خطوات للعناية المنزلية بمريض ارتفاع ضغط الدم

تعزيز قوة القلب أول الطريق في الوقاية والعلاج

خطوات للعناية المنزلية بمريض ارتفاع ضغط الدم
TT

خطوات للعناية المنزلية بمريض ارتفاع ضغط الدم

خطوات للعناية المنزلية بمريض ارتفاع ضغط الدم

إن عملية نقل الدم من القلب إلى أعضاء الجسم الداخلية وإلى أقصى أطرافه، تحتاج إلى وسيلة تضمن حصول ذلك مع كل نبضة للقلب. ويقوم القلب بدوره في هذه العملية من خلال «قوة الضخ» التي تدفع الدم إلى الشرايين عند انقباض البطين الأيسر. لكن القلب في كل دورة قلبية ينقبض مرة ويرتاح أخرى، وتبقى فترة تحتاج إلى قوة مساندة لضمان تدفق الدم من خلال الشرايين إلى أرجاء الجسم، وهي فترة انبساط القلب وسكونه لاستيعاب الدم القادم إليه. وكوسيلة فاعلة للتغلب على هذا الوضع، يُكون جهاز القلب والأوعية الدموية قوة ضاغطة ودافعة أخرى، وهي قوة ضغط الدم، التي تنشأ من قوة الضخ القلبي وقوة المقاومة للتوسع في الشرايين. وهذه القوة تضمن استمرارية تدفق الدم من خلال الأوعية الدموية طوال الوقت.
وهناك معدلات طبيعية لضغط الدم في وقت انقباض القلب وفي وقت انبساط القلب. ولذا؛ لدينا مستويات طبيعية لضغط الدم يُعبّر عنها طبياً برقم مقدار الضغط الانقباضي ورقم مقدار الضغط الانبساطي داخل الشرايين في أرجاء الجسم.
-- ارتفاع الضغط
وتحصل حالة «ارتفاع ضغط الدم» High Blood Pressure عندما تصبح القوة التي يضغط الدم بها على جدران الشرايين، كي يضمن استمرار تدفقه من خلالها، ذات مقدار عال. وثمة حالات من المتوقع فيها أن يرتفع فيها ضغط الدم بشكل مؤقت وطبيعي، وحالات أخرى يغدو ذلك الارتفاع غير المبرر مستمراً كحالة مرضية تتطلب المعالجة؛ لأن برفقتها، تحصل تأثيرات سلبية مستمرة بعيدة المدى في جدران الشرايين وفي أنسجة عدد مهم من الأعضاء بالجسم. وهو ما يُصنف طبياً بـ«مرض ارتفاع ضغط الدم»Hypertension.
ولأن مقدار ضغط الدم عُرضة للتقلبات في الارتفاع لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم، يجدر الحرص على إبقاء معدلات مقدار ضغط الدم ضمن المعدلات المطلوبة علاجياً لضمان منع حصول المضاعفات على الأعضاء المستهدفة بالضرر كالقلب وشرايين الدماغ والكليتين والشرايين الطرفية وشبكية العينين وغيرهم.
وتفيد رابطة القلب الأميركية AHA قائلة ما ملخصه «يتم تحديد ضغط الدم من خلال كمية الدم التي يضخها قلبك ومقدار مقاومة تدفق الدم في الشرايين. وكلما يضخ القلب كمية كبيرة من الدم وكانت الشرايين ضيقة، كان ضغط الدم مرتفعاً. ومن الممكن أن تُصاب بارتفاع ضغط الدم لسنين من دون ظهور أي أعراض. وحتى وإن كان من دون ظهور أعراض، يستمر حصول التلف للأوعية الدموية والقلب. ولذا؛ يزيد ارتفاع ضغط الدم غير المتحكم فيه من خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، بما فيها النوبة القلبية والسكتة الدماغية. ويتطور ارتفاع ضغط الدم بشكل عام على مدار سنوات. ولحسن الحظ، يمكن الكشف عن ارتفاع ضغط الدم بسهولة، وبمجرد أن تعرف أنك مصاب بارتفاع ضغط الدم، يمكن أن تتعاون مع طبيبك للتحكم فيه».
وتضيف رابطة القلب الأميركية، أن على المرء معرفة أرقام ضغط الدم وما تعنيه. وتوضح أن نتيجة قياس مقدار ضغط الدم تتكون من رقمين، الأول هو مقدار الضغط الانقباضي Systolic حال اندفاع الدم في الشرايين مع انقباض ضخ القلب للدم، والآخر هو مقدار الضغط الانبساطي Diastolic حال سكون وراحة القلب عن الانقباض، أي مرحلة انبساط القلب. والطبيعي Normal أن يكون ضغط الدم أقل من 120 على 80 ملَيمتر زئبق. و«المرحلة الأولى» Stage 1من ارتفاع ضغط الدم تكون حينما تشير قراءات قياس الضغط إلى ما بين 130 إلى 139 على 80 إلى 89 ملَيمتر زئبق. و«المرحلة الثانية» Stage 2من ارتفاع ضغط الدم تكون حينما تشير قراءات قياس الضغط إلى أعلى من 140 على 90 ملَيمتر زئبق. و«أزمة ارتفاع ضغط الدم» Hypertensive Crisis عندما تكون قراءات ضغط الدم أعلى من 180 على 120 ملَيمتر زئبق. وفي غالب الأحيان لا تكون ثمة أي أعراض نتيجة ارتفاع ضغط الدم.
-- مراقبة منزلية
وتحت عنوان «مراقبة ضغط الدم في المنزل» تذكر رابطة القلب الأميركية بالقول «توصي رابطة القلب الأميركية بالمراقبة المنزلية لجميع الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لمساعدة مقدم الرعاية الصحية على تحديد ما إذا كانت العلاجات تعمل أم لا. وإذا كنت قد وصف لك دواء لخفض ضغط الدم، فلا تتوقف عن تناول الدواء دون استشارة طبيبك، حتى إذا كانت قراءات ضغط الدم في المعدل الطبيعي أثناء المراقبة المنزلية».
وتشير إلى أن المراقبة المنزلية لضغط الدم قد تكون مفيدة بشكل خاص في الحالات التالية:
- الشخص المُصاب بارتفاع ضغط الدم مع وجود أمراض أو مضاعفات مرافقة.
- الشخص الذي طلب الطبيب منه حديثاً تناول علاج ارتفاع ضغط الدم لتحديد مدى فاعليته في ضبط الارتفاع فيه.
- الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم ويحتاجون إلى مراقبة طبية.
- النساء الحوامل اللائي يعانين من ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل Pregnancy - Induced Hypertension أو حالة تسمم الحمل Preeclampsia.
- تقييم قراءات خاطئة محتملة لضغط الدم، مثل الأشخاص الذين لديهم قراءات عالية فقط في عيادة الطبيب، أو ما يُعرف بـ«ارتفاع ضغط الدم المعطف الأبيض» White Coat Hypertension، أو الأشخاص الذين لديهم قراءات عالية فقط في المنزل ولكن ليس في عيادة الطبيب، أو ما يُعرف بـ«ارتفاع ضغط الدم المقنَّع» Masked Hypertension.
لكن تجدر ملاحظة بأن إجراء القياسات المنزلية للأشخاص المصابين بحالات الرجفان الأذيني Atrial Fibrillation أو أنواع أخرى من اضطرابات إيقاع نبض القلب Arrhythmias قد لا يكون ملائماً لتقييم ضغط الدم؛ لأن أجهزة قياس ضغط الدم الإلكترونية المنزلية قد لا تكون قادرة على إعطاء قياسات دقيقة في تلك الحالات.
