4 سلوكيات يومية للحفاظ على صحة الرئتين وأجزاء الجهاز التنفسي

تقوية العضلات والوقاية من الميكروبات والبحث عن الهواء النقي

4 سلوكيات يومية للحفاظ على صحة الرئتين وأجزاء الجهاز التنفسي
TT

4 سلوكيات يومية للحفاظ على صحة الرئتين وأجزاء الجهاز التنفسي

4 سلوكيات يومية للحفاظ على صحة الرئتين وأجزاء الجهاز التنفسي

تعيش الرئتان، وبقية أجزاء الجهاز التنفسي، ظروفاً «فريدة» في علاقتها مع الأجواء البيئية المحيطة بالإنسان، والمحمّلة بأنواع كثيرة جداً من العناصر الضارة صحياً. وتحديداً، فإن الجهاز التنفسي أحد أجهزة الجسم القليلة التي تتعرض بشكل مباشر ومتكرر وكبير لكل ما يوجد في الهواء من فيروسات وبكتيريا وغبار وأبخرة وأدخنة وملوثات كيميائية وملوثات حية وغيرها، ذلك أن المعدلات الطبيعية للتنفس (Respiratory Rate) لدى الإنسان تتفاوت ما بين 30 إلى 60 مرة في الدقيقة لدى الطفل الرضيع حديثاً، ثم تنخفض تدريجياً إلى ما بين 24 إلى 40 مرة لدى الطفل في عمر ما دون سنتين، ثم إلى ما بين 22 إلى 34 مرة لدى الطفل ما دون 5 سنوات، وما بين 18 إلى 30 مرة لدى الطفل ما دون 12 سنة، وتتراوح لدى الأشخاص البالغين ما بين 12 إلى 16 مرة في الدقيقة.
- صحة الرئتين
ونحن كبشر، كي نبقى على قيد الحياة براحة ونشاط، نحتاج أن نستمر في توفير الأكسجين لخلايا الجسم كلها، ونتخلص من ثاني أكسيد الكربون، ولا يقوم في جسمنا بهذه المهمة الحيوية سوى الرئتين من خلال عملية التنفس، وبمشاركة مهمة من الأجزاء الحيوية الأخرى في مكونات الجهاز التنفسي. ولذا فإن هذا العضو المهم في الجسم، والعضو المُعرّض بشكل مستمر للملوثات بأنواعها في الهواء، إضافة إلى الأجزاء الأخرى في الجهاز التنفسي، تحتاج منّا، وبشكل يومي، إلى عناية بصحتها وحمايتها من أي مؤثرات خارجية قد تضر بها.
وتقول «جمعية الرئة الأميركية» (American Lung Association): «يحتوي جسمك على نظام دفاع طبيعي مصمم لحماية الرئتين، وإبعاد الأوساخ والجراثيم. ولكن هناك بعض الأمور المهمة التي يمكنك القيام بها لتقليل خطر الإصابة بأمراض الرئة. إليك بعض الطرق للحفاظ على صحة رئتيك». وذكرت منها أربعة عناصر لذلك، وهي:
> الامتناع عن التدخين. التدخين هو السبب الرئيسي في الإصابة بسرطان الرئة، وأيضاً مجموعة أمراض السدد المزمن في الرئة (COPD)، التي تشمل انتفاخ الرئة (Emphysema)، والتهاب الشعب الهوائية المزمن (Chronic Bronchitis).
إن تدخين السجائر يتسبب بضيق المجاري الرئوية، التي يجدر أن يمر فيها هواء التنفس، براحة، وسهولة، ما يجعل ذلك الضيق سبباً في جعل عملية التنفس أكثر صعوبة على الجسم لإتمامها. ذلك أن إتمام عملية التنفس آنذاك، بوجود ضيق مجاري الهواء، يتطلب إجهاداً أكبر لعضلات التنفس. أما التهابات الرئة المزمنة، وانتفاخ الرئة بتهتك الحويصلات الهوائية، فينتج عنه التهاب الشعب الهوائية المزمن وخفض فاعلية عملية التنفس في تحقيق التزويد اللازم للجسم بالأكسجين والتخلص المطلوب من تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون في الجسم، والدم على وجه الخصوص. وهو ما يُعرف طبياً بفشل الرئة المزمن. ومع الاستمرار في التدخين، والاستمرار في تعريض أنسجة الرئة للعناصر الكيميائية المتسببة بالسرطان، ترتفع احتمالات الإصابة بأحد أنواع سرطان الرئة.
