بني صدر لـ«الشرق الأوسط»: إيران الآن أكثر فساداً وديكتاتورية من نظام الشاه

الرئيس الأسبق قال إن الحكم الحالي {سيطاح به وسيستبدل بدولة قانون}

الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر بمنزله  في باريس أول من أمس (الشرق الأوسط)
الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر بمنزله في باريس أول من أمس (الشرق الأوسط)
TT

بني صدر لـ«الشرق الأوسط»: إيران الآن أكثر فساداً وديكتاتورية من نظام الشاه

الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر بمنزله  في باريس أول من أمس (الشرق الأوسط)
الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر بمنزله في باريس أول من أمس (الشرق الأوسط)

اعتبر الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر، المقيم في منفاه الفرنسي منذ عقود، أن الإدارة الأميركية الحالية حاجة ضرورية للنظام الإيراني الذي ينسب إليها كل الصعوبات والمشكلات التي تعاني منها إيران في الداخل والخارج. وقال في لقاء خص به «الشرق الأوسط» في مقر إقامته في مدينة فرساي «غرب باريس»، إن النظام الحالي في إيران أكثر فساداً وديكتاتورية من نظام الشاه، وهو يتلطى بالدين لإضفاء الشرعية على نفسه، وخصوصاً لتبرير القمع والظلم. وأوضح الرئيس الإيراني الأسبق، أنه بصدد التحضير للأسس الدستورية والقيام بدولة القانون والديمقراطية. وأكد، أن طهران ضالعة في ثماني حروب داخلية وخارجية، ودعاها إلى وقف تدخلها في البلاد الأخرى، والاهتمام أولاً بالشعب الإيراني. كذلك، اعتبر أنه كلما اشتدت الضغوط الخارجية على النظام ضعفت الحركة الاحتجاجية في الداخل. ويرى بني صدر، أنه بعكس «مجاهدين خلق» أو ابن الشاه، فإنه يشكل بديلاً للنظام الحالي، وهو يعمل على تصور الأسس والقوانين لقيام إيران ديمقراطية. وفيما يلي نص الحوار:

> ما هي أفضل الذكريات التي لديك من هذه المرحلة الثورية، وما هي أسوأها؟
- أفضل الذكريات هي لحظة هبوط الطائرة التي نقلتنا مع الإمام الخميني إلى مطار طهران. وجدنا أنفسنا وجهاً لوجه مع بحر من الوجوه الشابة ممتلئة أملاً، حميمة، متحمسة... إنها لحظة لا يمكن تناسيها. أما أسوأها فكان آخر لقاء لي مع الإمام الخميني قبل خروجي السري من إيران. حتى تلك اللحظة، كنت أعتقد أن الخميني غير راغب في السلطة، ولا يريد ممارستها. والحال، أنني فهمت أن الاتفاق الذي أبرم مع الأميركيين بشأن رهائن السفارة الأميركية كان سرياً «وكان يقضي بتأجيل الإفراج عن الرهائن الأميركيين لما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 1980 لمعاقبة الرئيس كارتر»، وأن الخميني كان بعيداً عنه. لكن بمناسبة هذا اللقاء، فهمت أنه ليس فقط هو من غطى الاتصالات ووافق على الاتفاق، بل إنه طلب مني أن أوافق عليه وأسير به، وأنه راغب في السلطة.
> ذلك كان قبل إعلانك «خائناً» للوطن؛ ما دفعك للخروج من إيران؟
- كلا، هو لم يعلنني خائناً للوطن؛ بل البرلمان لـ12 سبباً، منها عدم أهليتي لأن أكون رئيساً، ولأنني أدافع عن حقوق الإنسان، ومدافع عن الديمقراطية، ولأنني أعارض عمليات الإعدام، وضد المحاكم الثورية، وضد حراس الثورة، ولأنني من أنصار خط مصدق «استقلال وحرية»... كانت هذه بنظرهم جرائم تبرر اعتباري خائناً للوطن. وما حصل أن أحمد، نجل الخميني، جاء لعلي أكبر هاشمي رافسنجاني، وكان وقتها رئيساً للبرلمان ليقول له، إن المرشد يطلب من البرلمان التصويت بأسرع وقت على إقالتي من رئاسة الجمهورية.
> كثيرون إما لا يعرفون أو نسوا كيف نجحت في الهرب من إيران بعد هذه الواقعة. هل يمكن التذكير بذلك؟
- مجموعة مسعود رجوي، زعيم «مجاهدين خلق»، هي التي حضّرت خروجي من إيران. وقد وصلنا إلى القاعدة الجوية في طهران في سيارة فولكس فاغن وكنت أحمل بطاقة عائدة لحد ضباط سلاح الجو الإيراني، وبفضلها دخلت إلى القاعدة، حيث انتظرنا حتى العاشرة ليلاً، ثم صعدنا إلى طائرة بوينغ 707 عسكرية مخصصة لتزويد مقاتلات «إف14» بالوقود. ومن هناك طرنا من طهران باتجاه الأجواء التركية. وقائد الطائرة «الكولونيل معزي» كان يعرف بوجودي على متن الطائرة، وأيضاً اثنان من معاونيه، بينما الاثنان الآخران لم يكونا على علم بذلك. وكانت وجهتنا فرنسا، حيث هبطت الطائرة في مطار فيلاكوبليه العسكري الواقع جنوب باريس.
> هل كانت السلطات الفرنسية أو مخابراتها كانت على علم بهربك ولجوئك إلى باريس؟
- كلا، لم تكن على علم. لكن عند اقترابنا من الأجواء الفرنسية، طلبت من كابتن الطائرة الاتصال بمكتب رئيس الحكومة وقته بمكتب رئيس الوزراء وقتها، بايار موروا، وإبلاغه أنني على متن الطائرة، وأننا نطلب الإذن بالهبوط، وقد حصلنا عليه بعد نحو نصف ساعة. وكان هذا الاتصال الأول مع الفرنسيين بعد خروجي.
> بعد 40 عاماً على «الثورة» وقيام النظام الحالي، ما هي رؤيتك لحال إيران اليوم وحال النظام؟
- أرى أن النظام الحالي عاد بنا لديكتاتورية الشاه. لكن ما أراه أن هذا النظام هو أكثر فساداً من نظام الشاه. والفرق بينهما أن الشاه لم يكن يستطيع استخدام الدين لأغراض سياسية، بينما هذا النظام يتلطى وراء الدين لتبرير الظلم والفساد والقمع. وأريد أن أسوق مثلاً على ذلك، وهو أن إمام الصلاة ليوم الجمعة في مشهد قال مؤخراً، إنه عندما تحصل مشكلة ما، فإن المرشد الأعلى يذهب إلى المركز الديني جمكران القريب من قم، وهناك بئر وداخلها يلاقي الإمام الاثني عشر «المهدي المنتظر»، وعندها يفهم ما هو الحل ويعود بعدها للعمل به. النظام فرّغ الدين من محتواه ويحور ويملأ بالأكاذيب وباللاعقلانية. وهذا بلا حدود. كل يوم، مجموعة الملالي لا تعثر على تبرير لوضع إيران الحالي؛ لذا تعود إلى التخفي وراء الدين.
> لنتحدث عن الوضعين الاقتصادي والاجتماعي: غلاء معيشة، بطالة، تدهور قيمة العملية المحلية، إغلاق مصانع، إضرابات وغير ذلك... كيف يبررون ذلك؟
- التبرير جاهز: السبب في ذلك الأميركيون. الأميركيون وحلفاؤهم هم العدو وهم المسؤولون عن الفقر وتردي الأوضاع في إيران. الأميركيون في حاجة إلى هذا النظام، لكن النظام في حاجة أكبر إلى الأميركيين؛ لأنه جعل منهم المحور الرئيسي في سياسته الداخلية والخارجية. وعلى المقلب الآخر، واشنطن في حاجة إلى النظام من أجل أن تبرر سياستها في الإقليم، مثل الدعم المطلق لإسرائيل وبيع السلاح، والحصول على أموال النفط. النظام الحالي هدية لأميركا، وما الذي يمكن أن تأمل به أكثر من ذلك؟!
> هذا النظام يدوم منذ 40 عاماً، ما هي بنظرك الأسس والدعائم التي تمكنه من الاستمرارية؟ وهل هذه الأسس والدعائم ستمكنه من أن يستمر ويدوم؟
- وسيلته الأولى هي الخوف الذي يحمل الناس على تحمل هذا النظام. والخوف هو أن تتحول إيران إلى سوريا جديدة، أو أفغانستان جديدة. اليوم، إيران ضالعة في ثماني حروب: الحرب الاقتصادية، الحرب العسكرية المباشرة في سوريا، وغير المباشرة في أماكن أخرى، الحرب عبر الإرهاب، الحرب الدينية، الحرب الدبلوماسية، حرب الدعاية الخارجية، وحرب التهديدات الأميركية والإسرائيلية. إيران بلد يعيش دائماً في أزمات، أكان ذلك حرب الرهائن، ثم الحرب مع العراق التي دامت ثماني سنوات، ثم الأزمة النووية، وها نحن ضالعون في ثماني حروب. هذه الأزمات والحروب دمرت وتدمر أسس الحياة للشعب الإيراني. ويضاف الخوف من اللجوء إلى القمع، حيث تخطى هذا النظام ما عرفناه أيام الشاه. كذلك، عليّ أن أشير إلى أن النظام الحالي يستخدم فزاعة العودة إلى النظام السابق: إما أنا أو الرجوع إلى زمن الشاه ويعود معه العملاء الأميركيون والإسرائيليون.
اليوم، الشعب الإيراني أخذ يعي أن هناك بدائل أخرى غير العودة إلى نظام الشاه. هناك بدائل الحرية والاستقلال ومجيء نظام يمثل الشعب الذي عليه هو نفسه أن يدعمه وتقويته. إذن، اليوم الشعب الإيراني يخاف من مرحلة ما بعد هذا النظام. لذا؛ إذا تراجعت الضغوط الخارجية، وخصوصاً الأميركية وإذا وجد هذا الشعب نفسه في حالة من الأمن، فإنه سيتحرك.
> الشعب في إيران نزل إلى الشوارع بمئات الآلاف للتظاهر والاحتجاج والمطالبة. لكن عقب ذلك لا شيء؟
- هذا حصل عندما كان باراك أوباما رئيساً. لكن اليوم الضغوط الأميركية على إيران لم تعد تعرف حدوداً، تراجعت الحركة الاحتجاجية رغم أن النقمة «على النظام» تزايدت. والأمر الثاني هو أن الحركة الاحتجاجية كانت تطالب بإصلاحات من داخل النظام، وهذا فرق كبير مع الربيع العربي، حيث المطالبة كانت بتغيير النظام وليس تغيير سياسته. وعندما يحصر الشعب مطالبته من داخل النظام، فإن قوى القمع تطمئن إلى أن النظام ثابت ومستمر، وعندها لا تتردد في العمل بأوامر النظام. أما إذا كانت هذه القوى واعية إلى أن النظام لم يعد قادراً على الاستمرارية، فعندها ستكون أكثر استعداداً للتمرد على الأوامر ومهاجمة الشعب. لذا؛ إذا كان البديل هو التغيير من خارج النظام وبعيداً عن التدخلات الخارجية، فإن الأمور تتغير.
> أود أن أعود إلى هذه النقطة المهمة بنظري: من يمثل البديل عن النظام الراهن؟ هل «مجاهدين خلق»، هل ابن الشاه؟ هل أنت؟
- أولاً، أريد أن أشير إلى أن عدداً من رجالات النظام يقولون إنه لا يمكنه أن يستمر هكذا. مثلاً، أحد مستشاري الرئيس الأسبق خاتمي، محمد رضا تاجيك، وهو أستاذ جامعي وأحد مثقفي النظام، وهو يقول إن النظام «لا يستطيع الاستمرار». وأول من أمس، وزير الداخلية أيام خاتمي، عبد الواحد موسوي لاري لم يتردد في قول الشيء نفسه. وأذهب أبعد من ذلك بالإشارة إلى ما يسرّ به أشخاص مقربون من خامنئي وهم يقولون: إنه إذا تراخت قبضة المرشد الأعلى قليلاً، فإن السقوط مؤكد. كذلك، هناك من داخل النظام من يتنبأ بأنه لن يقوى على البقاء.
> نعود إلى البديل؟
- إذا كان البديل مرتبطاً بالخارج «على سبيل المثال السيد رجوي»، فإن الشعب الإيراني لن يقبل ذلك؛ لأنه مرتبط بالخارج، أكان الولايات المتحدة أو إسرائيل أو أطرافاً إقليمية، وبالتالي فلن يقبله الشعب الإيراني. ولو أخذنا ابن الشاه، فإنني أطرح السؤال: من هو، وماذا يمثل؟ هو يمثل نظاماً قام ضده الشعب الإيراني ليتخلص منه.
> من يبقى في الساحة؟ أبو الحسن بني صدر؟
- يبقى من يقاتل من أجل أهداف الثورة الإيرانية والوصول إلى دولة القانون.
> من هو صورة هذا البديل؟
- هو بني صدر الموجود أمامك. إنه أول من انتخبه الشعب الإيراني. وداخل إيران ثمة جزء من الجناح الإصلاحي الذي أخذ يعتبر أن هذا النظام غير قابل للإصلاح من الداخل.
> هل أنت على تواصل مع هذه الفئة؟
- هذه أمور لا يمكن أن نكشف عنها. لكن تأكد أنني على تواصل مع الكثير من الأشخاص في الداخل.
> هل تأمل أنك سترى نهاية النظام وأنت ما زلت حياً؟
- الأعمار بيد الله، لكنني متأكد من أن هذا النظام سيطاح به وسيستبدل بدولة قانون. وآمل أن أرى هذه الدولة التي أنشدها وأنا حي.
> ما الذي كنت تريد القيام به ولم تفعله عندما كنت رئيساً للجمهورية؟
- في أحد كتبي «خيانة الثورة» تحدثت عن 12 خطأ ارتكب. مثلاً، كانت ثقة عمياء بالخميني. لكن بعد العودة إلى طهران تبين لي أنه خان الثورة ومُثلها. أذكّر هنا بجملة قالها لي الخميني: «إذا كان الإيرانيون الـ35 مليوناً (عدد سكان إيران في 1980) يقولون نعم، فسأقول أنا كلا». وتبين لنا عندها الخطورة المتمثلة بأن يمسك رجل بالسلطات كافة باسم الدين. وأضيف أن أولى انتخابات إيران كانت نتائجها مزورة بنسبة 70 في المائة. أما بالنسبة لانتخابي، فأذكّر هنا بكلمة بهشتي الذي قال: إما لا تحصل انتخابات وإما أن تحصل، لكن شرط ألا يصبح بني صدر رئيساً. إذا قاموا بكل ما بوسعهم من أجل منع وصولي إلى الرئاسة. وكانت النتيجة أن الخميني نصح محمد بهشتي وهاشمي رافسنجاني بأن يعملا على وضع اليد على البرلمان، ومن هنا جاء التزوير. ورغم التزوير اضطررت إلى قبول التعامل مع هذا البرلمان المزور.
> ماذا يمكنني أن أقول اليوم عن دور بني صدر: هل هو بوصلة فكرية؟ هل هو «مرشد» سياسي؟ بماذا تفضل أن توصف؟ كيف ترى «وظيفتك» اليوم؟
- أنا أكتب الكثير، وقمت بنشر كتاب بالفارسية مؤخراً حول حقوق الإنسان الخمسة. ونحن بصدد التحضير لقانون دستوري.
> يعني أنك بصدد التحضير لإيران الغد؟
- بالطبع. سننشر القانون الدستوري وأعددنا برنامجاً ومشروع قانون للمرحلة الانتقالية من لحظة رحيل النظام وحتى قيام نظام ديمقراطي، ونقوم بكل ما يلزم حتى يقول الشعب الإيراني إن لدينا كافة الوسائل من أجل تغيير من غير عنف.
> تقول من غير عنف؟ كيف إذن؟
- إنها الحركة الشعبية العامة التي ستغير النظام.
> لكن، أنت توافقني الرأي أن هذا النظام سيدافع بشراسة عن وجوده. أليس كذلك؟ انظر لما حصل في سوريا مثلاً؟
- بالطبع، كل الأنظمة تفعل ذلك. نحن نرى أن الحركة التغييرية يجب أن تكون من الداخل وفي حال حصل تدخل خارجي، فإن المصير سيكون الفشل. نحن نقوم بكل ما نستطيعه حتى لا يتمكن الخارج من التدخل بشؤون إيران. لذا؛ نعارض أي تدخل خارجي ونحن نعارض سياسة النظام الذي جعل من أميركا محور سياسته في الداخل والخارج ونرفض تبعيته للروس والصينيين ونحن ندفع حتى يتحرك هذا الشعب كما فعل مع نظام الشاه ومن أجل أن يمسك مصيره بيديه. وإذا فعل ذلك فإن النظام لا يملك الوسائل لمنع تحقيق ذلك. من يستطيع التأكيد أن حماة النظام أي حراس الثورة سيبقون أوفياء له؟
> سيبقون كذلك طالما يجدون مصلحتهم في بقائه. أليس كذلك؟
- معلوماتي تفيد بأن ثمة توترات قوية اليوم داخل صفوف «الحرس الثوري»، وأن هناك ثلاثة اتجاهات تتصارع فيما بينها فيما خص السياسة الخارجية لإيران. الأولى تحذر من السياسات الحالية في الداخل والإقليم وتدعو للإصلاح من داخل النظام. والثانية تدفع، بالعكس لمزيد من السيطرة على القرار الحكومي وهي تعمل على إقامة دولة داخل الدولة. والثالثة، تتساءل عن موقع حراس الثورة في النظام على المدى البعيد الذي لا يمكن أن يكون كما هو الحال اليوم.
> تقول إنكم بصدد التحضير لإيران الغد. هل ثمة من يدعم هذا الاتجاه ويؤمن بهذا المشروع ويعمل من أجله؟
- التغيير يمكن أن يأتي عن طريقين: من الأعلى، هذا ما حصل مع الشاه ومع الخميني. والآخر، أن يأتي التغيير من قبل الشعب. لدينا نتائج استطلاع للرأي قامت به مؤسسة أميركية، وهو يبين أن 85 في المائة من الإيرانيين يعلنون معرفتهم حقوق الإنسان، وهم يريدون أن يعيشوا مواطنين يتمتعون بهذه الحقوق. كذلك 80 في المائة يريدون الديمقراطية ونحن نعمل منذ أربعين عاماً من أجلها، بينها 25 عاماً خارج إيران؛ ولذلك نشرت عشرة كتب تتحدث عنها.
> أنت تقول لا تريد العمل مع «مجاهدين خلق»، ولا مع أتباع الشاه، ولا تريد مساعدة خارجية. إذن، مع من تريد العمل ويكون له حضور ميداني؟
- مع الشعب ومع الكفاءات الإيرانية ذات الحس الديمقراطي داخل إيران وخارجها: المثقفون، الجامعيون، الطلاب و... هذا يشكل كثيراً من الناس. نحن نعمل على المدى البعيد، ولدينا الصبر الكافي.
> كيف تقوم سياسة روحاني؟ هل له هامش من التحرك، أم ينفذ ما هو مطلوب منه؟
- أنصاره يقولون إنه فشل. لقد فشل في سياسته الاقتصادية وفي السياسة الخارجية. مثلاً قام بالدفع نحو اتفاق بخصوص البرنامج النووي عام 2015، وهذا خطير لأنه قبل بموجبه بـ105 التزامات، بينما للطرف الآخر القدرة أن يغير رأيه وأن ينسحب منه، وهو ما حصل مع ترمب. كذلك، فإن روحاني وعد بتراجع التضخم دون 10 في المائة. اليوم هو بحدود 70 إلى 80 في المائة فيما خص الحياة اليومية للشعب. العملة انهارت والأوضاع العامة تدهورت.
> من يمثل ظريف «وزير الخارجية» في منصبه؟
- ظريف يمثل «المرشد» خامنئي في الحدود التي يرسمها له؛ لأن المرشد، بحسب الدستور، هو من يرسم الخطوط الكبرى للسياسة الخارجية. وفي أي حال، عملياً، ليس لنا وزير خارجية واحد: هناك أيضاً مكتب المرشد وقائد الحرس الثوري أو قاسم سليماني.
> ما نعرفه أن روحاني وظريف سارا بالاتفاق النووي لإخراج إيران من نير العقوبات الدولية. والتوقيع كان لرفع العقوبات عن الاقتصاد الإيراني. أليس كذلك؟
- كان التوقيع خطأ. لكن قبل ذلك، النظام سار ببرنامج نووي من غير أن يتعرف على رغبة الشعب. الإيرانيون اكتشفوا برنامجهم النووي لاحقاً. هم لا يعرفون، أعني رسمياً وعبر الحكومة، ما هي أهدافه، ولا كلفته بشكل رسمي. البرنامج كان بداية مشكلة داخلية تم تحويلها إلى مشكلة خارجية، ثم إلى أزمة. ومنذ البداية وحتى النهاية لم يتح للشعب أن يقول كلمته بشأن هذا البرنامج.
> كيف تقوم سياسة إيران الخارجية؟ حرب سوريا، واليمن، والعراق، والتدخل في لبنان البرنامج الصاروخي...!!
- عندما لا نحترم مبدأ استقلال وسيادة الدول، هذا ما يحصل ونجد إيران ضالعة في حروب خارجية في سوريا، وأفغانستان، واليمن. يتعين وضع حد لكل ذلك. أما لماذا يقوم النظام بذلك، فلأنه يفتقد في الداخل القاعدة الشعبية؛ ولأن الشعب ضد النظام، ولذا يحتاج الأخير إلى ما يقوم به ليدعم قواعده في الداخل. النظام الحالي يبحث عن الوسائل ليبرر بقاءه في السلطة، وهو يبحث عن ذلك في الخارج والغرض الأسمى إسباغ الشرعية على النظام بالقول إن إيران تهيمن على المنطقة.
> صحيح أن أحد جنرالات إيران لم يتردد في القول إن إيران تسيطر على القرار في أربع عواصم عربية: بيروت، دمشق، بغداد، وصنعاء.
- هذا غير صحيح. ثم إن هذا يكلف النظام كثيراً. في سوريا، النظام يدفع رجالاً ومالاً وسلاحاً... من المفضل أن يهتم النظام بإيران والإيرانيين بدل الخارج، وما يكلف ذلك من أعباء للإيرانيين.
> هل ترى أن مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل ممكنة أو محتملة؟
- ممكنة؟ هذا ممكن. أما محتملة، اليوم الاحتمال ضعيف. لكن هل نحن نحتاج إلى حرب؟ ألا تكفي العقوبات التي تترتب عليها نتائج رهيبة؟
لكن بالمقابل، فإن التهديدات بتدخل خارجي مباشر في إيران يمنع وصول الاستثمارات. التهديدات تدفع رؤوس الأموال الإيرانية للهرب إلى الخارج بعشرات المليارات. وأمس (أول من أمس)، أفاد أحد الخبراء بأن 80 طناً من الذهب خرجت أيضاً من إيران. وإلى جانب ذلك، هناك هرب الأدمغة. وكل ذلك يبين أن التهديدات لها آثار بالغة السلبية، وكذلك العقوبات.



