خطوات عملية بسيطة للوقاية من نوبات الربو في فصل الشتاء

الهواء البارد والجاف قد يرفع من احتمالات حصولها

خطوات عملية بسيطة للوقاية من نوبات الربو في فصل الشتاء
TT

خطوات عملية بسيطة للوقاية من نوبات الربو في فصل الشتاء

خطوات عملية بسيطة للوقاية من نوبات الربو في فصل الشتاء

يتميز مرض الربو بحصول نوبات متكررة من تدني القدرة على التنفس براحة، مع ظهور صوت الصفير عند محاولة إخراج هواء الزفير من الصدر. وخلال نوبة الربو، ينشأ تورم في بطانة مجاري الهواء بالجهاز التنفسي؛ ما يتسبب في الضيق بتلك المجاري التي يمر عبرها هواء الشهيق للدخول إلى الحويصلات الهوائية بالرئة، التي يمر عبرها أيضاً هواء الزفير للخروج من الرئة. كما تتراكم فيها الإفرازات المخاطية ذات اللزوجة الصلبة نسبياً؛ ما يُعيق القدرة على إخراجها لتنقية مجاري هواء التنفس.
- نوبات الربو
ويعتبر الربو من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً بين الأطفال بالذات، ويتسبب لهم في مشكلات صحية متعددة خلال فترة فصل الشتاء. ومن أهم العوامل التي تسبب نوبة الربو استنشاق إحدى المواد التي تتسبب في تهيج جهاز المناعة في الجهاز التنفسي، ومن أهمها سوس الغبار الذي ينتشر في الفراش والسجاجيد والأثاث، والأماكن الملوّثة بوبر الحيوانات الأليفة، والعفن، وطلع الزهور والنباتات، إضافة إلى دخان التبغ، وعدد آخر من المهيجات الكيميائية المختلفة في العطور وأماكن العمل.
ومن العوامل الأخرى التي يمكنها التسبب في نوبات الربو التعرض المباشر للهواء البارد، وبخاصة هواء فصل الشتاء، وكذلك الانفعال النفسي الشديد مثل الغضب أو الخوف، والقيام بالنشاط البدني. وهناك بعض أنواع الأدوية التي قد يتسبب تناولها في حصول الربو لدى البعض، مثل الأسبرين وغيره من الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، وأدوية محاصرات مستقبلات بيتا، كالتي تُستخدم في معالجة ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.
ويشير الأطباء من «كليفلاند كلينك» إلى أن الطقس البارد في فصل الشتاء يمكن أن يكون قاسياً علينا جميعاً، لكن على الذين لديهم ربو، لا يكون فصل الشتاء قاسياً عليهم فقط، بل ربما يتسبب في ضيق في أنفاسهم. ذلك أن البرودة في فصل الشتاء، وبخاصة المصحوبة بالرياح، والوجود في أماكن مغلقة ومزدحمة بحثاً عن الدفء، قد يتسبب بالنسبة للكثير من مرضى الربو، بصعوبات في السيطرة عليه خلال أشهر الشتاء.
ويضيفون: إن وراء تلك الصعوبات أسباباً عدة، أولها أن استنشاق الهواء البارد والجاف قد يرفع من احتمالات التسبب في تهيج الممرات الهوائية لمجاري التنفس، ويتسبب بالتالي في انقباضات تشنج العضلات المغلفة لتلك المجاري الهوائية. وثانيها، أن هناك أيضاً كل تلك الفيروسات المتسببة في نزلات البرد والإنفلونزا التي تنتشر وتنتقل بسهولة خلال فصل الشتاء؛ ما يمكن أن يُؤدي إلى العدوى الميكروبية في الجهاز التنفسي، ومن ثمّ تفاقم نوبات وأعراض الربو.
- خطوات الوقاية
لكن في المقابل، هناك بعض الأشياء والأمور التي يمكن للأشخاص المصابين بالربو فعلها للحفاظ على صحتهم قدر الإمكان في فصل الشتاء البارد. وهذه الأشياء ليست معقدة أو صعبة، بل إنها بسيطة وسهلة التطبيق، وثبت علمياً وإكلينيكياً فائدتها العملية، وإحداثها فرقاً واضحاً لدى مرضى الربو.