والجيد في الأمر، أن التوقف عن التدخين في أي لحظة هو سلوك وقرار صحي له فوائد أكيدة في تخفيف وإزالة التأثيرات السلبية للتدخين سابقاً.
> شم الهواء النقي. تقول «جمعية الرئة الأميركية»: «تجنب التعرض للملوثات الداخلية (Indoor)، التي يمكن أن تضر رئتيك، يمكن أن يتسبب التدخين السلبي (Secondhand Smoke)، والمواد الكيميائية في المنزل ومكان العمل والرادون (Radon)، في حدوث أمراض الرئة أو تفاقمها. اجعل منزلك وسيارتك بدون دخان. اختبر منزلك لغاز (الرادون). تجنب ممارسة الرياضة في الهواء الطلق في الأيام التي يكون الهواء فيها سيئاً. وتحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك إذا كنت قلقاً من أن شيئاً ما في منزلك أو مدرستك أو عملك قد يسبب لك المرض».
وتضيف ما ملخصه: «إن تقليل التعرض للملوثات البيئية في الهواء الخارجي (Outdoor Air Pollution) خطوة ضرورية لحماية الرئتين، والحفاظ على صحتهما. ويمكن أن تختلف نوعية الهواء في خارج المنزل من يوم لآخر، وأحياناً تكون في الهواء ملوثات غير صحية لسلامة الجهاز التنفسي، خصوصاً لدى مرضى الأمراض التنفسية، كالربو مثلاً». وتوضح الجمعية قائلة: «إن معرفة كيف يؤثر تلوث الهواء الخارجي على صحتك، والاستراتيجيات المفيدة لتقليل التعرض له لفترات طويلة، يمكن أن يساعدك في الحفاظ على صحتك وصحة عائلتك. ويمكن أن يؤثر تغير المناخ والكوارث الطبيعية أيضاً بشكل مباشر على صحة الرئة».
- الوقاية من الميكروبات
> الوقاية من العدوى الميكروبية. يمكن أن تصبح الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، العلوي والسفلي، خطيرة جداً في بعض الأحيان، ما يتطلب فهم وتطبيق السلوكيات الصحية في الوقاية من الإصابة بعدوى الميكروبات التي قد تصيب الجهاز التنفسي. وهو ما تلخصه المصادر الطبية بالخطوات التالية العالية الأهمية، وهي:
- الخطوة الأولي: الحرص على غسل اليدين بالماء والصابون بالطريقة الصحيحة، ويجدر غسل اليدين بالماء والصابون على وجه الخصوص في الحالات التالية: قبل وأثناء وبعد إعداد الطعام، وبعد السعال أو العطس، وبعد استخدام دورة المياه، وقبل وبعد رعاية شخص مريض، وبعد تغيير حفاضات الطفل، وبعد لمس القمامة.
وتشمل الخطوات الأخرى المهمة ما يلي:
- تجنب لمس العينين والأنف والفم. وتغطية الفم والأنف عند السعال والعطس، إما باستخدام المناديل الورقية والتخلص منها بأسرع وقت، أو استخدام المرفق عن طريق ثني الذراع، ثم غسل اليدين بالماء الدافئ والصابون لمدة 40 ثانية.
- تجنب الاتصال المباشر مع أي شخص تظهر عليه أعراض أمراض الجهاز التنفسي مثل السعال والعطس.
- ترك مسافة آمنة بين الشخص والأشخاص الآخرين. والبقاء في المسكن والابتعاد عن التجمعات.
