أغذية لرفع المناعة في زمن الوباء

ندوة عبر الإنترنت حول دورها وفاعليتها

أغذية لرفع المناعة في زمن الوباء
TT

أغذية لرفع المناعة في زمن الوباء

أغذية لرفع المناعة في زمن الوباء

نظم كرسي ومركز التميز البحثي للطب النبوي التطبيقي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، في بداية هذا الأسبوع (16 رمضان – 9 مايو/ أيار) ندوة عبر شبكة الإنترنت (أو ما يسمى «وبينار» webinar) بعنوان «كيفية رفع المناعة في زمن كوفيد - 19» قدم فيه عدد من العلماء من المركز نفسه ومن مراكز بحثية دولية مرموقة من أميركا وماليزيا دراسات أجريت حول عدد من الثمار الطبيعية التي ثبتت فعاليتها في رفع المناعة عند الإنسان إلى جانب تأثيرات أخرى ترفع من جودة الحياة عند المرضى.
وشارك في الندوة الإنترنتية عدد من العلماء والباحثين من جامعة الملك عبد العزيز بجدة وجامعة أم القرى بمكة المكرمة وكلية ألباني للصيدلة والعلوم الطبية بأميركا وجامعة سينز بماليزيا، كما تفاعل معها تسجيلا، ومتابعة، حوالي ألفي مشارك من أساتذة الجامعات والعاملين الصحيين وأفراد المجتمع. وقد كانت الندوة معتمدة بساعات تعليمية من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
-- التمور
تحدثت الأستاذة الدكتورة سعاد خليل الجاعوني استشارية أمراض دم وأمراض دم وأورام أطفال المشرفة ورئيسة كرسي ومركز التميز البحثي للطب النبوي التطبيقي ورئيسة اللجنة الاستشارية العليا للندوة - عن حقائق مبهرة عن جهاز المناعة. وأشارت إلى أن جهاز المناعة يتأثر سلبا بالضغوط النفسية كالحزن والقلق والخوف، والنوم المضطرب، والكسل وقلة الحركة، والإرهاق، واستعمال بعض الأدوية والتدخين والمخدرات. كما تطرقت إلى مجموعة من الأغذية التي ترفع المناعة، وأهمها التمور التي كانت الغذاء الوحيد لكثير من الدول عبر التاريخ، فهي غذاء مثالي ذو جودة عالية.
التمور تحتوي على عدد كبير من المعادن المهمة مثل الحديد، النحاس، الكبريت، المنجنيز، السيليكون، كلورين، نياسين، صوديوم، كالسيوم، ومغنيسيوم إضافة إلى كميات عالية من الألياف. ووفقا لدراسة حديثة نشرت العام الماضي 2019 في مجلة (Current drug Discovery Technologies، 2019. 16. 2 10)، فالعجوة، وبشكل خاص «عجوة العالية»، غذاء متكامل وتعتبر مضادة للسرطان وللأكسدة وللسموم وتزيد الخصوبة. ووفقا لدراسة أخرى نشرت في مجلة (African Journal of Biotechnology vol 11. no 2)، فبالإضافة إلى أن التمور مضادة للأكسدة فقد ثبت أنها أيضا تقلل من الالتهابات الجرثومية، وأن عجوة المدينة تقضي على التهاب السودوموناس وهو عادة غير قابل للعلاج بالمضادات الحيوية.
