علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

تجربتي مع «كورونا»

في الأسابيع الماضية أصبت بفيروس كورونا، وقبل ذلك لا بد أن أخبركم أنني قد أخذت جرعتي التحصين من لقاح فايزر وكانت آخر جرعة بتاريخ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي ومع ذلك أصبت بكورونا رغم حرصي على تطبيق تعليمات وزارة الصحة بحذافيرها، فلم أصافح أحداً حتى في عيد الأضحى ولم أنزع الكمامة في الأماكن العامة، وأطبق بقية التعليمات بحرص شديد ومع ذلك أصبت بهذا الفيروس الجديد، الذي حيّر حتى الأطباء الذين يتتبعون خطواته لمعرفة كيفية الوقاية منه، وأيضاً كيفية علاجه. ولا أخفيكم القول بأن جرعتي التحصين أفادتاني كثيراً، فحين أصبت لم تمر علي أعراض مؤلمة ولم أشك في الإصابة إلا بعد أن فقدت حاسة الشم فقط وهو العرض الوحيد الذي أصابني وذلك بفضل الله ثم بفضل تلقي الجرعتين.
كل ذلك لا يهم المهم أن ذلك أجبرني أن أتعامل مع خدمات وزارة الصحة بدءاً من التحصين الذي كان سلساً وميسراً لمن أراد أن يتحصن مروراً بشعوري بالأعراض وذهابي للفحص الذي كان ميسراً هو الآخر لتثبت إصابتي واعتزلت الناس لحين شفائي، وقد أخذت مسحة تأكيدية بعد الشفاء. كل ذلك يقودنا أن نقول بنجاح وزارة الصحة في الوقاية وهذا صحيح ومؤكد وهو نجاح في مجال واحد وانطباع من التجربة، في المقابل نجد على مستوى السعودية قلة في أسرة العناية المركزة للمصابين والمحتاجين للعناية المركزة سواء كانت هذه الأسرة تابعة لوزارة الصحة أم لغيرها وأنا هنا لا أتحدث من فراغ فقد أصيب أخي ولم يجد سريراً في العناية المركزة إلا بشق الأنفس.
اليوم لم يعد الحكم على أداء وزارة ما مرتبطاً بالانطباعات بل اتخذ أسلوباً علمياً يخضع لقياس دقيق وتحديد مواطن التميز ومواطن الإخفاق عبر إنشاء المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة الحكومية «أداء» لنخرج من الانطباعات إلى الحوكمة المرتبطة بأهداف محددة وقياس علمي لمدى نجاح الأجهزة العامة في تحقيق الأهداف من عدمه. وتحديد أسباب التميز أو الإخفاق ومن هو سبب الإخفاق وهل هو الجهاز المعني بالخدمة أم الأجهزة المتعاونة معه بسبب التنافس ورفع النتيجة للمجلس الاقتصادي الذي يرأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمعالجة الخلل.
ولا يخفى عليكم أن مثل هذا القياس الذي يقوم به «مركز أداء» يوفر على الاقتصاد السعودي الأموال الطائلة التي قد تصرف على الاستعراض في مشروع معين دون أن تكون نتائجه فعالة. ويوجه الأموال لتصرف في طريقها الصحيح ولتقدم الخدمة التي يحتاجها المواطن دون هدر للأموال دون طائل.
ومركز أداء يستخدم عدة طرق لقياس أداء الأجهزة منها الاستبيانات على العينات العشوائية المستفيدة من خدمات جهاز معين ومنها ورش العمل ومنها المتسوق الخفي وهو الباحث عن خدمة الجهاز بشكل خفي ليتمكن المركز من التقييم. هذه بعض من الطرق المستخدمة وليس كلها بالطبع. ولكن المهم في الأمر هو العائد الاقتصادي لهذا المركز المتمثل في ترشيد إنفاق الأموال في طريقها الصحيح ومنع الهدر، ليوفر على الخزينة العامة أموالاً يجب أن تصرف في طريقها الصحيح. ودمتم.