وفيما يلي بعض من تلك الخطوات الصحية العملية لمساعدة مرضى الربو في فصل الشتاء، وهي:
1. الحصول على لقاح الإنفلونزا. وللحصول على أفضل حماية طوال موسم الإنفلونزا، احرص على تلقي لقاح الأنفلونزا دون تردد أو تأخير. وتحدث مع طبيبك المتابع حالة الربو لديك حول مدى الحاجة إلى أي لقاحات أخرى تقي من التهابات الجهاز التنفسي، مثل لقاح الالتهاب الرئوي Pneumonia Vaccine.
2. تحديد محفزات الربو وتجنبها. هناك عدد من مسببات الحساسية والمهيجات الموجودة في الهواء الخارجي، مثل حبوب اللقاح، والعفن، والهواء البارد، وتلوث الهواء، التي تثير نوبات الربو. حاول التعرف على ما يسبب لك منها نوبات الربو أو تفاقم حالة الربو لديك، واتخذ خطواتٍ عملية لتجنّب التعرّض لتلك المحفّزات.
3. تقليل القيام بالتمارين الرياضية اليومية في الأجواء الخارجية الباردة، وبخاصة في أوقات البرودة الشديدة وزيادة سرعة الرياح أو هطول الأمطار. وإذا كنت تعاني من الربو، فقد يكون من الأفضل ممارسة الأنشطة الرياضية الداخلية على جهاز الهرولة الكهربائي أو الدراجة الثابتة أو في الصالات الرياضية بأندية اللياقة البدنية أو السباحة في المسابح المغلقة.
4. ارتداء الملابس الملائمة عند الخروج من المنزل. والطريقة الصحيحة لذلك تكون بارتداء طبقات عدة من الملابس التي لا تتسبب في التعرّق وتعطي الدفء، مع الحرص على تغطية الرأس ومنطقة العنق، مع تغطية الفم والأنف. وهذا سيمنح الدفء بعزل الجسم عن البرودة المحيطة به. وتغطية الفم والأنف عندما يكون المرء بالخارج سيساعد على حماية مجاري التنفس عن طريق تدفئة الهواء قبل استنشاقه.
5. اقتناء جهاز ترطيب الهواء المنزلي، وبخاصة في حجرة النوم. إن الهواء الجاف يزيد من تفاقم الإصابة بنوبات الربو، ويعيق قدرات الجهاز التنفسي على ترطب مجرى التنفس؛ ما يرفع من احتمالات تكون إفرازات مخاطية أكثر صلابة وجفافاً. لذا؛ قد يساعد مرطب الهواء في تسهيل التنفس. والمهم هو التأكد من أن خزان الماء في جهاز ترطيب الهواء، ومرشحات الهواء فيه، نظيفة.
6. الحفاظ على يديك نظيفتين. وعند غسل اليدين، افعل ذلك لمدة 20 ثانية على الأقل بالماء والصابون. واستخدم معقم اليدين عندما تكون في الخارج. والحرص على نظافة اليدين هو من أقوى وسائل الوقاية من العدوى الميكروبية في الجهاز التنفسي، مع الحرص على تقليل لمس الأنف والفم باليدين، وأيضاً اتباع إتيكيت النظافة الصحية عند السعال أو العطس بتغطية الفم والأنف.
7. تحدث إلى طبيبك قبل بدء موسم البرد، وتأكد من مراجعته حالتك الصحية، والأدوية التي تتناولها للوقاية من نوبات الربو أو معالجته، واستفسر منه حول كيفية العمل عند بدء الشعور بضيق التنفس أو بدء ظهور علامات التهاب ميكروبي في الجهاز التنفسي. واتبع خطة عمل علاج الربو ونوبات الربو التي يضعها لك طبيبك. إن التعاون مع الطبيب المتابع حالة الربو لديك في وضع خطة علاجية واضحة وسهلة التطبيق هو أحد أهم وسائل التعامل العلاجي مع الربو. حاول كتابة نصائح الطبيب، واسأله عن كيفية تناول الأدوية العلاجية بطريقة صحيحة.
