حمزة الكمالي
وكيل وزارة الشباب والرياضة في اليمن
TT

هلع الميليشيات الحوثية وضجيجها

يُظهر الاهتمام الكبير الدولي والإقليمي والداخلي بمعركة تحرير الحديدة مدى أهميتها الاستراتيجية، فكلما تحركت القوات الشرعية والتحالف العربي لحسم هذه المعركة، شهدنا الضغط الدولي المضاد وتحرك المنظمات الإنسانية وتعالي الأصوات المتباكية التي لا تقل ضجيجاً عن حالة الصراخ والهلع بين الميليشيات الحوثية من تحرر هذا الميناء الاستراتيجي، وقد أدى هذا التشويش في السابق إلى إيقاف عملية التحرير مؤقتاً وتأجيلها، مما انعكس سلباً على المدينة وأهلها وضاعف المعاناة والتكلفة المادية والإنسانية لهذه العملية في ظل إعطاء الفرصة للميليشيات باتخاذ المدنيين دروعاً وتحويل المستشفيات والمدارس إلى ثكنات عسكرية.
ميناء الحديدة هو ثاني أكبر الموانئ اليمنية ويمثل منفذاً رئيسياً لحركة البضائع، وتمتلك المحافظة شريطاً ساحلياً ممتداً، وحرمانُ الميليشيات الحوثية منه ضربةٌ استراتيجية تؤدي إلى قطع خطوط التهريب والإمداد للميليشيات التي تحصل من خلالها على المعدات العسكرية والمقذوفات الباليستية التي تستخدمها في عملياتها الإرهابية.
الحديدة من أكثر المناطق معاناة اقتصادياً ومعيشياً رغم أنها محافظة تنعم بالموارد، والميليشيات تنتهج سياسة منظمة لنهبها وتعمد إلى قطع رواتب الموظفين وتعطيل سبل المعيشة الأساسية للمواطنين لخلق أزمة إنسانية تتاجر بها أمام المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي لاستعمالها في الضغط على الشرعية والتحالف العربي. وتعوّل على تواطؤ المنظمات الدولية التي تزايد على أجساد أبناء الحديدة الهزيلة، التي هدها الجوع والمرض لتغطي على المجرم الحقيقي والواضح؛ خدمة لمصالحها ومآربها الخاصة التي التقت مع أهداف الميليشيات الحوثية.
ولا نسمع أي صوت لهذه المنظمات عن المعاناة والوضع الإنساني إلا عندما تتحرك قوات الشرعية والتحالف لاستكمال تحرير كامل التراب الوطني وتخليص المواطنين من تسلط الميليشيات عليهم.
هذه المنظمات التي تعمل في توافق عجيب مع توجهات الميليشيات وسياستها سواء من حيث تقييمها للوضع الإنساني والانتهاكات والضحايا والمعاناة، وكذلك في اتخاذ سياسة منحازة في تقديم المعونات والمساعدات الإنسانية. وفي حين أن الجهود الإغاثية للتحالف والمملكة العربية السعودية من خلال مركز الملك سلمان تسعى لإيصال الدعم إلى كل أبناء الشعب اليمني سواء في مناطق سيطرة الشرعية أو المناطق الخاضعة للميليشيا دون اعتبار إلا للاحتياجات الإنسانية، فإن المنظمات الدولية داخل مناطق الميليشيا تسهل لها الاستيلاء على هذه المعونات والاتجار بها وتوزيعها على الموالين لها وتجويع الرافضين لسيطرة الميليشيات، ومن ثم إظهارهم إعلامياً وتسويق معاناتهم لكيل الاتهامات للحكومة الشرعية والتحالف والسعودية.
هذه المعاناة الإنسانية تسبق الأهداف الاستراتيجية لكونها الدافع الأهم لقيادة الشرعية والتحالف تحت وطأة الواجب الأخلاقي والإنساني والوطني لتحرير هؤلاء المختطفين قسراً تحت نير الميليشيات.

- وكيل وزارة الشباب والرياضة في اليمن