تفاقم عدوى الجديري المائي

ضرورة التقيد بمراحل التطعيم ضده

تفاقم عدوى الجديري المائي
TT

تفاقم عدوى الجديري المائي

تفاقم عدوى الجديري المائي

لاحظ كثير من التقارير زيادة في حدوث الإصابة بمرض الجديري المائي (العنقز)، وهو مرض فيروسي، على مدى السنتين الماضيتين، وهو أمر لا يصدق. ونظرا لعدم وجود أرقام فعلية حول العدد الكلي للإصابات في منطقتنا من مواطنين ومقيمين، فإن من الصعب حصر الزيادة نسبيا لكل مائة ألف من البشر.
«الفاريسيلا» فيروس معد، من اليوم الأول إلى اليوم السابع، حيث يغزو نهايات الأعصاب المعنية بالبشرة مثل فيروسات الهيربس، وهو سريع الانتشار من شخص إلى آخر عن طريق الرذاذ الهوائي، ويصيب ضحاياه إن لم يكن قد أصابهم من قبل، أو لم يأخذوا التطعيم.
وله فيروس من الفيروسات الكبيرة من عائلة الهيربس يسمى «varicella zoster» يكون طفحا جلديا ذا دوائر حمراء قد تصل إلى أكبر من حجم قطعة معدنية صغيرة تنتفخ لتتحلل إلى فقاعات مليئة بالفيروس، وغالبا بالدم وتنتشر في الوجه والأطراف والبطن مصحوبة بحكة وحرارة وشعور بالتعب والإعياء لمدة أسبوع، وغالبا ما تصيب الأطفال بين سن الثانية وست سنوات.
والوضع مطمئن في هذا العمر إذا لم يكن الطفل معلولا من آفات أخرى مثل نقص المناعة أو الأورام أو يعالج بالكورتيزون، ولكنه خبيث في الفئات العمرية الأخرى وأيضا للحوامل، وقد يحتاجون إلى تنويم بالمستشفى. وقد تحدث وفيات من هذا المرض؛ إذ إن إصابة الرضع الشديدة يرافقها التهاب رئة ونزف دموي والتهاب في الدماغ وغيرها من الأمراض الملازمة مثل تسمم الدم والتهابات مختلفة في المفاصل والعظام.

* التحصين
يبدأ تطعيم الصغار عادة في السن من 12 - 18 شهرا، وتجري إعادة التطعيم بين سن أربع وست سنوات، أما تطعيم الكبار، إذا لم يكونوا قد طُعموا من قبل، فيحدث لمرتين يفصل بينهما أربعة أسابيع.
ويعرف أغلب الدول أن هذا الفيروس قد تضاعف في نسبة حدوثه، والجميع يتوق إلى إعادته إلى وضعه الطبيعي. وإذا درسنا الحالات عند الأطفال حتى سن المدرسة، فسنرى تضاعف الحالات بين سن الرابعة والسادسة أو بعدها. لذا نرى ونقترح على الجهات الصحية المسؤولة أن تقدم تطعيم الجرعة الثانية من «varicella» لتكون في نهاية سن الرابعة، وهنا توجد فجوة زمنية تمتد إلى أربع سنوات حيث يمكن تقديم الجرعة الثانية كالذي نعمله بعد تطعيم التهاب الكبد الفيروسي من نوع «بي» الذي يتهاوى مستوى المناعة فيه بعد أربع أو خمس سنوات. وسنرى أن هذا التغيير يعطي نتائجه الجيدة مما سيوفر كثيرا من العلاج والوقت للرعاية الصحية والعوائل وللحالات المصابة.
حاليا تكون المعالجة بمضاد فيروسي على هيئة مرهم خمس مرات في اليوم من النوع الذي يستخدم لعلاج الهيربس مثل «زوفيراكس» أو «أسيكلوفير» وعلى هيئة حبوب للكبار، وهو يعجل ويطيب التقرحات الفيروسية ويمنع انتشارها.

* استشاري علم الأمراض



هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟
TT

هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

لقد رأينا جميعاً ذلك؛ يبدو بعض الأشخاص أصغر سناً أو أكبر سناً بكثير من أعمارهم. وربما نظرنا جميعاً في المرآة، ورأينا مدى تقدمنا ​​في السن من الخارج، ثم تساءلنا عن عمرنا من الداخل.