- عند الحاجة للتسوق، يكون التسوق في أوقات غير مزدحمة، مع الحرص على غسل اليدين، قبل وبعد التسوق، والحذر من لمس الوجه أثناء التسوق، وتعقيم مقبض عربات التسوق بالمحارم المعقمة، والمحافظة على مسافة آمنة بينك وبين المتسوقين، والدفع ببطاقة الصراف البنكية، وتعقيم اليدين قبل الخروج من المتجر، وعدم لمس المنتجات التي لن تشتريها.
> ممارسة الرياضة. تلخص «جمعية الرئة الأميركية» جدوى هذا السلوك الصحي بقولها: «سواء كنت صغيراً أو كبيراً، أو نحيفاً أو ممتلئاً، أو صحيحاً، أو تعيش مع مرض مزمن أو إعاقة، فإن النشاط البدني يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة رئتيك».
وتوضّح هذا الأمر قائلة: «عندما تكون نشيطاً جسدياً، يعمل قلبك ورئتاك بجدية أكبر لتوفير الأكسجين الإضافي الذي تحتاجه عضلاتك. وتماماً كما أن التمرين الرياضي المنتظم يجعل عضلاتك أقوى، يجعل أيضاً رئتيك وقلبك أقوى. ومع تحسن لياقتك البدنية، يصبح جسمك أكثر كفاءة في إدخال الأكسجين إلى مجرى الدم، ونقله إلى العضلات النشطة. وهذا أحد الأسباب التي تجعلك أقل عرضة لأن تشعر بضيق في التنفس أثناء ممارسة الرياضة بمرور الوقت. كما يمكن لبعض أنواع التمارين أيضاً أن تقوي عضلات الرقبة والصدر، بما في ذلك الحجاب الحاجز والعضلات بين الأضلاع التي تعمل معاً من أجل الشهيق والزفير في عملية التنفس».
وتوصي النصائح الطبية بأن يمارس جميع البالغين 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل خمسة أيام في الأسبوع. وتتضمن بعض الأمثلة على النشاط المعتدل: المشي السريع، وركوب الدراجات، وأعمال البستنة في الحديقة، وأعمال تنظيف المنزل بجهد قوي. ولذا يمكن لكل من الأنشطة الهوائية (إيروبيك)، وأنشطة تقوية العضلات، أن تفيد رئتيك. والأنشطة الهوائية مثل المشي أو الجري، أو القفز على الحبل، تمنح قلبك ورئتيك نوعية التمرين الذي تحتاجه للعمل بكفاءة. كما تعمل أنشطة تقوية العضلات مثل رفع الأوزان والتدرب على التنفس بشكل أكثر عمقاً وفعالية، على بناء قوة الجسم وتقوية عضلات التنفس، وبشكل خاص الحجاب الحاجز وعضلات الضلوع والرقبة.
- دور الرئتين المحوري في أجزاء الجهاز التنفسي
> تفيد «جمعية الرئة الأميركية» بأن الوظيفة الرئيسية للجهاز التنفسي هي سلاسة إتمام نقل الهواء النقي من البيئة المحيطة بالمرء إلى داخل الرئتين، ثم إخراج الهواء من الرئتين إلى البيئة المحيطة. والهدف من هذا هو إجراء عمليات تبادل الغازات (Gas Exchange) فيما بين الدم والهواء على الجدران الداخلية للحويصلات الهوائية في الرئة، أي إدخال غاز الأوكسجين إلى الدم وإخراج غاز ثاني أكسيد الكربون من الدم إلى الهواء الخارجي.
وهناك ثلاثة أجزاء رئيسية للجهاز التنفسي، وهي: مجاري الهواء (Airways)، والرئتان والأوعية الدموية (Lungs and Blood Vessels)، والعضلات والعظام (Muscles and Bones).
> مجاري الهواء. وتتكون مجاري الهواء في الجهاز التنفسي من: الجيوب الأنفية، والأنف، والقصبة الهوائية وفروعها.
- الجيوب الأنفية (Sinuses): هي فراغات مجوفة في عظام الرأس، تحديداً فوق وتحت العينين، وهي متصلة بتجويف الأنف عن طريق فتحات صغيرة. وتساعد الجيوب الأنفية في تنظيم درجة حرارة ورطوبة الهواء المستنشق، وتنقيته.
