شريا أوفيد
بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
TT

هل يقلب «سناب شات» الطاولة على «فيسبوك»

ماذا لو أن تطبيق «سناب شات» استنسخ «تجربة فيسبوك»؟
قال إيفان شبايغل، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لشركة «سناب»، مرارا إن تطبيق «سناب شات» مكان للتفاعل العميق مع عدد محدود من جهات الاتصال. في الحقيقة، فإن غالبية النشاط في هذا التطبيق تنحصر في نشر المستخدمين للصور والمقاطع المصورة القصيرة التي تسمى «سنابس»، والتي يتبادلونها مع الأصدقاء كنوع من التواصل البصري.
غير أن الإعلانات لا تظهر في التيار الذي يمر عبر ثلاثة مليارات لقطة سريعة يرسلها الناس إلى بعضهم بعضاً كل يوم، لكن عددا كبيرا من الصور الإعلانية يظهر في مكان عام من التطبيق تتخاطب من خلاله الوكالات الإخبارية وشركات الترفيه والمشاهير مع العالم. إن الفصل بين الاستخدام المكثف لخاصية الدردشة وحصة العائدات الواردة من أي وجهة أخرى يمثل حافزا سيئا. فتطبيق «سناب شات»، أو الدردشة باستخدام الصور، في حاجة لأن يغري المستخدمين الفرحين بتبادل الصور طيلة اليوم مع أصدقائهم للانتقال إلى جانب التطبيق الذي يدر ربحا على «سناب».
هناك حل لهذه المسألة، وإن كنت أعتقد أن مستخدمي «سناب شات» لن يحبوه كثيرا، وهو أن يبدأ تطبيق «سناب» في بيع الإعلانات في تطبيق المحادثات الخاصة. لقد اجتاز «فيسبوك» هذه المرحلة بالفعل بأن اختبر تجربة جعل الشركات تدفع ثمن التفاعل مع المستخدمين من خلال تطبيق الدردشة «ماسنجر»، وهو كذلك مكان للدردشة بين عدد محدود من الناس بعيدا عن أعين العامة. وسوف يتخذ تطبيق الرسائل الآخر «واتساب» نفس المنحى قريبا.
عمل «فيسبوك» بلا هوادة على استنساخ تجربة «سناب شات» والآن حانت الفرصة لـ«سناب شات» لأن يقلب الطاولة بأن يستعير تكتيكات إعلانية من تطبيقات رسائل «فيسبوك». إن استحداث الإعلانات في الدردشة أمر ينسجم مع استراتيجية الشركة الإعلانية، ولذلك لماذا لا تعتمد استراتيجية «سناب» الإعلانية على السمة الأساسية والأكثر استخداما في تطبيقها؟
بالنسبة للناس غير المعتادين على «سناب شات»، أقول إن لهذا التطبيق ثلاث وظائف أساسية: أولا، هناك الكاميرا التي يستخدمها الناس في التقاط الصور أو مقاطع صغيرة وتعديلها بإضافة بعض المؤثرات. ثانيا، هناك خيط من المحادثات الخاصة بين الأشخاص الذين يرسلون تلك الصور إلى الأصدقاء. ثالثا، هناك خاصية «ديسكوفر»، وتعني «اكتشف»، وهو قسم يضم صورا ومقاطع مصورة من إنتاج وكالات إخبارية وشركات ترفيه وأشخاص لهم معجبون، مثل الممثل الكوميدي كيفين هارت، وهناك أيضا مونتاج شخصي من الأصدقاء يسمى «ستوريز»، أو «قصص».
يجني تطبيق «سناب» المال من خلال اثنين من تلك التطبيقات الثلاثة. فشركات مثل «أديداس» تدفع مقابل إنتاج رسوم متحركة نرى فيها الناس يلعبون بكرة متحركة في صور «سيلفي». المعلنون كذلك يشترون رسائل إعلانية داخل مونتاج «ديسكوفر» ومن خلال خواص «فريندر» بين الأصدقاء. لم يقم تطبيق «سناب» بتعطيل الخواص التي يجني من خلالها عائدات الإعلانات، لكن المحللون يعتقدون أن المستخدمين يقضون جزءا بسيطا من وقتهم في قسم «ديسكوفر»، وهو القسم الذي يولد إعلانات الشركة.
يعني ذلك أن شبايغل، الشريك المؤسس لشركة سناب، يشعر بالتشتت والحيرة بين ما يريده المستخدمون وبين القسم التجاري الذي يفيد الشركة ماديا. ولذلك فإن أفضل الأساليب للحصول عل المال من خلال الجانب غير المستغل في تطبيق «سناب شات» يجب أن يمثل الأولوية والمطلب الأول من المسؤولين التنفيذيين الذين جرى تعيينهم مؤخرا للإشراف على إعلاناتها وعلى مجالات توليد المال بصفة عامة. لم تستبعد شركة «سناب» هذه الإمكانية، ففي مكالمة مع محللين جرت عبر الكونفرانس في أغسطس (آب) الماضي، أفاد المدير المالي لسناب بأن الشركة «تسعى إلى تحديد القيم المالية لكافة استخدامات التطبيق»، وذكر احتمالية العمل على جني المال من خلال نشاط «سناب».

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»