كريس هيوز
TT

هل تحتاج الشركات البريطانية إلى مديرين جدد؟

يواصل دافعو الأرباح الأكثر سخاء على مؤشر فوتسي 100 البريطاني الشهير التحرك، وإن كانوا يتحركون في مختلف الأنحاء. ويقولون إنهم لا يخفضون من العوائد، حتى مع الصراخ المتكرر الذي تطلقه الأسهم مطالبة بالحاجة إلى إعادة ضبط الأوضاع. فهل ينشأ ذلك من أن الخوف من المستثمرين المتورطين هو الذي يدفع المديرين التنفيذيين إلى فعل الصواب؟
تسببت الشكوك بشأن عوائد شركة «سنتريكا بي إل سي» في دفع عوائدها إلى نسبة 9.2 في المائة. ومؤخراً، كشفت الشركة أن الأرباح المحققة لن تكون كافية في تغطية مدفوعات العام الحالي، الذي تعتزم الشركة خلاله المضي قدماً بالأسلوب المتبع نفسه. وهبطت الأسهم بنسبة 9 نقاط مئوية كاملة. وقد يسأل أعضاء مجلس إدارة الشركة أنفسهم إن كان رد الفعل سوف يكون أسوأ لو أنهم أعلنوا التخفيضات مبكراً، أم لا.
وأعاد نيك ريد، المدير التنفيذي الجديد لشركة فودافون البريطانية، التأكيد على ثقته بأرباح الشركة خلال عدة أيام مضت. وارتد سهم الشركة الذي بلغت أرباحه 8.6 نقطة مئوية، بنسبة 8 نقاط مئوية كاملة، وإن كان من أدنى مستوى مسجل له في ثماني سنوات.
والمعلومة الأكيدة هنا هي أن المستثمرين يشعرون بشكوك متزايدة بشأن استدامة العوائد النقدية لشركة سنتريكا مع شكوك أقل فيما يتعلق بشركة فودافون.
وتقول شركة سنتريكا إن التدفق النقدي العملاني سوف يغطي تمويل النفقات الرأسمالية، والفوائد، وأرباح الأسهم عن العام الحالي. وحقيقة أن العوائد لا تغطيها الأرباح تترك المستثمرين في حالة بحث من دون جدوى عن الطمأنينة بأن هذه المعادلة سوف تلقى حد الاتزان المنشود خلال الأعوام المقبلة. ومن شأن المنافسات شديدة للبيع بالتجزئة ألا تختفي عن واجهة الأحداث في أي وقت قريب. ومن شأن شركة سنتريكا أن تلجأ إلى تقليص النفقات الرأسمالية من أجل حماية العوائد، ولكن ذلك يكون على حساب النمو المستقبلي للشركة.
تراجعت أرباح فودافون خلال النصف الأول من العام الحالي إثر الرسوم الكبيرة التي فُرضت على عمليات الاستحواذ السابقة. وعلى غرار «سنتريكا»، ترغب الشركة من المستثمرين التركيز على التدفق النقدي، الذي تقول إنه يناسب تغطية متطلبات الاستثمار السنوي لهذه المرحلة، ومدفوعات الفوائد، والعوائد، ويترك قليلاً من الأموال المتبقية بعد ذلك. وفي المستقبل، تأمل الشركة أن تؤدي عمليات الاستحواذ والتخفيضات المزمعة إلى توليد الفوائض النقدية الكبيرة لتغطية المدفوعات المطلوبة. ومن شأن عملية شراء الأصول بقيمة 18 مليار يورو (ما يساوي 21 مليار دولار) من شركة ليبرتي غلوبال بي إل سي، والمقرر وضع اللمسات النهائية عليها خلال العام المقبل، أن تساعد في هذه الجهود.
ويبدو أن قدرة شركة فودافون على تحمل أعباء أي عمليات للاندماج والشراء الأخرى محدودة. غير أن استراتيجية الشركة لا تعتمد بالأساس على صفقة أخرى كبيرة منتظرة. ومن شأن نظرية ريد أن تطل برأسها في هذا الشأن - على الرغم من أنه مشكوك فيه ما إذا كانت شركة فودافون سوف تظهر لاعباً في مضمار ما قبل النمو في مجال الأسهم المشابهة للسندات، أم لا.
وتعمل معظم الشركات البريطانية الكبرى الأخرى بصرامة غير معتادة بغية المحافظة على العوائد السخية. وتبذل شركة غلاكسو سميث كلاين بي إل سي كل جهدها في ذلك - حتى إن لم تكن تحظى بتغطية التدفق النقدي المجاني خلال الشهور التسعة الأولى من العام الحالي. وقد تأتي القيود الناتجة عن عمليات الاندماج والاستحواذ مع تكاليف الفرص الكبرى لدى شركة إم أند إيه عن مثيلتها في «فودافون»، حيث تحاول شركة صناعة المستحضرات الدوائية إعادة بناء خطوط إنتاج صناعة العقاقير.
وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، كانت العوائد الموزعة تمثل نسبة أكبر من أرباح مؤشر فوتسي 100 عن أي سوق رئيسية أخرى. وفي حين أن الشركات الأميركية تفضل تعزيز أسعار الأسهم الخاصة بها من خلال عمليات إعادة الشراء، التي يمكن تشغيلها أو إيقافها، فإن نظيراتها في المملكة المتحدة تواصل الالتزام بانضباط سداد الدفعات السنوية المعتادة. ومن ثم، فإن مؤشر فوتسي 100 لا يزال يحظى بأعلى مردود ممكن حتى الآن.
وتكمن المخاطر في أن رؤساء الشركات في المملكة المتحدة يفضلون حملة الأسهم المتعطشين للأرباح على حساب الاستثمار الإنتاجي. غير أن أموال الدخل ليست البطل الشرير في تلك الرواية.
لدى الشركات البريطانية سجل ضعيف من حيث تحقيق النمو المربح، ولذلك هناك حالة من انعدام الثقة المفهومة في قدرة هذه الشركات على الاستثمار بحكمة. ولا تعتبر عوائق شركة فودافون الأخيرة من بين السمات المعروفة عن تلك الشركة الكبيرة. وأثبت دخول شركة سنتريكا إلى معترك سوق الطاقة في الولايات المتحدة تحدياته الحقيقية. وتتصارع شركة غلاكسو سميث كلاين بي إل سي مع مشكلات ضعف الإنتاجية في مجالات البحث والتطوير المهمة.
ويبدو أن هناك حلقة مفرغة من النمو الضعيف، ومن الأرباح المرتفعة، ونقص الاستثمارات. فما الذي من شأنه كسر هذه الحلقة المفرغة؟ هنا يقع العبء على عاتق المديرين التنفيذيين من حيث وضع العوائد عند مستوى يتناسب مع الأعمال، وليست أي دائرة مصالح مهمة على السجل. وإذا كان رؤساء الشركات عاجزين عن العثور على مجالات ذات نمو مربح، ينبغي عليهم أن يتحلوا بالانفتاح الواجب على تمرير الأعمال إلى أشخاص جدد يحملون مزيداً من الأفكار الجديدة.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»