بعد اختفاء دام سنوات طويلة عادت كتب الرومانسية إلى الظهور في الصفوف الأولى لعرض الكتب بالمكتبات الكبرى في العالم، بسبب الإقبال الكبير عليها في الفترة الأخيرة.
وبالمقابل اضطرت كثير من دور النشر الغربية والمتخصصة في نشر الكتب الرومانسية إلى زيادة طباعتها من هذه الكتب. واعترف صاحب دار نشر أوروبية أن داره التي تطبع 150 مليون كتاب سنويا تبغي الآن الوصول إلى 5 كتب في الثانية!
ويفسر تحقيق طويل في صحيفة بريطانية حول أسباب عودة الكتب الرومانسية إلى المشكلات الاقتصادية التي لا تنتهي والهموم العاطفية وخصوصا للنساء والمصاعب الاجتماعية الناجمة عن العزلة والأنانية والصداقات الفاشلة في المجتمعات الغربية حاليا.
وقالت قارئات للصحيفة عن العودة إلى قراءة الرومانسية: «نحتاج للرومانسية لأنها ملاذنا الأخير للحنان والدفء والمودة والحب طبعا، في مجتمعاتنا الموحشة التي تلاشى فيها كل شيء، ولم يبق حتى اسم الرومانسية.. ولعل الكتب تجعل حنيننا إلى الرومانسية أمرا مؤكدا»!
ورغم أن الرجال هم أقل قراءة بكثير من النساء للكتب الرومانسية حسب اعتراف دور النشر إلا أنهم قالوا للصحيفة أيضا: «لم نعد نتذكر الرومانسية إلا في عيد العشاق فقط. الرومانسية صارت عندنا يوما واحدا في السنة، بينما في الكتب نحاول استعادتها إلى حياتنا بأيام وأوقات جديدة أخرى».
هذا كلام جميل ورومانسي. غير أن هناك آراء أخرى قالت كلاما آخر مثل أن «إقبال النساء على الكتب الرومانسية يسبب للرجال حالة من التوتر، لاعتقادهم أن سبب قراءة زوجاتهم لتلك النوعية من الكتب إسقاط لحرمانهم منها»!
وقالت قارئة نهمة كلاما غير رومانسي مثل «زوجي لن يهديني وردة حمراء حتى ولو أشهرت مسدسا نحو رأسه، ولكن عندما أقرأ كتابا رومانسيا أدرك أهمية العلاقة بيننا، ومدى خطورة إنكار تلك المشاعر».
ووجدت قارئة أخرى أن «قارئات الرومانسية لا يتطلبن أن يصبح أزواجهن انعكاسا لأبطال تلك الروايات وإلا كانوا أنفسهم انعكاسا لما يقرأون من روايات»!
غير أن امرأة وحيدة على ما يبدو اعترضت على هذه الموجة الجديدة من الرومانسية وقالت بصوت عال: «لا نريد العودة إلى أيام هذه القصص التافهة التي لا تفعل للمرأة شيئا سوى أن تطلق خيالاتها لبطل الأحلام القوي والشهم والوسيم الذي لا وجود له في الواقع. بل إن هذه الكتب تجعل المرأة في الحقيقة تكره الرجال لأنها ببساطة لا تجد أمثالهم في الحياة. إن هذه الكتب لا تفعل سوى جعل النساء يعشن في الأوهام»!
وفي حين أن الصحيفة البريطانية كانت ديمقراطية جدا في نشرها حتى لرأي المعارضين، إلا أن المشاركين في ظني نسوا أن الأهم من عودة الكتب هو الفرح بعودة الرومانسية نفسها بكل ما فيها من قيم ومشاعر جميلة نحتاجها كثيرا اليوم في حياتنا رغم تظاهرنا برفضها.
7:52 دقيقه
TT
عودة الرومانسية
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة