خطوات عملية بسيطة للوقاية من نوبات الربو في فصل الشتاء

الهواء البارد والجاف قد يرفع من احتمالات حصولها

خطوات عملية بسيطة للوقاية من نوبات الربو في فصل الشتاء
TT

خطوات عملية بسيطة للوقاية من نوبات الربو في فصل الشتاء

خطوات عملية بسيطة للوقاية من نوبات الربو في فصل الشتاء

يتميز مرض الربو بحصول نوبات متكررة من تدني القدرة على التنفس براحة، مع ظهور صوت الصفير عند محاولة إخراج هواء الزفير من الصدر. وخلال نوبة الربو، ينشأ تورم في بطانة مجاري الهواء بالجهاز التنفسي؛ ما يتسبب في الضيق بتلك المجاري التي يمر عبرها هواء الشهيق للدخول إلى الحويصلات الهوائية بالرئة، التي يمر عبرها أيضاً هواء الزفير للخروج من الرئة. كما تتراكم فيها الإفرازات المخاطية ذات اللزوجة الصلبة نسبياً؛ ما يُعيق القدرة على إخراجها لتنقية مجاري هواء التنفس.
- نوبات الربو
ويعتبر الربو من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً بين الأطفال بالذات، ويتسبب لهم في مشكلات صحية متعددة خلال فترة فصل الشتاء. ومن أهم العوامل التي تسبب نوبة الربو استنشاق إحدى المواد التي تتسبب في تهيج جهاز المناعة في الجهاز التنفسي، ومن أهمها سوس الغبار الذي ينتشر في الفراش والسجاجيد والأثاث، والأماكن الملوّثة بوبر الحيوانات الأليفة، والعفن، وطلع الزهور والنباتات، إضافة إلى دخان التبغ، وعدد آخر من المهيجات الكيميائية المختلفة في العطور وأماكن العمل.
ومن العوامل الأخرى التي يمكنها التسبب في نوبات الربو التعرض المباشر للهواء البارد، وبخاصة هواء فصل الشتاء، وكذلك الانفعال النفسي الشديد مثل الغضب أو الخوف، والقيام بالنشاط البدني. وهناك بعض أنواع الأدوية التي قد يتسبب تناولها في حصول الربو لدى البعض، مثل الأسبرين وغيره من الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، وأدوية محاصرات مستقبلات بيتا، كالتي تُستخدم في معالجة ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.
ويشير الأطباء من «كليفلاند كلينك» إلى أن الطقس البارد في فصل الشتاء يمكن أن يكون قاسياً علينا جميعاً، لكن على الذين لديهم ربو، لا يكون فصل الشتاء قاسياً عليهم فقط، بل ربما يتسبب في ضيق في أنفاسهم. ذلك أن البرودة في فصل الشتاء، وبخاصة المصحوبة بالرياح، والوجود في أماكن مغلقة ومزدحمة بحثاً عن الدفء، قد يتسبب بالنسبة للكثير من مرضى الربو، بصعوبات في السيطرة عليه خلال أشهر الشتاء.
ويضيفون: إن وراء تلك الصعوبات أسباباً عدة، أولها أن استنشاق الهواء البارد والجاف قد يرفع من احتمالات التسبب في تهيج الممرات الهوائية لمجاري التنفس، ويتسبب بالتالي في انقباضات تشنج العضلات المغلفة لتلك المجاري الهوائية. وثانيها، أن هناك أيضاً كل تلك الفيروسات المتسببة في نزلات البرد والإنفلونزا التي تنتشر وتنتقل بسهولة خلال فصل الشتاء؛ ما يمكن أن يُؤدي إلى العدوى الميكروبية في الجهاز التنفسي، ومن ثمّ تفاقم نوبات وأعراض الربو.
- خطوات الوقاية
لكن في المقابل، هناك بعض الأشياء والأمور التي يمكن للأشخاص المصابين بالربو فعلها للحفاظ على صحتهم قدر الإمكان في فصل الشتاء البارد. وهذه الأشياء ليست معقدة أو صعبة، بل إنها بسيطة وسهلة التطبيق، وثبت علمياً وإكلينيكياً فائدتها العملية، وإحداثها فرقاً واضحاً لدى مرضى الربو.
وفيما يلي بعض من تلك الخطوات الصحية العملية لمساعدة مرضى الربو في فصل الشتاء، وهي:
1. الحصول على لقاح الإنفلونزا. وللحصول على أفضل حماية طوال موسم الإنفلونزا، احرص على تلقي لقاح الأنفلونزا دون تردد أو تأخير. وتحدث مع طبيبك المتابع حالة الربو لديك حول مدى الحاجة إلى أي لقاحات أخرى تقي من التهابات الجهاز التنفسي، مثل لقاح الالتهاب الرئوي Pneumonia Vaccine.
2. تحديد محفزات الربو وتجنبها. هناك عدد من مسببات الحساسية والمهيجات الموجودة في الهواء الخارجي، مثل حبوب اللقاح، والعفن، والهواء البارد، وتلوث الهواء، التي تثير نوبات الربو. حاول التعرف على ما يسبب لك منها نوبات الربو أو تفاقم حالة الربو لديك، واتخذ خطواتٍ عملية لتجنّب التعرّض لتلك المحفّزات.
3. تقليل القيام بالتمارين الرياضية اليومية في الأجواء الخارجية الباردة، وبخاصة في أوقات البرودة الشديدة وزيادة سرعة الرياح أو هطول الأمطار. وإذا كنت تعاني من الربو، فقد يكون من الأفضل ممارسة الأنشطة الرياضية الداخلية على جهاز الهرولة الكهربائي أو الدراجة الثابتة أو في الصالات الرياضية بأندية اللياقة البدنية أو السباحة في المسابح المغلقة.
