الذكاء الاصطناعي يقود أرباح «مايكروسوفت» متجاوزة توقعات «وول ستريت»

يظهر شعار شركة «مايكروسوفت» في يوم افتتاح معرض تكامل الأنظمة السمعية والبصرية للأنظمة المتكاملة بأوروبا في برشلونة (رويترز)
يظهر شعار شركة «مايكروسوفت» في يوم افتتاح معرض تكامل الأنظمة السمعية والبصرية للأنظمة المتكاملة بأوروبا في برشلونة (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يقود أرباح «مايكروسوفت» متجاوزة توقعات «وول ستريت»

يظهر شعار شركة «مايكروسوفت» في يوم افتتاح معرض تكامل الأنظمة السمعية والبصرية للأنظمة المتكاملة بأوروبا في برشلونة (رويترز)
يظهر شعار شركة «مايكروسوفت» في يوم افتتاح معرض تكامل الأنظمة السمعية والبصرية للأنظمة المتكاملة بأوروبا في برشلونة (رويترز)

حققت «مايكروسوفت» أرباحاً للربع الثالث أعلى من تقديرات «وول ستريت»، الخميس، مدفوعة بالمكاسب الناتجة من اعتماد الذكاء الاصطناعي عبر خدماتها السحابية، وقفزت أسهم الشركة بأكثر من 4 في المائة في التداولات بعد ساعات العمل.

وتوقع المسؤولون التنفيذيون نطاقات إيرادات السحابة للربع الحالي والتي كانت في الغالب أعلى من أهداف «وول ستريت»، وفق «رويترز».

وارتفعت القيمة السوقية لسهم «مايكروسوفت» بعد إغلاق السوق بمقدار 128 مليار دولار، حيث طغى نمو الأرباح والإيرادات على نفقاتها الرأسمالية التي جاءت أعلى من المتوقع.

وقال مدير الإحاطات الأول في «إي ماركتر»، جيريمي غولدمان، مشيراً إلى تحركات الشركة المبكرة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل استثمارها الكبير في شركة «أوبن إيه آي» صانعة «تشات جي بي تي»: «تظهر أرباح (مايكروسوفت) التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن مضاعفة الابتكار تؤتي ثمارها».

وارتفعت إيرادات «مايكروسوفت» بنسبة 17 في المائة إلى 61.9 مليار دولار في الربع المنتهي في مارس (آذار)، متجاوزة التقديرات المتفق عليها البالغة 60.80 مليار دولار، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». وبلغت ربحية السهم 2.94 دولار، متجاوزة هدف «وول ستريت» البالغ 2.82 دولار.

وفي الوقت نفسه، كانت النفقات الرأسمالية لشركة «مايكروسوفت» المدفوعة بالذكاء الاصطناعي في الربع الثالث أعلى بنحو مليار دولار من تقديرات المحللين. ونمت النفقات الرأسمالية من 11.5 مليار دولار في الربع السابق إلى 14 مليار دولار، متجاوزة التقديرات البالغة 13.14 مليار دولار، وفقاً لشركة «فيزيبل ألفا».

وقال نائب رئيس العلاقات مع المستثمرين في «مايكروسوفت»، بريت إيفرسن لـ«رويترز»: «ما زلنا نشهد نمواً كبيراً في طلب العملاء. لذلك؛ نتأكد من توسيع قدرتنا المتاحة بما يتماشى مع ذلك».

وارتفع السهم بشكل كبير، حيث قامت «مايكروسوفت» بشحن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي (genAI) بناءً على شراكتها الاستراتيجية مع «أوبن إيه آي» وساعدها أيضاً على انتزاع تاج أغلى شركة في العالم من «أبل» هذا العام. وتتمتع «مايكروسوفت» بإمكانية وصول خاصة إلى التقنيات المطلوبة للذكاء الاصطناعي التي تطورها «أوبن إيه آي»، والتي تعمل على ضخها عبر مجموعة منتجاتها، مثل «أزور» و«بينغ»، وكذلك «مايكروسوفت 365».

وارتفعت إيرادات وحدة السحابة الذكية لشركة «مايكروسوفت»، التي تضم منصة الحوسبة السحابية «أزور»، إلى 26.7 مليار دولار، متجاوزة متوسط التقديرات البالغ 26.24 مليار دولار، وفقاً لما أظهرته بيانات «إل إس إي جي».

وتوقعت إيرادات السحابة الذكية للربع الرابع أن تتراوح بين 28.4 و28.7 مليار دولار، وهو في الغالب يتجاوز أهداف «وول ستريت» البالغة 28.47 مليار دولار.

وارتفعت إيرادات «أزور» بنسبة 31 في المائة، وهو أعلى من تقدير النمو البالغ 29 في المائة من شركة أبحاث السوق «فيزيبل ألفا». وتوقعت «مايكروسوفت» أن يصل نمو «أزور» في الربع المالي الرابع إلى 30 – 31 في المائة، وهو ما سيجعلها تتقدم على هدف «وول ستريت» البالغ 28.5 في المائة.

ولا تفصح «مايكروسوفت» عن رقم الإيرادات المطلقة لـ«أزور»، وهو الجزء من أعمالها الأفضل موقعاً للاستفادة من الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي.

وحققت أدوات «كوبايلوت»، وهي مجموعة من مساعدي الذكاء الاصطناعي التي تم إطلاقها في نوفمبر (تشرين الثاني) مقابل 30 دولار شهرياً، نجاحاً كبيراً في تعزيز أعمال برامج المؤسسات وأنظمة تشغيل «ويندوز» التابعة لشركة «مايكروسوفت». كما لعب التعافي في مبيعات أجهزة الكومبيوتر الشخصية دوراً في ذلك.

وارتفعت إيرادات وحدة الحوسبة الشخصية بنسبة 17 في المائة لتصل إلى 15.6 مليار دولار، متجاوزة توقعات المحللين البالغة 15.08 مليار دولار.

وزادت إيرادات وحدة الإنتاجية والعمليات التجارية في شركة «مايكروسوفت»، التي تضم برامج المكتب «لينكدإن»، بنسبة 12 في المائة لتصل إلى 19.6 مليار دولار. وكان المحللون قد قدّروا مبلغ 19.54 مليار دولار، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».


مقالات ذات صلة

رحلة التعافي من العطل التقني العالمي قد تمتد إلى أسابيع

العالم موظفو يونايتد إيرلاينز بجوار شاشة المغادرة التي تعرض شاشة خطأ زرقاء والمعروفة أيضاً باسم «شاشة الموت الزرقاء» مطار نيوارك بنيوجيرسي الدولي 19 يوليو 2024 (رويترز)

رحلة التعافي من العطل التقني العالمي قد تمتد إلى أسابيع

العطل التقني العالمي... مطارات تعاود العمل والتعافي الكامل قد يحتاج إلى أسابيع حسب خبراء.

كوثر وكيل (لندن)
تكنولوجيا تقرير «مايكروسفت»: يدرك المحترفون أن هناك فرصاً كبيرة متاحة لأولئك الذين يمتلكون مهارات في مجال الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

«مايكروسوفت»: 75 % من الموظفين يستخدمون الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في إنجاز مهامهم اليومية

تقرير جديد لـ«مايكروسوفت» بالتعاون مع «لينكد إن» يكشف التوجهات الجديدة لتبني الذكاء الاصطناعي في المؤسسات.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد يقف الزائرون بالقرب من لافتة للذكاء الاصطناعي في معرض «تشاينا سيكيوريتيز» (رويترز)

طفرة الذكاء الاصطناعي تُضخم قيمة كبار الشركات العالمية 17 %

أدت طفرة الذكاء الاصطناعي إلى زيادة قيمة أكبر 100 شركة مدرجة بالبورصة في العالم وفقاً لتحليل أجرته شركة الاستشارات الاقتصادية «إرنست آند يونغ».

«الشرق الأوسط» (شتوتغارت )
تكنولوجيا مصطفى سليمان: «مايكروسوفت» تركز حالياً على مشروعات مثل «كوبايلوت» التي تتضمن ضبطًا دقيقًا لنماذج «OpenAI» (لينكد إن)

هل لمّح الرئيس التنفيذي لـ«Microsoft AI» إلى موعد إصدار «شات جي بي تي 6»؟

شارك مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لشركة «Microsoft AI» وجهات نظره حول تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي ومفهوم «الوكلاء المستقلين».

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد شعار «مايكروسوفت» خارج مقرها الرئيسي في «إيسي ليه مولينو» خارج باريس (أ.ب)

الاتحاد الأوروبي: «مايكروسوفت» انتهكت قواعد مكافحة الاحتكار

اتهم المنظمون في الاتحاد الأوروبي شركة «مايكروسوفت» بممارسات «ربما مسيئة» تنتهك قواعد مكافحة الاحتكار في الكتلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر تتطلع إلى موافقة صندوق النقد على صرف شريحة جديدة من القرض

وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)
وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)
TT

مصر تتطلع إلى موافقة صندوق النقد على صرف شريحة جديدة من القرض

وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)
وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)

قال وزير المالية المصري أحمد كجوك، إن بلاده تتطلع إلى موافقة مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على المراجعة الثالثة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري يوم 29 يوليو (تموز) الحالي، «ونستهدف استمرار المراجعات القادمة بنجاح، والعمل على مسار الحصول على تمويل من صندوق المرونة والاستدامة».