وفي دراسة إكلينيكية استمرت أكثر من 12 سنة، نشرت نتائجها أخيرا في مجلة علمية موثقة (Integrative Cancer Therapies، 2019)، أجريت في وحدة أورام الأطفال بكلية الطب جامعة الملك عبد العزيز. ظهر انخفاض في نسبة دخول المستشفى للمرضى الذين يعانون من نقص المناعة والالتهابات وارتفاع الحرارة لدى المجموعة التي أخذت العجوة (5 مرات في السنة) مقارنة بالمجموعة التي لم تأخذ العجوة (17 مرة في السنة)، وأن نسبة الالتهابات لدى المجموعة الأولى قلت (1.1 في المائة) عن المجموعة الثانية (5.1 في المائة)، وأيضا انخفضت نسبة الوفيات بين مستخدمي العجوة عن غيرهم، خلال اثنتي عشرة سنة من الدراسة، مع انخفاض التعرض لمضاعفات العلاج وارتفاع جودة الحياة وزيادة نسبة الشفاء.
وفي الرطب تصل نسبة الماء إلى 52 في المائة، والكربوهيدرات إلى 27 في المائة، وتقل نسبة السعرات الحرارية وترتفع نسبة الألياف وحمض الفوليك. وبذلك يعوض الرطب الجسم بالسوائل أكثر ويجنب العطش عند تناوله في وجبتي الإفطار والسحور، على عكس التمر الذي تقل فيه نسبة الماء إلى 12 في المائة وترتفع نسبة الكربوهيدرات إلى 57 في المائة وكذلك السعرات الحرارية بينما تنخفض نسبة الألياف وحمض الفوليك.
-- العسل والمناعة
لماذا يُعتبر العسل مقويا مناعيا جيدا؟ أوضحت البروفسورة نور حياتي عثمان رئيسة الأكاديمية الدولية لعلم الأمراض جامعة سينز ماليزيا، والحاصلة على جائزة الشيخ زايد للطب النبوي لعام 2019 – أن العسل معزز مناعي قوي خصوصاً الآن في جائحة كورونا لأنه غذاء يحتوي على عناصر غذائية أساسية غنية بالماء، السكر (فركتوز، غلوكوز، سكروز)، بروتينات وأحماض أمينية، فيتامينات ومعادن. ومن الفيتامينات المهمة ثيامين، رايبوفلافين، نياسين، حمض البانتوثينيك، بايريدوكسين (بي6) وحمض أسكوربيك (سي). ومن أهم المعادن الكالسيوم النحاس، الحديد، مغنيسيوم، منغنيز، فوسفور، صوديوم وزنك. ويعتبر العسل من أقوى مضادات الأكسدة فهو عالي النشاط لاحتوائه على الفينول، فلافونول، أنثوسيانيدينسون آيسوفلافون، بينوسيمبرين، كريسين، جالانجين، لوتولين، كيرسيتين، كيمفرول وأبيجينين.
ومن حيث تناول العسل كل يوم، تشير إلى دراسة نُشرت في مجلة (الغذاء الطبي 6: 135 - 40)، خضع فيها عشرة أشخاص لحمية غذائية بشكل منظم بالإضافة إلى 1.2 غرام من العسل - لكل كلغم من وزن الجسم يومياً لمدة أسبوعين. ومن ثم أظهرت عينات الدم المأخوذة منهم ما يلي: زيادة فيتامين سي بنسبة 47 في المائة، زيادة بيتا كاروتين بنسبة 3 في المائة، زيادة حمض اليوريك بنسبة 12 في المائة، ارتفاع مصل النحاس بنسبة 33 في المائة، زيادة مصل الحديد بنسبة 20 في المائة، انخفاض الفيريتين بنسبة 11 في المائة، زيادة الخلايا الوحيدة بنسبة 50 في المائة، انخفاض الغلوبولين المناعي في المصل بنسبة 34 في المائة.
كيف يعزز العسل المناعة؟ تجيب البروفسورة نور حياتي بأن الدليل العلمي يتضح ويزداد انتشاره يوما بعد يوم مؤكدا أن العسل مقوٍ مناعي طبيعي، وعامل مضاد للالتهابات طبيعي، ومضاد حيوي للميكروبات طبيعي، إذا تم تناوله بمقدار 20 غراما [ملعقة كبيرة مرتين يومياً].
> أولا: العسل مقوٍ طبيعي للمناعة إن الدلائل العلمية العديدة تثبت أن العسل معزز مناعي طبيعي:
- يحفز إنتاج الأجسام المضادة خلال الاستجابات المناعية الأولية والثانوية ضد المستضدات المعتمدة على الغدة الصعترية والمستقلة عن الغدة الصعترية في الفئران المحقونة بخلايا الدم الحمراء من الأغنام ومضاد إي - كولي.
- أظهر استهلاك 80 غراماً يومياً من العسل الطبيعي لمدة 21 يوماً أن مستوى البروستاغلاندين مقارنة بالأشخاص العاديين كان مرتفعاً في مرضى الإيدز.
- تناول العسل يساعد في زيادة إنتاج الأجسام المضادة في الاستجابات المناعية الأولية والثانوية.
- يحفز العسل إنتاج السيتوكين الالتهابي من الخلايا الوحيدة، سايتوكين.
- يزيد عسل «مانوكا» وعسل والمراعي والشجيرات الهلامية زيادة كبيرة في إطلاق خلايا مناعية عند مقارنتها بالخلايا غير المعالجة والمعالجة بالعسل الاصطناعي (P ـ 0.001).
- يحفز مكون 5.8 (كي دي أي) من عسل مانوكا إنتاج السيتوكين من الخلايا المناعية.
> ثانيا: العسل عامل طبيعي مضاد للالتهابات:
- تحسن الرضع الذين يعانون من التهاب الجلد الناتج عن الحفاظات بشكل ملحوظ بعد الاستخدام الموضعي لخليط يحتوي على العسل وزيت الزيتون وشمع النحل بعد 7 أيام.
- يوفر العسل راحة كبيرة من أعراض السعال عند الأطفال المصابين بعدوى الجهاز التنفسي العلوي.
- أثبت العسل فعاليته في إدارة التهاب الجلد والصدفية المكملة
- التطبيق الموضعي للعسل الطبيعي هو علاج بسيط وفعال من حيث التكلفة في علاج سرطان الغشاء المخاطي للإشعاع.
- أظهر 8 من كل 10 مرضى بالتهاب الجلد وخمسة من ثمانية مرضى بالصدفية تحسنا كبيرا بعد أسبوعين على مرهم العسل المكمل.
- تقرير حالة لمريض كان يعاني من انحلال البشرة المزمن التصحيحي الفقاعي لمدة 20 عاماً شُفي بضماد العسل المشرب في 15 أسبوعاً بعد فشل الضمادات والكريمات التقليدية.
- قلل الاستخدام المحلي للعسل الخام على الجروح المصابة علامات الالتهاب الحاد.
- عسل توالانغ يحمي الخلايا الكيراتينية من الالتهابات التي تسببها الأشعة فوق البنفسجية وتلف الحمض النووي.
> ثالثا: العسل مضادات ميكروبات طبيعي. تعمل آلية الجراثيم من خلال الاضطراب في آلات انقسام الخلايا. وقد ظهر أن:
- العسل فعال أيضاً ضد المكورات العنقودية المخثرة سلبية المفعول.
- النشاط المضاد للميكروبات للعسل أقوى في الوسط الحمضي منه في الوسط المحايد أو القلوي.
- عند استخدام العسل مع المضادات الحيوية، جنتامايسين، يعزز نشاط مكافحة المكورات العنقودية الذهبية بنسبة 22٪.
- عندما يضاف العسل إلى مستنبت البكتيريا، يتأخر ظهور النمو الميكروبي على ألواح الاستزراع.
- لا تنمو الفطريات في أوساط استزراع تحتوي على 10٪ و20٪ من العسل.
- العسل فعال في قتل البكتيريا الصلبة مثل العدوى الزائفة الزنجارية.
كما تبين أن العسل له خصائص مضادة للفيروسات:
- تبين أن العسل أفضل من العلاج بالأسيكلوفير على المرضى الذين يعانون من الهيربس المتكرر. وحالتين من الهيربس الشفوية وحالة واحدة من التناسلية تم علاجها تماماً باستخدام العسل بينما لم ينجع العلاج بالأسيكلوفير، كما أعطى تطبيق العسل الموضعي للعسل نتائج أفضل بنسبة 30 - 40 ٪ من الأسيكلوفير لعلاج آفات الهيربس البسيط المتكرر.
- باستخدام مزارع خلايا كلى القرود المصابة بفيروس الحصبة الألمانية، كان للعسل نشاط جيد ضد الحصبة الألمانية.
- العسل للسعال الحاد عند الأطفال.
- النشاط المضاد لفيروس العوز المناعي البشري، من ثمانية أنواع من العسل الإيراني المنتج من نوع واحد من الزهور.
-- الحبة السوداء... براءات اختراع وفوائد جمة
> تحدث البروفسور شاكر موسى، زميل الكلية الأميركية لأمراض القلب وزميل الأكاديمية الوطنية للكيمياء الحيوية السريرية أستاذ علوم الصيدلة ورئيس معهد البحوث الصيدلانية في كلية ألباني للصيدلة والعلوم الصحية أميركا– عن مفعول الحبة السوداء أو حبة البركة (الثيموكينون Thymoquinone) في المناعة والالتهابات والأمراض المعدية والتأثير على إدارة كوفيد - 19. حيث تعمل حبة البركة على تعزيز المناعة، الوقاية العصبية، مضاد للالتهابات، مسكن للألم، الوقاية من أمراض الرئة والكبد والأعصاب والجهاز الهضمي وخفض الضغط ومضاد للأكسدة والسرطان والسكر. ويكمن تأثير حبة البركة المحتمل على كوفيد - 19 من خلال عملها كمضاد للالتهابات ومعزز للمناعة.
وهناك عدد من براءات الاختراع الأميركية في حبة البركة:
- بابيش وآخرون. تركيبات من حبة البركة، مضاد للالتهابات، براءات الاختراع الأميركية (إيثاكا، نيويورك). [مستخلصات ثاني أكسيد الكربون من مسحوق الحبة السوداء، إنتاج مواد من حبة البركة في السمنة وفقدان الوزن والسكري ومضادات الأكسدة]
- غرين وآخرون. التركيب المضاد للميكروبات وطرق استخدامه، براءة اختراع أميركية 7.258.878؛ 2007، شركة نينها وكمبرلي - كلارك العالمية، [للخميرة والعدوى الفطرية].
- مادهافامينون وآخرون. تكوين بذور حبة البركة لعلاج اضطرابات القلق والتوتر والنوم مع خصائص تحسين الذاكرة الرئيسة وعملية إنتاجها. براءة الاختراع الأميركية 10.485، 837؛ 2019. شركة المواد العطرية والنكهات المحدودة (كيرالا، إن). مستخلص الكمون الأسود سي أو زيت أو مسحوق لاضطرابات الجهاز العصبي المركزي].
- شاهين وآخرون (2019)، إمكانات مضادة للسرطان مستهدفة ضد خلايا الورم الدبقي من الثيموكينون التي يتم طرحها عن طريق تكوينات نانوية من قشور السيليكا الأساسية مع إطلاق يعتمد على الأس الهيدروجيني.
- عطا وآخرون (2018)، مركب ثايموكينون في حبة البركة يخفف من اعتلال عضلة القلب في الجرذان المصابة بداء السكري.
- الفار وآخرون (2018)، الأدوار الوقائية لتكوينات الثيموكينون النانوية: المغذيات النانوية المحتملة في الأمراض البشرية.
- عطا وآخرون (2017)، مركب ثايموكينون في حبة البركة يهزم الضرر الخصوي الناجم عن مرض السكري في الفئران التي تستهدف مضادات الأكسدة والأروماتيز والالتهابات.
- موراليدهاران شاري وآخرون (2016)، ينظم مركب ثايموكينون في حبة البركة تخثر الدم في أنابيب المختبر من خلال تأثيره على التهابات ومسارات التخثر.

- استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

صحتك سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)

كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

يتوقع خبراء استمرار «كوفيد-19» في 2026، مع هيمنة متحوِّرات «أوميكرون» وأعراض مألوفة، محذِّرين من التهاون.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك فيروس «كورونا» تسبب في وفيات بالملايين حول العالم (رويترز)

دراسة مصرية تثبت قدرة أدوية الالتهاب الكبدي على الحد من وفيات «كوفيد - 19»

كشفت دراسة طبية مصرية عن نجاح دواء يستخدم في علاج مرضى فيروس (التهاب الكبدي الوبائي سي) في الحد من مضاعفات الإصابة بفيروس «كوفيد - 19» المعروف بـ«كورونا»

نصري عصمت (لندن)
أوروبا سجّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة كورونا في أوروبا إذ حصد «كوفيد - 19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)

أكثر من 14 مليار دولار تكلفة الاحتيال المتعلق بـ«كوفيد - 19» في بريطانيا

بلغت تكلفة الاحتيال المتعلق ببرامج الدعم الحكومي خلال جائحة كوفيد - 19 في بريطانيا 10.9 مليار جنيه إسترليني (14.42 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق امرأة ترتدي الكمامة خلال فترة انتشار الجائحة في كندا (رويترز)

كيف أثّر وباء «كوفيد» على مرحلة البلوغ لدى الفتيات؟

تسبب الإغلاق الذي فُرض بعد انتشار جائحة «كوفيد - 19» في توقف شبه تام للحياة، وشهد مئات الملايين من الأشخاص تغيُّرات جذرية في أنماط حياتهم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك طفلة تتلقى جرعة من لقاح «موديرنا» لفيروس «كورونا» بصيدلية سكيباك في شوينكسفيل - بنسلفانيا (رويترز)

تقرير أميركي: وفاة 10 أطفال بسبب جرعات التطعيم ضد فيروس «كورونا»

قال مارتي ماكاري، مفوض إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية، اليوم (السبت)، إن البيانات أظهرت وفاة 10 أطفال؛ بسبب جرعات التطعيم ضد فيروس «كورونا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
TT

هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)

عند تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، قد يتبادر إلى ذهنك أن حمامات الساونا والغطس في الماء البارد أشبه بعلاج سحري، يُعزز المناعة، ويحرق الدهون، ويُعالج كل شيء من آلام المفاصل إلى تقلبات المزاج.

لكن الحقيقة، كما يقول الخبراء، أكثر تعقيداً.

أفادت الدكتورة هيذر ماسي، الأستاذة المشاركة في علم البيئة القاسية وعلم وظائف الأعضاء بجامعة بورتسموث البريطانية: «هناك الكثير ممن يُؤمنون بفاعلية التعرض للحرارة والبرودة، لكننا لا نملك حتى الآن أدلة كافية تُؤكد فوائدها بشكل قاطع».

وتُوضح أن أجسامنا «مذهلة» في الحفاظ على استقرار درجة حرارتها الداخلية، التي تتراوح عادةً بين 36.5 و37 درجة مئوية.

وفي حياتنا اليومية، نادراً ما نُعرّض هذا النظام للخطر؛ إذ نقضي فترات طويلة في أماكن مُدفأة أو مُكيّفة.

وتُضيف أن تسخين الجسم أو تبريده يُسبب ضغطاً طفيفاً، قد يُحفز استجابات تكيفية أو وقائية، حسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

العلم وراء الساونا

تكمن جاذبية الساونا في هذه الفكرة، حيث نادراً ما تخلو منها الصالات الرياضية والمنتجعات الصحية هذه الأيام.

بالنسبة للبعض، تُعدّ الساونا مكافأة بعد التمرين، بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي للبعض الآخر، ويُقسم الكثيرون بفوائدها، مُقتنعين بأنّ 15 دقيقة من الحرارة الشديدة تُحدث فرقاً كبيراً في صحة الجسم والعقل.

ولا شكّ في أنّها تُشعِر بالراحة.

قالت الدكتورة ماسي: «عندما تجلس في الساونا وتتعرّق، قد تشعر بمزيد من الاسترخاء والحرية، وتزداد مرونتك، وقد تخفّ آلامك قليلاً... إذن، هناك بالتأكيد بعض الفوائد لاستخدام الساونا، لكن السؤال هو: هل هذه فائدة صحية طويلة الأمد أم أنها فائدة نفسية في المقام الأول؟».

أوضحت ماسي أن دراسة حديثة أجريت على أشخاص خضعوا لجلسات متكررة في أحواض المياه الساخنة، وأظهرت النتائج تغيرات في مستويات الأنسولين وضغط الدم.

وأضافت: «بدأنا بدراسة ما إذا كان تسخين الجسم قد يُفيد الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة».

مع ذلك، تحثّ على توخي الحذر عند إطلاق ادعاءات صحية جريئة؛ إذ لا تزال الأدلة العلمية الموثوقة محدودة.

شرحت: «لم نُجرِ تجربة سريرية حقيقية للساونا. أعتقد أننا سنكتشف فوائد في المستقبل، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد».