الجيش الإسرائيلي يعلن قصف بنية تحتية لـ«حزب الله» جنوب لبنان

أرشيفية لقصف إسرائيلي جنوب لبنان (المركزية)
أرشيفية لقصف إسرائيلي جنوب لبنان (المركزية)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف بنية تحتية لـ«حزب الله» جنوب لبنان

أرشيفية لقصف إسرائيلي جنوب لبنان (المركزية)
أرشيفية لقصف إسرائيلي جنوب لبنان (المركزية)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، إنه قصف بنى تحتية لـ«حزب الله» اللبناني في كفرشوبا ومركبا جنوب لبنان، وذلك بعد إعلان «حزب الله» استهداف قافلة عسكرية إسرائيلية في المنطقة ذاتها.

وأشار بيان للجيش الإسرائيلي إلى أن طائراته نفذت «قبل قليل» قصفاً للبنى التحتية للحزب بعد رصد إطلاق صاروخين مضادين للدبابات من لبنان صوب شمال إسرائيل.

وأضاف: «المدفعية والدبابات ردت على مصادر النيران في منطقة شبعا جنوب لبنان».

وفي وقت سابق، أعلن «حزب الله» نجاحه في تدمير آليتين إسرائيليتين في «كمين مركب» قرب ‏موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا ليل الخميس.

وذكر البيان أن مقاتلي الحزب أعدوا الكمين المركب من الصواريخ الموجهة والمدفعية والأسلحة الصاروخية لقافلة مؤللة قرب ‏موقع رويسات العلم.


إطلاق سراح 6 من حرس الحدود الإيرانيين اعتقلتهم حركة «طالبان»

مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)
مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)
TT

إطلاق سراح 6 من حرس الحدود الإيرانيين اعتقلتهم حركة «طالبان»

مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)
مقاتلون من «طالبان» يحرسون حاجزاً في المناطق القبلية الباكستانية (أرشيفية)

أفادت وكالة «مهر» الإيرانية، يوم الخميس، بإطلاق سراح ستة من حرس الحدود الإيرانيين كانت حركة «طالبان» الأفغانية قد اعتقلتهم شرق البلاد.

ونقلت الوكالة عن مصدر وصفته بالمطّلع، ومصادر محلية أخرى في ولاية فراه أن «طالبان» كانت قد اعتقلت هؤلاء الستة في منطقة ميلك فراه الحدودية.

وقالت المصادر، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إنه جرى إطلاق سراح عناصر حرس الحدود «بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة».