وراقب تنفسك وتعرف على العلامات التي قد تدل على بدء نوبة وشيكة للربو، مثل السعال الطفيف أو الصفير أو ضيق في التنفس. وعند حصول النوبات، ابدأ علاجها مبكراً. وتذكر أنك إذا أسرعت في التصرف بطريقة صحيحة، فستكون أقل عرضة للإصابة بنوبة شديدة، ولن تكون في حاجة إلى تناول الكثير من الأدوية للسيطرة على الأعراض.
وعند تناول الدواء، تناوله كما هو محدد في الوصفة الطبية، وانتبه لزيادة استخدام جهاز الاستنشاق للإنقاذ السريع، أي العبوة الزرقاء؛ لأن ذلك يعني أن حالة الربو لديك غير مستقرة؛ ما يتطلب مراجعة الطبيب.
- مريض الربو ومراجعة الطبيب
> صحيح أن أعراض الربو تختلف من شخص إلى آخر، إلا أن أهمها تشمل: ضيق النفس، وضيقاً أو ألماً في الصدر، وصعوبة في النوم بسبب ضيق النفس أو السعال أو الصفير، وصدور صوت صفير أو أزيز في عملية الزفير، وبخاصة لدى الأطفال، والسعال الجاف، ونوبات الأزيز التي تزيد بسبب الإصابة بأحد فيروسات الجهاز التنفسي، مثل فيروسات نزلات البرد أو الإنفلونزا. وفي بعض الحالات، تزيد تلك الأعراض عند ممارسة التمارين الرياضية، وبخاصة مع التعرض للهواء الجاف والبارد، وعند التعرض لمهيجات الحساسية من المواد المتطايرة في الهواء، مثل حبوب اللقاح، أو جراثيم العفن، أو فضلات الصراصير أو جزيئات الجلد واللعاب الجاف الخاص بالحيوانات الأليفة.
وعلى الرغم من عدم وجود وسيلة علاجية تُقدم الشفاء من مرض الربو حتى اليوم، فإنّ التدبير العلاجي الصحيح والملائم بأنواع الأدوية الحديثة، كفيل بالسيطرة على اضطرابات حالة الربو وتسهيل عيش المُصاب بالربو حياة يومية جيدة. لذا؛ فإن من المهم جداً لمريض الربو تعاونه ومتابعته مع الطبيب المختص؛ وذلك لأمرين:
- الأول: تتبع العلامات والأعراض التي تدل على عدم استقرار حالة مرض الربو، واحتمالات حصول نوبة الربو.
- الآخر: العمل على وضع خطة علاجية وفق ما يلائم حالة المريض، ومتابعة نتائجها للوصول إلى استقرار حالة الربو.
وتجدر ملاحظة، أن نوبات الربو قد تهدد سلامة الحياة؛ ما يتطلب مراجعة الطبيب على وجه السرعة، وبخاصة عند حصول تدهور سريع في ضيق النفس أو الصفير، أو عند عدم التحسن حتى بعد استخدام جهاز استنشاق علاج «فنتولين» للربو في العبوة الزرقاء، أو عند الشعور بضيق التنفس عند القيام بنشاط بدني خفيف.
وهذا لا يعني أن مراجعة الطبيب لا تكون إلا في هذه الحالات، بل يُفضل مراجعة الطبيب عند شك المرء في إصابته بالربو، أي إذا كان الشخص يُعاني من سعال أو صفير متكرر يستمر لمدة تزيد على أيام معدودة؛ لأن مراجعة الطبيب تفيد في التشخيص، وربما البدء في المعالجة إذا تأكد التشخيص بالربو لأجل الوقاية من تلف الرئة على المدى الطويل، والمساعدة في منع تفاقم الحالة بمرور الوقت.
وكذلك، من الضروري مراجعة الطبيب لمتابعة حالة الربو بعد تشخيص الإصابة به؛ لأن ذلك يُسهم بشكل فاعل في السيطرة على مرض الربو بطريقة جيدة وطويلة المدى؛ ما يقي بالتالي من الإصابة بنوبات الربو المهددة للحياة.
- استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق الفواكه والخضراوات تساعد على انتظام عملية الهضم خلال الشتاء (جامعة ماريلاند)