وأكدت أنه من المعقول حالياً الاستمتاع بهذه العادة لما تُضفيه من شعور، دون افتراض أنها طريق مختصر ومضمون لتحسين الصحة.

وإذا قررت تجربة الساونا أو أحواض المياه الساخنة، تنصح الدكتورة ماسي بالحذر، والبدء تدريجياً، واستشارة طبيبك أولاً إذا كنت تعاني من أي أمراض مزمنة أو كنتِ حاملاً.

ماذا عن السباحة في الماء البارد؟

يُفضّل البعض تجربة عكس ذلك تماماً.

تزداد شعبية مجموعات السباحة في الماء البارد، حيث باتت السباحة في الصباح الباكر مشهداً مألوفاً على الشواطئ والبحيرات والأنهار.

تمارس الدكتورة ماسي، التي سبحت في القناة الإنجليزية وشاركت في بطولة العالم للسباحة في الجليد، السباحة في الماء البارد مرة واحدة أسبوعياً، لكنها لا تمكث فيه سوى بضع دقائق.

تجد الأمر «مؤلماً» في البداية، لكن تلك الصدمة الأولية هي ما يسعى إليه الناس.

تشرح قائلة: «عند الغطس لأول مرة، ينتابك شعورٌ بالاختناق اللاإرادي وتسارع في التنفس». يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، وتزداد هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين.

وتضيف: «تصل هذه الاستجابة إلى ذروتها بعد نحو 30 ثانية، ثم تتلاشى بسرعة كبيرة».

يُقلل التعرض المتكرر من استجابة الصدمة، وبعد عدة مرات، يمكن تقليلها بنسبة 50 في المائة تقريباً.


الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
TT

الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)

يعاني كثير من الأشخاص من قلق شديد، مصحوب بأعراض تتراوح بين تسارع الأفكار والأرق، وصولاً إلى نوبات الهلع. وبينما تُعتبر العلاجات النفسية وتغييرات نمط الحياة، وأحياناً الأدوية، عناصر أساسية في إدارة القلق، فإن صحة الأمعاء تُعدُّ جانباً غالباً ما يُغفل عنه.

وتزداد الأدلة التي تُشير إلى أن توازن البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى في الأمعاء -المعروفة باسم الميكروبيوم المعوي- يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية، ولا سيما حالات القلق والاكتئاب، وفقاً لموقع «هيلث لاين».

وعلى سبيل المثال، أظهرت البحوث أن الأفراد الذين يعانون من القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات، واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء.

وعندما يختل توازن الأمعاء، قد يُساهم ذلك في حدوث التهاب، ويُعطِّل إنتاج النواقل العصبية المنظمة للمزاج، مثل السيروتونين. لذا، فإن دعم صحة الأمعاء قد يُساعد في تخفيف أعراض القلق وتحسين الصحة النفسية العامة.

وفيما يلي بعض الطرق المُستندة إلى الأدلة لتحسين صحة الأمعاء، والتي قد تُساعد أيضاً في دعم التوازن العاطفي:

اختر الأطعمة الكاملة المفيدة للأمعاء

يلعب النظام الغذائي دوراً رئيسياً في صحة ميكروبيوم الأمعاء. فالأطعمة المُصنَّعة بكثرة، والسكريات المُضافة، والدهون المُشبعة، تُغذي البكتيريا الضارة، وتُعزز الالتهابات، وهما عاملان قد يُؤثران سلباً على الصحة النفسية.

فحاول استبدال الأطعمة الكاملة بالأطعمة فائقة المعالجة، والغنية بالسكريات والدهون.

وتشمل هذه الأطعمة:

الأطعمة الغنية بالألياف: البروكلي، والكرنب، والشوفان، والبازلاء، والأفوكادو، والكمثرى، والموز، والتوت، فهي غنية بالألياف التي تُساعد على الهضم الصحي.

الأطعمة الغنية بأحماض «أوميغا 3» الدهنية: سمك السلمون، والماكريل، والجوز، وبذور الشيا، وبذور الكتان، فهي غنية بأحماض «أوميغا 3» التي قد تُساعد على تقليل الالتهابات وتحسين الهضم.

تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك والبريبيوتيك

يعتمد توازن ميكروبيوم الأمعاء على كلٍّ من البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) والبريبيوتيك (الألياف التي تغذيها). ويمكن أن يساعد تناول مزيج من كليهما في دعم التنوع الميكروبي، المرتبط بصحة عقلية وهضمية أفضل.

من طرق إدخال البروبيوتيك والبريبيوتيك في نظامك الغذائي ما يلي:

أطعمة غنية بالبروبيوتيك: مخلل الملفوف، والكفير، والكيمتشي، والكومبوتشا، وخل التفاح، والكفاس، والزبادي عالي الجودة.

أطعمة غنية بالبريبيوتيك: الجيكاما، والهليون، وجذر الهندباء البرية، وأوراق الهندباء، والبصل، والثوم، والكراث.

مارِس عادات هضم صحية

لا يقتصر دعم الهضم على ما تأكله فحسب؛ بل تلعب العادات اليومية دوراً أساسياً في صحة الأمعاء والصحة النفسية.

حافظ على رطوبة جسمك: يساعد الماء على تحريك الطعام عبر الجهاز الهضمي، ويدعم امتصاص العناصر الغذائية.

تناول الطعام بوعي: تناول الطعام ببطء وفي جو هادئ يُحسِّن الهضم ويُخفف التوتر.

مارس الرياضة بانتظام: النشاط البدني يدعم انتظام حركة الأمعاء ووظائفها.

احصل على قسط كافٍ من النوم: قلة النوم تُخلُّ بتوازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، وتزيد من القلق. احرص على النوم من 7 إلى 9 ساعات كل ليلة.


دور السردين في المحافظة على مستويات السكر في الدم

أحماض أوميغا 3 الموجودة في  السردين تساعد في المحافظة على مستويات السكر في الدم (بيكسباي)
أحماض أوميغا 3 الموجودة في السردين تساعد في المحافظة على مستويات السكر في الدم (بيكسباي)
TT

دور السردين في المحافظة على مستويات السكر في الدم

أحماض أوميغا 3 الموجودة في  السردين تساعد في المحافظة على مستويات السكر في الدم (بيكسباي)
أحماض أوميغا 3 الموجودة في السردين تساعد في المحافظة على مستويات السكر في الدم (بيكسباي)

تعرف الفوائد الصحية للسردين والأسماك الدهنية على نطاق واسع، فمحتواها العالي من الدهون غير المشبعة يُساعد على تنظيم مستويات الكولسترول والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية. لكن فوائدها لا تتوقف عند هذا الحد، حيث تساعد عناصر غذائية مثل التورين، وأوميغا 3، والكالسيوم، وفيتامين د، الموجودة في السردين على الوقاية من الأمراض.

كما يُحسّن تناول السردين مؤشرات صحية أخرى، مثل تنظيم الكولسترول وخفض الدهون الثلاثية وضغط الدم.

ويساعد السردين في المحافظة على مستويات السكر في الدم لاحتوائه على بروتين عالي الجودة وأحماض أوميغا 3 الدهنية، التي تساهم في تحسين حساسية الإنسولين وتقليل الالتهابات المرتبطة بارتفاع السكر.

ما السردين؟

السردين هو سمك زيتي صغير الحجم يمكن تناوله طازجاً أو معلباً سواء في الزيت أو صلصة الطماطم. ينتمي السردين إلى عائلة الرنجة، وهو معروف باحتوائه على نسبة عالية من البيوفا (PUFA)، بالإضافة إلى مستويات الكالسيوم والحديد والمغنسيوم والبوتاسيوم والفوسفور وفيتامين «د» وفيتامين «ب 12».

تحتوي كل 100 غرام من السردين المطبوخ على نحو 382 ملغم من الكالسيوم، أي ما يعادل 38 في المائة من الكمية اليومية الموصى بها. كما أنه يحتوي أيضاً على 2.9 ملغم من الحديد، و490 ملغم من الفوسفور، و8.9 ميكروغرام من فيتامين «ب 12»، وكلها تدعم صحة العظام وتكوين خلايا الدم الحمراء ووظائف القلب والأوعية الدموية.

السردين والسكري

أُجريت الدراسة على مجموعة من المشاركين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر. ومع ذلك، يدّعي الباحثون إمكانية تعميم النتائج على فئات عمرية أخرى. حيث كشفت دراسة أجرتها ديانا دياز ريزولو، المحاضرة والباحثة في كلية العلوم الصحية بجامعة كاتالونيا المفتوحة أن الاستهلاك المنتظم للسردين يُساعد على الوقاية من داء السكري من النوع الثاني، حيث تُساعد العناصر الغذائية الموجودة بكميات كبيرة في السردين، مثل التورين وأوميغا 3 والكالسيوم وفيتامين د، على الوقاية من داء السكري.

وأوضحت د. ريزولو قائلةً: «لا يقتصر الأمر على كون السردين ميسور التكلفة ويسهل الحصول عليه، بل إنه آمن ويُساعد على الوقاية من الإصابة بداء السكري من النوع الثاني. ومن السهل التوصية بهذا الطعام خلال الفحوصات الطبية، وهو مقبول على نطاق واسع بين الناس».

علبتان من السردين أسبوعياً

شملت الدراسة 152 مريضاً من كبار السن (65 عاماً فأكثر) تم تشخيص إصابتهم بمقدمات السكري (مستويات سكر الدم بين 100 و124 ملغم/ديسيلتر) وخضع جميع المرضى لبرنامج غذائي يهدف إلى تقليل خطر إصابتهم بالمرض، ولكن المجموعة التي تلقت التدخل الغذائي فقط هي التي أضافت 200 غرام من السردين إلى نظامها الغذائي أسبوعياً (علبتان من السردين في زيت الزيتون). ولتسهيل هذا الاستهلاك، تلقى المشاركون في الدراسة قائمة بوصفات تتضمن السردين المعلب. ونُصح المشاركون بتناول السردين كاملاً، دون إزالة العظام، لأنها غنية بالكالسيوم وفيتامين د.

من بين المجموعة التي لم تتناول السردين، كان 27 في المائة من أفرادها معرضين لخطر الإصابة بداء السكري (تم قياس ذلك باستخدام استبيان FINDRISC). وبعد عام، انخفضت هذه النسبة إلى 22 في المائة. من بين المجموعة التي تناولت السردين ضمن نظامها الغذائي، كان 37 في المائة من أفرادها معرضين لخطر الإصابة بداء السكري عند بداية الدراسة. وبعد عام، انخفضت هذه النسبة إلى 8 في المائة فقط. كما لوحظ تحسن في مؤشرات حيوية هامة أخرى، مثل انخفاض مؤشر مقاومة الإنسولين (HOMA-IR)، وارتفاع مستوى الكولسترول الجيد (HDL)، وزيادة هرمونات تسريع تكسير الغلوكوز (الأديبونكتين)، وانخفاض مستوى الدهون الثلاثية وضغط الدم، وغيرها.

أُجريت الدراسة على مشاركين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر، نظراً لارتفاع معدل الإصابة بداء السكري لدى كبار السن مقارنةً بالشباب. وصرح الدكتور ريزولو قائلاً: «مع التقدم في السن، قد تساعد الأنظمة الغذائية المقيدة (من حيث السعرات الحرارية أو المجموعات الغذائية) في الوقاية من داء السكري».

دور الغذاء الوقائي وليس المكملات الغذائية

إن أطعمة مثل السردين - الغنية بالتورين، وأوميغا 3، والكالسيوم، وفيتامين د - لها تأثير وقائي واضح ضد الإصابة بداء السكري، ولا يعني ذلك أن تناول المكملات الغذائية وحدها سيؤدي إلى نفس التأثير. وأوضحت ريزولو: «يمكن للعناصر الغذائية أن تلعب دوراً أساسياً في الوقاية من العديد من الأمراض وعلاجها، ولكن تأثيرها عادةً ما يكون ناتجاً عن التآزر بينها وبين الطعام الذي تحتوي عليه. لذا، يتمتع السردين بعنصر وقائي لأنه غني بالعناصر الغذائية المذكورة، بينما لا تُجدي العناصر الغذائية المتناولة بشكل منفرد على شكل مكملات غذائية نفعاً بنفس القدر».

.