4. ارتداء الملابس الملائمة عند الخروج من المنزل. والطريقة الصحيحة لذلك تكون بارتداء طبقات عدة من الملابس التي لا تتسبب في التعرّق وتعطي الدفء، مع الحرص على تغطية الرأس ومنطقة العنق، مع تغطية الفم والأنف. وهذا سيمنح الدفء بعزل الجسم عن البرودة المحيطة به. وتغطية الفم والأنف عندما يكون المرء بالخارج سيساعد على حماية مجاري التنفس عن طريق تدفئة الهواء قبل استنشاقه.
5. اقتناء جهاز ترطيب الهواء المنزلي، وبخاصة في حجرة النوم. إن الهواء الجاف يزيد من تفاقم الإصابة بنوبات الربو، ويعيق قدرات الجهاز التنفسي على ترطب مجرى التنفس؛ ما يرفع من احتمالات تكون إفرازات مخاطية أكثر صلابة وجفافاً. لذا؛ قد يساعد مرطب الهواء في تسهيل التنفس. والمهم هو التأكد من أن خزان الماء في جهاز ترطيب الهواء، ومرشحات الهواء فيه، نظيفة.
6. الحفاظ على يديك نظيفتين. وعند غسل اليدين، افعل ذلك لمدة 20 ثانية على الأقل بالماء والصابون. واستخدم معقم اليدين عندما تكون في الخارج. والحرص على نظافة اليدين هو من أقوى وسائل الوقاية من العدوى الميكروبية في الجهاز التنفسي، مع الحرص على تقليل لمس الأنف والفم باليدين، وأيضاً اتباع إتيكيت النظافة الصحية عند السعال أو العطس بتغطية الفم والأنف.
7. تحدث إلى طبيبك قبل بدء موسم البرد، وتأكد من مراجعته حالتك الصحية، والأدوية التي تتناولها للوقاية من نوبات الربو أو معالجته، واستفسر منه حول كيفية العمل عند بدء الشعور بضيق التنفس أو بدء ظهور علامات التهاب ميكروبي في الجهاز التنفسي. واتبع خطة عمل علاج الربو ونوبات الربو التي يضعها لك طبيبك. إن التعاون مع الطبيب المتابع حالة الربو لديك في وضع خطة علاجية واضحة وسهلة التطبيق هو أحد أهم وسائل التعامل العلاجي مع الربو. حاول كتابة نصائح الطبيب، واسأله عن كيفية تناول الأدوية العلاجية بطريقة صحيحة.
وراقب تنفسك وتعرف على العلامات التي قد تدل على بدء نوبة وشيكة للربو، مثل السعال الطفيف أو الصفير أو ضيق في التنفس. وعند حصول النوبات، ابدأ علاجها مبكراً. وتذكر أنك إذا أسرعت في التصرف بطريقة صحيحة، فستكون أقل عرضة للإصابة بنوبة شديدة، ولن تكون في حاجة إلى تناول الكثير من الأدوية للسيطرة على الأعراض.
وعند تناول الدواء، تناوله كما هو محدد في الوصفة الطبية، وانتبه لزيادة استخدام جهاز الاستنشاق للإنقاذ السريع، أي العبوة الزرقاء؛ لأن ذلك يعني أن حالة الربو لديك غير مستقرة؛ ما يتطلب مراجعة الطبيب.
- مريض الربو ومراجعة الطبيب
> صحيح أن أعراض الربو تختلف من شخص إلى آخر، إلا أن أهمها تشمل: ضيق النفس، وضيقاً أو ألماً في الصدر، وصعوبة في النوم بسبب ضيق النفس أو السعال أو الصفير، وصدور صوت صفير أو أزيز في عملية الزفير، وبخاصة لدى الأطفال، والسعال الجاف، ونوبات الأزيز التي تزيد بسبب الإصابة بأحد فيروسات الجهاز التنفسي، مثل فيروسات نزلات البرد أو الإنفلونزا. وفي بعض الحالات، تزيد تلك الأعراض عند ممارسة التمارين الرياضية، وبخاصة مع التعرض للهواء الجاف والبارد، وعند التعرض لمهيجات الحساسية من المواد المتطايرة في الهواء، مثل حبوب اللقاح، أو جراثيم العفن، أو فضلات الصراصير أو جزيئات الجلد واللعاب الجاف الخاص بالحيوانات الأليفة.
وعلى الرغم من عدم وجود وسيلة علاجية تُقدم الشفاء من مرض الربو حتى اليوم، فإنّ التدبير العلاجي الصحيح والملائم بأنواع الأدوية الحديثة، كفيل بالسيطرة على اضطرابات حالة الربو وتسهيل عيش المُصاب بالربو حياة يومية جيدة. لذا؛ فإن من المهم جداً لمريض الربو تعاونه ومتابعته مع الطبيب المختص؛ وذلك لأمرين:
- الأول: تتبع العلامات والأعراض التي تدل على عدم استقرار حالة مرض الربو، واحتمالات حصول نوبة الربو.
- الآخر: العمل على وضع خطة علاجية وفق ما يلائم حالة المريض، ومتابعة نتائجها للوصول إلى استقرار حالة الربو.
وتجدر ملاحظة، أن نوبات الربو قد تهدد سلامة الحياة؛ ما يتطلب مراجعة الطبيب على وجه السرعة، وبخاصة عند حصول تدهور سريع في ضيق النفس أو الصفير، أو عند عدم التحسن حتى بعد استخدام جهاز استنشاق علاج «فنتولين» للربو في العبوة الزرقاء، أو عند الشعور بضيق التنفس عند القيام بنشاط بدني خفيف.
وهذا لا يعني أن مراجعة الطبيب لا تكون إلا في هذه الحالات، بل يُفضل مراجعة الطبيب عند شك المرء في إصابته بالربو، أي إذا كان الشخص يُعاني من سعال أو صفير متكرر يستمر لمدة تزيد على أيام معدودة؛ لأن مراجعة الطبيب تفيد في التشخيص، وربما البدء في المعالجة إذا تأكد التشخيص بالربو لأجل الوقاية من تلف الرئة على المدى الطويل، والمساعدة في منع تفاقم الحالة بمرور الوقت.
وكذلك، من الضروري مراجعة الطبيب لمتابعة حالة الربو بعد تشخيص الإصابة به؛ لأن ذلك يُسهم بشكل فاعل في السيطرة على مرض الربو بطريقة جيدة وطويلة المدى؛ ما يقي بالتالي من الإصابة بنوبات الربو المهددة للحياة.
- استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
TT