- الأنف: هو المدخل المفضل للهواء الخارجي إلى الجهاز التنفسي. والشعر المبطن لجدار الأنف جزء من نظام تنظيف الهواء. ويدخل الهواء أيضاً من خلال الفم، خصوصاً أولئك الذين لديهم عادة التنفس عن طريق الفم، أو الذين لديهم سدد مؤقت أو دائم في الممرات الأنفية، أو أثناء ممارسة التمارين الرياضية الشديدة. ويجمع الحلق الهواء الوارد من الأنف والفم، ثم يمرره إلى القصبة الهوائية.
- القصبة الهوائية (Trachea): هي الممر المؤدي من الحلق إلى الرئتين. وتنقسم القصبة الهوائية إلى أنبوبين قصبيين رئيسيين (Bronchial Tubes)، واحد لكل رئة، الذي ينقسم مرة أخرى إلى كل فص (Lobe) من فصوص الرئة، وتنقسم هذه بدورها إلى مزيد من القصبات الهوائية الأصغر (Bronchioles)، وصولاً إلى الحويصلات الهوائية.
> الرئتان والأوعية الدموية:
- الرئتان: تنقسم الرئة اليمنى إلى ثلاثة فصوص، وتنقسم الرئة اليسرى إلى فصين، كل فص يشبه البالون المملوء بأنسجة تشبه الإسفنج. ويتحرك الهواء إلى الداخل والخارج من خلال فتحة واحدة هي فرع من أنبوب القصبة.
- الغشاء البلوري (Pleura): هو غشاء يحيط بكل فص من الرئتين، ويفصل الرئتين عن جدار الصدر. وأحد مهام هذا الغشاء تخفيف الاحتكاك بين الرئتين وبطانة تجويف القفص الصدري.
- أنابيب الشعب الهوائية: هي أنابيب مبطنة بأهداب (Cilia)، مثل الشعر الصغير جداً، تتحرك مثل الموجات. وهذه الحركة تحمل السوائل المخاطية اللزجة (Mucus) إلى أعلى، أي إلى الحلق، كي يتم سعالها إلى الخارج، أو بلعها إلى المعدة. ويمسك ويحمل المخاط الكثير من الغبار والجراثيم والمواد الأخرى غير المرغوب فيها التي في طريق الدخول إلى الرئتين.
- «الشُعيبات الهوائية» (Bronchioles): وهي أصغر فروع الأنابيب الهوائية، التي في نهايتها الحويصلات الهوائية.
- «الحويصلات الهوائية» (Alveoli): هي الأكياس الهوائية الصغيرة جداً في الرئتين، حيث تتم عمليات تبادل غازات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.
- «الشعيرات الدموية» (Capillaries): هي أوعية دموية في جدران الحويصلات الهوائية. ومن خلالها يخرج من الدم غاز ثاني أكسيد الكربون إلى تجويف الحويصلات الهوائية، ويدخل غاز الأكسجين من الهواء في الحويصلات الهوائية إلى الدم.
> العضلات والعظام. وبصفة حيوية ورئيسية لا غنى عنها، تساند عمل أجزاء الجهاز التنفسي مجموعة من العضلات والعظام.
- الحجاب الحاجز (Diaphragm): هو جدار عضلي قوي يفصل تجويف الصدر عن تجويف البطن. ومن خلال انقباضه والتحرك للأسفل، يصنع وضعاً يُسهل شفط الهواء الخارجي إلى داخل الرئتين. ومن خلال ارتخائه والتحرك إلى أعلى، يُسهل على الرئتين إخراج الهواء من داخلهما.
- الضلوع (Ribs): هي عظام تدعم بنية وهيئة تجويف الصدر وتحميه. وتتحرك قليلاً لمساعدة الرئتين على التوسع وعلى الانكماش، وذلك بمساهمة العضلات الصغيرة فيما بين الضلوع وعضلات أخرى أكبر في منطقة الصدر والرقبة.
- استشاري باطنية وقلب