هل هناك طريقة لقياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

إذا كان الأمر كذلك، فهل يخبرنا هذا القياس بشيء مهم، مثل مدى احتمالية إصابتنا بأمراض مرتبطة بالعمر كأمراض القلب والعديد من أنواع السرطان والخرف؟ إلى حد ما، نعم؛ إذ وعلى مدى السنوات الثلاثين الماضية، بدأت التطورات العلمية تسمح بقياس عمرنا البيولوجي.

تقنية التيلوميرات والساعة الجينية

إحدى التقنيات الراسخة هي قياس طول التيلوميرات telomeres، وهي نهايات الكروموسومات داخل كل خلية؛ إذ إن الأشخاص الذين تحتوي خلاياهم على تيلوميرات أقصر هم أكثر عرضة للأمراض المرتبطة بالعمر. وهناك تقنية أخرى راسخة تتمثل في قياس ما يسمى بـ«الساعة T.R الجينية» epigenetic clock، وهي تقييم للجينات التي يتم تشغيلها أو إيقاف تشغيلها.

(علم ما فوق الجينات - بالإنجليزية: Epigenetics، أو علمُ التَّخَلُّق، يبحث في تأثير الظواهر الأخرى مثل البيئة على الجينات، وليس تأثير الحمض النووي «دي إن إيه» عليها - المحرر)

200 بروتين تحدد العمر

في أغسطس (آب) 2024، نشرت مجلة Nature Medicine دراسة تفيد بنهج جديد أصبح ممكناً بفضل تقدم علمي ملحوظ في مجال يُعرف باسم علم البروتينات proteomics: القدرة على قياس مستويات آلاف البروتينات في عينة صغيرة من الدم.

قام فريق دولي بقياس مستويات ما يقرب من 3000 بروتين في دم أكثر من 45000 شخص في المملكة المتحدة. ووجدوا أن مستويات نحو 200 من البروتينات تتنبأ بالعمر الزمني (الفعلي)، وأن الأشخاص الذين كان «عمرهم البروتيني» أكبر من أعمارهم الفعلية كانوا أكثر عرضة للإصابة بتدهور مرتبط بالعمر في الوظائف البدنية والإدراكية، وكذلك الأمراض المرتبطة بالعمر، حتى إنهم وجدوا علامات شيخوخة لأعضاء معينة في الجسم.

«الساعة البروتينية»

وأخيراً، أظهر الباحثون أن «الساعة البروتينية» التي طوروها من دراسة الأشخاص الذين يعيشون في المملكة المتحدة تتنبأ أيضاً بالشيخوخة البيولوجية لدى أعداد كبيرة من الناس في الصين وفنلندا.

والآن بعد أن أصبح لدينا طرق لقياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا، فهل تساعدنا هذه المعرفة في إبطاء هذه العملية؟

علاجات مضادة للشيخوخة

من الممكن أن يوفر نمط البروتين الذي كشفت عنه هذه الدراسة أدلة تؤدي إلى علاجات مضادة للشيخوخة: وتعمل شركات التكنولوجيا الحيوية بالفعل على هذا. ومن الممكن أيضاً أن يقتنع الشباب نسبياً الذين قيل لهم إنهم يشيخون بسرعة أكبر من غيرهم بإجراء تغييرات في نمط حياتهم تعمل على إبطاء عملية الشيخوخة. ومع ذلك، فإن ما إذا كانت أي من هذه الفوائد ستتدفق من هذه المعرفة الجديدة فلا يزال يتعين علينا أن نرى.

وما هو واضح هو أننا ندخل عصراً جديداً، حيث يمكن لاختبارات مثل هذه، مع الأجهزة التقنية (من الساعات الذكية إلى الأجهزة الأكثر تطوراً) التي تقيس باستمرار وظائف معينة في الجسم، أن تزودنا بمعلومات لم نكن لنحصل عليها من قبل.

* رئيس تحرير «رسالة هارفارد الصحية»، خدمات «تريبيون ميديا».