وإذا حصل المرء على قراءة مرتفعة لضغط الدم، فتجدر ملاحظة التالي وفق ما تشير إليه رابطة القلب الأميركية:
- القراءة المرتفعة ليست سبباً فورياً للانزعاج. إذا حصلت على قراءة أعلى قليلاً أو أعلى بشكل متوسط من المعتاد، فقم بقياس ضغط دمك مرات عدة، واستشر اختصاصي الرعاية الصحية للتحقق مما إذا كانت هناك مخاوف صحية أو ما إذا كان هناك أي مشاكل في جهاز القياس أو طريقة إجراء ذلك.
- إذا تجاوزت قراءات ضغط الدم 180 على 120 ملَيمتر زئبق فجأة، وأنت لا تشكو من أي شيء، انتظر خمس دقائق وأعد مرة أخرى إجراء القياس. وإذا كانت قراءاتك لا تزال مرتفعة بشكل غير عادي، اتصل بطبيبك.
- إذا تجاوزت قراءات ضغط الدم 180 على 120 ملَيمتر زئبق، وكنت تعاني من علامات تلف محتمل بالأعضاء مثل ألم في الصدر أو ضيق في التنفس أو ألم في الظهر أو تنميل أو ضعف وتغير في الإبصار أو صعوبة في التحدّث، اتصل بالخدمات الإسعافية.
-- عناصر الدقة في قياس الضغط
> تفيد رابطة القلب الأميركية، بأن من الضروري انتقاء الجهاز الجيد لقياس ضغط الدم وإتقان الطريقة الصحيحة في القيام بذلك. وتوضح أنها توصي باستخدام جهاز أتوماتيكي يُلف السوار فيه حول منطقة العضد. وأنها لا تنصح باستخدام أجهزة قياس الضغط التي تُوضع على منطقة المعصم أو الأصابع؛ لأنها تعطي نتائج قراءات أقل موثوقية. وعند استخدام الجهاز لقياس ضغط الدم لدى كبار السن أو الحوامل أو الأطفال، يجدر التأكد من الطبيب أو الصيدلي ملاءمة ذلك الجهاز لهم. وتحديداً التأكد من تناسب حجم حزام سوار المعصم في العرض والطول، مع حجم محيط وطول منطقة العضد.
ويذكر الأطباء من مايو كلينك، أن «أجهزة قياس ضغط الدم العامَة، مثل تلك الموجودة في الصيدليات، قد تُقدِم معلومات مُفيدة عن ضغط دمك، لكنها قد تتَسِم ببعض مَواطِن القصور. وتعتمِد دقَة هذه الآلات على عوامل عدَة ، مثل الحجم الصحيح لكفَة جهاز قياس ضغط الدم، والاستخدام الصحيح للجهاز. اطلُب النُصْح من طبيبك فيما يتَصِل باستخدام أجهزة قياس ضغط الدم العامَة. ومن المُرجَح أن ينصَحَ طبيبُك بالقِياس عدَدَ مرَاتٍ أكبرَ إذا كنتَ قد تَمَ تشخيصُك بالفِعل بضغط الدَم المُرتفِع أو كان لدَيك أكثرُ من عاملِ خُطورة لمرَضِ الأوعية الدَموية القلبيَة».
وتشير رابطة القلب الأميركية إلى أن وضعية الشخص أثناء قياس ضغط الدم لديه في المنزل تشمل العناصر التالية:
- قياس الضغط بعد نصف ساعة على الأقل من تناول الكافيين كالذي يوجد في القهوة والشاي، أو ممارسة الرياضة، أو تدخين التبغ. وبعد إفراغ المثانة من البول.
- يجب أن يرتاح الإنسان بشكل تام على الكرسي ما لا يقل عن خمس دقائق.