مقالات ذات صلة

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الخليج الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

اتفقت تركيا وسلطنة عمان على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما وأكدتا دعمهما لأي مبادرات لوقف إطلاق النار في غزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
صحتك ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد (أ.ف.ب)

لعبة شائعة في كرة القدم قد تسبب تلفاً بالدماغ

وفقاً لدراسة جديدة، فإن ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

أشارت دراسة جديدة إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

تعدّ السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، والسبب الرئيس للإعاقة في أميركا، وفقاً لـ«جمعية السكتات الدماغية الأميركية»، وهو ما يدعو للقلق، خصوصاً أن…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)
ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)
TT

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)
ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)

تعدّ السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، والسبب الرئيس للإعاقة في أميركا، وفقاً لـ«جمعية السكتات الدماغية الأميركية»، وهو ما يدعو للقلق، خصوصاً أن كثيراً من عوامل خطر السكتة الدماغية صامتاً إلى حد ما (مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم).

وتشير التقديرات إلى أن 80 في المائة من السكتات الدماغية يمكن الوقاية منها من خلال تغييرات نمط الحياة؛ مثل ممارسة الرياضة، والنظام الغذائي، والمزيد، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

ويقول أطباء السكتة الدماغية إنهم يفكرون كثيراً في الطرق الرئيسة لتقليل مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية ومخاطر مرضاهم، وفقاً لما ذكرته صحيفة «هاف بوست» الأميركية في تقرير لها.

وقال الدكتور أنتوني كيم، متخصص الأعصاب الوعائية والمدير الطبي لمركز السكتة الدماغية بجامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو: «أحب أن أفكر في الأمر بشكل أكثر استباقية... ما الذي يمكنني فعله لمنع السكتة الدماغية».

وفيما يلي، يشاركنا أطباء السكتة الدماغية العادات التي يتجنبونها شخصياً... ولماذا يجب عليك تجنبها أيضاً؟.

اتبع نمط حياة خاملاً

وفقاً للدكتور آرثر وانغ، مدير جراحة الأعصاب الوعائية في كلية الطب بجامعة تولين، فإن أحد عوامل الخطر القابلة للتعديل للسكتة الدماغية هو اتباع نمط حياة خامل.

وبينما لا يوجد تعريف شامل لنمط الحياة الخامل، فإنه يعني بشكل عام قضاء كثير من الوقت في الجلوس أو الاستلقاء، وعدم ممارسة الرياضة أو التحرك لفترة كافية.

«لقد ثبت أن النشاط البدني المنتظم يساعد على الحفاظ على الأوعية الدموية خالية من الانسداد. كما أنه يوقف تراكم اللويحات في الشرايين»، كما قال وانغ.

وأوضح: «ولذلك فإننا نوصي عموماً بأن يحصل الناس على 30 دقيقة من التمارين المعتدلة ربما 5 مرات في الأسبوع».

وهذا قد يعني المشي أو الجري أو ركوب الدراجات أو الانضمام إلى فئة تمارين رياضية جماعية.

تجاهل ارتفاع ضغط الدم

«لقد اتضح أن كثيراً من الأشياء نفسها التي نوصي بها لأسلوب حياة صحي تقلل أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية»، كما قال كيم. وأضاف: «ولكن إذا كان هناك عامل واحد هو الأكثر تأثيراً، فسيكون ضغط الدم».

