بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

الصوم والمريض النفسي
يرى معظم الاختصاصيين من الأطباء أن بعض المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية وهم تحت العلاج الدوائي قد يحتاجون إلى متابعة طبية دقيقة خلال هذه الفترة.
ووفقا لدراسة تم نشرها في عدد 2 مايو (أيار) 2019 من مجلة لانسيت للطب النفسي (Lancet Psychiatry. 2019 May 2)، قام فريق دولي من الأطباء في كندا (جوفيريا زهير Zaheer J، زينب فرقان Furqan Z، رانيا عواد Awaad R، كوردياك Kurdyak P، حسين Husain MI، حسين Husain N) بإجراء هذه الدراسة بهدف توعية الأطباء المعالجين لمرضى يعانون من اضطرابات نفسية ويصومون شهر رمضان، قد يتأثر البعض من هؤلاء المرضى خلال هذه الفترة.
تقول الدكتورة جوفيريا زهير، الباحثة في مركز الإدمان والصحة العقلية في تورونتو بأنها وزملاءها قاموا في هذه الدراسة بمراجعة أدبيات الأبحاث والدراسات السابقة حول قضايا الصحة العقلية خلال شهر رمضان، وقد وُجد في بعضها حدوث انتكاسات في بعض الحالات مثل الاكتئاب والهوس عند مرضى كانت حالاتهم مستقرة مع العلاج من الاضطراب الثنائي القطب خلال شهر رمضان، وأظهرت دراسات أخرى العكس، أي تحسناً في الأعراض مع صيام شهر رمضان. ومما يذكر أنهم وجدوا في الدراسات أيضا، أن مستويات الليثيوم في المصل serum lithium بقيت مستقرة خلال فترات الصيام التي تتراوح ما بين 10 إلى 12 ساعة.
ووُجد أيضا أن وجبة ما قبل الفجر (السحور) يمكن أن تقاطع الإيقاعات اليومية ودورة النوم للبعض من المرضى خاصة الذين لديهم حساسية شديدة لاضطرابات النوم، وأهمها الاضطراب الثنائي القطب، حيث تشير الأدلة إلى أن انخفاض النوم أو الانقطاع عنه يمكن أن يعرض الأشخاص لخطر الانتكاس أو تفاقم الأعراض. إذن على الأطباء المعالجين أن يكونوا ملمين وعلى علم بهذه المشكلة، خاصة مع المرضى الحساسين بشكل خاص لاضطرابات النوم، وقد لا يكون الصيام خيارا مفضلا لهم في هذه الحالة.
وتنصح الدراسة بضرورة الأخذ في الاعتبار بتوقيت تناول الأدوية، ففي إحدى الدراسات، قام أكثر من 60 في المائة من المرضى بتغيير نظام أدويتهم خلال شهر رمضان دون طلب المشورة الطبية، وكان الأجدر تنظيم ذلك من قبل الطبيب المعالج، خصوصا أن هناك أيضاً بعض الأدوية التي يمكن أن تكون حساسة حقاً للتغيرات في الأكل والشرب. (الموقع الطبي يونيفاديس 9 مايو 2019)
إن الدين مهم للمسلمين، والصيام مهم لهم، والصحة النفسية مهمة أيضا، فعلى مقدمي الرعاية الصحية والأسر أن يفكروا في ذلك بطريقة شمولية وينظروا في كيفية دمجها معا فتكون أكثر إيجابية لهؤلاء المرضى.

فحص الأسنان الدوري
تساعد فحوصات الأسنان المنتظمة في المحافظة ليس فقط على صحة الفم، ولكن أيضاً الصحة العامة. فعلى سبيل المثال، قد تظهر علامات وأعراض بعض الأمراض الجهازية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، الذئبة الحمراء ومرض السكري، في الفم أولاً. فإذا وجد أ طبيب الأسنان أو اختصاصي صحة الأسنان (dental hygienist) مؤشرات على أحد تلك الأمراض، فسيقترح على المريض مراجعة الطبيب المختص حسب حالته. كما يتيح فحص الأسنان فرصة لطبيب الأسنان لتقديم نصائح حول العناية بالأسنان والكشف عن مشاكل صحة الفم في وقت مبكر - عندما يكون العلاج أكثر تأثيرا وفعالية.
توصي جمعية طب الأسنان الأميركية (ADA) بالآتي:
• أن يقوم جميع الأشخاص بتحديد مواعيد فحص الأسنان على فترات منتظمة يحددها طبيب الأسنان.
• أن يستمر كبار السن حتى أولئك الذين فقدوا أسنانهم الطبيعية في زيارة طبيب الأسنان وإجراء فحوصات أسنان منتظمة كي يحافظوا على صحة الفم وسلامة أسنانهم البديلة (التركيبات).
• إن من مهام طبيب الأسنان أو اختصاصي صحة الفم والأسنان أن يناقش المريض حول نمط الحياة التي يمكن أن تؤثر على صحة الفم، وكذلك النظام الغذائي الذي يتبعه من حيث نوعية عناصره ومكوناته النشوية إلى جانب التعرف على عادات تنظيف الفم وقد يضطر لتدريب المريض على الطريقة الصحيحة لتنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بما يساعد على صحة وسلامة الفم والأسنان.
• أثناء فحص الأسنان، يقوم طبيب الأسنان أو اختصاصي صحة الأسنان ليس فقط بتنظيف الأسنان وإنما أيضا بالتحقق من وجود تسوس بها أو أي أمراض باللثة، كما يتم تقييم خطر الإصابة بمشاكل صحية في الفم بشكل عام، كما يتم فحص الوجه والعنق ومعرفة وجود أي عيوب خلقية في منطقة الوجه والعنق كاملا. وقد يحتاج طبيب الأسنان أيضاً لعمل أشعة سينية أو غيرها من التحاليل المخبرية الأخرى التي تساعده على التشخيص.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
TT