- تكون جلسة الإنسان معتدلة بانتصاب الظهر واضعاً قدميه على الأرض بشكل كامل، أي ليس فقط رؤوس أصابع قدميه أو ساقه الواحدة فوق الأخرى، ويضع مرفقه وساعده في الجهة المراد قياس الضغط منها فوق طاولة جانبية بشكل مريح. وتجدر ملاحظة أن شد أي من العضلات في الأطراف السفلية أو العلوية يؤدي إلى ارتفاع الضغط بمقدار قد يصل إلى ما بين 15 و20 ملَيمتر زئبق في بعض الأحوال كما تشير المصادر الطبية، وهو ما يؤثر بالتالي على دقة قياس ضغط الدم.
- يجب أن يكون مستوى العضد حيث سيتم لف السوار حوله، في مستوى القلب.
- سوار جهاز قياس الضغط يتم لفه على جلد العضد مباشرة، أي ليس فوق الملابس.
- سوار جهاز قياس الضغط يجب أن يغطي 80 في المائة من طول العضد.
- يجب لف السوار بإحكام يثبته حول العضد، لكن دون الشد عليه بقوة، ويكون الجزء السفلي من السوار موضوعاً في مستوى أعلى قليلاً من ثنية مفصل المرفق.
- يتم البدء بتشغيل الجهاز، ويحرص الشخص أثناء ذلك على السكون والراحة التامة وعدم الكلام إلى حين ظهور النتيجة على شاشة الجهاز.
- يتم قياس الضغط مرتين في الجلسة الواحدة ويُعتمد المعدل كمقدار ضغط الدم، ثم يتم تدوينه.
- عند متابعة التطور في مقدار ضغط الدم يتم إجراء قياس ضغط الدم في الوقت نفسه من اليوم في كل يوم، وفي بعض الأحيان مرتين في اليوم وفق ما ينصح به الطبيب.
- بالنسبة لقياس ضغط الدم في الذراع الأيسر مقابل الذراع الأيمن، فلقد تم إجراء الكثير من الدراسات لتحديد الاختلاف الطبيعي بين الذراعين اليمنى واليسرى، وتبين بشكل عام أن أي فرق يبلغ 10 ملَيمترات زئبق أو أقل هو أمر طبيعي ولا يدعو للقلق.
-- لخفض ضغط الدم... عليك بالتمارين الرياضية
> تحت عنوان «التمارين الرياضية: أسلوب خفض ضغط الدم المرتفع من دون عقاقير»، يقول الأطباء من مايوكلينك حول ممارسة التمارين الرياضية المنزلية البسيطة «يمكن أن تُحدث ممارسة القليل من التمارين الرياضية اختلافاً كبيراً. وإذا كان ضغط الدم مرتفعاً لديك بالفعل، يمكن أن تساعدك ممارسة التمارين على التحكم به، ولا تعتقد أن عليك الجري في سباق الماراثون أو الالتحاق بالصالة الرياضية. لكن بدلاً من ذلك، ابدأ تدريجياً ومارس أنشطة بدنية أكثر في روتينك اليومي».
وثمة آليات عدة للدور الإيجابي لممارسة الرياضة في خفض مستوى ضغط الدم بطريقة فاعلة وصحية، وأحدها أن ممارسة الرياضة بانتظام تعمل على تقوية عضلة القلب. وهذا يُعطي نتيجة واضحة في تقليل ضغط الدم في الشرايين؛ لأن القلب القوي يتمكن من ضخ المزيد من الدم بمجهود أقل، وبالتالي سيقل الضغط على الشرايين؛ مما يؤدي بالتبعية إلى انخفاض ضغط الدم.
ولذا؛ تؤكد المصادر الطبية على حقيقة أنه عندما يصبح مريض ضغط الدم أكثر نشاطاً في أداء المجهود البدني الرياضي، ينخفض ضغط الدم الانقباضي لديه بمقدار يتراوح ما بين 4 إلى 9 ملَيمترات زئبق. وهو ما يعلق عليه أطباء مايوكلينك بأنه: «يماثل في كفاءته تأثير بعض أدوية ضغط الدم. ولذا؛ بالنسبة لبعض الأشخاص، تعتبر ممارسة الرياضة لبعض الوقت كافية لتقليل الحاجة إلى أدوية ضغط الدم».