أطعمة ضرورية في الشتاء لتعزيز المناعة وصحة الأمعاء

غالباً ما يرتبط فصل الشتاء بالأطعمة المريحة والعادات الهادئة، وأحياناً ببعض السلوكيات غير الصحية. ومع ذلك، يُعد هذا الموسم فرصة مثالية لإعادة التركيز.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)

هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

عند تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، قد يتبادر إلى ذهنك أن حمامات الساونا والغطس في الماء البارد أشبه بعلاج سحري، يُعزز المناعة، ويحرق الدهون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)

الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

يعاني كثير من الأشخاص من قلق شديد، مصحوب بأعراض تتراوح بين تسارع الأفكار والأرق، وصولاً إلى نوبات الهلع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك أحماض أوميغا 3 الموجودة في  السردين تساعد في المحافظة على مستويات السكر في الدم (بيكسباي)

دور السردين في المحافظة على مستويات السكر في الدم

تعرف الفوائد الصحية للسردين والأسماك الدهنية على نطاق واسع، فمحتواها العالي من الدهون غير المشبعة يُساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

من الطقس البارد إلى المباريات الرياضية... 14 سبباً غير متوقع للنوبات القلبية

الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)
الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)
TT

من الطقس البارد إلى المباريات الرياضية... 14 سبباً غير متوقع للنوبات القلبية

الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)
الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم (رويترز)

يعاني العديد من الأشخاص حول العالم يومياً من النوبات القلبية، وقد تكون أسباب ذلك متوقعة، مثل ارتفاع ضغط الدم المتكرر وأمراض القلب والكولسترول، وحتى نمط الحياة المليء بالتوتر والقلق وعادات مثل التدخين والأنماط الغذائية السيئة.

ولكن تبرز أيضاً أسباب غير متوقعة للنوبات القلبية، أبرزها، حسب موقع «ويب ميد»:

1- قلة النوم

ستشعر بالضيق والتعب إذا لم تحصل على قسط كافٍ من النوم بانتظام، ولكن ذلك قد يزيد أيضاً من خطر إصابتك بنوبة قلبية. في إحدى الدراسات، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين ينامون عادةً أقل من 6 ساعات في الليلة كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية بمقدار الضعف مقارنةً بمن ينامون من 6 إلى 8 ساعات. لا يعرف الأطباء السبب الدقيق لذلك، لكنهم يعلمون أن قلة النوم قد ترفع ضغط الدم وتؤدي إلى التهابات، وكلاهما ضار بصحة القلب.

2- الصداع النصفي

الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية في مراحل لاحقة من حياتهم مقارنةً بمن لا يعانون منه. ويبدو أن الصداع النصفي المصحوب بهالة - أي رؤى أو أصوات أو أحاسيس غريبة تبدأ قبل بدء الصداع - يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمشاكل القلب.

3- الطقس البارد

يُشكّل البرد صدمةً للجسم. فالتواجد في الخارج خلال أشهر الشتاء قد يُؤدي إلى تضييق الشرايين، مما يُصعّب وصول الدم إلى القلب. إضافةً إلى ذلك، يضطر القلب إلى بذل جهد أكبر للحفاظ على دفء الجسم. إذا كنت قلقاً بشأن ذلك، فتوخَّ الحذر في درجات الحرارة المنخفضة، وقلّل من النشاط البدني الشاق، مثل جرف الثلج.

4- تلوث الهواء

تزداد احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية مع ارتفاع مستويات تلوث الهواء. فالأشخاص الذين يتنفسون هواءً ملوثاً بانتظام أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب. وقد يكون الجلوس في زحام المرور خطيراً بشكل خاص؛ لأنه قد يجمع بين عوادم السيارات والغضب أو الإحباط.

5- وجبة دسمة وكبيرة

فكّر ملياً قبل تناول المزيد، فقد لا يقتصر ضررها على زيادة محيط خصرك فقط. فتناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة يرفع مستويات هرمون النورأدرينالين، وهو هرمون التوتر، في الجسم. وهذا بدوره قد يرفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وقد يُسبب نوبات قلبية لدى البعض. كما أن الوجبات الدسمة جداً قد تُسبب ارتفاعاً مفاجئاً في نسبة نوع معين من الدهون في الدم، مما قد يُلحق ضرراً مؤقتاً ببعض الأوعية الدموية.

6- المشاعر القوية: سلبية كانت أم إيجابية

يُعرف الغضب والحزن والتوتر بأنها عوامل مُحفزة لمشاكل القلب، ولكن قد تؤدي الأحداث السعيدة أحياناً إلى نوبة قلبية أيضاً. ويمكن أن تُحفزها المشاعر المصاحبة لحفلة عيد ميلاد مفاجئة، أو حفل زفاف، أو ولادة حفيد.