إيران... انتقادات حادة لحكم الإعدام على مغني الراب توماج صالحي

توماج صالحي في إحدى أغنياته (يوتيوب)
توماج صالحي في إحدى أغنياته (يوتيوب)
TT

إيران... انتقادات حادة لحكم الإعدام على مغني الراب توماج صالحي

توماج صالحي في إحدى أغنياته (يوتيوب)
توماج صالحي في إحدى أغنياته (يوتيوب)

أثار إصدار حكم الإعدام على مغني الراب الإيراني المعارض، توماج صالحي، غضباً واسعاً في الأوساط الإيرانية، ومنظمات حقوق إنسان، وقوبل بانتقادات من عدة أطراف غربية.

وذكرت وسائل إعلام رسمية، الخميس، أن القضاء الإيراني أكد صدور حكم بإعدام صالحي، لكنه أشار إلى أنه يحق له تخفيف العقوبة.

وقال أمير رئيسيان، محامي صالحي، لصحيفة «شرق»، الأربعاء، إن محكمة «الثورة» الإيرانية المعنية بالاتهامات السياسية والأمنية، قضت بإعدام موكله لإدانته بتهم مرتبطة بالاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي هزت البلاد في عامي 2022 و2023.

وألقي القبض على صالحي في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 بعد الإدلاء بتصريحات علنية داعمة للاحتجاجات التي عمت البلاد وأشعل فتيلها وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني، التي كانت تبلغ من العمر 22 عاماً، بعد اعتقال شرطة الأخلاق بدعوى «سوء الحجاب».

وحُكم عليه عام 2023 بالسجن ست سنوات وثلاثة أشهر، لكنه نجا من عقوبة الإعدام بقرار من المحكمة العليا.

وأكدت إدارة الإعلام بالسلطة القضائية، الخميس، صدور حكم بإعدام صالحي للمرة الثانية لاتهامه «بالإفساد في الأرض»، موضحة أنه يحق للمتهم طلب تخفيف العقوبة بسبب «تعبيره عن الندم وتعاونه مع السلطات».

وأمام صالحي 20 يوماً للاستئناف على الحكم أمام المحكمة العليا. وذكرت إدارة إعلام السلطة القضائية أنه في حال تأييد الحكم فإن لجنة العفو بالسلطة القضائية ستراجع قضيته وقد تخفف العقوبة.

ورفضت المحكمة العليا الإيرانية في عام 2023 الاتهامات الموجهة لصالحي «بالإفساد في الأرض»، وهي جريمة يعاقب عليها بالإعدام في القوانين الإيرانية. إلا أن قرار المحكمة لم يُطبق، وهو ما وصفه محامي صالحي بأنه «إجراء غير مسبوق» من جانب القضاء.

واشتهر صالحي بإطلاق أغانٍ مثيرة للجدل تدعم الاحتجاجات العامة والإضرابات العمالية خلال السنوات الأخيرة. وحظيت أغنياته التي ينتقد فيها سياسات النظام الإيراني، مثل: «الحياة العادية» و«تركمانشاي» و«ثقب الفأر» بإشادة واسعة بين الإيرانيين.

وانتشر وسم «#حرروا توماج» على منصات التواصل الاجتماعي مثل منصة «إكس» وطالب روادها بالإفراج الفوري عنه.

وكتب المغني مهدي يراحي، الذي واجه بدوره حكماً بالسجن بسبب الاحتجاجات، عبر «إكس» أن «خبر إعدام توماج صالحي يشبه كوميديا سوداء بسبب افتقاره المفرط إلى الأسس... أطلقوا سراح أخي دون قيد أو شرط، لكي لا يحرق دخان هذه النار عيونكم».

وكتب الصحافي والناشط تقي رحماني، زوج الناشطة نرجس محمدي الحائزة على جائزة نوبل للسلام: «عطش حكم الموت والإعدام أصبح إدماننا للجهاز القضائي الإيراني... حكم الإعدام ضد توماج، إعدام للصوت الذي سيبقى... هذا الحكم مدان».

وقال المحامي سعيد دهقان، المقيم في طهران على منصة «إكس»: «في اليوم الذي صدر حكم الإعدام بحق توماج صالحي، بوصف الحكم أحد منتجات (الحرس الثوري) لا يزال جوزيب بوريل (مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي) يبحث عن أسس قانونية لفرض (الحرس الثوري) على قائمة الإرهاب، كل هذا بعد رؤية المنتجات السابقة، لهذا الجهاز المسلح والأمني - الإرهابي في إيران والشرق الأوسط وأوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية».

ويتولى دهقان الدفاع عن محتجزين غربيين، بما في ذلك بعض مزدوجي الجنسية في طهران.

دولياً، استنكر مكتب المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران هذا الحكم، واصفاً إياه في بيان على منصة «إكس» بأنه مثال على «الانتهاكات الوحشية التي يرتكبها النظام بحق مواطنيه، وتجاهل حقوق الإنسان، والخوف من التغيير الديمقراطي الذي يسعى إليه الشعب الإيراني».

ولاحقاً، أكّدت وزارة الخارجية الفرنسية أنّ عقوبة الإعدام الصادرة في حق مغني الراب الإيراني توماج صالحي «غير مقبولة».

وقالت الوزارة في بيان: «تدين فرنسا بشدّة هذا القرار، الذي يُضاف إلى أحكام الإعدام الكثيرة الأخرى وعمليات الإعدام غير المبرّرة المرتبطة باحتجاجات خريف 2022 في إيران»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».


بايدن وزعماء 17 دولة يدعون «حماس» إلى إطلاق الرهائن

أقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجمات 7 أكتوبر يحتجون خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس (أ.ف.ب)
أقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجمات 7 أكتوبر يحتجون خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس (أ.ف.ب)
TT

بايدن وزعماء 17 دولة يدعون «حماس» إلى إطلاق الرهائن

أقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجمات 7 أكتوبر يحتجون خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس (أ.ف.ب)
أقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجمات 7 أكتوبر يحتجون خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب الخميس (أ.ف.ب)

أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن بياناً مشتركاً مع زعماء 17 دولة أخرى، دعوا فيه حركة «حماس» إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين منذ 7 أكتوبر 2023، باعتباره الطريق الحقيقي لإنهاء الأزمة في غزة.

وأكد البيان أن الاتفاق المطروح على الطاولة لإطلاق سراح الرهائن، ووقف فوري وطويل الأمد لإطلاق النار في غزة، وتسهيل زيادة المساعدات الإنسانية لجميع أنحاء غزة، وإنهاء الأعمال العدائية، سيمكن سكان غزة في حال تنفيذه من العودة إلى منازلهم وأراضيهم مع الاستعدادات المسبقة لضمان المأوى والمؤن الإنسانية.

وشارك في البيان قادة الدول التي تحتجز «حماس» مواطنيها: الأرجنتين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وكندا وكولومبيا والدنمارك وفرنسا وألمانيا والمجر وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا وإسبانيا وتايلاند وبريطانيا والولايات المتحدة.

وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض للصحافيين، صباح الخميس: «إن مصير الرهائن والسكان المدنيين في غزة الذين يتمتعون بالحماية بموجب القانون الدولي يثير قلقاً دولياً، وقد ناقشنا مع عواصم الدول المشاركة في البيان الوضع الحالي المقلق للرهائن، وعناصر الصفقة المطروحة على (حماس)، بما يؤدي إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وإطلاق سراح النساء والمسنين والمرضى الرهائن ومرحلة ثانية، ثم استعادة دائمة للهدوء، وإطلاق سراح الرهائن، هو خريطة الطريق لإنهاء الأزمة، وقد عملنا على التفاصيل الدقيقة على هذه الصفقة لكن (حماس) رفضتها».

وأشار المسؤول إلى أن الاتفاق المطروح على الطاولة أمام «حماس» لإطلاق سراح الرهائن من شأنه أن يؤدي إلى وقف فوري وطويل الأمد لإطلاق النار في غزة، وزيادة دخول المساعدات الإنسانية الضرورية في جميع أنحاء غزة، وإنهاء الأعمال العدائية. وشدد على ضرورة إنهاء أزمة الرهائن حيث يتم تركيز الجهود على إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

فيديو الرهينة الأميركي

صورة مأخوذة من مقطع فيديو نشره المكتب الإعلامي لـ«حماس» للرهينة الأميركي هيرش غولدبرغ بولين (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأشار المسؤول إلى أن البيت الأبيض تلقى الفيديو الخاص بالرهينة هيرش غولدبرغ بولين، الاثنين الماضي، وهو الفيديو الذي ظهر فيه الرهينة الأميركي ويده مبتورة، ويتوسل من أجل إنهاء الكابوس الذي يعيشه. وأوضح أن البيت الأبيض على اتصال مع عائلات الرهائن والدول التي تعمل وسطاء لإخراج جميع الرهائن.

