مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

آفة العصور

من وجهة نظري الشخصية أن آفة العصور هي (المخدرات) منذ عهد طائفة الحشاشين، التي أسسها (الحسن الصبّاح) في أواخر القرن الخامس الهجري، حيث أنشأ ما يشبه الدولة في مرتفعات الجبال بإيران، واستخدم الحشيش في تطويع جماعته حتى أدمنوه، وبواسطته استطاع تطويعهم واستغلالهم في عمليات السلب والنهب والقتل لمصلحته.
ولا يغيب عن أذهاننا ملايين حبوب (الكبتاغون) المخدرة، التي كشفتها الجهات المختصة السعودية قبل أسابيع، والمهربة من لبنان في ثمار الرمان وبعض الفواكه، ما دعا السلطات لمنع دخول الفواكه والخضراوات من لبنان.
ويحسب أيضاً لشرطة دبي قبضها على رئيس أخطر عصابة دولية لتهريب وتجارة المخدرات وأسهمت في إحباط تهريب العصابة لشحنة مخدرات تزن طناً ونصفاً من مادة الكوكايين، تقدر قيمتها بـ500 مليون دولار (1.8 مليار درهم).
كما كشفت بريطانيا تهريب مخدرات بقيمة 1.6 مليار جنيه إسترليني أو ما يعادل 2.4 مليار دولار أميركي استطاعوا إدخالها بواسطة سيارات إسعاف مزيفة وممرضين مزعومين ومرضى غير حقيقيين يستندون إلى عكازات.
وأكدوا أن سيارات الإسعاف المزيفة قامت بنحو 45 رحلة إلى بريطانيا خلال 14 شهراً قبل القبض عليها، وكانت المخدرات معلّمة بواسطة شرائط ملونة، ويشير كل لون إلى واحد من 20 زبوناً من كبار رجال العصابات المنظمة في بريطانيا.
وقد اقترح مدير وكالة مكافحة المخدرات في إندونيسيا (بودي واسيسو) تشييد سجن جديد في جزيرة نائية تحرسه التماسيح وذلك لسكن تجار المخدرات المحكومين بالإعدام.
وقال واسيسو إن التماسيح تصلح لمهام الحراسة أفضل من البشر لأنه لا يمكن رشوتها، وقال إنه ينوي زيارة مناطق متعددة في أرخبيل إندونيسيا للبحث عن أكثر التماسيح وحشية. وكانت إندونيسيا قد استأنفت تنفيذ أحكام الإعدام في الجرائم المتصلة بالمخدرات منذ عام 2013.
أما المرأة التي أعجبت بغبائها جداً، وقلت بيني وبين نفسي: الله يكثر من أمثالها، فهي سيدة من ولاية فلوريدا الأميركية، عندما اتصلت بالشرطة، لتقدم شكوى ضد تاجر مخدرات بعد أن باعها حبوباً مخدّرة، واكتشفت عندما وصلت إلى منزلها، أن الكمية ناقصة.
والغريب أن رجال الشرطة سايروها (على قد عقلها)، وطلبوا منها رقم التليفون والعنوان لكي يعيدوا لها حقها، فأعطتهم ما طلبوا، وبعدها كبسوا على التاجر وصادروا ما عنده، ثم ألقوه في السجن إلى أن تتم محاكمته.
ولا أدري ماذا فعلوا بعد ذلك مع المرأة، لو أنني كنت شرطياً معهم لشكرتها جداً على غبائها الرائع.