7- الإجهاد المفاجئ أو الشديد

يُساعد الحفاظ على لياقتك البدنية على حماية قلبك على المدى الطويل، ولكن الإفراط في ذلك قد يكون خطيراً. نحو 6 في المائة من النوبات القلبية تحدث نتيجة الإجهاد البدني الشديد. ورغم أنك ربما سمعت أن الرياضة وسيلة جيدة لتخفيف التوتر، فمن المهم جداً عدم الإفراط فيها عند الشعور بالغضب أو الانزعاج.

8- الزكام أو الإنفلونزا

عندما يقاوم جهازك المناعي جرثومة، قد يُسبب ذلك التهاباً يُلحق الضرر بالقلب والشرايين. في إحدى الدراسات، كان الأشخاص المصابون بعدوى الجهاز التنفسي أكثر عرضةً للإصابة بنوبة قلبية بمقدار الضعف. لكن مستوى الخطر لديهم عاد إلى طبيعته بعد شفائهم من العدوى ببضعة أسابيع. كما ترتفع معدلات الإصابة بالنوبات القلبية خلال فترات تفشي الإنفلونزا، وهذا سبب وجيه آخر لتلقي لقاح الإنفلونزا.

9- الربو

تزداد احتمالية إصابتك بنوبة قلبية بنسبة 70 في المائة تقريباً إذا كنت تعاني من هذا المرض الرئوي. حتى مع استخدامك لجهاز الاستنشاق للسيطرة عليه، يبقى خطر إصابتك أعلى من المعتاد. بسبب الربو، قد تميل أيضاً إلى تجاهل ضيق الصدر، الذي قد يكون علامة مبكرة على نوبة قلبية. لا يعرف الأطباء ما إذا كانت مشاكل التنفس تُسبب النوبات القلبية أم أنها ببساطة ناتجة عن سبب مشترك: الالتهاب.

10- النهوض من السرير صباحاً

تزداد احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية في الصباح؛ إذ يُفرز الدماغ كمية كبيرة من الهرمونات في الجسم لتنشيطه، مما يُشكل ضغطاً إضافياً على القلب. كما قد يُعاني الشخص من الجفاف بعد نوم طويل، مما يزيد من جهد القلب.

11- الكوارث

أظهرت الدراسات أن معدلات الإصابة بالنوبات القلبية ترتفع بعد الكوارث الكبرى كالزلازل والهجمات الإرهابية، ليس فقط مباشرةً بعدها، بل حتى بعد مرور بضع سنوات. قد لا يكون بالإمكان تجنب هذه المواقف، ولكن يمكن اتخاذ خطوات لإدارة التوتر بعد وقوعها، كالحرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة وممارسة الرياضة.

12- الرياضات الجماهيرية

قد تؤدي ممارسة الرياضة، وكذلك مشاهدتها، إلى الإصابة بنوبة قلبية. ففي عام 2006، ارتفعت حالات النوبات القلبية في ألمانيا بشكل ملحوظ خلال مباريات المنتخب الوطني في كأس العالم لكرة القدم. وبعد مباراة السوبر بول عام 1980، زادت حالات النوبات القلبية المميتة في لوس أنجلوس عقب خسارة فريق رامز.

13- الكحول

الإفراط في شرب الكحول قد يؤدي إلى رفع ضغط الدم، ويزيد من أنواع معينة من الكولسترول الضار، ويؤدي إلى زيادة الوزن، وكلها عوامل تضر بالقلب. كما أن هناك عواقب قصيرة المدى؛ فقد أظهرت إحدى الدراسات أن ليلة واحدة من الإفراط في الشرب قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية خلال الأسبوع التالي.

14- القهوة

للقهوة فوائدها ومضارها. يرفع الكافيين ضغط الدم لفترة وجيزة، مما قد يُسبب نوبة صرع، خاصةً إذا لم تكن تشربها بانتظام أو كنت مُعرضاً لخطر الإصابة بها لأسباب أخرى. عموماً، لا يبدو أن شرب كوب أو كوبين يومياً ضار.


هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
TT

هل تُحسّن حمامات «الساونا» الصحة فعلاً؟

الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)
الساونا تُعدّ مكافأة بعد التمرين لبعض الناس بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي لآخرين (بيكسلز)

عند تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، قد يتبادر إلى ذهنك أن حمامات الساونا والغطس في الماء البارد أشبه بعلاج سحري، يُعزز المناعة، ويحرق الدهون، ويُعالج كل شيء من آلام المفاصل إلى تقلبات المزاج.

لكن الحقيقة، كما يقول الخبراء، أكثر تعقيداً.