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن أسلوب تناول الطعام الطازج المدعم بزيت الزيتون يمكن أن يعزز صحة الدماغ من خلال تعزيز بكتيريا أمعاء معينة، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».

وجد الباحثون في كلية الطب بجامعة تولين الأميركية أن الفئران المعملية التي اتبعت النظام الغذائي المتوسطي طوّرت أنماطاً مختلفة من بكتيريا الأمعاء عن تلك التي التزمت بالنظام الغذائي الغربي.

وجدت الدراسة، التي نُشرت في Gut Microbes Reports، أن التغييرات البكتيرية المرتبطة بالنظام الغذائي المتوسطي أدت إلى تحسن الأداء الإدراكي.

قالت الدكتورة ريبيكا سولش أوتايانو، المؤلفة الرئيسية للدراسة من مركز أبحاث الأعصاب السريرية بجامعة تولين: «لقد علمنا أن ما نأكله يؤثر على وظائف المخ، لكن هذه الدراسة تستكشف كيف يمكن أن يحدث ذلك».

وتابعت: «تشير نتائجنا إلى أن الاختيارات الغذائية يمكن أن تؤثر على الأداء الإدراكي من خلال إعادة تشكيل ميكروبيوم الأمعاء».

النظام الغذائي المتوسطي، الذي تُوج أفضل نظام غذائي على الإطلاق لمدة 8 سنوات متتالية من قبل US News & World Report، قائم على النباتات ويعطي الأولوية للخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والدهون الصحية والمكسرات والبذور مع الحد من اللحوم الحمراء والسكر.

وثبت أن النظام الغذائي المتوسطي يساعد في إنقاص الوزن وتحسين نسبة السكر في الدم وخفض ضغط الدم والكوليسترول. كما ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والخرف وأنواع معينة من السرطان.

هذه الدراسة الأخيرة في جامعة تولين هي الأولى التي تبحث في العلاقة بين النظام الغذائي المتوسطي والغربي، والميكروبات والوظيفة الإدراكية.

لنمذجة تأثيرات النظام الغذائي خلال فترة حرجة من التطور، استعان الباحثون بفئران. ووجدوا أن الفئران التي تغذت على نظام غذائي متوسطي، مع تناول كميات كبيرة من زيت الزيتون والأسماك والألياف، أظهرت زيادة ملحوظة في البكتيريا المعوية المفيدة مقارنة بتلك التي تناولت نظاماً غذائياً غربياً عالي الدهون ومنخفض الخضار وغني جداً باللحوم.

وقد ارتبطت التحولات البكتيرية في الفئران المتوسطية، التي تضمنت مستويات أعلى من البكتيريا مثل Candidatus Saccharimonas، بتحسن الأداء الإدراكي والذاكرة. وعلى النقيض من ذلك، ارتبطت المستويات المتزايدة من بعض البكتيريا، مثل Bifidobacterium، في الفئران التي اتبعت نظاماً غربياً بضعف وظيفة الذاكرة.

وقد أثبتت دراسات سابقة وجود صلة بين النظام الغذائي الغربي والتدهور المعرفي، فضلاً عن السمنة والقضايا العاطفية والسلوكية.

ولاحظ الباحثون أن مجموعة النظام الغذائي المتوسطي أظهرت أيضاً مستويات أعلى من المرونة المعرفية، أي القدرة على التكيف واستيعاب المعلومات الجديدة، مقارنة بمجموعة النظام الغذائي الغربي.

وتشير الفوائد الواضحة للالتزام بالنظام الغذائي المتوسطي إلى أن التأثيرات المماثلة قد تنعكس على الشباب الذين لا تزال أدمغتهم وأجسامهم في طور النمو.

وقال المؤلف المشارك الدكتور ديميتريوس م. ماراجانوري: «تشير نتائجنا إلى أن النظام الغذائي المتوسطي أو تأثيراته البيولوجية يمكن تسخيرها لتحسين الأداء الدراسي لدى المراهقين أو أداء العمل لدى الشباب».

وتابع: «في حين أن هذه النتائج تستند إلى نماذج حيوانية، إلا أنها تعكس الدراسات البشرية التي تربط النظام الغذائي المتوسطي بتحسين الذاكرة وتقليل خطر الإصابة بالخرف».

واستناداً إلى هذه النتائج، يدعو الباحثون إلى إجراء دراسات بشرية واسعة النطاق للتحقيق في العلاقة بين الوظيفة الإدراكية والنظام الغذائي وبكتيريا الأمعاء.