل ما يوصل إلى من أشارت إليهم المعلومات، وهو ما أسفر بتاريخ 14 مارس 2015 عن القبض على شخصين يشتبه في وجود علاقة لهما بهذا التهديد، أحدهما سوري الجنسية قدم إلى السعودية بتاريخ 11 مارس 2015 وأقر بأنه كان ينوي السفر من الرياض إلى المدينة المنورة، وأن شقيقه طلب منه قبل قدومه للسعودية الاتصال به إذا وصل إلى المدينة لأمر زعم أنه لم يبلغه عنه، أما الثاني سعودي الجنسية فيسكن المدينة المنورة وينشط في جمع الأموال بطريقة غير مشروعة، وأقر بعلاقته في ذلك النشاط مع شخص خارج المملكة من الجنسية السورية تبين من معلوماته التي أدلى بها عنه أنه شقيق الأول، ولا تزال التحقيقات مستمرة بهذا الشأن لاستظهار كل الحقائق.
سادسا: بتاريخ 18 أبريل (نيسان) 2015 ألقي القبض على مواطن سعودي في منطقة الباحة عُرف جنائيا بسلوكياته الإجرامية، حيث بدت عليه في الآونة الأخيرة مظاهر تغير دلت على تأثره بالفكر المتطرف، وتحركات أثارت الريبة في سلامة وضعه من الناحية الأمنية، ووفقا لهذه المعطيات تم استيقافه وهو يقود سيارته بحالة مرتبكة، وعُثر داخل السيارة عند تفتيشها على مواد عبارة عن «أكواع حديدية وبلاستيكية، وقطع معدنية، ومنظار رؤية لسلاح ناري، وبطارية أوصلت بها أسلاك كهربائية خارجية، وقطعتي ألمنيوم (أنابيب)، وبطارية جوال، وأنبوب شفط بمقبض أسود مدرج بأرقام»، وهو ما عزز من حالة الاشتباه في وضعه، واستدعى الأمر تفتيش مقر سكنه، حيث عُثر على مواد مشابهة لما تم ضبطه بسيارته، وكان عبارة عن «صاعق كهربائي، أسلاك نحاسية، عدد من الأسلحة والذخائر النارية، كاتم صوت، منظار سلاح، مجسم مسدس، ماكينة وأداة لحام، ميزان إلكتروني يدوي، بطاريات مختلفة الأشكال، مناظير رؤية، عدد من أجهزة الجوال والشرائح». واتضح من النتائج الأولية للتحقيقات تأثره بتنظيم داعش الإرهابي نتيجة لمتابعته إصدارات التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أقر بتصنيع سلاحين ناريين بواسطة مواد مماثلة لما ضبط بحوزته.
ولفتت وزارة الداخلية إلى أنها ترغب من خلال عرض تلك الوقائع في إحاطة المواطنين والمقيمين بما يخطط له أصحاب الفكر المنحرف من استهداف لهذه البلاد الطاهرة ومنهجها القائم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم خدمة لتنظيمات إرهابية في الخارج، ولتؤكد في الوقت ذاته أن تعاون المواطن والمقيم هو خير ضمان لإحباط هذه المخططات الإجرامية، كما تؤكد أن قوات الأمن ستقف بكل قوة وحزم في وجه كل من تُسول له نفسه العبث بأمن واستقرار البلاد.



اجتماع خليجي - مغربي لتعزيز الشراكة مارس المقبل

ناصر بوريطة مستقبلاً جاسم البديوي في الرباط (مجلس التعاون)
ناصر بوريطة مستقبلاً جاسم البديوي في الرباط (مجلس التعاون)
TT

اجتماع خليجي - مغربي لتعزيز الشراكة مارس المقبل

ناصر بوريطة مستقبلاً جاسم البديوي في الرباط (مجلس التعاون)
ناصر بوريطة مستقبلاً جاسم البديوي في الرباط (مجلس التعاون)

وجّهت أمانة مجلس التعاون الخليجي، الخميس، دعوة رسمية لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لحضور اجتماع مع نظرائه الخليجيين يوم 6 مارس (آذار) 2025 في السعودية؛ لبحث تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، وفق توجيهات القادة.

جاء ذلك خلال استقبال الوزير بوريطة، لجاسم البديوي أمين عام المجلس، الذي يقوم بزيارة رسمية للرباط في إطار تعزيز العلاقات الخليجية - المغربية، حيث استعرضا آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

بوريطة والبديوي ناقشا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك (مجلس التعاون)

وناقش الجانبان الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، أبرزها بحث مسيرة التعاون المثمر بين المجلس والمغرب في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية ضمن خطة العمل المشتركة، وسبل تطويرها والارتقاء بها إلى المستوى المنشود.

وثمّن البديوي اهتمام العاهل المغربي الملك محمد السادس بالعلاقات الأخوية والاستراتيجية التي تربط بلاده بالخليج على المستويات والأصعدة كافة، مؤكداً على ما تضمنه بيان القمة الخليجية الـ45، من أهمية الشراكة الاستراتيجية الخاصة.

ناصر بوريطة وجاسم البديوي خلال مؤتمر صحافي في الرباط (مجلس التعاون)

وأضاف أمين عام المجلس، خلال مؤتمر صحافي، أن الشراكة الخليجية - المغربية انبثقت عنها خطة طموحة للعمل المشترك في كثير من المجالات، وتعمل على تنفيذها لجنة من الجانبين.

وشدّد على مواقف دول المجلس وقراراتها الثابتة الداعمة لمغربية الصحراء، والحفاظ على أمن واستقرار المغرب ووحدة أراضيها، وقرار مجلس الأمن 2756 بتاريخ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بشأن الصحراء المغربية.