وكان الرئيس بايدن قد استقبل، مساء الأربعاء، الطفلة أبيجيل مورا دون، وأسرتها وهي الفتاة البالغة من العمر أربع سنوات، التي قُتل والداها في هجمات السابع من أكتوبر، والتي تم تأمين إطلاق سراحها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

صور للرهائن لدى «حماس» المنشورة في الحرم الجامعي بالقرب من مخيم حيث يحتج الطلاب لدعم الفلسطينيين في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك الأربعاء (رويترز)

واعترف المسؤول الأميركي الكبير بأن محادثات إطلاق سراح الرهائن «صعبة للغاية»، مشيراً إلى ضرورة تسليط الضوء على أن «حماس» تحتجز رهائن، وتطلق أشرطة فيديو لهم، وترفض السماح بعودتهم إلى عائلاتهم، وإذا قاموا بإطلاق سراحهم فسوف تنتهي هذه الأزمة.

وشدد المسؤول الأميركي على أن المطروح على الطاولة يلبي جميع المطالب التي طالبت بها «حماس»، مشيراً إلى أنه يتعين على «حماس» إطلاق سراح الفئة الضعيفة من الرهائن لتحريك الأمور، وقال: «إنها مفاوضات وتكتيكات وخلافات أحياناً، وأعتقد أن وجهة نظر المصريين والقطريين أن الإجابة التي جاءت من (حماس) لم تكن بناءة على الإطلاق، ونسمع أشياء من قادة (حماس) في الخارج وأشياء أخرى من قيادة (حماس) في الداخل التي تبدو مصممة على البقاء تحت الأرض واحتجاز الرهائن».

ارتباط مشروط

وحول الخطة الإسرائيلية لاجتياح رفح على أربع مراحل، ومدى جدية إسرائيل في إجلاء المدنيين واتهامات «حماس» بأن إسرائيل هي التي تعرقل إبرام صفقة، قال المسؤول إن الاتفاق الموجود يسمح بعودة غير مقيدة للمدنيين في رفح إلى شمال قطاع غزة، وقال: «هذه هي الطريقة التي تم بها هيكلة الصفقة وتقسيمها على مراحل على مدار وقف إطلاق النار، ولكي يتمكن الناس من التحرك بأمان لا بد أولاً من وقف إطلاق النار الذي يأتي مع صفقة إطلاق سراح الرهائن».

وأضاف: «على مدار الأسابيع الأولى من وقف إطلاق النار سيتم تهيئة الظروف لعودة السكان إلى شمال غزة، وهذا يعني إرسال بعثة للأمم المتحدة للتأكد من أن الأمور جاهزة، وعند تلك النقطة ستكون هناك عودة للناس إلى الشمال، بسبب الدمار الكبير في الشمال لا بد من توفير ملاجئ، لكن العودة غير المقيدة إلى الشمال هي جزء من الصفقة، وقمنا بتحديد الشروط بشكل واضح».

واستبعد المسؤول أن تكون هناك مخاطر على المدنيين إذا تم الالتزام بشروط ومراحل الصفقة، وقال: «الطريقة التي تمت بها صياغة الصفقة على مدى أشهر عديدة من المفاوضات التفصيلية للغاية تجعل المضي قدماً، والتنسيق مع خبراء المجال الإنساني يمكّن القيام بها بأمان... إذا تم إطلاق سراح النساء وكبار السن والجرحى، فسيكون هناك وقف لإطلاق النار، وعلى مدار فترة وقف إطلاق النار هذه، يتم التأكد من تهيئة الظروف ثم العودة غير المقيدة إلى الشمال».

رفض السنوار

زعيم «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار (أرشيفية - د.ب.أ)

وشدد المسؤول الأميركي على أن قبول الصفقة أمر متروك لشخص واحد، في إشارة إلى السنوار وقال: «الأمر متروك لشخص واحد لقبول الصفقة»، واعترف المسؤول الكبير بأن يحيى السنوار كان العائق الرئيسي في إحراز نجاح في المفاوضات التي تمت مع قادة «حماس» في الخارج، وأكد أنه صانع القرار النهائي، وقال: «الجواب الذي يأتي دائماً من السنوار حول الموافقة على إطلاق الفئات الضعيفة من الرهائن مقابل وقف إطلاق النار وتوفير الإغاثة لسكان غزة هو: لا، وهو يرفض الصفقة ويصر على احتجاز هذه الفئات الضعيفة من الرهائن».


عقوبات أميركية - بريطانية تستهدف برنامج «المسيّرات» الإيرانية

أشخاص يمشون أمام لافتة دعائية تصور صواريخ وطائرات مسيّرة في طهران السبت الماضي (أ.ف.ب)
أشخاص يمشون أمام لافتة دعائية تصور صواريخ وطائرات مسيّرة في طهران السبت الماضي (أ.ف.ب)
TT

عقوبات أميركية - بريطانية تستهدف برنامج «المسيّرات» الإيرانية

أشخاص يمشون أمام لافتة دعائية تصور صواريخ وطائرات مسيّرة في طهران السبت الماضي (أ.ف.ب)
أشخاص يمشون أمام لافتة دعائية تصور صواريخ وطائرات مسيّرة في طهران السبت الماضي (أ.ف.ب)

أعلنت الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا، اليوم الخميس، فرض حزمة جديدة من العقوبات على أفراد وشركات إيرانية تستهدف الطائرات المسيّرة والسلع الأولية الإيرانية، بما في ذلك استعانة روسيا بالطائرات المسيّرة الإيرانية في الحرب بأوكرانيا.

وجاءت الخطوة بعدما اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين، من حيث المبدأ على توسيع نطاق العقوبات على طهران من خلال الموافقة على تمديد الإجراءات التقييدية على صادرات طهران من الطائرات المسيّرة والصواريخ إلى وكلاء إيران وروسيا.

وأظهر إشعار رسمي أن بريطانيا أدرجت 6 عناصر جديدة في قطاع الدفاع لتورطهم فيما وصفته بأنه «نشاط عدائي» من جانب الحكومة الإيرانية.

وذكرت الحكومة البريطانية، في بيان، أن هذه الحزمة الجديدة من العقوبات جرى الإعلان عنها بالتنسيق مع كل من الولايات المتحدة وكندا بعد مجموعة أولى من العقوبات التي أُعلنت يوم الخميس الماضي.

وأوضح البيان أن العقوبات التي أعلن عنها اليوم تستهدف شخصين وأربع شركات «متورطة في شبكة لإنتاج الطائرات المسيرة الإيرانية».

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن «الهجوم الخطير الذي شنه النظام الإيراني على إسرائيل عرض للخطر حياة آلاف المدنيين وهدد بمزيد من التصعيد في المنطقة».

وأضاف كاميرون: «اليوم ترسل المملكة المتحدة وشركاؤنا رسالةً واضحةً بأننا سنحاسب المسؤولين عن السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار... إلى جانب شركائنا، سنواصل تضييق الخناق على قدرة إيران على تطوير هذه الأسلحة الفتاكة وتصديرها».

وفي إطار سعيها إلى تكثيف الضغوط على طهران، قالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إن العقوبات المفروضة، بالتنسيق مع بريطانيا وكندا، تستهدف أكثر من 12 كياناً وفرداً وسفينةً تتهمهم وزارة الخزانة بالاضطلاع بدور في تسهيل وتمويل بيع سري لطائرات مسيّرة إيرانية إلى وزارة الدفاع الإيرانية.

وذكرت وزارة الخزانة أن واشنطن استهدفت أيضاً شركتين وسفينة ضالعة في شحن السلع الأولية الإيرانية. وقالت إنها تدعم «الحرس الثوري» الإيراني وجهود الحرب الروسية في أوكرانيا.

وقال برايان نيلسون، وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية: «تواصل وزارة الدفاع الإيرانية زعزعة الاستقرار في المنطقة والعالم بدعمها للحرب الروسية في أوكرانيا والهجوم غير المسبوق على إسرائيل، وتزويد وكلاء إرهابيين بطائرات مسيرة ومعدات عسكرية خطيرة أخرى».

وأضاف: «ستواصل الولايات المتحدة، بالتنسيق الوثيق مع شركائنا البريطانيين والكنديين، استخدام كل السبل المتاحة لمكافحة من يموّلون أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار».


صور الأقمار الصناعية تكشف "تمويه" إيران بعد الضربة إسرائيلية

علامات الحروق تحيط بطاريات رادار بالقرب من مطار دولي وقاعدة جوية في أصفهان الاثنين الماضي (بلانت لبس - أ.ب)
علامات الحروق تحيط بطاريات رادار بالقرب من مطار دولي وقاعدة جوية في أصفهان الاثنين الماضي (بلانت لبس - أ.ب)
TT

صور الأقمار الصناعية تكشف "تمويه" إيران بعد الضربة إسرائيلية

علامات الحروق تحيط بطاريات رادار بالقرب من مطار دولي وقاعدة جوية في أصفهان الاثنين الماضي (بلانت لبس - أ.ب)
علامات الحروق تحيط بطاريات رادار بالقرب من مطار دولي وقاعدة جوية في أصفهان الاثنين الماضي (بلانت لبس - أ.ب)

أظهر تحليل جديد الأقمار الصناعية أن إيران حاولت التستر على ضربة المطار العسكري في أصفهان «لحفظ ماء الوجه»، عبر استبدال منظومة رادار مدمرة بعد وقت قصير من الضربة الإسرائيلية، فيما هدد قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي، بتوجيه ضربات صاروخية لأي موقع في إسرائيل إذا لزم الأمر.

ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، اليوم الخميس، عن موسوي قوله «إذا ارتكب الإسرائيليون خطأ آخر سنوجه رداً أقوى هذه المرة»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسعى إلى توسيع نطاق الحرب، لكنها في حرب الإرادات سترد على أي اعتداء بقوة أكبر من السابق»، حسب وكالة «أرنا» الرسمية.

وقال موسوي إن عملية «الوعد الصادق» جرت بمحورية الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، و«تآزر» الجيش ووزارة الدفاع، و«توجيهات» هيئة الأركان. وأضاف: «قوة الردع الإيرانية فاجأت الأعداء».

أشخاص يتجمعون حول بقايا صاروخ باليستي إيراني تم اعتراضه بالقرب من البحر الميت في إسرائيل أمس السبت (أ.ب)

وتابع: «قبل 50 عاماً عندما كانت حاملة الطائرات الأميركية تنفصل عن مرساتها، أينما تتجه دفة السفينة، تقشعر جلود تلك الدول من الرعب وتتأهب كل المنطقة، وتعيش حالةً من الخوف والموت، لكن الأوضاع اليوم وصلت إلى حد، يسارع المسؤولون الأميركيون لإرسال عبر الوسطاء بأننا لم نفعل شيئاً (...) يجب ألا ننسى من أي نقطة وصلنا إلى أين؟».

دمّرت ضربة منسوبة إلى إسرائيل، مبنى قنصلية إيران في دمشق، وأودت بسبعة أفراد من «الحرس الثوري»، على رأسهم قائد تلك القوات في سوريا ولبنان، العميد محمد رضا زاهدي.

وردت طهران ليل 13 أبريل (نيسان) بإطلاق أكثر من 300 صاروخ باليستي وكروز ومسيّرة انتحارية، وقالت إسرائيل إنها تمكنت من اعتراض 99 في المائة منها بمساعدة حلفائها، ولم تخلّف سوى أضرار محدودة. وهو أول هجوم مباشر من إيران. وهو رد محسوب فيما يبدو لتجنب نشوب حرب على مستوى المنطقة.

قاعدة جديدة

وقال المرشد الإيراني علي خامنئي لقادة القوات المسلحة، إن «مسألة عدد الصواريخ التي تم إطلاقها أو الصواريخ التي أصابت هدفها ليست السؤال الأساسي، القضية الأساسية هي أن إيران أظهرت قوة إرادتها خلال تلك العملية».

وبعد أيام من حضوره لقاء خامنئي، قال نائب قائد قوات «الحرس الثوري» علي فدوي إن مقتل زاهدي ورفاقه، «أثار طوفاناً وعُوقب العدو بقوة». وأضاف: «كلما أراد الصهاينة تهديد أبناء الثورة، سيعاقبون؛ هذه قاعدة جديدة تم وضعها».

ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية قوله مساء الأربعاء: «توسل الأعداء بكل الطرق حتى لا تتحرك الجمهورية الإسلامية لكننا اتخذنا قراراً حازماً في هذه العملية». وصرح: «عملية (الوعد الصادق) جعلت الصهاينة أضحوكة للعالم أجمع».

ملصق ضخم ضد إسرائيل في العاصمة الإيرانية طهران (إ.ب.أ)

وليل الخميس الجمعة الماضي، وقعت انفجارات في مطار عسكري في محافظة أصفهان قرب منشآت نووية، نسبها مسؤولون أميركيون إلى ردّ إسرائيلي على طهران؛ رد محسوب فيما يبدو لتجنب نشوب حرب على مستوى المنطقة. وقللت إيران من أهمية الواقعة وقالت إنها لا تعتزم الرد عليها.

والاثنين الماضي، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أن تل أبيب تراجعت عن هجوم مضاد أوسع «تحت وطأة ضغوط دبلوماسية منسقة من الولايات المتحدة وحلفاء أجانب أُخر».

وبدلاً من إرسال طائرات مقاتلة لاقتحام المجال الجوي الإيراني، أطلقت إسرائيل عدداً قليلاً من الصواريخ من طائرات متمركزةً على بعد مئات الأميال غربها، الجمعة، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين واثنين من كبار المسؤولين الغربيين المطلعين على الهجوم.

وكذلك، أرسلت إسرائيل مسيرات هجومية صغيرة، تُعرف باسم المروحيات الرباعية، لإرباك الدفاعات الجوية الإيرانية، طبقاً لما أفاد به المسؤولون الإسرائيليون.

وقال المسؤولون إن صاروخاً أصاب بطارية مضادة للطائرات، الجمعة، في منطقة مهمة استراتيجياً بوسط إيران، بينما انفجر صاروخ آخر في الجو. وقال مسؤول إسرائيلي إن القوات الجوية الإسرائيلية دمرت الصاروخ الثاني عمداً بمجرد أن أصبح من الواضح أن الأول قد بلغ هدفه، لتجنب التسبب في أضرار جسيمة، بينما ذكر مسؤول غربي أن من الممكن أن يكون الصاروخ قد تعطل.

صورة التقطها قمر اصطناعي لقاعدة جوية قرب أصفهان وسط إيران التي استهدفتها الضربة الإسرائيلية (بلانيت لابس بي بي سي - أ.ب)

وتأمل إسرائيل كذلك من وراء الهجوم أن تظهر قدرتها على ضرب تلك البطاريات في جزء من وسط إيران يضم كثيراً من المنشآت النووية الكبرى، بما في ذلك موقع لتخصيب اليورانيوم في نطنز، في إشارة إلى أنه كان بمقدورها الوصول إلى تلك المنشآت إذا شاءت.

تمويه ضد ضربة

ونشرت مجلة «الإيكونوميست» صوراً من القمر الاصطناعي «بلانيت بلاس»، تكشف عن سحب المعدات المتضررة لمنظومة رادار «تومبستون» الروسي الصنع، من الموقع الذي تم استهدافه، وتشغيل بطارية رادار منفصلة من طراز «تشيز بورد (96L6E)».

وقال كريس بيغرز، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الجغرافية المكانية الوطنية الأميركية، لمجلة «الإيكونوميست»، إن «المنظومة (المتضررة) مصممة لتعقب التهديدات الجوية والصاروخية القادمة، مما يسمح للصواريخ الاعتراضية بالقضاء عليها».

وأوضح بيغرز أن القوات الإيرانية «أبقت على الأسطوانات القاذفة (للرادار المتضرر)، التي تطلق الصواريخ الاعتراضية، في وضع مستقيم، كما لو كانت جاهزة لإطلاق النار»، وأضاف أن «الإشارة إلى أن الموقع لا يزال قيد التشغيل هي حالة من الإنكار والخداع».

ورأى تحليل المجلة لصورة الأقمار الصناعية أن «من غير المرجح أن تخدع إيران، أميركا، أو إسرائيل، ولدى كل منهما أقمار اصطناعية متطورة، وسوف تدرك أن البطارية معطلة. ولكن الرادار الوهمي يسمح لمروجي الدعاية في البلاد بالزعم بأن كل شيء على ما يرام. ولعل هذا كان سبباً في تجنب أزمة أوسع نطاقاً».

وسعى المسؤولون الإيرانيون للسخرية من الضربة الإسرائيلية، حتى إن وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان قال لشبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية إن الأسلحة المستخدمة لتنفيذها كانت «بمستوى ألعاب» الأطفال.

ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قوله، الثلاثاء، إن أي هجوم إسرائيلي آخر على الأراضي الإيرانية يمكن أن يحدث تغييراً كاملاً في الظروف، ويؤدي إلى عدم بقاء شيء من «الكيان الصهيوني».

ودعت إيران وباكستان، في بيان مشترك، (الأربعاء)، مجلس الأمن الدولي، لاتخاذ إجراء ضد إسرائيل.


المواجهة الإيرانية - الغربية تعزز أوراق بوتين في الشرق الأوسط

باتروشيف وأحمديان يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)
باتروشيف وأحمديان يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)
TT

المواجهة الإيرانية - الغربية تعزز أوراق بوتين في الشرق الأوسط

باتروشيف وأحمديان يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)
باتروشيف وأحمديان يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون الأمني (نورنيوز)

حملت زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أحمديان إلى عاصمة الشمال الروسي سان بطرسبورغ ومحادثاته مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، دلالات مهمة، على خلفية تصاعد التوتر في علاقات إيران مع الغرب، وزيادة نشاط التحركات الروسية لحصد أكبر مكاسب من تفاقم الوضع حول المنطقة.

صحيح أن الزيارة جاءت في إطار مشاركة أحمديان في أعمال الدورة الـ12 لاجتماع المسؤولين الأمنيين البارزين الذي تستضيفه روسيا في هذه الأيام، لكن العنصر الأبرز أن الزيارة هي الأولى للمسؤول الأمني الإيراني إلى الخارج بعد تفاقم الوضع في العلاقات الإيرانية - الغربية على خلفية الضربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب أخيراً. كما أن اللقاءات الثنائية التي جرت على هامش الاجتماع الدولي شغلت الحيز الأبرز من الاهتمام، خصوصاً مع مشاركة عدد كبير من «حلفاء» روسيا وإيران في هذا المنتدى.

وجاء الإعلان في ختام الاجتماع عن توقيع مذكرة تفاهم بين مجلسي الأمن في روسيا وإيران، ليضيف بعداً جديداً لحلقات تعزيز التحالف الروسي الإيراني في المجالات المختلفة، فضلاً عن تركيز الطرفين على أنه تم خلال الاجتماع إيلاء الاهتمام الأكبر لـ«القضايا المتعلقة بتطوير التعاون العملي الروسي الإيراني في مجال الأمن».

رسالة إلى الغرب

وفي إشارة إلى أن تفاقم التوتر في الشرق الأوسط، كان العنصر الأكثر حضوراً على طاولة المفاوضات، قال بيان مجلس الأمن الروسي إن «الطرفين تبادلا وجهات النظر حول الوضع في الشرق الأوسط، مؤكدَين اهتمامهما بمنع المزيد من تصعيد التوتر».

يذكر أن هذه الزيارة، هي الثانية لأحمديان إلى روسيا منذ مطلع العام، وكما حدث في هذه المرة، كانت الزيارة السابقة في يناير (كانون الثاني) قد شهدت أيضاً تأكيد انتقال العلاقات والتعاون على الصعيد الأمني إلى «مستوى جديد كلياً»، وفقاً لوصف الخدمة الصحافية لمجلس الأمن القومي الروسي، الذي ركز على « دخول التنسيق العملي بين روسيا وإيران إلى مرحلة جديدة في جميع المجالات، مع رفع مستوى التعاون، وتوجيه التركيز على التنفيذ العملي للاتفاقيات المبرمة على أعلى المستويات».

اللافت أن الحرص الروسي على إظهار مستويات تطوير العلاقة مع إيران، في المجالات المختلفة، حمل في توقيته وآليات الإعلان عنه، رسائل محددة، إلى الغرب، وفقاً لخبراء روس رأوا أن موسكو لا تخفي حرصها على إظهار كل أشكال الدعم المباشر وغير المباشر لإيران في الظروف المعقدة والمتشابكة التي يمر بها الشرق الأوسط حالياً.

نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني يشارك في اجتماع دول مجموعة «بريكس» حول تطورات الشرق الأوسط في موسكو (الحكومة الإيرانية)

«بريكس»

في إطار تنسيق السياسات الروسية حيال الشرق الأوسط مع الحلفاء، نظمت الخارجية الروسية، الخميس، اجتماعاً على مستوى نواب وزراء الخارجية والممثلين الخاصين للدول الأعضاء في منظمة «بريكس»، هو الأول من نوعه للمجموعة، الذي يخصص لاستعراض التطورات في الشرق الأوسط بمشاركة الأعضاء الجدد في هذه المجموعة، بعد توسيعها مطلع العام لتضم بالإضافة إلى روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، ممثلين عن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وإثيوبيا وإيران.

شارك في اللقاء من الجانب الإيراني وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية علي باقري كني.

علماً بأن روسيا تترأس مجموعة «بريكس» لهذا العام، وتسعى لتنشيط تحرك المنظمة بما يدعم السياسات الإقليمية لموسكو وحليفاتها، وهو ما برز في الكلمة الاستهلالية للاجتماع التي قدمها نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف.

فيما ركز باقري كني على رؤية إيران بشأن التطورات في الشرق الأوسط و«الاعتداءات المتواصلة للكيان الإسرائيلي على دول المنطقة، بما في ذلك قنصلية سفارتنا في دمشق».

وكان بوغدانوف استبق اللقاء بعقد اجتماع ثنائي مع باقري كني، بحث خلاله الطرفان مستجدات الوضع الإقليمي، وآليات تعزيز التنسيق بين موسكو وطهران.

متغير حاسم

ومع أن روسيا، أكدت في المواقف الرسمية المعلنة دعوة «كل الأطراف» الإقليميين إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى توسيع رقعة ومستوى المواجهات، لكن الكرملين في الوقت ذاته حرص على تأكيد مستوى الدعم لمواقف طهران، بشكل مباشر من خلال الإعلان عن إحراز تقدم ملموس في تعميق التحالف في مجالات عدة، وبشكل غير مباشر أيضاً من خلال تنشيط التنسيق مع الصين في هذا المجال، وتوجيه رسائل بأن موسكو تدعم تحركات «حلفاء» آخرين لدعم مواقف طهران، وهو ما ظهر مثلاً من خلال تركيز وسائل الإعلام الحكومية الروسية في اليومين الماضيين على زيارة وفد اقتصادي كوري شمالي كبير إلى طهران ومجريات المحادثات والاتفاقات خلال هذه الزيارة.

وهذا ما دفع أوساط غربية إلى الاستنتاج بأن الكرملين يعمل بشكل نشط للإفادة من الوضع المتفاقم في المنطقة لتعزيز أوراقه الإقليمية.

ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية عن مستشار البنتاغون السابق دوغلاس ماكغريغور، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يجمع بين يديه كل الأوراق في الوضع في الشرق الأوسط، ويتمتع بنفوذ كبير بين دول المنطقة».

أحمديان يقف أمام طائرة مسيّرة خلال زيارة معرض عسكري في موسكو (فارس)

ورأى المستشار أن «روسيا باتت عاملاً مهماً في المعادلة في الشرق الأوسط. إنها أكثر من مجرد عامل. إنها متغير حاسم. في الوقت الحالي، يحمل فلاديمير بوتين كل الأوراق بين يديه خلف الكواليس في الشرق الأوسط. إنه يعزز مكانة كبيرة».

وبحسب المحلل، فإن سيد الكرملين يدعو الأطراف إلى ضبط النفس والصبر، وتحركاته تشير في الوقت ذاته إلى أنه يضاعف مكاسبه.

كان بوتين أجرى، الأسبوع الماضي، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس إبراهيم رئيسي، ناقشا خلاله الوضع في الشرق الأوسط بعد الضربة الإسرائيلية ورد طهران. وركز الرئيسان، وفقاً لبيان الكرملين، على أن «السبب الجذري للأحداث الجارية في هذه المنطقة هو الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي الذي لم يتم حله».

ورغم أن بوتين أعرب خلال المحادثة عن أمله في أن «يتحلى الجانبان الإيراني والإسرائيلي بضبط النفس، وعدم السماح بجولة جديدة من المواجهة التي تهدد بعواقب كارثية على الشرق الأوسط بأكمله»، فإن أوساطاً روسية رأت أن المدخل الذي يحرك سياسات موسكو الإقليمية يمكّنها من مراكمة فوائد دبلوماسية.

في هذا الإطار، بدا أن التركيز على تعميق التعاون الأمني يشكل حلقة تكميلية لسلسلة حلقات وضعت أسساً عملية لتعزيز التحالف الروسي الإيراني في كل المجالات. ووفقاً لسفير إيران لدى روسيا الاتحادية كاظم جلالي فإن موسكو وطهران قطعتا أشواطاً مهمة في تعميق التعاون الدفاعي المشترك الذي وفقاً للدبلوماسي الإيراني «لن يكون موجهاً ضد طرف ثالث».

كانت روسيا وإيران أبرمتا مطلع العام اتفاقية حكومية بشأن التعاون العسكري.

ووقع الاتفاقية وزير الدفاع سيرغي شويغو ونظيره الإيراني العميد محمد رضا آشتياني.

ورأت موسكو في حينها أن «الاتفاقية تشكل خطوة مهمة في تعزيز هذه العلاقات من خلال إنشاء أسس قانونية ونظرية لترسيخ التعاون العسكري الكامل».

واللافت أن بنود الاتفاقية برزت عناصر جديدة في آليات التعاون العسكري الدفاعي بينها، بحسب الوزير سيرغي شويغو، التفاهم على تعاون في مجال تحركات السفن العسكرية التي ترسو في موانئ روسيا وإيران، وتوسيع ممارسة تبادل الوفود، وتدريب الأفراد العسكريين وتبادل الخبرات في مجال حفظ السلام ومكافحة الإرهاب.

تعاون مالي

على الصعيد الاقتصادي، كان البلدان قد سارا خطوات لتعزيز التعاون في مجال السعي إلى الاعتماد على العملات المحلية والالتفاف على العقوبات الغربية، ونقلت صحيفة «فيدوموستي» الرصينة، أن روسيا وإيران ناقشتا فرص إنشاء عملة مستقرة مشتركة مدعومة بالذهب. ووفقاً لخبراء، تركز الحديث على استخدام العملات المشفرة بدلاً من الدولار والروبل والريال الإيراني في التجارة بين روسيا وإيران. ويضيفون أن هذا لن يصبح ممكناً إلا عندما تنظم السلطات تداول العملات المشفرة.

وتم تأكيد حقيقة هذه المفاوضات مع إيران من قبل أنطون تكاتشيف، عضو لجنة مجلس الدوما لسياسة المعلومات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأضاف أنه في روسيا، من أجل مناقشة هذه القضية على مستوى الدولة، سيتعين على السلطات تنظيم تداول العملات المشفرة بشكل كامل.

قلق أميركي

في الأثناء، زادت هذه التطورات من مستوى القلق الغربي حيال آفاق التعاون الروسي – الإيراني، وخصوصاً على الصعيد العسكري، وأعرب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان عن قلقه بشأن التعاون العسكري بين إيران وروسيا وكوريا الشمالية، مدعياً أن المقترحات الدفاعية الروسية لإيران وكوريا الشمالية يمكن أن تزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة غرب آسيا والمحيط الهادئ.

وقال المسؤول الأميركي: «نحن نراقب عن كثب أيضاً المقترحات العسكرية الروسية، وإذا أعطت روسيا أسلحة لإيران، فإن ذلك سيزعزع استقرار الشرق الأوسط».

ورداً على سؤال حول العلاقات العسكرية بين كوريا الشمالية وإيران، أشار سوليفان إلى «روابط» في التعاون الدفاعي بين البلدين. وقال: «من وقت لآخر، على مدار سنوات عديدة والعديد من الإدارات، شهدنا روابط مختلفة في التعاون الدفاعي بين كوريا الشمالية وإيران، والتي جاءت وذهبت، ومد وجزر».

وأشار سوليفان إلى أن الجديد أو المختلف على مدار العامين الماضيين هو تعميق التعاون بين روسيا وإيران، وبين روسيا وكوريا الشمالية.

وأضاف: «نعتقد أن هذا أمر يثير قلقاً بالغاً لأمن أوروبا، خارج حدود أوكرانيا». وأضاف: «نحن قلقون أيضاً بشأن ما قد يحدث في الاتجاه الآخر. ما الذي ستقدمه روسيا لكوريا الشمالية أو إيران والذي سيزعزع استقرار منطقة المحيطين الهندي والهادئ أو يزعزع استقرار الشرق الأوسط؟».


الجيش الإسرائيلي يعلن انطلاق صفارات الإنذار في عرب العرامشة

جندي إسرائيلي يتأهب في بلدة عرب العرامشة قرب حدود لبنان بعد هجوم «حزب الله» بمسيّرة انقضاضية منتصف الشهر الحالي (رويترز)
جندي إسرائيلي يتأهب في بلدة عرب العرامشة قرب حدود لبنان بعد هجوم «حزب الله» بمسيّرة انقضاضية منتصف الشهر الحالي (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن انطلاق صفارات الإنذار في عرب العرامشة

جندي إسرائيلي يتأهب في بلدة عرب العرامشة قرب حدود لبنان بعد هجوم «حزب الله» بمسيّرة انقضاضية منتصف الشهر الحالي (رويترز)
جندي إسرائيلي يتأهب في بلدة عرب العرامشة قرب حدود لبنان بعد هجوم «حزب الله» بمسيّرة انقضاضية منتصف الشهر الحالي (رويترز)

قال الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إن صفارات الإنذار دوت في عرب العرامشة بشمال إسرائيل، قرب الحدود مع لبنان.

ولم يذكر الجيش الإسرائيلي في بيانه أي تفاصيل أخرى.

كان الجيش قد أعلن يوم الأحد الماضي وفاة ضابط متأثرا بإصابته في هجوم لجماعة «حزب الله» اللبنانية على عرب العرامشة في الأسبوع الماضي، وفقا لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

ويتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله» اللبنانية القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


العملية العسكرية الوشيكة برفح ستبدأ بإجلاء المدنيين... وقد تستمر 5 أسابيع

فلسطينيون يتفقدون منزلاً دُمّر في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على رفح اليوم (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون منزلاً دُمّر في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على رفح اليوم (د.ب.أ)
TT

العملية العسكرية الوشيكة برفح ستبدأ بإجلاء المدنيين... وقد تستمر 5 أسابيع

فلسطينيون يتفقدون منزلاً دُمّر في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على رفح اليوم (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون منزلاً دُمّر في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على رفح اليوم (د.ب.أ)

ذكرت إذاعة «كان» العامة الإسرائيلية، اليوم (الخميس)، أن العملية العسكرية الإسرائيلية الوشيكة في رفح، ستبدأ بإجلاء المدنيين، وقد تستمر لـ5 أسابيع.

وجاء في تقرير إذاعة «كان»، أنه خلال المرحلة الأولى من العملية البرية، سيتم نقل المدنيين من رفح بجنوب قطاع غزة، قرب الحدود المصرية، إلى مواقع أكثر أمناً.

وعلى مدار أشهر ناشد حلفاء إسرائيل، ومنتقدوها، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عدم التوغل في رفح؛ خشية سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين.

يشار إلى أن هناك أكثر من مليون فلسطيني نزحوا إلى رفح من أجزاء أخرى من القطاع المحاصر. كما تضم رفح المعبر الرئيسي الذي تدخل من خلاله المساعدات إلى القطاع.

ورغم ازدياد الضغوط على إسرائيل، فإن الحكومة الإسرائيلية تقول إن عليها أن تمضي قدماً في العملية البرية من أجل تحقيق هدفها، المتمثل في سحق حركة «حماس».


عائلات الرهائن لدى «حماس» تحتشد أمام مقر القيادة العسكرية في تل أبيب

أقارب الرهائن لدى «حماس» يغلقون أفواههم ويقيدون أيديهم خارج وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب (أ.ف.ب)
أقارب الرهائن لدى «حماس» يغلقون أفواههم ويقيدون أيديهم خارج وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب (أ.ف.ب)
TT

عائلات الرهائن لدى «حماس» تحتشد أمام مقر القيادة العسكرية في تل أبيب

أقارب الرهائن لدى «حماس» يغلقون أفواههم ويقيدون أيديهم خارج وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب (أ.ف.ب)
أقارب الرهائن لدى «حماس» يغلقون أفواههم ويقيدون أيديهم خارج وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب (أ.ف.ب)

احتشد أفراد من عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حركة «حماس» في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أمام مقر القيادة العسكرية في تل أبيب، اليوم (الخميس)، بينما يعقد مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي اجتماعاً داخل المقر.

لافتات رفعها أقارب الرهائن في غزة أمام مقرّ وزارة الدفاع في تل أبيب الثلاثاء ضد رئيس الوزراء نتنياهو تطالب بإطلاق سراحهم (أ.ف.ب)

وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، بأن أسرة الرهينة هيرش غولدبرغ بولين، عرضت على شاشة كبيرة، مقطع فيديو كانت «حماس» بثته أمس (الأربعاء)، يدعو فيه العائلات إلى بذل ما بوسعهم لتأمين إطلاق سراحه وبقية الرهائن.

وكانت «حماس» نشرت أمس مقطع الفيديو، الذي ظهر فيه الرجل (24 عاماً) وهو يتهم الحكومة الإسرائيلية بأنها أخفقت في حماية المواطنين الإسرائيليين، وأنها تخلت عنهم.

أقارب الأسرى الإسرائيليين يتظاهرون بتل أبيب في وقت سابق لمطالبة الحكومة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق المحتجزين (أ.ف.ب)

وكانت إسرائيل تفترض، حتى أسابيع مضت، أن أقل قليلاً عن 100، من الـ130 الذين ما زالوا محتجزين في القطاع، ما زالوا على قيد الحياة. ولكنها تخشى الآن وفاة عدد أكبر منهم.