مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

مقتطفات السبت

توقف القلب يعني الموت المحقق، خاصة إذا وصل المريض لمرحلة (اللاعودة) كما يطلق عليه طبياً، ولكن أن يعود الإنسان للحياة من جديد بعد توقف قلبه 40 دقيقة، فهذا يبدو للوهلة الأولى ضرباً من الخيال، لكن هذه القصة حدثت بالفعل مع مواطن وصل إلى مستشفى دبي وهو يعاني من نسبة مرتفعة جداً من السكر.
محاولات مضنية أمضاها طاقم الإنعاش القلبي، حيث لم يتركوا طريقة إلا واستخدموها معه، ولكن المحاولات كلها باءت بالفشل، وعندما همّ الفريق الطبي بإعلان وفاة المريض، انتفض القلب فجأة وبدأ بالنبض تدريجياً، وعندها باشر فريق القلب برئاسة الدكتور عبيد الجاسم، رئيس مركز القلب في مستشفى دبي، وفريقه الطبي المساند، بتبديل الشرايين المسدودة في مهمة محفوفة بالمخاطر، لأن عامل الوقت لا يسمح بالتأخير، فالوقت محسوب بالدقائق والثواني والكل في حالة استنفار.
ونجحت العملية بحمد الله، ومكث المريض في غرفة (الإنعاش) عدة أيام، ثم نقلوه إلى غرفة عادية. الغريب أنه ذكر لمن كانوا يزورونه، أنه رأى فيما يشبه الحلم أو الهلوسة، طيف حبيبته يخطر أمامه، فانتفض ليلحق بها وبعدها لم يعد يشعر بشيء، وقال البعض: إن انتفاضته تلك هي التي أعادت له دقات قلبه.
إذا كان كلامه صحيحاً وليس (هلوسة)، فمعنى ذلك أن الحب من الممكن أن يصنع العجائب، مثلما هو أحياناً يصنع المصائب – اسألوني.
***
المؤرخ المصري (الجبرتي)، ذكر أن زوجة جده كانت امرأة غنية، ومن محبتها وبرها به، كانت تشتري له من مالها الجواري الحسان، فتجملهن بالملبس والحلي وتقدمهن إليه، وإذا قضى وطره منهن وبدأ يمل، تعود لبيعهن وتشتري له جواري جدداً، وهي تأنس إذا رأته سعيداً.
وعندما حكيت لمن كان أمامي عن هذه الواقعة التي قرأتها، وإذا به يرفع كفيه داعياً وهو يقول:
يا مال الجنة الباردة يا زوجة جد الجبرتي، هذه هي والله التي تستحق أن يُبنى لها دكاكين وقف، وكذلك مسجد أمامه ثلاجة ماء، مع مدرسة لتحفيظ القرآن.
***
ذكرت هيئة الفضاء الأميركية (ناسا)، أنها بصدد الوصول إلى كويكب يقع بين المريخ والمشتري، كله من الذهب والمعادن الثمينة، التي قدروا قيمة ما يحتويه بـ(15) ألف (كوادريليون) دولار، وهي أعلى من كل اقتصادات عالمنا بعدة مرات، وتستطيع أن تجعل كل إنسان على وجه الأرض (مليارديراً) – انتهى.
أما أنا فلا أملك إلا أن أردد مقولة: (موت يا حمار، إلى أن يأتيك الربيع).