كما أنه إذا كان مستوى ضغط الدم لدى الشخص طبيعياً، أي أقل من 120 على 80 ملَيمتر زئبق، فستساعده ممارسة الرياضة على تجنب الإصابة بارتفاع ضغط الدم لاحقاً مع التقدم في العمر. هذا بالإضافة إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام تساعد بشكل واضح للحفاظ على وزن صحي، وهي طريقة أخرى مهمة للتحكم في مستوى ضغط الدم. وصحيح أن إحدى أفضل الطرق الفعالة في السيطرة على ضغط الدم المرتفع هي ممارسة التمارين الرياضية الهوائية، إيروبيك Aerobic Exercises مثل الهرولة والسباحة والجري على جهاز الدواسة الكهربائية. ولكن تمارين المرونة والقوةStrengthening Exercises مثل رفع الأوزان تعتبر أيضا من الأجزاء المهمة في خطة اللياقة البدنية العامة. ويُضيف أطباء مايوكلينك القول «لست في حاجة إلى قضاء ساعات بالصالات الرياضية يومياً للاستفادة من النشاط الهوائي. وببساطة سيكون من المفيد إضافة الأنشطة البدنية المعتدلة لروتينك اليومي التي هي بمثابة نشاط إيروبيك هوائي، أي كل الأنشطة البدنية التي تزيد من معدل ضربات القلب، والتي تتضمن: الأعمال المنزلية، مثل جز العشب، أو مشط الأوراق أو العمل بالحديقة أو غسل الأرضية، أو صعود الدرج، أو المشي، أو الهرولة، أو الرقص. وتتضمن النصيحة الطبية ممارسة الأنشطة الهوائية المعتدلة على الأقل لمدة 150 دقيقة في الأسبوع، أي نحو نصف ساعة في خمسة من أيام الأسبوع. وهذه النصف ساعة ليس بالضرورة أن تكون متواصلة، بل يمكن تقسيم التمارين الرياضية إلى جلسات عدة كل منها لمدة 10 دقائق من التمارين الهوائية والحصول على نفس فوائد الجلسة الرياضية المستمرة لمدة 30 دقيقة.
وينبه أطباء مايوكلينك بالقول «إذا كنت تجلس لساعات عدة يومياً، فحاول تقليل كم الوقت الذي تقضيه جالساً. وأثبتت الأبحاث أن الكثير من الجلوس قد يؤدي إلى الكثير من المشاكل الصحية. حاول ممارسة الأنشطة البدنية غير المكثفة لمدة ٥ إلى ١٠ دقائق كل ساعة، مثل النهوض لإحضار كوب من الماء أو التمشي قليلاً» في أرجاء المنزل.
ويُضيف أطباء كليفلاند كلينك ما ملخصه، أن ثمة الكثير من التدريبات الرياضية المنزلية التي بممارستها تحافظ على لياقتك البدنية. ويمكن الاستفادة من التدريبات عبر الفيديو أو التطبيقات عبر الإنترنت، ويمكنك جعل أفراد أسرتك الآخرين ينضمون إليك في ممارستها. وهناك عدد من التمارين الرياضية لتقوية العضلات، وزيادة مرونة العضلات والمفاصل. ويمكن طلب معدات اللياقة البدنية الرخيصة الثمن عبر الإنترنت، كما يمكن الاستفادة من التمارين المنزلية كتكرار صعود الدرج والنزول واستخدام غالون من الماء لتمارين تقوية العضلات. ويضيف أطباء كليفلاند كليك «أشرك أسرتك. وإذا كان لديك أطفال، فمن المحتمل أن يكون لديهم طاقة أكثر وسيشعرون بسعادة غامرة للمشاركة. حاول دمجهم معك للبقاء نشيطاً بدنياً».