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

أحياناً، لا يستطيع بعضنا النوم، رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد؛ وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا، وفقاً لما توصلت إليه دراسة جديدة.

وكل ليلة، ومع غروب الشمس، تبدأ بعض ميكروبات الأمعاء، المعروفة بميكروبات الليل، التكاثر والازدهار، بينما تموت ميكروبات أخرى، وتتغير المواد الكيميائية التي تفرزها هذه الميكروبات أيضاً، مما يسهم في النعاس، وفق ما نقله موقع «سايكولوجي توداي» عن مؤلفي الدراسة الجديدة.

ويصل بعض هذه المواد الكيميائية إلى منطقة تحت المهاد، وهي جزء من دماغك يساعدك على البقاء هادئاً في أوقات التوتر.

وقال الباحثون في الدراسة الجديدة: «من المدهش أن الميكروبات التي تحكم أمعاءك لها إيقاعات يومية، فهي تنتظر الإفطار بفارغ الصبر في الصباح، وفي الليل تحب أن تأخذ قسطاً من الراحة، لذا فإن تناول وجبة خفيفة، في وقت متأخر من الليل، يؤثر إيجاباً بشكل عميق على ميكروبات الأمعاء لديك، ومن ثم على نومك ومدى شعورك بالتوتر».

وأضافوا أن عدم التفات الشخص لما يأكله في نهاية يومه ربما يؤثر بالسلب على نومه، حتى وإن كان يشعر بالتعب الشديد.

كما أن هذا الأمر يزيد من شعوره بالتوتر، وهذا الشعور يؤثر سلباً أيضاً على النوم.

ولفت الفريق، التابع لجامعة كوليدج كورك، إلى أنه توصّل لهذه النتائج بعد إجراء اختبارات على عدد من الفئران لدراسة تأثير الميكروبيوم على الإجهاد والإيقاعات اليومية لديهم.

وقد حددوا بكتيريا واحدة على وجه الخصوص؛ وهي «L. reuteri»، والتي يبدو أنها تهدئ الأمعاء وتؤثر إيجاباً على الإيقاعات اليومية والنوم.

ويقول الباحثون إن دراستهم تقدم «دليلاً دامغاً على أن ميكروبات الأمعاء لها تأثير عميق على التوتر وجودة النوم».

ونصح الباحثون بعدم تناول الأطعمة والمشروبات السكرية ليلاً، أو الوجبات السريعة، وتلك المليئة بالدهون، واستبدال الأطعمة الخفيفة والمليئة بالألياف، بها.