مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

حا... حي... حو... حلّها

قبل 6 أو 7 عقود كان هناك رجل من علية القوم، يحب قرض الشعر والسهر، وكثيراً ما طرح على جلسائه ألغازاً من النوادر أو الشعر، ثم يتبعها بهذه الكلمات: «حا، حي، حو، حلّها»، والذي يحلها يعطيه جائزة نقدية، والذي يفشل يعطيه «بالخيزرانة» إلى أن «يتفل العافية».
تذكرت ذلك الرجل «الكراكتر» عندما أرسل لي أحدهم قصاصة من جريدة سعودية قديمة، وفيها يبعث شاب في أوائل العشرينات من عمره، لمحرر حلّال للمشكلات الاجتماعية برسالة يقول فيها: «إنني جندي شاب أعمل في الرياض، لي ابنة خالة بدوية، وقد خطبها لي والدي وتزوجتها منذ 3 سنوات تقريباً، وأحضرتها لتعيش معي في الرياض. ولكنني مع الأيام بدأت أعطف عليها وأحبها، رغم أنها لا تعرف بتدبير البيت شيئاً. المشكلة أنها قليلة الكلام، كأنها بكماء، وتخجل مني إلى درجة أنها تلبس البرقع ولا تخلعه نهارها أو ليلها، حتى وهي متغطية داخل الفراش، أرجوك أرشدني، ولي منها طفل في السنة الثانية من عمره. المعذب (ع. س. م) - الرياض».
مع الأسف، كانت القصاصة خالية من ردّ المحرر، ولو أنني أنا المحرر لسألت المعذب سؤالاً واحداً: هل كنتما تنامان، والنور «مولّع» أو مُطفأ؟ فقط لكي أحل لغز الطفل!
أما النموذج أو اللغز الثاني، فقد قرأت عنه في جريدة «الرأي» الكويتية، التي ذكرت عن مصدر أمني أن مخموراً يحمل جنسية عربية تلاسن مع رجال الأمن، بعدما ألقوا القبض عليه، وطلب منهم أن يتركوه ليؤدي صلاة الفجر. حاولوا بشتى الطرق إسكاته، والتستر عليه، غير أنه «تلفظ عليهم» بأقذر الكلمات، عندها اضطُروا أن يقتادوه مكبلاً إلى المخفر. وحسناً ما فعلوه، وإلا «كيف تركب معانا، سكران «طينة»، وفوق ذلك تريد أن تصلي الفجر في المسجد»؟! وهذه هي قمة «البجاحة» مع «قواية» العين.
أما في الإمارات، فقد ذهب رجل إلى المحكمة، معترفاً أنه قام بالزنى - والعياذ بالله - عدة مرات، رغم أنه محصن (أي متزوج)، وطلب أن يقام عليه الحد بالرجم. وقالوا له في المحكمة إن بإمكانه العدول عن اعترافه، وكرروا سؤاله أكثر من 10 مرات، إلا أنه أصرّ على الاعتراف، وأخذت المحكمة تناقشه في اعترافاته؛ حيث لوحظ عدم اكتراثه، واستمر «راكباً راسه». وبعد مشاورات بين هيئة المحكمة والنيابة العامة، قررت المحكمة تأجيل القضية إلى جلسة في الشهر المقبل، وذلك لحين تعيين محامٍ للدفاع عنه!