أسباب بسيطة للإغماء

أهمها الصدمة العصبية والجفاف الشديد وهبوط الضغط

أسباب بسيطة للإغماء
TT

أسباب بسيطة للإغماء

أسباب بسيطة للإغماء

رغم الفزع الذي يسببه فقدان الوعي أو الإغماء (Fainting) للشخص الذي يحدث له أو للمحيطين به، إلا أنه لا يعد دائماً مؤشراً على مشكلة صحية كبيرة. ويمكن أن يحدث في كثير من الأحيان لأسباب بسيطة مؤقتة، خصوصاً في الأطفال.
ويعد الإغماء عرضاً شائع الحدوث خلافاً للانطباع العام لدى الجميع، حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة تقترب من 20 في المائة من البشر يمرون بحالة فقدان الوعي، بشكل أو بآخر، مرة واحدة على الأقل في حياتهم. وعلى وجه التقريب، فإن نسبة تتراوح من 1 إلى 2 في المائة من المترددين على ردهة استقبال المستشفيات يكون الإغماء هو السبب الأساسي لذهابهم إلى الطوارئ.
الإغماء والصدمة
يعد الإغماء نتيجة للصدمة العصبية، أو ما يسمى بمتلازمة «نقص سريان الدم» المرتبطة بـ«العصب الحائر» (Vasovagal Syncope) من أشهر أسباب الإغماء الحميد أو البسيط على الإطلاق. وهو يحدث نتيجة لعدم وصول الدم بشكل كاف للمخ لسبب عصبي وليس عضوياً.
والعصب المخي العاشر (الحائر) يحمل أعصاباً حسية وحركية للعديد من خلايا الجسم، ويتحكم في وظيفة أعضاء متعددة (وهذا هو سبب تسميته بهذا الاسم، حيث إن بقية الأعصاب المخية تكون مسؤولة عن منطقة معينة في الجسم) مثل تنظيم معدل ضربات القلب ومعدل التنفس، وأيضاً يتحكم في بعض ردود الأفعال التلقائية (reflex actions) مثل السعال والعطس والبلع.
وعند التعرض لمؤثر خارجي تحدث حالة من التحفيز المفرط للأعصاب التي لها تأثير مباشر على القلب والأوعية الدموية، وبالتالي يحدث انخفاض مفاجئ في ضغط الدم مع أو بدون تغير في معدل ضربات القلب يؤدي إلى فقدان الوعي.
بطبيعة الحال تختلف محفزات الصدمة العصبية تبعاً للفروق الشخصية بين الأطفال، والمرحلة العمرية، وكذلك الظروف البيئية التي تحدث فيها، وعلى سبيل المثال فإن ظهور حيوان معين ضخم مثل الجمل يمكن أن يكون مفزعاً لبعض الأطفال في المناطق الحضرية، بعكس أطفال الأرياف المعتادين على رؤيته، وهناك أمور تسبب القلق الشديد والخوف للأطفال مثل سحب الدم، أو مجرد رؤيته عند إجراء تحاليل معينة، وكذلك سماع الأخبار السيئة، التي تختلف بدورها من طفل لآخر، ويمكن أن يسبب الشعور بالألم الشديد الإغماء، مثل ألم الحروق أو الكسور، ويجب إعطاء مسكنات قوية حتى يمكن تجنب حدوث ذلك؛ بعض الأطفال يمكن أن يحدث لهم إغماء من عدم القدرة على مواجهة المشاعر القوية، سواء الفرح أو حتى مجرد الضحك بشدة، والعكس مثل الحزن والترقب أو الصدمة المفاجئة الناتجة عن الخوف من الامتحان. وهناك أطفال يفقدون وعيهم وهم جالسون أثناء الامتحان نتيجة لمتلازمة العصب الحائر.
مؤشرات الإغماء
> علامات مسبقة، في الأغلب تحدث نوبات الإغماء فجأة، ولكن هناك علامات ومؤشرات ربما تسبق فقدان الوعي في الأطفال، ويمكن للآباء ملاحظتها مثل الدوار والإحساس بعدم التركيز، وأيضاً حدوث تعرق بشكل مفاجئ أو الشعور بالبرد، وحدوث خلل في الإبصار، وعدم القدرة على الرؤية بوضوح، وغثيان وطنين بالأذن، وتغير لون البشرة إلى الشحوب، وسرعة ضربات القلب، خصوصاً في المواقف السالف ذكرها تبعاً لشخصية كل طفل.
وفى كل الأحوال يجب أن يتم التعامل مع الإغماء بمنتهى الاهتمام، حتى يتم استبعاد العامل العضوي، ويجب عدم الاكتفاء بالتحسن والذهاب للمستشفى.
> الجفاف الشديد. في بعض الأحيان يمكن أن يؤدي الجفاف الشديد إلى حدوث الإغماء في الدول التي يكون بها فصل الصيف شديد الحرارة، مع قلة تناول السوائل لتسبب الإغماء، خصوصاً عند الأطفال المعرضين للإصابة، خصوصاً الذين عانوا من الإغماء العصبي. وحسب توصيات قسم أمراض القلب في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا (division of cardiology at Children›s Hospital of Philadelphia) بالولايات المتحدة، فإن تناول المشروبات المختلفة، منها الماء، يعد ضرورة قصوى ونوعاً من الوقاية بالنسبة للأطفال والشباب في فصل الصيف، لأنهم في الأغلب لا يشربون الماء بكثرة، نظراً لانشغالهم باللعب واللهو. وهو الأمر الذي يجعل الإصابة بالجفاف شائعة جداً في هذه الفئة العمرية، ويجب على المشرفين في النوادي وحمامات السباحة الخاصة بهم، وكذلك الشواطئ، تحري اليقظة الإضافية، وملاحظة أي أعراض للدوار.
> الأطفال الصغار، وفي مرحلة الطفولة المبكرة (toddlers)، أو ما قبل الدراسة، يلجأ بعض الأطفال إلى حبس أنفاسهم عندما يشعرون بالانزعاج أو التوتر (هذه مسألة تتعلق بالسلوك بطبيعة الحال). وفي حالة استمرار حبس النفس فترة طويلة يمكن أن يؤدي هذا إلى حدوث الإغماء، نظراً لعدم وصول الأكسجين بشكل كافٍ للمخ، ويجب على الآباء نهي الأطفال عن هذه العادة مهما بلغ قلقهم.
> هبوط الضغط، يمكن أن يؤدى انخفاض ضغط الدم بشكل مفاجئ إلى حدوث الإغماء. ومن أشهر الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى ذلك، سواء في الأطفال أو البالغين، ما يسمى بهبوط الضغط نتيجة للوضعية (postural hypotension)، حينما يحدث تغير لوضعية الجسم من النوم بشكل أفقي أو الجلوس إلى الوقوف بشكل سريع، حيث لا تنقبض الأوعية الدموية بشكل صحيح يدفع الدم عكس الجاذبية الأرضية وصولاً إلى المخ. وهو ما يؤدي إلى فقدان الوعي، لذلك تكون النصيحة دائماً بالمكوث في الفراش لمدة بسيطة (دقيقة تقريباً) قبل النهوض.
هناك بعض الاحتياطات البسيطة التي يمكن أن تساعد في الوقاية من حدوث الإغماء مثل الحرص دائماً على ترطيب الجسم (good hydration) عن طريق الشراب باستمرار، بجانب الحرض على إضافة قليل من ملح الطعام في الأغذية المختلفة في فصل الصيف، حيث يساعد على احتفاظ الجسم بالماء، وكذلك التغذية الجيدة، وتناول الفواكه والتمرينات الرياضية البسيطة.
* استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك فوائد الرياضة قد ترجع إلى زيادة تدفق الدم للدماغ وتحفيز المواد الكيميائية المعروفة باسم الناقلات العصبية (رويترز)

دراسة: ممارسة الرياضة لنصف ساعة تساهم في تحسين الذاكرة

يعتقد العلماء الآن أن النشاط البدني ليس مجرد فكرة جيدة لتحسين اليوم القادم؛ بل يمكن أن يرتبط بزيادة طفيفة في درجات عمل الذاكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
TT

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

أحياناً، لا يستطيع بعضنا النوم، رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد؛ وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا، وفقاً لما توصلت إليه دراسة جديدة.

وكل ليلة، ومع غروب الشمس، تبدأ بعض ميكروبات الأمعاء، المعروفة بميكروبات الليل، التكاثر والازدهار، بينما تموت ميكروبات أخرى، وتتغير المواد الكيميائية التي تفرزها هذه الميكروبات أيضاً، مما يسهم في النعاس، وفق ما نقله موقع «سايكولوجي توداي» عن مؤلفي الدراسة الجديدة.

ويصل بعض هذه المواد الكيميائية إلى منطقة تحت المهاد، وهي جزء من دماغك يساعدك على البقاء هادئاً في أوقات التوتر.

وقال الباحثون في الدراسة الجديدة: «من المدهش أن الميكروبات التي تحكم أمعاءك لها إيقاعات يومية، فهي تنتظر الإفطار بفارغ الصبر في الصباح، وفي الليل تحب أن تأخذ قسطاً من الراحة، لذا فإن تناول وجبة خفيفة، في وقت متأخر من الليل، يؤثر إيجاباً بشكل عميق على ميكروبات الأمعاء لديك، ومن ثم على نومك ومدى شعورك بالتوتر».

وأضافوا أن عدم التفات الشخص لما يأكله في نهاية يومه ربما يؤثر بالسلب على نومه، حتى وإن كان يشعر بالتعب الشديد.

كما أن هذا الأمر يزيد من شعوره بالتوتر، وهذا الشعور يؤثر سلباً أيضاً على النوم.

ولفت الفريق، التابع لجامعة كوليدج كورك، إلى أنه توصّل لهذه النتائج بعد إجراء اختبارات على عدد من الفئران لدراسة تأثير الميكروبيوم على الإجهاد والإيقاعات اليومية لديهم.

وقد حددوا بكتيريا واحدة على وجه الخصوص؛ وهي «L. reuteri»، والتي يبدو أنها تهدئ الأمعاء وتؤثر إيجاباً على الإيقاعات اليومية والنوم.

ويقول الباحثون إن دراستهم تقدم «دليلاً دامغاً على أن ميكروبات الأمعاء لها تأثير عميق على التوتر وجودة النوم».

ونصح الباحثون بعدم تناول الأطعمة والمشروبات السكرية ليلاً، أو الوجبات السريعة، وتلك المليئة بالدهون، واستبدال الأطعمة الخفيفة والمليئة بالألياف، بها.