مقالات ذات صلة

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك 7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

خل البلسميك خل عطري مُعتّق ومركّز، داكن اللون وذو نكهة قوية، مصنوع من عصير كامل عناقيد العنب الأبيض الطازج المطحون، أي مع جميع القشور والبذور والسيقان.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

كشفت دراسة عصبية حديثة، عن احتمالية أن يكون لشكل المخ وتكوينه الخارجي دور مهم في التوجه إلى تجربة المواد المضرة في سن مبكرة، ثم إدمانها لاحقاً في مرحلة الشباب.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة

آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

تنطلق في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، صباح يوم غدٍ السبت الحادي عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي 2025 فعاليات «المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي»

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (بريدة - منطقة القصيم)

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟
TT

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

ما سبب مرض ألزهايمر؟ أجاب عالم الأعصاب رودولف تانزي، مدير مركز ماكانس لصحة الدماغ بمستشفى ماساتشوستس العام، التابع لجامعة هارفارد، قائلاً: «قضيت معظم حياتي المهنية في محاولة الإجابة عن هذا السؤال».

وأكد تانزي أن السؤال مهم، ويتعين العمل على إيجاد إجابة له، خصوصاً أن مرض ألزهايمر يمثل الشكل الأكثر شيوعاً للخرف في كثير من البلدان. وعلى سبيل المثال، داخل الولايات المتحدة، يعاني ما لا يقل عن 10 في المائة من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً من ألزهايمر.

ومثلما الحال مع معظم الأمراض، ربما يرجع مرض ألزهايمر إلى مزيج من الضعف الوراثي، ومعاناة المريض من حالات طبية أخرى، بجانب عوامل اجتماعية وأخرى تتعلق بنمط الحياة. واليوم، يركز العلماء اهتمامهم على الدور الذي قد تلعبه العدوى، إن وُجد، في تطور مرض ألزهايمر.

كشف الأسباب البيولوجية

جاء وصف مرض ألزهايمر للمرة الأولى عام 1906. ومع ذلك، بدأ العلماء في سبر أغواره والتعرف على أسبابه قبل 40 عاماً فقط. واليوم، ثمة اتفاق واسع النطاق في أوساط الباحثين حول وجود جزيئين بمستويات عالية في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر: أميلويد - بيتا amyloid - beta أو «ببتيد بيتا النشواني»، الذي يشكل لويحات في الدماغ، وتاو tau، الذي يشكل تشابكات. ويساهم كلاهما في موت الخلايا العصبية الدماغية (العصبونات) المشاركة في عمليات التفكير؛ ما يؤدي إلى الخرف.

من بين الاثنين، ربما تكون الأهمية الأكبر من نصيب أميلويد - بيتا، خصوصاً أنه يظهر في وقت أبكر من تاو. وقد أظهر تانزي وآخرون أن الأشخاص الذين يرثون جيناً يؤدي إلى ارتفاع مستويات أميلويد بيتا يُصابون بمرض ألزهايمر في سن مبكرة نسبياً.

الملاحظ أن الأشخاص الذين يرثون نسختين من الجين APOE4. أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، لأنهم أقل قدرة على التخلص من أميلويد بيتا من الدماغ.

الالتهاب العصبي

هناك قبول متزايد في أوساط العلماء لفكرة أن الالتهاب في الدماغ (الالتهاب العصبي Neuroinflammation)، يشكل عاملاً مهماً في مرض ألزهايمر.

في حالات الالتهاب العصبي، تحارب خلايا الجهاز المناعي في الدماغ الميكروبات الغازية، أو تعمل على علاج الإصابات. إلا أنه للأسف الشديد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة؛ ما يسفر بدوره عن المزيد من الالتهاب العصبي، لتظهر بذلك حلقة مفرغة، تتسبب نهاية المطاف في موت معظم الخلايا العصبية.

ويمكن أن تؤدي كل من لويحات أميلويد بيتا وتشابكات تاو إلى حدوث التهاب عصبي، وكذلك يمكن لكثير من الميكروبات (البكتيريا والفيروسات) أن تصيب الدماغ، وتبقى هناك، دون أن ينجح الجهاز المناعي بالدماغ في القضاء عليها تماماً؛ ما قد يؤدي إلى التهاب عصبي مزمن منخفض الحدة.

وحتى العدوى أو أسباب الالتهاب الأخرى خارج الدماغ، بأي مكان في الجسم، يمكن أن ترسل إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى حدوث التهاب عصبي.

العدوى ومرض ألزهايمر

ويعتقد بعض العلماء أن العدوى قد تسبب أكثر من مجرد التهاب عصبي، فربما يكون لها دور كذلك في تكاثر رواسب أميلويد بيتا وتشابكات تاو. وفي هذا الصدد، قال تانزي: «اكتشفت أنا وزميلي الراحل روب موير أن أميلويد بيتا يترسب في المخ استجابة للعدوى، وهو بروتين يحارب العدوى؛ ويشكل شبكة تحبس الميكروبات الغازية. وبعبارة أخرى، يساعد أميلويد بيتا في حماية أدمغتنا من العدوى. وهذا هو الخبر السار. أما الخبر السيئ هنا أن أميلويد بيتا يُلحِق الضرر كذلك بالخلايا العصبية، الأمر الذي يبدأ في غضون 10 إلى 30 عاماً، في إحداث تأثيرات واضحة على الإدراك؛ ما يسبب الخرف، نهاية المطاف».