أفادت الدكتورة هيذر ماسي، الأستاذة المشاركة في علم البيئة القاسية وعلم وظائف الأعضاء بجامعة بورتسموث البريطانية: «هناك الكثير ممن يُؤمنون بفاعلية التعرض للحرارة والبرودة، لكننا لا نملك حتى الآن أدلة كافية تُؤكد فوائدها بشكل قاطع».

وتُوضح أن أجسامنا «مذهلة» في الحفاظ على استقرار درجة حرارتها الداخلية، التي تتراوح عادةً بين 36.5 و37 درجة مئوية.

وفي حياتنا اليومية، نادراً ما نُعرّض هذا النظام للخطر؛ إذ نقضي فترات طويلة في أماكن مُدفأة أو مُكيّفة.

وتُضيف أن تسخين الجسم أو تبريده يُسبب ضغطاً طفيفاً، قد يُحفز استجابات تكيفية أو وقائية، حسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

العلم وراء الساونا

تكمن جاذبية الساونا في هذه الفكرة، حيث نادراً ما تخلو منها الصالات الرياضية والمنتجعات الصحية هذه الأيام.

بالنسبة للبعض، تُعدّ الساونا مكافأة بعد التمرين، بينما تُشكّل عامل الجذب الرئيسي للبعض الآخر، ويُقسم الكثيرون بفوائدها، مُقتنعين بأنّ 15 دقيقة من الحرارة الشديدة تُحدث فرقاً كبيراً في صحة الجسم والعقل.

ولا شكّ في أنّها تُشعِر بالراحة.

قالت الدكتورة ماسي: «عندما تجلس في الساونا وتتعرّق، قد تشعر بمزيد من الاسترخاء والحرية، وتزداد مرونتك، وقد تخفّ آلامك قليلاً... إذن، هناك بالتأكيد بعض الفوائد لاستخدام الساونا، لكن السؤال هو: هل هذه فائدة صحية طويلة الأمد أم أنها فائدة نفسية في المقام الأول؟».

أوضحت ماسي أن دراسة حديثة أجريت على أشخاص خضعوا لجلسات متكررة في أحواض المياه الساخنة، وأظهرت النتائج تغيرات في مستويات الأنسولين وضغط الدم.

وأضافت: «بدأنا بدراسة ما إذا كان تسخين الجسم قد يُفيد الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة».

مع ذلك، تحثّ على توخي الحذر عند إطلاق ادعاءات صحية جريئة؛ إذ لا تزال الأدلة العلمية الموثوقة محدودة.

شرحت: «لم نُجرِ تجربة سريرية حقيقية للساونا. أعتقد أننا سنكتشف فوائد في المستقبل، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد».

وأكدت أنه من المعقول حالياً الاستمتاع بهذه العادة لما تُضفيه من شعور، دون افتراض أنها طريق مختصر ومضمون لتحسين الصحة.

وإذا قررت تجربة الساونا أو أحواض المياه الساخنة، تنصح الدكتورة ماسي بالحذر، والبدء تدريجياً، واستشارة طبيبك أولاً إذا كنت تعاني من أي أمراض مزمنة أو كنتِ حاملاً.

ماذا عن السباحة في الماء البارد؟

يُفضّل البعض تجربة عكس ذلك تماماً.

تزداد شعبية مجموعات السباحة في الماء البارد، حيث باتت السباحة في الصباح الباكر مشهداً مألوفاً على الشواطئ والبحيرات والأنهار.

تمارس الدكتورة ماسي، التي سبحت في القناة الإنجليزية وشاركت في بطولة العالم للسباحة في الجليد، السباحة في الماء البارد مرة واحدة أسبوعياً، لكنها لا تمكث فيه سوى بضع دقائق.

تجد الأمر «مؤلماً» في البداية، لكن تلك الصدمة الأولية هي ما يسعى إليه الناس.

تشرح قائلة: «عند الغطس لأول مرة، ينتابك شعورٌ بالاختناق اللاإرادي وتسارع في التنفس». يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، وتزداد هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين.

وتضيف: «تصل هذه الاستجابة إلى ذروتها بعد نحو 30 ثانية، ثم تتلاشى بسرعة كبيرة».

يُقلل التعرض المتكرر من استجابة الصدمة، وبعد عدة مرات، يمكن تقليلها بنسبة 50 في المائة تقريباً.


الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
TT

الأمعاء الصحية تساعد في إدارة القلق... كيف؟

الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)
الأفراد الذين يواجهون القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء (بيكسلز)

يعاني كثير من الأشخاص من قلق شديد، مصحوب بأعراض تتراوح بين تسارع الأفكار والأرق، وصولاً إلى نوبات الهلع. وبينما تُعتبر العلاجات النفسية وتغييرات نمط الحياة، وأحياناً الأدوية، عناصر أساسية في إدارة القلق، فإن صحة الأمعاء تُعدُّ جانباً غالباً ما يُغفل عنه.

وتزداد الأدلة التي تُشير إلى أن توازن البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى في الأمعاء -المعروفة باسم الميكروبيوم المعوي- يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية، ولا سيما حالات القلق والاكتئاب، وفقاً لموقع «هيلث لاين».

وعلى سبيل المثال، أظهرت البحوث أن الأفراد الذين يعانون من القلق غالباً ما يُعانون من انخفاض في تنوع الميكروبات، واختلال في توازن بكتيريا الأمعاء.

وعندما يختل توازن الأمعاء، قد يُساهم ذلك في حدوث التهاب، ويُعطِّل إنتاج النواقل العصبية المنظمة للمزاج، مثل السيروتونين. لذا، فإن دعم صحة الأمعاء قد يُساعد في تخفيف أعراض القلق وتحسين الصحة النفسية العامة.

وفيما يلي بعض الطرق المُستندة إلى الأدلة لتحسين صحة الأمعاء، والتي قد تُساعد أيضاً في دعم التوازن العاطفي:

اختر الأطعمة الكاملة المفيدة للأمعاء

يلعب النظام الغذائي دوراً رئيسياً في صحة ميكروبيوم الأمعاء. فالأطعمة المُصنَّعة بكثرة، والسكريات المُضافة، والدهون المُشبعة، تُغذي البكتيريا الضارة، وتُعزز الالتهابات، وهما عاملان قد يُؤثران سلباً على الصحة النفسية.

فحاول استبدال الأطعمة الكاملة بالأطعمة فائقة المعالجة، والغنية بالسكريات والدهون.

وتشمل هذه الأطعمة:

الأطعمة الغنية بالألياف: البروكلي، والكرنب، والشوفان، والبازلاء، والأفوكادو، والكمثرى، والموز، والتوت، فهي غنية بالألياف التي تُساعد على الهضم الصحي.

الأطعمة الغنية بأحماض «أوميغا 3» الدهنية: سمك السلمون، والماكريل، والجوز، وبذور الشيا، وبذور الكتان، فهي غنية بأحماض «أوميغا 3» التي قد تُساعد على تقليل الالتهابات وتحسين الهضم.

تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك والبريبيوتيك

يعتمد توازن ميكروبيوم الأمعاء على كلٍّ من البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) والبريبيوتيك (الألياف التي تغذيها). ويمكن أن يساعد تناول مزيج من كليهما في دعم التنوع الميكروبي، المرتبط بصحة عقلية وهضمية أفضل.

من طرق إدخال البروبيوتيك والبريبيوتيك في نظامك الغذائي ما يلي:

أطعمة غنية بالبروبيوتيك: مخلل الملفوف، والكفير، والكيمتشي، والكومبوتشا، وخل التفاح، والكفاس، والزبادي عالي الجودة.

أطعمة غنية بالبريبيوتيك: الجيكاما، والهليون، وجذر الهندباء البرية، وأوراق الهندباء، والبصل، والثوم، والكراث.

مارِس عادات هضم صحية

لا يقتصر دعم الهضم على ما تأكله فحسب؛ بل تلعب العادات اليومية دوراً أساسياً في صحة الأمعاء والصحة النفسية.

حافظ على رطوبة جسمك: يساعد الماء على تحريك الطعام عبر الجهاز الهضمي، ويدعم امتصاص العناصر الغذائية.

تناول الطعام بوعي: تناول الطعام ببطء وفي جو هادئ يُحسِّن الهضم ويُخفف التوتر.

مارس الرياضة بانتظام: النشاط البدني يدعم انتظام حركة الأمعاء ووظائفها.

احصل على قسط كافٍ من النوم: قلة النوم تُخلُّ بتوازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، وتزيد من القلق. احرص على النوم من 7 إلى 9 ساعات كل ليلة.