وقال إن ارتفاع ضغط الدم، خصوصاً بمرور الوقت، هو أكبر عامل خطر قابل للتعديل للسكتة الدماغية.

وقال كيم: «إذا أخذت عصا سحرية ولوَّحت بها وقضيت فجأة على ارتفاع ضغط الدم بين سكان الولايات المتحدة، فسيكون هناك 60 في المائة أقل من الإصابات بالسكتات الدماغية».

وأضاف: «إنه دون شك عامل الخطر الرئيس للسكتة الدماغية، ونحن نطلق عليه اسم (القاتل الصامت)؛ لأنه في كثير من الأحيان لا يشعر المرضى به. يجب فحصه ومراقبته ومعالجته».

تجنب الفحوص الدورية

من الأهمية أن تزور طبيبك لإجراء الفحوص الروتينية التي يراها ضروريةً. وقال الطبيب وانع إنه سيفحصك بحثاً عن مشكلات مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، مع فحص عوامل الخطر الأخرى مثل نسبة السكر في الدم والوزن أيضاً.

وأضاف وانغ: «أعتقد بأنه من الضروري أن تكون شديد اليقظة بشأن هذه الأشياء، خصوصاً عندما تكون عوامل الخطر هذه للسكتة الدماغية غامضةً للغاية، مما يعني أنها لا تظهر في أي أعراض حقيقية، لذلك من المهم حقاً أن يفهم المرضى ذلك حتى يتخذوا الخطوات العملية لزيارة طبيبهم لإجراء اختبارات الفحص الروتينية هذه».

التدخين

وفقاً لكل من كيم ووانغ، فإن التدخين من العادات التي تأتي في مقدمة قائمة الأشياء التي يجب تجنبها.

قال كيم: «هذا يزيد بالتأكيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب في هذا الصدد».

وأوضح: «إحدى الطرق التي يحدث بها ذلك هي التسبب في تضييق الأوعية الدموية بمرور الوقت، وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى انسداد تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، وهو ما يحدث في الأساس بسبب السكتة الدماغية».

تجاهل نظامك الغذائي

إن اتباع نظام غذائي سليم أمر مهم أيضاً لإدارة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. وهذا يعني الاعتدال في تناول الأطعمة المليئة بالدهون المشبعة والسكر والملح، كما قال وانغ. بالإضافة إلى ذلك، أشار كيم إلى وجود علاقة بين تناول الملح وارتفاع ضغط الدم، والذي، كما نعلم الآن، يعد عامل خطر آخر للإصابة بالسكتة الدماغية.

عندما يتعلق الأمر بما يجب أن تأكله، يشير كيم إلى عمل المؤلف والصحافي مايكل بولان. هذه النصيحة هي «تناول الطعام، ومعظمه من النباتات، وليس كثيراً»، وهذا يعني اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات مع إضافة بعض اللحوم.

تجاهل العلاج الضروري

نظراً لأن السكتات الدماغية شائعة عالمياً، فمن المهم أن تكون على دراية بالعلامات، وأن تتلقى العلاج في أسرع وقت ممكن. قال كيم: «إن علاجات السكتة الدماغية المتاحة تعمل بشكل أفضل كلما تم إجراؤها في وقت أقرب».

وقال: «نظراً لأن كثيراً من السكتات الدماغية ليس مؤلماً، وأعراض السكتة الدماغية تختلف كثيراً، فمن المهم التعرُّف على أعراض السكتة الدماغية، ومنها ترهل الوجه، وضعف الذراع، وصعوبة الكلام».

وأشار كيم إلى أن «هذه ليست قائمة بجميع أعراض السكتة الدماغية المحتملة، ولكن أياً من هذه العوامل يثير الشكوك في أنها قد تكون سكتة دماغية، خصوصاً إذا حدث لك فجأة».