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الترسب المزمن منخفض الدرجة لأميلويد بيتا إلى تشابكات تاو، التي تقتل الخلايا العصبية هي الأخرى وتزيد من الالتهاب العصبي، ما يؤدي إلى موت المزيد من الخلايا العصبية. وقد تتطور دورات مفرغة يصعب للغاية إيقافها.

ويمكن للعوامل المذكورة هنا (بشكل مباشر أو غير مباشر) أن تلحق الضرر بخلايا المخ، وتسبب الخرف. ويمكن لعدة عوامل أن تزيد سوء بعضها البعض، ما يخلق دورات مفرغة.

ميكروبات مرتبطة بمرض ألزهايمر

الآن، ما الميكروبات التي قد تشجع على تطور مرض ألزهايمر؟ عبَّر الدكتور أنتوني كوماروف، رئيس تحرير «هارفارد هيلث ليتر» الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، عن اعتقاده بأنه «من غير المرجَّح أن يكون نوع واحد من الميكروبات (جرثومة ألزهايمر) سبباً في الإصابة بمرض ألزهايمر، بل إن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن عدداً من الميكروبات المختلفة قد تؤدي جميعها إلى الإصابة بمرض ألزهايمر لدى بعض الناس».

ويتركز الدليل في نتائج دراسات أُجريت على أدمغة القوارض والحيوانات الأخرى التي أصيبت بالميكروبات، بجانب العثور على ميكروبات في مناطق الدماغ البشري الأكثر تأثراً بمرض ألزهايمر. وجاءت أدلة أخرى من دراسات ضخمة، أظهرت أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أعلى كثيراً لدى الأشخاص الذين أُصيبوا قبل عقود بعدوى شديدة. وتشير دراسات حديثة إلى أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، قد يتفاقم جراء انكماش الدماغ واستمرار وجود العديد من البروتينات المرتبطة بالالتهابات، في دم الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى في الماضي.

وفيما يلي بعض الميكروبات التي جرى تحديدها باعتبارها مسبِّبات محتملة للمرض:

فيروسات الهربس المتنوعة

خلصت بعض الدراسات إلى أن الحمض النووي من فيروس الهربس البسيط 1 و2 herpes simplex virus 1 and 2 (الفيروسات التي تسبب القروح الباردة والأخرى التناسلية)، يوجد بشكل أكثر تكراراً في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر، مقارنة بالأصحاء. ويبرز الحمض النووي الفيروسي، بشكل خاص، بجوار لويحات أميلويد بيتا. وخلصت الدراسات المنشورة إلى نتائج متناقضة. يُذكر أن مختبر تانزي يتولى زراعة «أدمغة صغيرة» (مجموعات من خلايا الدماغ البشرية) وعندما تُصاب هذه الأدمغة الصغيرة بفيروس «الهربس البسيط»، تبدأ في إنتاج أميلويد بيتا.

أما فيروس «الهربس» الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي varicella - zoster virus (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي)، قد يزيد مخاطر الإصابة بالخرف. وكشفت دراسة أُجريت على نحو 150000 شخص، نشرتها دورية «أبحاث وعلاج ألزهايمر» (Alzheimer’s Research and Therapy)، في 14 أغسطس (آب) 2024، أن الأشخاص الذين يعانون من الهربس الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي) قد يزيد كذلك من خطر الإصابة بالخرف. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أُصيبوا بالهربس النطاقي كانوا أكثر عرضة للإبلاغ لاحقاً عن صعوبات في تذكُّر الأشياء البسيطة. وتعكف أبحاث جارية على دراسة العلاقة بين لقاح الهربس النطاقي وانحسار خطر الإصابة بألزهايمر.