وأكد الوزير، في بيان صحافي، السبت: «إننا نتعامل في مصر بتوازن شديد مع تداعيات جيوسياسية مركبة، في إطار برنامج شامل لتحسين الأداء الاقتصادي».

وأجرت بعثة من صندوق النقد الدولي، زيارة إلى القاهرة في مايو (أيار) الماضي، لإجراء المراجعة الثالثة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي. لكنه أجّل مناقشة صرف الشريحة الثالثة من القرض الممنوح لمصر بقيمة 820 مليون دولار، إلى 29 يوليو الحالي، بعدما كانت على جدول اجتماعاته المقررة 10 يوليو.

واعتمد مجلس الصندوق في نهاية مارس (آذار) الماضي، المراجعتين الأولى والثانية، في إطار تسهيل الصندوق الممدد لمصر، ووافق على زيادة قيمة البرنامج الأصلي بنحو 5 مليارات دولار، ليصل إجماليها إلى 8 مليارات دولار، ما سمح لمصر بسحب سيولة من الصندوق بنحو 820 مليون دولار على الفور.

وخلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي، على هامش اجتماعات «مجموعة العشرين» في البرازيل، قال الوزير: «إننا ملتزمون بتحقيق الانضباط المالي من أجل وضع مسار دين أجهزة الموازنة للناتج المحلي في مسار نزولي، ونستهدف خلق مساحة مالية كافية تتيح زيادة الإنفاق على التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، ونعمل أيضاً على خفض معدلات التضخم لضمان استقرار الأسعار لتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين، ومساندة تنافسية الشركات».

وأشار الوزير إلى أن أولوية الحكومة خلال الفترة المقبلة زيادة حجم استثمارات القطاع الخاص ودفع الأنشطة الإنتاجية والتصديرية، وكذلك تطوير بيئة الأعمال لتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، لافتاً إلى «أننا نعمل على تبسيط الإجراءات الخاصة بمنظومتي الضرائب والجمارك لإعادة بناء الثقة بين مجتمع الأعمال والإدارة الضريبية وتحسين الخدمات للممولين».

وأوضح كجوك، أن بلاده حريصة على دفع الإصلاحات الهيكلية ودفع الاستثمارات الخاصة في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا وتحلية المياه والبنية التحتية، مشيراً إلى العمل أيضاً على «اتساق السياسات الاقتصادية من خلال وضع سقف لإجمالي الاستثمارات العامة والضمانات الحكومية ونسبة دين الحكومة العامة للناتج المحلي».

على صعيد موازٍ، عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية، لقاءاتٍ مكثفة مع وزراء الاقتصاد والتنمية والتعاون الدولي، إلى جانب مسؤولي مؤسسات التمويل الدولية، المُشاركين في الاجتماع الوزاري لـ«مجموعة العشرين» بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وذلك لبحث أولويات التعاون المشترك وتعزيز الشراكات المستقبلية في ضوء أولويات وبرنامج الحكومة.

والتقت المشاط بكل من: أحمد حسين وزير التنمية الدولية الكندي، وإيفا جرانادوس وزيرة الدولة للتعاون الدولي الإسبانية، وريم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيفينا شولز الوزيرة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، وأنيليز جين دودز وزيرة الدولة لشؤون المرأة والمساواة في المملكة المتحدة، وخوسيه دي ليما وزير الدولة للاقتصاد الأنغولي، وكريسولا زاكاروبولو وزيرة الدولة للتعاون الإنمائي بفرنسا.

كما عقدت الوزيرة لقاءً مع جوتا أوربيلينين المفوضة الأوروبية للشراكات الدولية، وسيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، وريبيكا جرينسبان الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، كما التقت أنيل كيشورا نائب الرئيس والمدير التنفيذي لبنك التنمية الجديد (NDB)، وألفارو لاريو رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد).

وخلال اللقاءات ناقشت المشاط، فُرص التعاون المستقبلي مع الاتحاد الأوروبي استمراراً للشراكة الاستراتيجية بين الجانبين وجهود تعزيز الاستثمارات من خلال آلية ضمان الاستثمار التي يجري تنفيذها، وكذلك تعزيز جهود الإصلاحات الهيكلية.