مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

ملح الرجال

أعلنت حكومة كوريا الجنوبية أنها ستغلق أجهزة موظفيها، بشكل إجباري مساء كل يوم جمعة، في محاولة لتغيير ثقافة (شراهة العمل) لديهم، ويقضي الموظفون في كوريا الجنوبية في مكاتبهم، نحو ألف ساعة سنوياً (أكثر) من نظرائهم في الدول المتقدمة الأخرى، فعلى سبيل المثال متوسط ساعات العمل أسبوعياً في بريطانيا 32 ساعة، أي (1536) ساعة سنوياً.
واعتمدت الحكومة مؤخراً قانوناً لتقليل عدد ساعات العمل القصوى المسموح بها أسبوعياً من 68 إلى 52، وفي كوريا الجنوبية واحد من أعلى معدلات ساعات العمل، حيث تصل في المتوسط إلى 2739 ساعة سنوياً، أو 52 ساعة و40 دقيقة أسبوعياً.
في حين – الله لا يبلانا - أنه في البلاد العربية من المفروض أن يكون العمل اليومي (8) ساعات، غير أن إحصائية شبه مؤكدة جاء فيها: أن الموظف لا يعمل في الساعة الواحدة أكثر من (36) دقيقة، والباقي يقضيه في الثرثرة والتنكيت – غير (التزويغ) - هذا هو ما سمعته، ولكني غير مصدق لهذه الإحصائية.
قال: وش عرفك أنها كذبة؟!، رد عليه: (من كبرها)، وما دمنا في مجال الإحصائيات والأكاذيب، إليكم أيضاً هذه الإحصائية التي (لا يخر منها الماء)، والتي شاركت فيها أنا شخصياً، وضربت المثل بنفسي مدعوماً بالأرقام – على مبدأ: (قل الحق حتى لو كان على نفسك)، وقد يكون اعترافي شفيعاً لي يوم القيامة:
عموماً فقد خلصت دراسة حديثة إلى أن الرجال يكذبون ضعف النساء، كما أن واحداً من بين كل عشرة رجال يعتقد أنه يجيد الكذب، ووفقاً لصحيفة (ديلي ميل) البريطانية التي نشرت الدراسة فإن الرجال يكذبون مرة كل أربعة أيام، في حين كذب السيدات مرة كل ثمانية أيام.
وتأتي هذه الدراسة تذكيراً لدراسة بريطانية سابقة قالت إن الرجال يكذبون بمعدل 1092 مرة بالسنة في حين تكذب النساء 728 كذبة سنوياً، وشملت الدراسة 3000 رجل وامرأة، يعتقدون أنه يمكنهم كشف الكذب، حيث يعتبر الهروب من التواصل بالعين أكبر وسيلة تفضح الكذب بنسبة 64 في المائة.
الحمد لله أنني لم أكن من ضمن الـ(3000) الذين أخضعوهم للاختبار، لأنني بكل تواضع وفخر سوف أعترف وأقول: إنني أكبر (كذوب صادق) – يعني أكاذيبي كلها لونها أبيض - ويقولون إن هذا النوع من الكذب يعتبر (ملح الرجال).
أما الذي لا يشق له غبار في الأكاذيب، وضربوا به الأمثال قديماً، مثلما جاء في (القاموس المحيط) فهو: (عرقوب بن صخر) من العمالقة ويقال أنه أكذب أهل زمانه.