فيروسات وبكتيريا أخرى:

* فيروس «كوفيد - 19». وقد يجعل الفيروس المسبب لمرض «كوفيد - 19»، المعروف باسم «SARS - CoV - 2»، الدماغ عُرضةً للإصابة بمرض ألزهايمر. وقارنت دراسة ضخمة للغاية بين الأشخاص الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» (حتى الحالات الخفيفة) وأشخاص من نفس العمر والجنس لم يُصابوا بـ«كوفيد»، ووجدت أنه على مدار السنوات الثلاث التالية، كان أولئك الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر بنحو الضعف.

كما جرى ربط العديد من الفيروسات (والبكتيريا) الأخرى، التي تصيب الرئة، بمرض ألزهايمر، رغم أن الأدلة لا تزال أولية.

* بكتيريا اللثة. قد تزيد العديد من أنواع البكتيريا التي تعيش عادة في أفواهنا وتسبب أمراض اللثة (التهاب دواعم السن)، من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وعبَّر تانزي عن اعتقاده بأن هذا أمر منطقي، لأن «أسناننا العلوية توفر مسارات عصبية مباشرة إلى الدماغ». وتتفق النتائج الأولية التي خلص إليها تانزي مع الدور الذي تلعبه بكتيريا اللثة. وقد توصلت الدراسات المنشورة حول هذا الموضوع إلى نتائج مختلفة.

* البكتيريا المعوية: عبر السنوات الـ25 الماضية، اكتشف العلماء أن البكتيريا التي تعيش في أمعائنا تُنتِج موادّ تؤثر على صحتنا، للأفضل أو للأسوأ. وعن ذلك قال الدكتور كوماروف: «هذا أحد أهم الاكتشافات الطبية الحيوية في حياتنا». هناك بعض الأدلة المبكرة على أن هذه البكتيريا يمكن أن تؤثر على خطر إصابة الشخص بمرض ألزهايمر بوقت لاحق. ولا يزال يتعين تحديد كيفية تغيير تكوين بكتيريا الأمعاء، لتقليل المخاطر.

ربما يكون لها دور في تكاثر رواسب أميلويد بيتا المسببة للمرض

عوامل نمط الحياة ومرض ألزهايمر

يرتبط كثير من عوامل نمط الحياة المختلفة بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وتتضمن الأمثلة التدخين (خصوصاً في وقت لاحق من الحياة)، والإفراط في تعاطي الكحوليات، والخمول البدني، وقلة النوم العميق، والتعرض لتلوث الهواء، والنظام الغذائي الغني بالسكر والملح والأطعمة المصنَّعة.

كما تزيد العديد من عوامل نمط الحياة هذه من خطر الإصابة بأمراض مزمنة شائعة أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة.

وبحسب الدكتور كوماروف، فإنه «نظراً لأن إجراء تغييرات في نمط الحياة قد يكون صعباً، يأمل كثيرون في أن تثمر دراسة الأسباب البيولوجية وراء مرض ألزهايمر ابتكار دواء (سحري) يمنع المرض، أو حتى يعكس مساره. ويرى الدكتور كوماروف أن «ذلك اليوم قد يأتي، لكن ربما ليس في المستقبل القريب».

في الوقت الحالي، يقترح تانزي إدخال تعديلات في نمط الحياة بهدف التقليل من خطر الإصابة بألزهايمر.

بوجه عام، فإن فكرة أن الميكروبات قد تؤدي إلى بعض حالات ألزهايمر لا تزال غير مثبتة، وغير مقبولة على نطاق واسع، لكن الأدلة تزداد قوة. ومع ذلك، تتفق هذه الفكرة مع أبحاث سابقة أظهرت أهمية أميلويد بيتا، وتاو، وapoe4 والالتهاب العصبي، بوصفها أسباب مرض ألزهايمر.

عن ذلك، قال الدكتور كوماروف: «الإشارة إلى دور للميكروبات في بعض حالات مرض ألزهايمر لا تحل محل الأفكار القديمة، وإنما تتفق مع الأفكار القديمة، وربما تكملها».

* رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا».